*ميلاد نبي الله عيسى بن مريم البتول
* روي ابن أبي حاتم . وروى عن مجاهد قال : قالت مريم : كنت إذا خلوت حدثني وكلمني ، وإذا كنت بين الناس سبَّح في بطني
*"فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (*) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (*) فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (*) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (*) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (*) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (*) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا"
شاع أمر السيدة مريم واشتهر في بني إسرائيل أنها حامل فاتهموها بيوسف الذي كان يتعبد معها في المسجد وهى العذراء الطاهرة،
فتوارت عنهم مريم ، واعتزلتهم وانتبذت مكاناً قصياً وعندما اتاها المخاض فجأة فألجأها واضطرها الطلق إلى جذع النخلة ببيت لحم ...فقالت :"يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا"
لقد تمنت الموت من شدة الفتنة ، وذلك أنها علمت أن الناس يتهمونها ولا يصدقونها ، فماذا يفعلون حين تأتيهم بغلام على يدها ، مع أنها قد كانت عندهم من العابدات الناسكات ، المجاورات في المسجد ، المنقطعات إليه ، المعتكفات فيه ، ومن بيت النبوة والديانة ،
وقوله : "فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا" فقد انقسم العلماء فيها الى قولان : أحدهما ، أنه جبريل على انه كان يقف فى مكان منخفض عن مكانها وأن عيسي لم يتكلم إلا بحضرة القوم.
والثاني : هو ابنها عيسى
وقوله :"أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا" قيل : النهر . وإليه ذهب الجمهور لقوله : "وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا" فذكر الطعام والشراب ، ولهذا قال: "فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا"
وقد قيل : كان جذع النخلة يابسا ويحتمل أنها كانت نخلة ، لكنها لم تكن مثمرة إذ ذاك ; لأن ميلاده كان في زمن الشتاء ، وليس ذاك وقت ثمر ، ولكن بقدرة الله جعلها تسقط الرطب حيث قال "تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا " فأفضل الثمار للنفساء هى التمر والرطب
عيسى عليه السلام
*عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما مِن مَولودٍ يولَدُ إلَّا والشَّيطانُ يَمَسُّه حين يُولَدُ، فيَستهِلُّ صارِخًا مِن مَسِّ الشَّيطانِ إيَّاه، إلَّا مَريمَ وابنَها"، ثمَّ يقولُ أبو هريرةَ: واقرَؤوا إن شِئتُم: "وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"رواه البخاري
*وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كلُّ بني آدمَ يطعنُ الشيطانَ في جنبيهِ بإصبعِه حين يولدُ، غير عيسى ابنِ مريمَ، ذهب يطعن فطُعن في الحجابِ " رواه البخاري
وقوله :"فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا" فإن رأيت أحدا من الناس فقولي له ، أي بلسان الحال والإشارة : إني نذرت للرحمن صوما أي : صمتا . حيث كان من صومهم في شريعتهم ترك الكلام والطعام . قاله قتادة ، والسدي ، وابن أسلم . ويدل على ذلك قوله : فلن أكلم اليوم إنسيا
وقوله تعالى : "فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا" فحملته بنفسها ، وأتت به قومها و قال ابن عباس: وذلك بعد ما تعافت من نفاسها بعد أربعين يوما .
فلما رأوها تحمل معها ولدها قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا والفرية هي الفعلة المنكرة العظيمة.
ثم قالوا لها : "يَا أُخْتَ هَارُونَ"
اختلف العلماء على هارون فمنهم من رجَّح أنه عابد من عُبَّاد زمانهم كانت تشبهه في العبادة ، وكان اسمه هارون .ومنهم من قال أن كان لها أخاً عابداً اسمه هارون
وآخرون أرادوا بهارون أخا موسى شبهوها به في العبادة فقط وليس النسب. وأخطأ من ظن أنها أخت النبيين موسى وهارون نسبا ; فإن بينهما من الدهور الطويلة
وروي الإمام أحمد عن المغيرة بن شعبة ، قال :
لما قدمتُ نجرانَ سألوني . فقالوا : إنكم تقرؤونَ : يَا أُخْتَ هَارُونَ .. وموسى قبلَ عيسى بكذا وكذا . فلما قدمتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سألتُه عن ذلك . فقال " إنهم كانوا يُسمُّونَ بأنبيائِهم والصالحينَ قبلهم " رواه مسلم.
وعلى هذا فهم كانوا يكثرون من التسمية بهارون
وحديث النبي يدل على أن فى بيت مريم من سُمِّى علي اسم نبي الله هارون فربما كان لها أخ نسبي اسمه هارون ، وكان مشهورا بالدين والصلاح والخير ; ولهذا قالوا : "مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا"أي : لست من بيت هذا شيمتهم ولا سجيتهم ; لا أخوك ولا أمك ولا أبوك ، فاتهموها بالفاحشة العظمى مع زكريا عليه السلام تارة ومع ابن خالها يوسف بن يعقوب النجار تارة اخري وبئس ما يقولون
* روي ابن أبي حاتم . وروى عن مجاهد قال : قالت مريم : كنت إذا خلوت حدثني وكلمني ، وإذا كنت بين الناس سبَّح في بطني
*"فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (*) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا (*) فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (*) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (*) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (*) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (*) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا"
شاع أمر السيدة مريم واشتهر في بني إسرائيل أنها حامل فاتهموها بيوسف الذي كان يتعبد معها في المسجد وهى العذراء الطاهرة،
فتوارت عنهم مريم ، واعتزلتهم وانتبذت مكاناً قصياً وعندما اتاها المخاض فجأة فألجأها واضطرها الطلق إلى جذع النخلة ببيت لحم ...فقالت :"يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا"
لقد تمنت الموت من شدة الفتنة ، وذلك أنها علمت أن الناس يتهمونها ولا يصدقونها ، فماذا يفعلون حين تأتيهم بغلام على يدها ، مع أنها قد كانت عندهم من العابدات الناسكات ، المجاورات في المسجد ، المنقطعات إليه ، المعتكفات فيه ، ومن بيت النبوة والديانة ،
وقوله : "فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا" فقد انقسم العلماء فيها الى قولان : أحدهما ، أنه جبريل على انه كان يقف فى مكان منخفض عن مكانها وأن عيسي لم يتكلم إلا بحضرة القوم.
والثاني : هو ابنها عيسى
وقوله :"أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا" قيل : النهر . وإليه ذهب الجمهور لقوله : "وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا" فذكر الطعام والشراب ، ولهذا قال: "فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا"
وقد قيل : كان جذع النخلة يابسا ويحتمل أنها كانت نخلة ، لكنها لم تكن مثمرة إذ ذاك ; لأن ميلاده كان في زمن الشتاء ، وليس ذاك وقت ثمر ، ولكن بقدرة الله جعلها تسقط الرطب حيث قال "تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا " فأفضل الثمار للنفساء هى التمر والرطب
عيسى عليه السلام
*عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ما مِن مَولودٍ يولَدُ إلَّا والشَّيطانُ يَمَسُّه حين يُولَدُ، فيَستهِلُّ صارِخًا مِن مَسِّ الشَّيطانِ إيَّاه، إلَّا مَريمَ وابنَها"، ثمَّ يقولُ أبو هريرةَ: واقرَؤوا إن شِئتُم: "وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"رواه البخاري
*وعن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"كلُّ بني آدمَ يطعنُ الشيطانَ في جنبيهِ بإصبعِه حين يولدُ، غير عيسى ابنِ مريمَ، ذهب يطعن فطُعن في الحجابِ " رواه البخاري
وقوله :"فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا" فإن رأيت أحدا من الناس فقولي له ، أي بلسان الحال والإشارة : إني نذرت للرحمن صوما أي : صمتا . حيث كان من صومهم في شريعتهم ترك الكلام والطعام . قاله قتادة ، والسدي ، وابن أسلم . ويدل على ذلك قوله : فلن أكلم اليوم إنسيا
وقوله تعالى : "فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا" فحملته بنفسها ، وأتت به قومها و قال ابن عباس: وذلك بعد ما تعافت من نفاسها بعد أربعين يوما .
فلما رأوها تحمل معها ولدها قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا والفرية هي الفعلة المنكرة العظيمة.
ثم قالوا لها : "يَا أُخْتَ هَارُونَ"
اختلف العلماء على هارون فمنهم من رجَّح أنه عابد من عُبَّاد زمانهم كانت تشبهه في العبادة ، وكان اسمه هارون .ومنهم من قال أن كان لها أخاً عابداً اسمه هارون
وآخرون أرادوا بهارون أخا موسى شبهوها به في العبادة فقط وليس النسب. وأخطأ من ظن أنها أخت النبيين موسى وهارون نسبا ; فإن بينهما من الدهور الطويلة
وروي الإمام أحمد عن المغيرة بن شعبة ، قال :
لما قدمتُ نجرانَ سألوني . فقالوا : إنكم تقرؤونَ : يَا أُخْتَ هَارُونَ .. وموسى قبلَ عيسى بكذا وكذا . فلما قدمتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سألتُه عن ذلك . فقال " إنهم كانوا يُسمُّونَ بأنبيائِهم والصالحينَ قبلهم " رواه مسلم.
وعلى هذا فهم كانوا يكثرون من التسمية بهارون
وحديث النبي يدل على أن فى بيت مريم من سُمِّى علي اسم نبي الله هارون فربما كان لها أخ نسبي اسمه هارون ، وكان مشهورا بالدين والصلاح والخير ; ولهذا قالوا : "مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا"أي : لست من بيت هذا شيمتهم ولا سجيتهم ; لا أخوك ولا أمك ولا أبوك ، فاتهموها بالفاحشة العظمى مع زكريا عليه السلام تارة ومع ابن خالها يوسف بن يعقوب النجار تارة اخري وبئس ما يقولون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة