*نشأة عيسى ابن مريم ، عليهما السلام ، وبدء الوحي
وُلِد ببيت لحم، قريباً من بيت المقدس
ورد فى البداية والنهاية لابن كثير:
عن وهب بن منبه قال:أنه لما وُلِد عيسي خرَّت الأصنام يومئذ في مشارق الأرض ومغاربها ، وأنه ظهر نجم عظيم في السماء ، أشفق من ظهوره ملك الفرس ، فسأل الكهنة ذلك فقالوا : هذا لمولد عظيم في الأرض . فبعث رسله ومعهم ذَهَبٌ وَمُرٌّ وَلِبَانٌ ، هدية إلى عيسى ، فلما قدموا الشام سألهم ملكها عما أقدمهم ، فذكروا له ذلك ، فسأل عن ذلك الوقت ، فإذا قد وُلِدَ فيه عيسى ابن مريم ببيت المقدس ، وقد اشتهر أمره بسبب كلامه في المهد ، فأرسلهم إليه بما معهم وأرسل معهم من يعرفه له ; ليتوصل إلى قتله إذا انصرفوا عنه،
فلما وصلوا إلى مريم بالهدايا ورجعوا ، قيل لها : إن رسل ملك الشام إنما جاءوا لِيَقْتُلُوا وَلَدَكِ . فاحتملته ، فذهبت به إلى مصر ، فأقامت بها حتى بلغ عمره اثنتي عشرة سنة ، وظهرت عليه كرامات ومعجزات في حال صغره
*من معجزاته في طفولته عليه السلام
*قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ ، عَنْ جُوَيْبِرٍ وَمُقَاتِلٍ عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَمْسَكَ عَنِ الْكَلَامِ بَعْدَ إِذْ كَلَّمَهُمْ طِفْلًا ، حَتَّى بَلَغَ مَا يَبْلُغُ الْغِلْمَانُ ، ثُمَّ أَنْطَقَهُ اللَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيَانِ ، فَأَكْثَرَ الْيَهُودُ فِيهِ وَفِي أُمِّهِ مِنَ الْقَوْلِ ، كَانُوا يُسَمُّونَهُ ابْنَ الْبَغِيَّةِ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى :" وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا"
قَالَ : فَلَمَّا بَلَغَ سَبْعَ سِنِينَ أَسْلَمَتْهُ أُمُّهُ فِي الْكُتَّابِ ، فَجَعَلَ لَا يُعَلِّمُهُ الْمُعَلِّمُ شَيْئًا إِلَّا بَدَرَهُ إِلَيْهِ
* ورُوِيَ أن الدهقان الذي نزلوا عنده افتقد مالاً من داره ، وكانت داره لا يسكنها إلا الفقراء والضعفاء، فلم يدر من أخذه ، وعز ذلك على مريم ، عليها السلام ، وشق على الناس وعلى رب المنزل ، وأعياهم أمرها ، فلما رأى عيسى ، عليه السلام ، ذلك ، عَمَدَ إِلَى رَجُلٍ أَعْمَى ، وَآخَرَ مُقْعَدٍ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ هُوَ مُنْقَطِعٌ إِلَيْهِ ، فقال للأعمى : احمل هذا المقعد وانهض به.
فقال: إني لا أستطيع ذلك.
فقال :بَلَى ، كَمَا فَعَلْتَ أَنْتَ وَهُوَ حِينَ أَخَذْتُمَا هَذَا الْمَالَ مِنْ تِلْكَ الْكُوَّةِ مِنَ الدَّارِ. فلما قال ذلك صدقاه فيما قال، وأتيا بالمال ، فعظم عيسى في أعين الناس وهو صغير جدا.
* من معجزاته ايضاً :أَنَّ ابْنَ الدِّهْقَانِ عَمِلَ ضِيَافَةً لِلنَّاسِ بِسَبَبِ طُهُورِ أَوْلَادِهِ ، فَلَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ وَأَطْعَمَهُمْ ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَسْقِيَهُمْ شَرَابًا ، لَمْ يَجِدْ فِي جِرَارِهِ شَيْئًا ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا رَأَى عِيسَى ذَلِكَ مِنْهُ قَامَ فَجَعَلَ يَمُرُّ عَلَى تِلْكَ الْجِرَارِ وَيَمُرُّ يَدَهُ عَلَى أَفْوَاهِهَا ، فَلَا يَفْعَلُ بِجَرَّةٍ مِنْهَا ذَلِكَ إِلَّا امْتَلَأَتْ شَرَابًا مِنْ خِيَارِ الشَّرَابِ ، فَتَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ جِدًّا ، وَعَظَّمُوهُ وَعَرَضُوا عَلَيْهِ وَعَلَى أُمِّهِ مَالًا جَزِيلًا ، فَلَمْ يَقْبَلَاهُ وَارْتَحَلَا قَاصِدِينَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ
*وروى ابن لهيعة ، عن عبد الله بن هبيرة ، قال : كان عبد الله بن عمرو يقول : كان عيسى ابن مريم وهو غلام يلعب مع الصبيان، فكان يقول لأحدهم : تريد أن أخبرك ما خبأت لك أمك ؟ فيقول : نعم.
فيقول : خبأت لك كذا وكذا .فيذهب الغلام منهم إلى أمه
فيقول لها : أطعميني ما خبأت لي
فقالوا : والله لئن تركتم هؤلاء الصبيان مع ابن مريم ليفسدنهم . فجمعوهم في بيت وأغلقوا عليهم ، فخرج عيسى يلتمسهم فلم يجدهم ، فسمع ضوضاءهم في بيت ، فسأل عنهم ، فقالوا : إنما هؤلاء قردة وخنازير
فقال : اللهم كذلك . فكانوا كذلك. رواه ابن عساكر
*وقال إسحاق بن بشر : قال لنا إدريس ، عن جده وهب بن منبه ، قال : إن عيسى لما بلغ ثلاث عشرة سنة ، أمره الله أن يرجع من بلاد مصر إلى بيت إيليا . قال : فقدم عليه يوسف ابن خال أمه ، فحملهما على حمار ، حتى جاء بهما إلى إيليا وأقام بها حتى أحدث الله له الإنجيل ، وعلمه التوراة ، وأعطاه إحياء الموتى ، وإبراء الأسقام ، والعلم بالغيوب مما يدخرون في بيوتهم ، وتحدث الناس بقدومه ، وفزعوا لما كان يأتي من العجائب ، فجعلوا يعجبون منه ، فدعاهم إلى الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة