السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأحد، 29 سبتمبر 2019

قصة يونس عليه الصلاة والسلام

 هو يونس ابن مَتَّى  
* ورد في الكامل لابن الأثير: أن مَتَّى هي أمُّه ، بينما قال ابن الجوزي وآخرون : أن مَتَّى  هو  أبوه 
و قيل أنه من نسل يعقوب بن اسحاق ولم يرد عليه دليل ، ولكن الثابت في السُّنة : أنّه يونس ابن مَتَّى
* ولقبه في القرآن :"ذَا النُّونِ" وهو لَقَبه  لابتلاع النون إياه ، والنون الحوت
* نبيٌّ مُرسَل لقوله تعالى : "وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ" ، أرسله الله إلى أهل نينوى من أرض الموصل حيث كانوا يعبدون الأصنام 
** قصة يونس عليه الصلاة والسلام 
** قوله تعالى : "وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ"
"ذَا النُّونِ" وهو لقب ليونس بن متى لابتلاع النون إياه. والنون الحوت.
* "إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً" 
1 قال الحسن والشعبي وسعيد بن جبير : مغاضبا لربه عز وجل. واختاره الطبري والقتبي واستحسنه المهدوي ، وروي عن ابن مسعود. وقال النحاس : وربما أنكره هذا من لا يعرف اللغة وهو قول صحيح. والمعنى : مغاضبا من أجل ربه ، كما تقول : غضبت لك أي من أجلك. والمؤمن يغضب لله عز وجل إذا عصي. 
وقال ابن مسعود : أبق من ربه أي من أمر ربه حتى أمره بالعودة إليهم بعد رفع العذاب عنهم. فإنه كان يتوعد قومه بنزول العذاب في وقت معلوم ، وخرج من عندهم في ذلك الوقت ، فأظلهم العذاب فتضرعوا فرفع عنهم ولم يعلم يونس بتوبتهم ؛ فلذلك ذهب مغاضبا وكان من حقه ألا يذهب إلا بإذن محدد. 
* وقول النحاس أحسن ما قيل في تأويله. أي خرج مغاضبا من أجل ربه ، أي غضب على قومه من أجل كفرهم بربه 
* وقيل : إنه غاضب قومه حين طال عليه أمرهم وتعنتهم فذهب فارًّا بنفسه ، ولم يصبر على أذاهم وقد كان الله أمره بملازمتهم والدعاء ، فكان ذنبه خروجه من بينهم من غير إذن من الله. 
2 وعن الضحاك أيضا خرج مغاضبا لقومه ؛ لأن قومه لما لم يقبلوا منه وهو رسول من الله عز وجل كفروا بهذا فوجب أن يغاضبهم ، وعلى كل أحد أن يغاضب من عصى الله عز وجل. 
3 وقالت فرقة منهم الأخفش : إنما خرج مغاضبا للمَلِك الذي كان على قومه. قال ابن عباس : أراد شعيا النبي والملك الذي كان في وقته اسمه حزقيا أن يبعثوا يونس إلى ملك نينوى ، وكان غزا بني إسرائيل وسبى الكثير منهم ليكلمه حتى يرسل معه بني إسرائيل ، وكان الأنبياء في ذلك الزمان يوحى إليهم ، والأمر والسياسة إلى ملك قد اختاروه فيعمل على وحي ذلك النبي ، وكان أوحى الله لشعيا : أن قل لحزقيا الملك أن يختار نبيا قويا أمينا من بني إسرائيل فيبعثه إلى أهل نينوى فيأمرهم بالتخلية عن بني إسرائيل فإني ملق في قلوب ملوكهم وجبابرتهم التخلية عنهم. فقال يونس لشعيا : هل أمرك الله بإخراجي ؟ قال : لا. قال : فهل سماني لك ؟ قال : لا. قال فها هنا أنبياء أمناء أقوياء. فألحوا عليه فخرج مغاضبا للنبي الملك وقومه ، فأتى بحر الروم وكان من قصته ما كان ؛ فابتلي ببطن الحوت لتركه أمر شعيا ؛ ولهذا قال الله تعالى : "فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ"الصافات ، والمليم من فعل ما يلام عليه. وكان ما فعله إما صغيرة أو ترك الأولى.  
* وقال القشيري : والأظهر أن هذه المغاضبة كانت بعد إرسال الله تعالى إياه ، وبعد رفع العذاب عن القوم بعد ما أظلهم ؛ فإنه كره رفع العذاب عنهم.
قلت : هذا أحسن ما قيل فيه 
* قوله تعالى : "فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ" 
 روي عن سعيد بن جبير حكاه عنه المهدوي ، والثعلبي عن الحسن وذكر الثعلبي وقال عطاء وسعيد بن جبير وكثير من العلماء معناه : فظن أن لن نضيق عليه. الحسن : هو من قوله تعالى : "اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ"الرعد ، أي يضيق. وقوله "وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ"الطلاق
 وقيل : هو من القَدَر الذي هو القضاء والحكم ؛ أي فظن أن لن نقضي عليه بالعقوبة ؛ قال قتادة ومجاهد والفراء. مأخوذ من القَدَر وهو الحُكم دون القُدْرة والاستطاعة. وروي عن أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب ، أنه قال في قول الله عز وجل : "فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ" هو من التقدير  ، ليس من القُدرة ، يقال منه : قَدَر الله لك الخير يقدره قدرا ، بمعنى قدر الله لك الخير.
يعني ما تقدِرَه وتقضي به يقع.
قوله تعالى : "فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ"
* قوله تعالى : "فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ" 
اختلف العلماء في جمع الظلمات ما المراد به :
فقالت فرقة منهم ابن عباس وقتادة : ظلمة الليل ، وظلمة البحر ، وظلمة الحوت. 
* وذكر ابن أبي الدنيا حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عبيدالله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال حدثنا عبد الله بن مسعود في بيت المال قال : لما ابتلع الحوت يونس عليه السلام أهوى به إلى قرار الأرض ، فسمع يونس تسبيح الحصى فنادى في الظلمات "أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" ، ظلمات ثلاث : ظلمة بطن الحوت ، وظلمة الليل ، وظلمة البحر 
وقالت فرقة منهم سالم بن أبي الجعد : ظلمة البحر ، وظلمة حوت التقم الحوت الأول. 
وذكر الماوردي : أنه يحتمل أن يعبر بالظلمات عن ظلمة الخطيئة ، وظلمة الشدة ، وظلمة الوحدة. 
* وروي : أن يونس عليه السلام سجد في جوف الحوت حين سمع تسبيح الحيتان في قعر البحر. 
* "أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ" يريد فيما خالف فيه من ترك مداومة قومه والصبر عليهم 
وقيل : في الخروج من غير أن يؤذن له.
وقيل : من الظالمين في دعائي على قومي بالعذاب. وقد دعا نوح على قومه فلم يؤاخذ. 
وقال الواسطي في معناه : نَزَّه ربَّه عن الظُّلم وأضاف الظُّلم إلى نفسه اعترافا واستحقاقا.... تفسير القرطبي
** القرية المُرسَل إليها يونس عليه السلام
** قوله تعالى :فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ"
ذكر أهل العلم بالسير والتفسير أن قوم يونس كانوا بـ " نينوى " من أرض الموصل ، فأرسل الله عز وجل إليهم يونس يدعوهم إلى الله ويأمرهم بترك الأصنام ، فأبوا ، فأخبرهم أن العذاب مصبحهم بعد ثلاث ، فلما تغشاهم العذاب ، قال ابن عباس ، وأنس : لم يبق بين العذاب وبينهم إلا قدر ثلثي ميل ، وقال مقاتل : قدر ميل ، وقال أبو صالح عن ابن عباس : وجدوا حر العذاب على أكتافهم ، وقال سعيد بن جبير : غشيهم العذاب كما يغشى الثوب القبر ، وقال بعضهم : غامت السماء غيما أسود يظهر دخانا شديدا ، فغشي مدينتهم ، واسودت سطوحهم ، فلما أيقنوا بالهلاك لبسوا المسوح ، وحثوا على رؤوسهم الرماد ، وفرقوا بين كل والدة وولدها من الناس والأنعام ، وعجوا إلى الله بالتوبة الصادقة ، وقالوا : آمنا بما جاء به يونس ، فاستجاب الله منهم . قال ابن مسعود : بلغ من توبتهم أن ترادوا المظالم بينهم ، حتى إن كان الرجل ليأتي إلى الحجر قد وضع عليه أساس بنيانه فيقلعه ، فيرده . وقال أبو الجلد : لما غشيهم العذاب ، مشوا إلى شيخ من بقية علمائهم ، فقالوا : ما ترى ؟ ، قال : قولوا : يا حيّ حين لا حي ، يا حيّ محيي الموتى ، يا حيّ لا إله إلا أنت ، فقالوها ، فكشف العذاب عنهم . قال مقاتل : عجوا إلى الله أربعين ليلة ، فكشف العذاب عنهم . وكانت التوبة عليهم في يوم عاشوراء يوم الجمعة.
 قال : وكان يونس قد خرج من بين أظهرهم ، فقيل له ارجع إليهم ، فقال : كيف أرجع إليهم فيجدوني كاذبا ؟ وكان من يكذب بينهم ولا بيِّنة له يُقتل ، فانصرف مُغاضبا ، فالتقمه الحوت ... زاد المسير
* وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال : إن الحذر لا يرد القدر ، وإن الدعاء ليرد القدر. وذلك أن الله تعالى يقول : "إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" . قال رضي الله عنه : وذلك يوم عاشوراء. "وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ" قيل إلى أجلهم ... تفسير القرطبي
** يونس عليه السلام والسفينة
* ذكر الطبري : أن يونس عليه السلام لما ركب في السفينة أصاب أهلها عاصفة من الريح ، فقالوا : هذه بخطيئة أحدكم. فقال يونس وعرف أنه هو صاحب الذنب : هذه خطيئتي فألقوني في البحر ، وأنهم أبَوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم. "فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ " . وأنهم أبوا عليه حتى أفاضوا بسهامهم الثانية فكان من المدحضين ، وأنهم أبوا أن يلقوه في البحر حتى أعادوا سهامهم الثالثة فكان من المدحضين. فلما رأى ذلك ألقى نفسه في البحر ، وذلك تحت الليل فابتلعه الحوت. وروي أنه لما ركب في السفينة تقنع ورقد فساروا غير بعيد إذ جاءتهم ريح كادت السفينة أن تغرق ، فاجتمع أهل السفينة فدعوا فقالوا : أيقظوا الرجل النائم يدعوا معنا ؛ فدعا الله معهم فرفع الله عنهم تلك الريح. ثم انطلق يونس إلى مكانه فرقد ، فجاءت ريح كادت السفينة أن تغرق ، فأيقظوه ودعوا فارتفعت الريح. قال : فبينما هم كذلك إذ رفع حوت عظيم رأسه إليهم أراد أن يبتلع السفينة ، فقال لهم يونس : يا قوم هذا من أجلي فلو طرحتموني في البحر لسرتم ولذهب الريح عنكم والروع. قالوا : لا نطرحك حتى نتساهم ، فمن وقعت عليه رميناه في البحر. قال : فتساهموا فوقع على يونس ؛ فقال لهم : يا قوم اطرحوني فمن أجلي أوتيتم ؛ فقالوا : لا نفعل حتى نتساهم مرة أخرى. ففعلوا فوقع على يونس. فقال لهم : يا قوم اطرحوني فمن أجلي أوتيتم ؛ فذلك قول الله عز وجل : "فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ" أي وقع السهم عليه ؛ فانطلقوا به إلى صدر السفينة ليلقوه في البحر ، فإذا الحوت فاتح فاه ، ثم جاؤوا به إلى جانب السفينة ، فإذا بالحوت ، ثم رجعوا به إلى الجانب الآخر ، فإذا بالحوت فاتح فاه ؛ فلما رأى ذلك ألقى بنفسه فالتقمه الحوت ؛ فأوحى الله تعالى إلى الحوت : إني لم أجعله لك رزقا ولكن جعلت بطنك له وعاء. فمكث في بطن الحوت أربعين ليلة فنادى في الظلمات : "أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ " الأنبياء ... تفسير القرطبي
** يونس عليه السلام والحوت
قال عبد الله بن مسعود: لما وعد يونس قومه بالعذاب بعد ثلاث، جأروا إلى الله عز وجل واستغفروا، فكف عنهم العذاب، فانطلق مُغاضبا حتى انتهى إلى قوم في سفينة، فعرفوه فحملوه، فلما ركب السفينة وقفت، فقال: ما لسفينتكم؟ قالوا: لا ندري، قال: لكني أدري، فيها عبد آبق من ربه، إنها والله لا تسير حتى تلقوه، فقالوا: أما أنت يا نبي الله فوالله لا نلقيك، قال: فاقترعوا، فمن قرع فليقع، فاقترعوا، فقرع يونس، فأبوا أن يمكنوه من الوقوع، فعادوا إلى القرعة حتى قرع يونس ثلاث مرات . وقال طاووس: إن صاحب السفينة هو الذي قال: إنما يمنعها أن تسير أن فيكم رجلا مشؤوما، فاقترعوا لنلقي أحدنا، فاقترعوا، فقرع يونس ثلاث مرات .
قال المفسرون: وكل الله به حوتا، فلما ألقى نفسه في الماء التقمه، وأمر أن لا يضره ولا يكلمه، وسارت السفينة حينئذ ، ومعنى التقمه: ابتلعه ، وهو مليم قال ابن قتيبة : أي مذنب ... زاد المسير
** النجاة من بطن الحوت
* فنادى في الظلمات : "أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ " الأنبياء
أخبر الله عز وجل أن يونس كان من المسبحين ، وأن تسبيحه كان سبب نجاته 
* قال قتادة : كان يصلي قبل ذلك لحفظ الله عز وجل له فنجاه. 
* وقال الربيع بن أنس : لولا أنه كان له قبل ذلك عمل صالح "لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " قال : إن العمل الصالح يرفع ربه إذا عثر. 
*وقال مقاتل : "مِنَ الْمُسَبِّحِينَ" من المصلين المطيعين قبل المعصية ، 
*وقال وهب : من العابدين. 
*وقال الحسن : ما كان له صلاة في بطن الحوت ؛ ولكنه قدَّم عملا صالحا في حال الرخاء فذكره الله به في حال البلاء ، وإن العمل الصالح ليرفع صاحبه ، وإذا عثر وجد متكأ.
* وقال سعيد بن جبير : لما قال في بطن الحوت : "لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ " الأنبياء ، قذفه الحوت
* وقيل : "مِنَ الْمُسَبِّحِينَ " من المصلين في بطن الحوت ... تفسير القرطبي
* ورغم ابتلاع الحوت له فهو لم يُكسَر له عَظْمًا ولم يخدشه 
** وقد اختلفوا في مقدار لبثه في بطنه 
 وفي قدر مكثه في بطن الحوت خمسة أقوال:
* أحدها: أربعون يوما، قاله أنس بن مالك، وكعب، وأبو مالك، وابن جريج، والسدي . 
والثاني: سبعة أيام، قاله سعيد بن جبير، وعطاء . 
والثالث: ثلاثة أيام، قاله مجاهد، وقتادة . 
والرابع: عشرون يوما، قاله الضحاك . 
والخامس: بعض يوم، التقمه ضحى، ونبذه قبل غروب الشمس، قاله الشعبي .... زاد المسير
** يونس عليه السلام بعدما نبذه الحوت 
** في قوله تعالى : " فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ، وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ، وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ، فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ " 
رُوي أن الحوت قذفه بساحل قرية من الموصل. وقال ابن قسيط عن أبي هريرة : طرح يونس بالعراء وأنبت الله عليه يقطينة .. تفسير القرطبي
* وقوله :"وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ " 
اليقطين : شجر الدباء : وقيل غيرها ؛ ذكره ابن الأعرابي. وفي الخبر : "الدباء والبطيخ من الجنة" 
وقال المبرد : يقال لكل شجرة ليس لها ساق يفترش ورقها على الأرض يقطينة نحو الدباء والبطيخ والحنظل ، فإن كان لها ساق يقلها فهي شجرة فقط ، وإن كانت قائمة أي بعروق تفترش 
وروي نحوه عن ابن عباس والحسن ومقاتل. قالوا : كل نبت يمتد ويبسط على الأرض ولا يبقى على استواء وليس له ساق نحو القثاء والبطيخ والقرع والحنظل فهو يقطين. 
وقال سعيد بن جبير : هو كل شيء ينبت ثم يموت من عامه فيدخل في هذا الموز.
قلت : وهو مما له ساق. 
الجوهري : واليقطين ما لا ساق له كشجر القرع ونحوه. 
الزجاج : اشتقاق اليقطين من قَطَن بالمكان إذا أقام به فهو يفعيل. 
وقيل : إنما خص اليقطين بالذكر ، لأنه لا ينزل عليه ذباب. وقيل : ما كان ثم يقطين فأنبته الله في الحال. 
القشيري : وفي الآية ما يدل على أنه كان مفروشا ليكون له ظل.
* ثم إن الله تبارك وتعالى اجتباه فجعله من الصالحين. ثم أمره أن يأتي قومه ويخبرهم أن الله تعالى قد تاب عليهم ، فعمد إليهم حتى لقي راعيا فسأله عن قوم يونس وعن حالهم وكيف هم ، فأخبره أنهم بخير ، وأنهم على رجاء أن يرجع إليهم رسولهم. فقال له : فأخبرهم أني قد لقيت يونس. قال : وماذا ؟ قال : وهذه البقعة التي أنت فيها تشهد لك أنك لقيت يونس ، قال : وماذا ؟ قال وهذه الشجرة تشهد لك أنك لقيت يونس. وأنه رجع الراعي إلى قومه فأخبرهم أنه لقى يونس فكذبوه وهموا به شرا فقال : لا تعجلوا علي حتى أصبح ، فلما أصبح غدا بهم إلى البقعة التي لقي فيها يونس ، فاستنطقها فأخبرتهم أنه لقي يونس ؛ واستنطق الشاة والشجرة فأخبرتاهم أنه لقي يونس ، ثم إن يونس أتاهم بعد ذلك.
ذكر هذا الخبر  الطبري رحمه الله
* قوله تعالى : "وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ" وقد تقدم عن ابن عباس أن رسالة يونس عليه السلام إنما كانت بعد ما نبذه الحوت.
* قوله تعالى : "أَوْ يَزِيدُونَ " 
قال الأخفش والزجاج : أي أو يزيدون في تقديركم. قال ابن عباس : زادوا على مائة ألف عشرين ألفا. ورواه أبي بن كعب مرفوعا. وعن ابن عباس أيضا : ثلاثين ألفا. الحسن والربيع : بضعا وثلاثين ألفا. وقال مقاتل بن حيان : سبعين ألفا. " فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ" أي إلى منتهى آجالهم   ... تفسير القرطبي 
** الحكمة من إنبات شجرة اليقطين
فإن قيل: ما الفائدة في إنبات شجرة اليقطين عليه دون غيرها؟
فالجواب: أنه خرج كالفرخ على ما وصفنا، وجلده قد ذاب، فأدنى شيء يمر به يؤذيه، وفي ورق اليقطين خاصية، وهو أنه إذا ترك على شيء، لم يقربه ذباب، فأنبته الله عليه ليغطيه ورقها ويمنع الذباب ريحه أن يسقط عليه فيؤذيه ... زاد المسير 
** واختلف في وقت التكليف بالرسالة  
قوله تعالى: "وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ" 
اختلفوا، هل كانت رسالته قبل التقام الحوت إياه أم بعد ذلك؟ على قولين .
* الأولأنها كانت قبل التقام الحوت له، وهو قول الأكثرين، منهم الحسن، ومجاهد، وهو الأصح، والمعنى: وكنا أرسلناه إلى مائة ألف، فلما خرج من بطن الحوت، أُمِرَ أن يرجع إلى قومه الذين أُرسل إليهم ... زاد المسير 
* والثاني: أنها كانت بعد نبذ الحوت إياه
 واستدل هؤلاء بأن الرسول لا يخرج مغاضبا لربه ، فكان ما جرى منه قبل النبوة... تفسير القرطبي
** أحاديث صحيحة عن يونس عليه السلام
* عن أبِي وائِل عن عبد اللَّه ابن مسعود رضي الله عنه أنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قال: "مَا يَنْبَغِي لأحَدٍ أنْ يَقُولَ: أنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى" ... رواه البخاري
*عن عَلِيّ بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أنَّه قال: "لاَ يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ: أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى ، قد سَبَّحَ اللهَ في الظُّلمات" ... رواه ابن حجر العسقلاني في اتحاف المهرة
* عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما : أنَّ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ بوادِي الأزْرَق، فقال:" أيُّ وادٍ هذا؟" ، فقالوا: هذا وادِي الأزْرَق، قال:" كَأَنِّي أنْظُرُ إلى مُوسَى عليه السَّلامُ هابِطًا مِنَ الثَّنِيَّةِ، وله جُؤارٌ إلى اللهِ بالتَّلْبِيَةِ"، ثُمَّ أتَى علَى ثَنِيَّةِ هَرْشَى، فقالَ: "أيُّ ثَنِيَّةٍ هذِه؟" ، قالوا: ثَنِيَّةُ هَرْشَى، قالَ: "كَأَنِّي أنْظُرُ إلى يُونُسَ بنِ مَتَّى عليه السَّلامُ علَى ناقَةٍ حَمْراءَ جَعْدَةٍ عليه جُبَّةٌ مِن صُوفٍ، خِطامُ ناقَتِهِ خُلْبَةٌ وهو يُلَبِّي" ... رواه  مسلم
والخُلْبَةٌ: يَعْنِي لِيفًا.
وهنا يخبرنا النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن مشاهدته يونس عليه السلام مُلبِيًا للحجّ : فعندما وصل إلى ثَنِيَّةِ هَرْشَى ، (وهَرْشَى: جَبَلٌ على مُلْتَقى طريقِ المدينةِ والشَّامِ، قَريبٌ من الجُحْفَةِ، وقيل: إنَّ اسْمَها اليومَ رابِغ)، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم"أيُّ ثَنِيَّةٌ هذه؟" قال الصَّحابة رضي الله عنهم: "هَرْشَى"، فأخبرهم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: كأنّه يرى يُونُسَ بنِ مَتَّى عليه السَّلام يَرْكَب ناقة حمراء قويَّة مُكْتَنِزةَ اللَّحْمِ، وعليه جُبَّةٌ مِن صُوفٍ، (والجُبَّةُ: نَوعٌ من الأكسيةِ يُلْبَسُ فوق الثِّيابِ)، وحَبْلُ ناقتِه التي يَشُدُّها به مَصنوعٌ من ليفِ النَّخيلِ، وهو يُلبِّي بالحجِّ.
* عن  سعد بن أبي وقاص قال : قال النَّبِيّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم أنَّه  :" دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له " .. رواه الترمذي وصححه الألباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة