** ذكر ابن كثير ما قاله ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان لعيسى عليه السلام عَنْ خَطَّابِ بن القاسِم ، عن أَبِي عُثمَان ، قال : " كان عِيسى عليه الصَّلاة والسّلام يُصلِّي على رَأْس جَبَل فأَتاهُ إبلِيس ، فقال : أَنت الَّذِي تَزْعُم أنَّ كُلَّ شَيْءٍ بِقضاءٍ وقَدَر ؟ قال : نَعَم.
قال : أَلْقِ نَفْسك مِن الجَبَل وقلْ : قُدِّر عَلَيّ.
قال : يَا لَعِينُ ! اللَّهُ يَخْتَبِر العِباد ، ولَيْس لِلعِباد أَنْ يَختَبِرُوا اللَّه عَزَّ وجَلّ "
** بعضاً من معجزات عيسى عليه السلام
**يذكر تعالى ما امتن به على عبده ورسوله عيسى ابن مريم عليه السلام مما أجراه على يديه من المعجزات وخوارق العادات ، بداية من خلقه إياه من أم بلا ذكر ، فجعله آية ودلالة على كمال قدرة الله تعالى ثم نعمته التي شملت الوالدة الطاهرة حيث جعل ابنها برهانا على براءتها مما نسبه الظالمون الجاهلون إليها من الفاحشة فأنطقه في المهد صغيرا ، فشهد ببراءة أمه من كل عيب ،ثم جعله نبياً داعياً إلى الله في صغره وكبره ، ولهذا قال تعالى : "تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا"أي:تدعو إلى الله الناس في صغرك وكبرك.
** قوله :"وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ "أي علمه تعالى الخط والفهم وتوراة موسى بن عمران الكليم ،
** قوله : "وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي" أي : يصوره ويشكله على هيئة الطائر بإذن الله فيكون طائرا بإذنه تعالى عندما ينفخ في تلك الصورة التي شكلها، فتكون طيرا ذا روح بإذن الله
** قوله : "وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي "
الأكمه: وهو الذي يولد أعمى ، ولا سبيل لأحد من الحكماء إلى مداواته
والأبرص: وهو الذي لا طب فيه ، بل قد مرض بالبرص وصار داؤه عضالا
** قوله : "وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِي"أي : تدعوهم فيقومون من قبورهم بإذن الله وقدرته ، وإرادته ومشيئته
** ورد عند ابن كثير في البداية والنهاية
** كان أول ما أحيا من الموتى ، أنه مر ذات يوم على امرأة قاعدة عند قبر وهي تبكي ،
فقال لها : ما لك أيتها المرأة ؟
فقالت : ماتت ابنة لي لم يكن لي ولد غيرها ، وإني عاهدت ربي أن لا أبرح من موضعي هذا حتى أذوق ما ذاقت من الموت ، أو يحييها الله لي فأنظر إليها .
فقال لها عيسى : أرأيت إن نظرت إليها أراجعة أنت ؟
قالت : نعم .
فصلى ركعتين ، ثم جاء فجلس عند القبر ، فنادى : يا فلانة قومي بإذن الرحمن فاخرجي . فتحرك القبر ، ثم نادى الثانية ، فانصدع القبر بإذن الله ، ثم نادى الثالثة ، فخرجت وهي تنفض رأسها من التراب ،
فقال لها عيسى : ما بطأ بك عني ؟
فقالت : لما جاءتني الصيحة الأولى بعث الله لي ملكا فركب خلقي ، ثم جاءتني الصيحة الثانية ، فرجع إلي روحي ، ثم جاءتني الصيحة الثالثة ، فخفت أنها صيحة القيامة ، فشاب رأسي وحاجباي وأشفار عيني ; من مخافة القيامة .
ثم أقبلت على أمها فقالت : يا أمتاه ، ما حملك على أن أذوق كرب الموت مرتين ؟ يا أمتاه ، اصبري واحتسبي ، فلا حاجة لي في الدنيا ، يا روح الله وكلمته ، سل ربي أن يردني إلى الآخرة ، وأن يهون علي كرب الموت . فدعا ربه فقبضها إليه ، واستوت عليها الأرض ، فبلغ ذلك اليهود، فازدادوا عليه غضبا
** أما عن إحياء عيسى لأحد أبناء نوح فلم يُذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء ، وإنما ذُكر عن بعض الصحابة ولم يثبت
،ورُوي عن بعض التابعين ما صح حسّنه بعض العلماء والغالب أن هذا مما أخذوه عن أهل الكتاب
**و افضل ماقيل في هذا هو الروايتين:
الأولى :أخرجها ابن الجوزي في "المنتظم" من طريق ابن وهب عن ابن لهيعة ، عَنِ ابْنِ الهاد ، عَنِ ابْنِ شهاب ،
قَالَ: قيل لعيسى بن مريم عليه السلام: أحي حام بْن نوح ، فَقَالَ: أروني قبره ، فأروه فقام فقال: يا حام بن نوح احي بإذن اللَّه ، فلم يخرج ، ثم قالها الثانية ، فإذا شق رأسه ولحيته أبيض. فَقَالَ: ما هَذَا ؟ ، قَالَ: سمعت الدعاء الأول فظننت أنه من اللَّه عز وجل ، فشاب له شقي ، ثم سمعت الثاني فعلمت أنه من الدنيا فخرجت. قَالَ: منذ كم مت؟
قَالَ: منذ أربعة آلاف سنة ما ذهبت عني سكرة الموت
الثانية:أخرجها ابن أبي الدنيا في "من عاش بعد الموت"من طريق خَلَفِ بن هشام ، قال: حدَّثنا عَوْنُ بْنُ مُوسَى ، سَمِع مُعاوِية بن قُرَّة ، قال: " سَأَلَتْ بَنُو إِسرائِيل عِيسَى ابن مريم عليه السّلَام قالُوا: يا رَوْحَ اللَّه وكلِمَتَهُ إِنَّ سام بن نُوحٍ دُفِنَ هاهُنَا قريبًا ، فادْعُ اللَّهَ أَنْ يَبْعَثهُ لنا ، قال: فهَتَفَ نَبِيُّ اللَّه بهِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا وهَتَفَ فلَمْ يَرَ شيْئًا ، فقالُوا: لَقَدْ دُفِن هاهُنا قرِيبًا، فهَتَف نَبِيُّ اللَّه ، فخَرَج أَشْمَطُ ، قالُوا: يا رَوْحَ اللَّه وَكَلِمَتَهُ ، نُبِّئْنا أنَّهُ مات وهو شَابٌّ ، فمَا هذا البَيَاضُ؟ فقَال لَهُ عِيسى عليه السَّلَام: ما هذَا البيَاض؟ ، قال:ظَنَنْتُ أَنَّها مِن الصَّيْحة ففَزِعْتُ"
** عيسى يبشر بقدوم خاتم الانبياء بعده
فأخبرهم أن النبوة ستنقطع عن بني اسرائيل ، وأنها من بعده للنبي العربي الْأُمِّيَّ ، خاتم الأنبياء على الإطلاق ، أحمد ، وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ، الذي هو من سلالة إسماعيل بن إبراهيم الخليل ، عليهم السلام
فعيسى ، عليه السلام ، هو آخر أنبياء بني إسرائيل ، وقد قام فيهم خطيباً فبشرهم بخاتم الأنبياء الآتي بعده ، ونوه باسمه ، وذكر لهم صفته ليعرفوه ويتَّبِعوه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة