السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأحد، 14 يوليو 2019

سلمان الفارسي الصحابي الجليل رضى الله عنه


 هو سلمان ابن الإسلام ، أبو عبد الله الفارسي 
* وكان اسمه قبل الإسلام : مابه بن   بوذخشان بن مورسلان بن ﺑﻬوذان بن فيروز بن سهرك، من ولد آب الملك .. أسد الغابة لابن الأثير
*سابق الفرس إلى الإسلام 
 صحب النبي  صلى الله عليه وسلم  وخدمه وحدث عنه 
* هو سلمان الخَيْر مولى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، سُئِل عن نسبه فقال: أنا ابن الإسلام ، أصله من فارس .. رواه ابن اسحاق
*روى ابن إسحاق وكذا أحمد في "مسنده": أنَّ سلمان أسلم بعدما تحوَّل صلَّى الله عليه وسلَّم من قباء إلى المدينة
* عندما ترك بلدته الفارسية رام هرمز  باحثاً عن الحق وقع في العبودية وتنقل من سيّد إلى سيّد اكثر من عشر مرات 
فعن أبي عثمانَ النَّهديِّ أيضاً قال: سمعت سلمانَ الفارسيَّ يقول: أنا مِن رَامَ هُرْمُز... رواه البخاري
وعن سَلْمان الفارِسِيِّ : أَنَّهُ تَداوَلَهُ بِضْعَةَ عَشَرَ، مِنْ رَبٍّ إلى رَبٍّ... رواه البخاري
* وكان سلمان من خيار الصحابة وزُهَّادهم
مناقبه
* عن سماك بن حرب عن زيد بن صوحان :أنّ رجُلَيْنِ من أَهْل الكوفةِ كانا صديقيْن لزَيدِ بنِ صوحان أتياهُ ليُكَلِّم لهُما سَلمان أن يحدِّثَهما حديثهُ كيف كان إسلامُه ، فأقبلا معهُ حتَّى لقَوا سَلمان ، وهوَ بالمدائن أميرًا عليها ، وإذا هوَ على كرسيٍّ قاعد ، وإذا خوصٌ بينَ يديهِ وَهوَ يسُفُّه ، قالا : فسلَّمنا وقَعدنا ، فقال لَهُ زيدٌ : يا أبا عبد اللَّه ، إنَّ هذينِ لي صديقان ولَهُما أخ ، وقد أحبَّا أن يسمَعا حديثَك كيف كانَ بَدؤُ إسلامِكَ ؟ ، قال : فقالَ سلمانُ : كنتُ يتيمًا من رامَ هُرمزَ ، وكان ابنُ دِهْقانَ هُرمزَ يختلفُ إلى مُعلَّمٍ يعلِّمُهُ ، فلَزِمْتُهُ لأَكون في كَنفِه ، وكانَ لي أخٌ أَكْبر منِّي وكان مُستغنيًا بنفسِه ، وكُنت غلامًا قصيرًا ، وكان إذا قام مِن مَجلسِه تفرَّق مَن يحفِّظُهُم ، فإذا تفرَّقوا خَرجَ فيضعُ بثوبِهِ ، ثمَّ صعِدَ الجبل ، وكانَ يفعلُ ذلِكَ غيرَ مرَّةٍ متنَكّرًا ، قال : فقلتُ لَهُ : إنَّكَ تفعل كذا وكَذا ، فلِمَ لا تَذهبُ بي معَك ؟ قال : أنتَ غلام ، وأخافُ أن يظهرَ منكَ شيءٌ ، قال : قُلتُ : لا تخَف ، قال : فإنَّ في هذا الجبلِ قومًا في بِرطيلِهِم لَهُم عبادة ، ولَهُم صلاحٌ يذكُرونَ اللَّهَ تعالى ، ويذكُرون الآخرةَ ، ويزعُمونَنا عبَدةَ النِّيران ، وعَبدةَ الأوثان ، وأَنا على دينِهِم ، قال : قلتُ فاذهب بي معَكَ إليهم ، قال : لا أقدرُ على ذلِكَ حتَّى أستأمرُهُم ، وأَنا أخافُ أن يظهرَ منكَ شيءٌ ، فيعلمُ أبي فيقتلُ القومَ فيَكون هلاكُهُم عَلى يَدي ، قال : قلتُ : لن يظهرَ منِّي ذلِكَ ، فاستَأمِرْهُم منِّي فاستأمرَهُم فأتاهُم ، فقال : غلام عندي يتيم فأحبَّ أن يأتيَكُم ويسمعَ كلامَكُم ، قالوا : إن كُنتَ تثقُ بِهِ ، قال : أرجو أن لا يجيءَ منهُ إلَّا ما أحبُّ ، قالوا : فجيءَ بِهِ ، فقال لي : لقد استأذنتُ في أن تجيءَ مَعي ، فإذا كانت السَّاعة الَّتي رأيتَني أخرجُ فيها فأتِني ، ولا يعلمْ بِكَ أحدٌ ، فإنَّ أبي إن علمَ بِهِم قتلَهُم ، قالَ : فلمَّا كانتِ السَّاعةُ الَّتي يخرجُ تَبِعْتُه فصعِدنا الجبل ، فانتَهَينا إليهم ، فإذا هم في برطيلِهِم (قال عليٌّ : وأُراهُ ، قال : وَهُم ستَّةٌ أو سبعةٌ )، وقال : وكأنَّ الرُّوحَ قد خرج منهم منَ العبادةِ يصومونَ النَّهار ، ويقومون اللَّيل ، ويأكُلون عند السَّحر ، ما وجَدوا ، فقَعدنا إليهِم ، فأثنى الدِّهقانُ على حَبرٍ ، فتَكَلَّموا ، فحَمِدوا اللَّه ، وأثنَوا عليهِ ، وذَكَروا مَن مضى من الرُّسل والأنبياء حتَّى خلَصوا إلى ذِكْر عِيسى بن مريم عليهِما السَّلام ، فقالوا : بعثَ اللَّهُ تعالى عيسى عليه السَّلام رسولًا وسخَّرَ لَهُ ما كان يفعل من إحياءِ المَوتى ، وخَلقِ الطَّير ، وإبراء الأَكْمَه ، والأبرص ، والأعمَى ، فكَفر بِهِ قومٌ وتبعَهُ قومٌ ، وإنَّما كان عبد اللَّه ورسولَهُ ابتَلى بِهِ خلقَهُ ، قال : وقالوا قبلَ ذلِكَ : يا غلامُ ، إنَّ لَكَ لَربًّا ، وإنَّ لَكَ معادًا ، وإنَّ بينَ يديكَ جنَّةً ونارًا ، إليهِما تَصيرونَ ، وإنَّ هؤلاء القوم الَّذين يعبُدون النِّيران أَهْلُ كُفرٍ وضلالةٍ لا يرضى اللَّهُ ما يَصنعون وليسوا على دينٍ ، فلمَّا حَضرتِ السَّاعة الَّتي ينصرِف فيها الغلامُ انصرفَ وانصرفتُ معَهُ ، ثمَّ غدونا إليهم فقالوا مثلَ ذلِكَ وأحسنَ ، ولَزِمْتُهم فقالوا لي يا سلمانُ : إنَّكَ غلامٌ ، وإنَّكَ لا تَستطيعُ أن تصنعَ كما نصنعُ فصلِّ ونم وَكُل واشرَب ، قال : فاطَّلع الملِكُ على صَنيع ابنِه فرَكِب في الخيلِ حتَّى أتاهُم في برطيلِهِم ، فقال : يا هؤلاء ، قد جاوَرتُموني فأحسَنتُ جوارَكُم ، ولم تَروا منِّي سوءًا فعَمدتُمْ إلى ابني فأفسدتُموه عليّ قد أجَّلتُكُم ثلاثًا ، فإن قدَرتُ عليكُم بعدَ ثلاث أحرقتُ عليكُم برطيلَكُم هذا ، فالحقوا ببلادِكُم ، فإنِّي أَكْرَهُ أن يَكونَ منِّي إليكم سوءٌ ، قالوا : نعَم ، ما تعمَّدنا مساءتَك ، ولا أردنا إلَّا الخير ، فكَفَّ ابنُه عن إتيانِهِم . فقُلت لَهُ : اتَّق اللَّه ، فإنَّكَ تعرف أنَّ هذا الدِّينَ دين اللَّه ، وأنَّ أباكَ ونحنُ على غير دينٍ إنَّما هُم عبدةُ النَّارِ لا يعبُدونَ اللَّهَ ، فلا تبِع آخرتَكَ بدينِ غيرِكَ ، قالَ : يا سَلمان ، هوَ كما تقولُ : وإنَّما أتخلَّفُ عنِ القومِ بغيًا عليهِم إن تَبِعْتُ القومَ طلبَني أبي في الجبَلِ وقد خرجَ في إتياني إيَّاهم حتَّى طردَهُم ، وقد أعرفُ أنَّ الحقَّ في أيديهِم فأتيتُهُم في اليومِ الَّذي أرادوا أن يرتَحلوا فيهِ ، فقالوا : يا سلمانُ : قد كنَّا نحذرُ مَكانَ ما رأيتَ فاتَّقِ اللَّهَ تعالى واعلَم أنَّ الدِّينَ ما أوصيناكَ بِهِ ، وأنَّ هؤلاءِ عبدةُ النِّيرانِ لا يعرفونَ اللَّهَ تعالى ولا يذكرونَهُ ، فلا يخدعنَّكَ أحدٌ عن دينِكَ قلتُ : ما أَنا بمفارقُكُم ، قالوا : أنتَ لا تقدرُ أن تَكونَ معَنا نصومُ النَّهارَ ، ونقومُ اللَّيلَ وَنَأْكلُ عندَ السَّحرِ ما أصبنا وأنتَ لا تستطيعُ ذلِكَ ، قالَ : فقلتُ : لا أفارقَكُم ، قالوا : أنتَ أعلمُ وقد أعلمناكَ حالَنا ، فإذا أتيتَ خذ مقدارَ حملٍ يَكونُ معَكَ شيءٌ تأكلُهُ ، فإنَّكَ لا تستطيعُ ما نستطيعُ بحقٍّ قالَ : ففعلتُ ولقيَنا أخي فعرَضتُ عليهِ ، ثمَّ أتيتُهُم يمشونَ وأمشي معَهُم فرزقَ اللَّهُ السَّلامةَ ، حتَّى قدِمنا الموصِل فأتينا بيعةً بالموصِلِ ، فلمَّا دخلوا احتفُّوا بِهِم وقالوا : أينَ كنتُمْ ؟ قالوا : كنَّا في بلادٍ لا يذكُرونَ اللَّهَ تعالى فيها عبدةُ النِّيرانِ ، وَكُنَّا نعبدُ اللَّهَ فطرَدونا ، فقالوا : ما هذا الغلامُ ؟ فطفِقوا يُثنونَ عليَّ ، وقالوا : صحِبَنا من تلكَ البلادِ فلم نرَ منهُ إلَّا خيرًا ، قالَ سَلمانُ: فوَ اللَّهِ إنَّهم لَكَذلِكَ إذا طلعَ عليهم رجلٌ من كَهْفِ جبلٍ ، قالَ : فجاءَ حتَّى سلَّمَ وجلسَ فحفُّوا بِهِ وعظَّموهُ أصحابي الَّذينَ كنتُ معَهُم وأحدَقوا بِهِ ، فقالَ : أينَ كنتُمْ ؟ فأخبروهُ ، فقالَ : ما هذا الغلامُ معَكُم ؟ فأثنوا عليَّ خيرًا وأخبروهُ باتِّباعي إيَّاهم ، ولم أرَ مثلَ إعظامِهِم إيَّاهُ ، فحمد اللَّهَ وأثنى عليه ، ثمَّ ذَكَر من رسلِه وأنبيائِه وما لقوا ، وما صنعَ بِه وذَكَر مولد عيسى بن مريم عليهِ السَّلام ، وأنَّهُ ولدَ بغيرِ ذَكَرٍ فبعثَهُ اللَّه عزّ وجلّ رسولًا ، وأحيى على يديهِ الموتى ، وأنَّهُ يخلقُ منَ الطِّينِ كَهَيئةِ الطَّيرِ ، فينفخُ فيهِ فيكون طيرًا بإذن اللَّه وأنزل عليه الإنجيل وعلَّمَهُ التَّوراة ، وبعثَهُ رسولًا إلى بَني إسرائيل فكَفر بِه قومٌ وآمنَ بِه قومٌ ، وذَكَر بعض ما لقيَ عيسى ابن مريم ، وأنَّهُ كان عبدَ اللَّه ، أنعمَ اللَّهُ عليهِ فشَكَر ذلِكَ لَه ورضيَ اللَّهُ عنهُ حتَّى قبضَهُ اللَّهُ عزّ وجلّ وهو يعظُهُم ويقول : اتَّقوا اللَّهَ والزَموا ما جاءَ بِه عيسى عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ ، ولا تخالِفوا فيخالفُ بِكُم ، ثمَّ قال : مَن أرادَ أن يأخذَ من هذا شيئًا ، فليأخذ فجعلَ الرَّجلُ يقومُ فيأخذُ الجرَّةَ منَ الماءِ والطَّعامِ فقامَ أصحابي الَّذينَ جئتُ فسلَّموا عليهِ وعظَّموهُ وقالَ لَهُمُ : الزَموا هذا الدِّينَ وإيَّاكم أن تفرَّقوا واستَوصوا بِهَذا الغلامِ خيرًا ، وقال لي : يا غلامُ هذا دينُ اللَّهِ الَّذي تَسمعُني أقولُهُ وما سواهُ الكفرُ ، قال : قلتُ : ما أَنا بِمفارقِكَ ، قالَ : إنَّكَ لا تستطيعُ أن تَكونَ معي إنِّي لا أخرجُ من كَهْفي هذا إلَّا كلَّ يومِ أحَدٍ ، ولا تقدرُ على الكَينونة معي ، قال : وأقبلَ علَى أصحابِهِ ، فقالوا : يا غلامُ ، إنَّكَ لا تَستطيعُ أن تَكونَ معَهُ ، قلتُ : ما أَنا بمفارقِكَ ، قال لَهُ أصحابُهُ : يا فلانُ ، إنَّ هذا غلامٌ ويُخافُ عليهِ ، فقال لي : أنتَ أعلمُ ، قلتُ : فإنِّي لا أفارقُك ، فبَكَى أصحابي الأوَّلونَ الَّذينَ كنتُ معَهُم عندَ فراقِهِم إيَّايَ ، فقال : يا غُلامُ ، خُذ من هذا الطَّعام ما ترى أنَّهُ يَكْفيكَ إلى الأحَدِ الآخرِ ، وخذ منَ الماءِ ما تَكْتفي بِه ، ففعلتُ فما رأيتُهُ نائمًا ولا طاعمًا إلَّا راكعًا وساجدًا إلى الأحَدِ الآخرِ ، فلمَّا أصبَحنا ، قال لي : خذ جَرَّتَكَ هذِهِ وانطلِق فخرجتُ معَهُ أتبعُهُ حتَّى انتَهَينا إلى الصَّخرةِ ، وإذا هم قد خرَجوا من تلكَ الجبالِ ينتَظرونَ خروجَهُ فقَعدوا وعادَ في حديثِهِ نحوَ المرَّةِ الأولى ، فقالَ : الزَموا هذا الدِّينَ ولا تفرَّقوا ، واذكُروا اللَّهَ واعلَموا أنَّ عيسى ابنَ مريمَ عليهما الصَّلاةُ والسَّلامُ كان عبدَ اللَّهِ تعالى ، أنعمَ اللَّهُ عليهِ ، ثمَّ ذَكَرَني ، فقالوا لَهُ : يا فلانُ كيفَ وجدتَ هذا الغلامَ ؟ فأثنَى عليَّ ، وقال خيرًا : فحمِدوا اللَّهَ تعالى ، وإذا خبزٌ كثيرٌ ، وماءٌ كثيرٌ فأخَذوا وجعلَ الرَّجلُ يأخذُ ما يَكْتفي بِهِ ، وفعَلتُ فتفرَّقوا في تلكَ الجبالِ ورجعَ إلى كَهْفِهِ ورجعتُ معَهُ فلبِثنا ما شاءَ اللَّهُ يخرجُ في كلِّ يومٍ أحدٍ ، ويخرجونَ معَهُ ويحفُّونَ بِهِ ويوصيهِم بما كانَ يوصيهم بِهِ فخرجَ في أَحدٍ ، فلمَّا اجتمعوا حمدَ اللَّهَ تعالى ووعظَهُم وقال : مثلَ ما كانَ يقولُ لَهُم ، ثمَّ قالَ لَهُم آخرَ ذلِكَ : يا هؤلاءِ إنَّهُ قد كبِرَ سنِّي ، ورقَّ عَظمي ، وقرُبَ أجلي ، وأنَّهُ لا عَهْدَ لي بِهَذا البيتِ منذُ كذا وكَذا ، ولا بدَّ من إتيانِهِ فاستَوصوا بِهَذا الغلامِ خيرًا ، فإنِّي رأيتُهُ لا بأسَ بِهِ ، قالَ : فجزِعَ القومُ فما رأيتُ مثلَ جزعِهِم ، وقالوا : يا فلانُ ، أنتَ كبيرٌ فأنتَ وحدَكَ ، ولا تَأمنُ مِن أن يصيبَكَ شيءٌ يساعدُكَ أحوَجُ ما كنَّا إليكَ ، قالَ : لا تراجِعوني ، لا بدَّ منَ اتِّباعِهِ ، ولكن استَوصوا بِهَذا الغلامِ خيرًا وافعَلوا وافعَلوا ، قال : فقلتُ : ما أنا بمفارقِكَ ، قالَ : يا سلمان قد رأيتَ حالي وما كنتُ عليهِ وليسَ هذا كذلِكَ أَنا أمشي أصومُ النَّهارَ وأقومُ اللَّيلَ ، ولا أستَطيعُ أن أحمل معي زادًا ولا غيرَهُ وأنت لا تقدرُ على هذا قلتُ ما أَنا بمفارقِكَ ، قال : أنت أعلَمُ ، قال : فقالوا : يا فلانُ ، فإنَّا نخاف على هذا الغلام ، قال : فهوَ أعلم قد أعلَمتَهُ الحال وقد رأَى ما كان قبل هذا قلتُ : لا أفارقُكَ ، قال : فبَكَوا وودَّعوهُ وقال لَهُمُ : اتَّقوا اللَّهَ وَكونوا على ما أوصيتُكُم بِهِ فإن أعِش فعليَّ أرجعُ إليكم ، وإن متُّ فإنَّ اللَّه حيٌّ لا يموتُ ، فسلَّمَ عليهم وخرَج وخرجتُ معَهُ ، وقال لي : أحملُ معَكَ من هذا الخبزِ شيئًا تأكلُهُ فخرجَ وخرجتُ معَهُ يمشي وأتَّبعُهُ بذكرِ اللَّهَ تعالى ولا يلتفتُ ولا يقِفُ على شيءٍ حتَّى إذا أمسَينا ، قال : يا سلمان ، صلِّ أنتَ ونم وَكُل واشرب ثمَّ قام وهو يصلِّي حتَّى انتَهَيا إلى بيت المقدس ، وكان لا يرفعُ طرفَهُ إلى السَّماءِ حتَّى أتينا إلى باب المسجدِ، وإذا على الباب مُقعدٌ ، فقال : يا عبد اللَّه ، قد ترى حالي فتصدَّقْ عليَّ بشيءٍ فلم يلتفِت إليهِ ودخلَ المسجدَ ودخلتُ معَهُ فجعلَ يتبعُ أمكِنةً منَ المسجدِ فصلَّى فيها ، فقال : يا سلمان إنِّي لم أنَم منذُ كذا وكَذا ولم أجِد طعمَ النَّومِ ، فإن فعلتَ أن توقظَني إذا بلغَ الظِّلُّ مكان كذا وَكَذا نِمتُ ، فإنِّي أحبُّ أن أَنام في هذا المسجدِ وإلَّا لم أنَم ، قالَ : قلتُ فإنِّي أفعلُ ، قالَ : فإذا بلغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وَكَذا فأيقِظني إذا غلبَتني عَيني فَنامَ فقلتُ في نفسي : هذا لم ينَم مذ كذا وكَذا وقد رأيتُ بعضَ ذلِكَ لأدعنَّهُ يَنامُ حتَّى يَشتفيَ منَ النَّوم ، قال : وَكانَ فيما يمشي وأَنا معَهُ يقبلُ عليَّ فيعطيني ويخبرُني أنَّ لي ربًّا وبينَ يديَّ جنَّةً وَنارًا وحسابًا ويعلِّمُني ويذكرُ نحوَ ما يذكرُ القومُ يومَ الأحَدِ حتَّى قالَ فيما يقولُ : يا سلمانُ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ سوفَ يبعثُ رسولًا اسمُهُ أحمدُ يخرجُ بتُهْمةَ (وكانَ رجلًا أعجمٍيًّا لا يحسِنُ القولَ) علامتُهُ أنَّهُ يأكلُ الهديَّةَ ولا يأكلُ الصَّدقةَ بينَ كتفيهِ خاتمٌ وَهَذا زمانُهُ الَّذي يخرُجُ فيهِ قد تقاربَ فأمَّا أَنا فإنِّي شيخٌ كبيرٌ ولا أحسَبُني أدرِكُهُ فإن أدرَكْتَهُ أنتَ فصدِّقهُ واتَّبِعْهُ ، قالَ : قلتُ وإن أمرَني بتَركِ دينِكَ وما أنتَ عليهِ ، قالَ : اترُكْهُ فإنَّ الحقَّ فيما يأمرُ بِهِ ورِضى الرَّحمنِ فيما قالَ : فلم يمضِ إلَّا يسيرًا حتَّى استَيقظَ فزعًا يذكرُ اللَّهَ تعالى ، فقالَ لي : يا سلمانُ ، مضَى الفيءُ من هذا المَكانِ ولم أذكُر أينَ ما كنتَ جعلتَ على نفسِكَ ، قالَ : أخبرتَني أنَّكَ لم تنَم منذُ كذا وَكَذا وقد رأيتُ بعضَ ذلِكَ فأحبَبتُ أن تشتفيَ منَ النَّومِ فحمِدَ اللَّهَ تعالى وقامَ فخرجَ وتَبِعْتُهُ فمرَّ بالمُقعدِ ، فقالَ المُقعدُ : يا عبدَ اللَّهِ دخلتَ فسألتُكَ فلم تُعطِني وخرجتَ فسألتُكَ فلم تُعطِني فقامَ ينظرُ هل يَرى أحدًا فلَم يرَهُ فدَنا منهُ فقالَ لَهُ : ناوِلني فَناولَهُ ، فقال : بِسمِ اللَّه ، فقامَ كأنَّهُ أُنشِطَ من عقالٍ صحيحًا لا عَيبَ بِهِ فخلا عَن بعدِهِ ، فانطلقَ ذاهبًا فَكانَ لا يلوي علَى أحدٍ ولا يقومُ عليهِ ، فقال لي المُقعدُ : يا غلامُ احمل عليَّ ثيابي حتَّى أنطلقَ فأسيرَ إلى أَهْلي فحملتُ عليهِ ثيابَهُ وانطلقَ لا يَلوي عليَّ فخرجتُ في أثرِهِ أطلبُهُ ، فَكُلَّما سألتُ عنهُ قالوا : أمامَكَ حتَّى لقيَني رَكْبٌ من كَلبٍ ، فسألتُهُم : فلمَّا سَمعوا الفتَى أَناخَ رجلٌ منهم لي بعيرَهُ فحملَني خلفَهُ حتَّى أتوا بلادَهُم فباعوني ، فاشتَرتني امرأةٌ منَ الأنصارِ فجعَلتني في حائطٍ بِها وقدِمَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، فأخبرتُ بِهِ فأخذتُ شيئًا من تمرِ حائطي فجعلتُهُ علَى شيءٍ ، ثمَّ أتيتُهُ فوجدتُ عندَهُ ناسًا ، وإذا أبو بَكْرٍ أقربُ النَّاسِ إليهِ فوضعتُهُ بينَ يديهِ ، وقال ما هذا ؟ قلتُ : صدقةٌ ، قال للقومِ : "كُلوا "، ولم يأكُلْ ، ثمَّ لَبِثْتُ ما شاءَ اللَّهُ ، ثمَّ أخذتُ مثلَ ذلِكَ فجَعلتُ على شيءٍ ، ثمَّ أتيتُهُ فوجدتُ عندَهُ ناسًا ، وإذا أبو بَكْرٍ أقربُ القومِ منهُ فوضعتُهُ بينَ يديهِ ، فقالَ لي : ما هذا ؟ قلتُ : هديَّةٌ ، قال : "بسم اللَّه" ، وأَكَلَ وأَكَلَ القومُ ، قُلتُ في نفسي :هذِهِ من آياتِهِ كانَ صاحبي رجلًا أعجميٌّ لم يحسِن أن ، يقولَ : تِهامةً ، فقالَ : تُهْمةٌ وقال : اسمُه أحمد ، فدُرتُ خلفَهُ ففَطنَ بي فأرخى ثوبًا فإذا الخاتم في ناحية كَتفِه الأيسر فتَبيَّنتُه ، ثمَّ درتُ حتَّى جلستُ بينَ يديهِ فقلتُ : أشهدُ أنَّ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وأنَّكَ رسول اللَّه ، فقال : "مَن أنتَ" ، قلتُ: مَملوك ، قال : فحدَّثتُهُ حَديثي وحديثُ الرَّجل الَّذي كنتُ معَهُ وما أمرَني بِه ، قالَ : لمن أنتَ ؟ قلتُ : لامرأةٍ منَ الأنصارِ جَعلتَني في حائطٍ لَها ، قال : يا أبا بَكر ، قال : لبَّيكَ ، قال : اشترِهِ ، فاشتراني أبو بَكْرٍ رضي اللَّه عنه فأعتقَني فلَبِثْتُ ما شاء اللَّهُ أن ألبَث فسلَّمت عليه وقعدتُ بينَ يديهِ فقلتُ : يا رسول اللَّه ما تقولُ في دين النَّصارى ، قال :"لا خيرَ في هؤلاءِ ، ولا في دينِهِم" فدخَلَني أمر عظيم فقلتُ : في نفسي هذا الَّذي كنتُ معَهُ ورأيتُ ما رأيتُهُ ثمَّ رأيتُهُ أخذَ بيدِ المقعدِ فأقامَهُ اللَّهُ على يديهِ وقال : "لا خيرَ في هؤلاءِ ، ولا في دينِهِم" فانصَرفتُ وفي نفسي ما شاء اللَّهُ ، فأنزل اللَّه عزّ وجلّ على النَّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم "ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ" إلى آخر الآية ، فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : عليَّ بسَلْمان ، فأتيتُ الرَّسول وأنا خائف فجِئْتُ حتّى قعدتُ بين يديهِ فقرأ بسم اللَّه الرَّحمن "ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ" إلى آخرِ الآية ، يا سَلْمان إنَّ أولئك الَّذين كنتَ معَهُم وصاحبكَ لم يكونوا نصارَى ، إنَّما كانوا مُسلِمين فقلتُ : يا رسول اللَّه ، والَّذي بعثَكَ بالحقّ لَهوَ الَّذي أمرَني باتِّباعِكَ ، فقلتُ له : وإن أمرَني بتَركِ دينِكَ وما أنتَ عليه ، قال : فاترُكْهُ ، فإنَّ الحقّ وما يجب فيما يأمرُكَ بِه ... رواه الحاكم في المستدرك
* في غزوة الخندق جاءت جيوش قريش مع الأحزاب إلى المدينة بقيادة أبي سفيان بن حرب ،  وذكر ابنُ إسحاق بأسانيدهِ أنَّ عدَّتهم عشرة آلاف، قال: وكان المسلمون ثلاثة آلاف ، فجمع الرسول أصحابه ليشاورهم في الأمر، فتقدم سَلْمان  من الرسول واقترح أن يتم حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة
ذكر أبو مَعشر قال سلمان للنَّبي صلى الله عليه وسلم: إنَّا كنَّا بفارس إذا حوصرنَا خندقنَا علينا، فأمر النَّبي صلى الله عليه وسلم بحفر الخندقِ حول المدينة .. كتاب المغازي للبخاري
* أراد النبي صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ أن يكون سلمان حرًّا  فيكفيه ما لاقى من الرِّق فطلب منه أن يكاتب سيده على حق عتقه فشارك الصحابة كلٌّ حسب مقدرته
عن  عبدالله بن عباس عن سلمانَ الفارسيِّ قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ :"كاتِبْ" فسألْتُ صاحِبي ذلك فلم أزلْ به حتى كاتبَني على أن أُحيِيَ له ثلاثَمائةِ نخلةٍ وبأربعينَ أوقيةً من ذهبٍ فأخبرْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ  بذلك فقال لي اذهبْ ففقِّرْ لها فإذا أردْتَ أن تضعَها فلا تضعْها حتى تَأتيَني فتؤذِني فأكونَ أنا الذي أضعُها بِيدي قال فقمْتُ بِتفقيري وأعانَني أصحابي حتى فقرْتُ لها سَرَبَها ثلاثَمائةِ سَريةٍ وجاء كلُّ رجلٍ بما أعانني به منَ الخلِّ ثم جاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فجعلَ يضعُهُ بِيدهِ ويُسوِّي عليْها ترابَها ويُبرِّكُ حتى فرغَ منها فوالذي نفسُ سلمانَ بيدِهِ ما ماتَتْ منها وديةٌ وبقيَتِ الذهبُ فبينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ إذ أتاهُ رجلٌ من أصحابِهِ بمِثلِ البيضةِ من ذهبٍ أصابَها من بعضِ المعادنِ فقال صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ما فعل الفارسيُّ المسكينُ المُكاتبُ ادعوهُ لي فدُعيتُ فجئْتُ فقال اذهبْ بهذهِ فأدِّها بما عليكَ منَ المالِ فقلْتُ وأين تقعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا عليَّ فقال إنَّ اللهَ سيؤدِّي عنك ما عليكَ منَ المالِ قال فوالذي نفسي بيدِهِ لقد وزَنْتُ له منها أربعينَ أوقيةً حتى أوفيتُهُ الذي عليَّ ..رواه ابن حزم في المحلي ، ومثلها وردت في أسد الغابة لابن الأثير
* آخى النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم بين سلمان الفارسي وأبي الدرداء فكان نِعم الناصح الأمين لأخيه أبي الدرداء 
فعن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: آخى النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم بين سلمان الفارسي وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا، فقال: كل فإنِّي صائم، قال:  ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل، فلما كان الليل؛ ذهب أبو الدرداء يقوم، فقال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نم، فلما كان من آخر الليل؛ قال سلمان: قم الآن، فصَلَيَّا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم فذكر له ذلك  ، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم"صدق سلمان"...رواه البخاري
* عن أبِي هريرة رضي الله عنه قال: كُنَّا جُلُوسًا عند النَّبِيِّ صلَّى الله عَلَيه وسلَّم فأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الجُمُعَة: " وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ " قال: قُلْتُ: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا، وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ،  وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى الله عَلَيه وسلَّم يَدَهُ على سَلْمَان، ثُمَّ قال: "لَوْ كَانَ الإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَنَالَهُ رِجَالٌ (أَوْ: رَجُلٌ) مِنْ هَؤُلَاءِ"... رواه البخاري
* وأوَّل مشاهده الخندق، ولم يتخلَّف عن مشهدٍ بعدها
قال الواقدي : أولى مغازي سلمان هي غزوة الخندق .. سير أعلام النبلاء
* شارك في الفتوحات الإسلامية حيث شهد مع سعد بن أبي وقاص فتح المدائن حينما عبر الجيش النهر ولم يغرق منهم أحد
يقول ابن كثير في البداية والنهاية : كان الَّذي يُسَايِر سَعْد بن أبِي وَقَّاص فِي المَاء سَلْمَان الفَارِسِيّ فجَعَل سَعْد يقول : حسْبُنا اللَّه ونِعْم الوَكِيل ، واللَّهِ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ وَلِيَّهُ ، ولَيُظْهِرَنَّ اللَّه دِينَهُ ، ولَيَهْزِمَن اللَّه عَدُوَّه ، إِن لَم يَكُن فِي الجَيْش بَغْيٌ أَوْ ذُنُوبٌ تَغْلِبُ الْحَسَنَاتِ . فقَال لَه سَلْمَان : إِنَّ الإسلَام جَدِيد ، ذُلِّلَتْ لَهُم واللَّهِ البُحُورُ ، كَمَا ذُلِّلَ لَهُم البَرّ ، أَمَا والَّذي نَفْس سَلْمَان بِيَده لَيَخرجُنَّ مِنْه أَفوَاجًا كما دَخَلُوا أَفْوَاجًا . فخرَجُوا مِنه كما قال سَلْمَان ، لَمْ يَغرَق مِنهم أَحَد ، ولم يَفقِدُوا شيْئًا 
* ولّاه عمر بن الخطاب على المدائن بعد إصراره على سَلمان الذي كان رافضا للمنصب 
 حتى بعد توليه الولاية كان يطلب من عمر الإعفاء منها إلى أن أعفاه
* عندما  كان سَلمان أميرا على المدائن وهو سائر بالطريق ذات يوم ، لقيه رجل قادم من الشام ومعه حِمل من التين والتمر، وكان الحِمل يتعب الشامي، فلم يكد يرى أمامه رجلا يبدو عليه من عامة الناس وفقرائهم ، فقال له: احمل عني هذا فحمله سَلْمان ومضيا، وعندما بلغا جماعة من الناس فسلَّم عليهم ، فأجابوا :وعلى الأمير السلام  
فسأل الشامي نفسه أي أمير يعنون ؟!ودهش عندما رأى بعضهم يتسارعون ليحملوا عن سَلْمان الحِمل ويقولون: عنك أيها الأمير ، فعلم الشامي أنه أمير المدائن سَلْمان الفارسي فسقط يعتذر ويأسف واقترب ليأخذ الحِمل، ولكن رفض سلمان ، وقال :لا ، حتى أُبلغك منزلك
* سُئل سَلْمان يوما :ماذا يبغضك في الإمارة ؟ 
فأجاب : حلاوة رضاعها، ومرارة فطامها
و كان سَلْمان الفارسي يقول:
 إن استطعت أن تأكل التراب ولا تكونن أميرا على اثنين فافعل
*عن هشام بن حسان ، عن الحسن قال : كان عطاء سَلْمان خمسة آلاف ، وكان على ثلاثين ألفا من الناس ، يخطب في عباءة يفرش نصفها ، ويلبس نصفها . وكان إذا خرج عطاؤه أمضاه ، ويأكل من سفيف يده .. حلية الأولياء
* وسكن أبو الدرداء الشام، وسكن سَلْمان العراق، فكتب أبو الدرداء إلى سَلْمان: سلام عليك، أما بعد، فإن الله رزقني بعدك ما ً لا وولداً، ونزلت الأرض المقدسة. فكتب إليه سَلْمان: سلام عليكم، أما بعد، فإنك كتبت إلي أن الله رزقك ما ً لا وولدًا، فاعلم أن الخير ليس بكثرة المال والولد، ولكن الخير أن يكثر حلمك، وأن ينفعك علمك، وكتبت إلي أنك نزلت الأرض المقدسة، وإن الأرض لا تعمل لأحد، اعمل كأنك ترى، واعدد نفسك من الموتى... أسد الغابة لابن الأثير
* عن يزيد بن عميرة قال : لمَّا حضرَ معاذَ بنَ جبلٍ الموتُ قيلَ لهُ :يا أبا عبدِ الرَّحمنِ أوصِنا ، قال: أجلسوني ، فقالَ: إنَّ العلمَ والإيمانَ مكانَهما من ابتغاهما وجدَهما يقولُ ذلكَ ثلاثَ مرَّاتٍ والتمِسوا العلمَ عندَ أربعةِ رهطٍ :عندَ عويمرٍ أبي الدَّرداءِ ،وعندَ سلمانَ الفارسيِّ ، وعندَ عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ ،وعندَ عبدِ اللَّهِ بنِ سلامٍ  ... رواه الترمذي و صححه الألباني
* عن الأعمش ، عن أبي البختري قال : جاء الأشعث بن قيس وجرير بن عبد الله ، فدخلا على سلمان في خُص ، فسلَّما وحيَّياه ، ثم قالا : أنت صاحب رسول الله   صلى الله عليه وسلم  ؟ ، قال : لا أدري . 
فارتابا ، قال : إنما صاحبه من دخل معه الجنة . قالا : جئنا من عند أبي الدرداء ، قال : فأين هديته ؟ قالا : ما معنا هدية . قال : اتقيا الله ، وأدِّيا الأمانة ، ما أتاني أحد من عنده إلا بهدية ، قالا : لا ترفع علينا هذا ، إن لنا أموالا فاحتكم ، قال : ما أريد إلا الهدية ، قالا : والله ما بعث معنا بشيء إلا أنه قال : إن فيكم رجلا كان رسول الله   صلى الله عليه وسلم   إذا خلا به ، لم يبغ غيره ، فإذا أتيتماه ، فأقرئاه مني السلام . قال : فأي هدية كنت أريد منكما غير هذه ؟، وأي هدية أفضل منها ؟ ... سير أعلام النبلاء
* كان يأكل من عمل يده فكان يعمل في الخوص 
فعن سماك بن حرب ، سمع النعمان بن حميد يقول : دخلت مع خالي على سلمان بالمدائن  وهو يعمل الخوص فسمعته يقول : أشتري خوصا بدرهم ، فأعمله ، فأبيعه بثلاثة دراهم فأعيد درهما فيه ، وأنفق درهما على عيالي ، وأتصدق بدرهم .. سير أعلام النبلاء
*من كلماته
عن سلمان قال : إذا كان الليل ، كان الناس منه على ثلاث  منازل : فمنهم من له ولا عليه ، ومنهم من عليه ولا له ، ومنهم من لا عليه ولا له 
 فقلت : وكيف ذاك ؟ 
قال : أما من له ولا عليه ، فرجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل ، فتوضأ وصلَّى ، فذاك له ولا عليه ،
 ورجل اغتنم غفلة الناس ، وظلمة الليل ، فمشى في معاصي الله ، فذاك عليه ولا له ، 
ورجل نام حتى أصبح ، فذاك لا له ولا عليه
* مما رواه سلمان الفارسي عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم
 عن ابن وديعة، عن سلمانَ الفارسيِّ قال: قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم"لا يغتسل رجلٌ يوم الجمعة،  ويتطهَّر ما استطاع من طُهْر، ويَدَّهِنُ من دُهْنه، أو يمسُّ من طيب بيته، ثم يخرج، فلا يفرِّق بين اثنين، ثم يصلي ما كُتِبَ له، ثم يُنْصِتُ إذا تكلَّم الإمام، إلا غُفرَ له ما بينه وبين الجمعة الأخرى". رواه البخاري
وعن سَلْمَانَ الفارسيِّ رضي اللهُ عنه قال  : سَمعتُ رسُول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقول: "رِبَاطُ يوم ولَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ  الذِي كَانَ يَعْمَلُه، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأمِنَ من الفَتَّانَ" .. رواه  مسلمٌ
و عن سَلْمان الفارِسِيّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"إنَّ للهِ تَعالَى مِئَةَ رَحْمَةٍ، فَمِنْها رَحْمَةٌ بها  يَتَرَاحَمُ الخَلْقُ بَيْنَهُم، وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ لِيَومِ القِيامَةِ"... رواه مسلم
وفاته
* كان سلمان يملك شيئا يحرص عليه كثيرا، ائتمن زوجته عليه، وفي صبيحة اليوم الذي قبض فيه ناداها :هلمي خبيك الذي استخبأتك
فجاءت بها فإذا هي صرة مسك أصابها يوم فتح جلولاء، احتفظ بها لتكون عطره يوم مماته، ثم دعا بقدح ماء نثر به المسك
وقال لزوجته: انضحيه حولي، فإنه يحضرني الآن خلق من خلق الله، لايأكلون الطعام وإنما يحبون الطيب  فلما فعلت ، قال لها اجفئي عليّ الباب وانزلي ففعلت ما أمر، وبعد حين عادت فإذا روحه قد فارقت جسده
* قيل أنه تُوفي عام 30 هجريا وقيل 36 هجريا
قال الواقدي : تُوفِّيَ  بالمدائن في عهد عثمان بن عفان
* قيل أنه قد تولى دفنه والصلاة عليه وتجهيزه علي بن أبي طالب وقد حضر عنده قادما من المدينة إلى المدائن في العراق
* ولم يثبت شئ عن عمره عندما مات فقيل أكثر من 100 سنة وقيل 80سنة عن رواية  جعفر بن سليمان عن ثابت البناني قال : 
لما مرض سلمان ، خرج سعد من الكوفة يعوده ، فقدم ، فوافقه وهو في الموت يبكي ، فسلم وجلس ، وقال : ما يبكيك يا أخي ؟ ألا تذكر صحبة رسول الله ؟ ألا تذكر المشاهد الصالحة ؟
قال : والله ما يبكيني واحدة من اثنتين : ما أبكي حُبا بالدنيا ولا كراهية للقاء الله
قال سعد : فما يبكيك بعد ثمانين ؟
قال : يبكيني أن خليلي عهد إليّ عهدا قال : ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب ، وإنا قد خشينا أنا قد تعدَّينا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة