السيدة مريم العذراء
*عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حسبُكَ مِن نساءِ العالَمينَ مَريمُ بِنتُ عِمرانَ ، وخَديجةُ بِنتُ خوَيْلدٍ ، وفاطمةُ بِنتُ محمَّدٍ ، وآسيةُ امرأةُ فِرعَونَ" رواه الترمذي وصححه الألباني
وعن عبدالله بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سيداتُ نساءِ أهلِ الجنةِ بعدَ مريمَ بنت عمرانَ : فاطمةُ ، وخديجةُ ، وآسيةُ امرأة فرعونَ" السلسلة الصحيحة
و عن أبي موسى الأشعري ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كمُلَ منَ الرِّجالِ كثيرٌ ، ولم يَكمُلْ منَ النِّساءِ : إلَّا مريمُ بنتُ عمرانَ ، وآسيةُ امرأَةُ فرعونَ ، وفضلُ عائشةَ على النِّساءِ كفَضلِ الثَّريدِ على سائرِ الطَّعامِ" رواه البخاري ومسلم
ولفظه يقتضي حصر الكمال في النساء في مريم وآسية ، فإن كلا منهما كفلت نبياً في حال صغره ، فآسية كفلت موسى الكليم ، ومريم كفلت ولدها عيسى عبد الله ورسوله
مريم في رعاية زكريا عليهما السلام
قال الله تعالى : "وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ"
قال المفسرون : اتخذ لها زكريا مكاناً شريفاً من المسجد ، لا يدخله سواها ، فكانت تعبد الله فيه ، وتقوم بما يجب عليها من سدانة البيت إذا جاءت نوبتها ، وتقوم بالعبادة ليلها ونهارها ، حتى صارت يضرب بها المثل بعبادتها في بني إسرائيل ، واشتهرت بما ظهر عليها من الأحوال الكريمة ، والصفات الشريفة ، حتى إنه كان نبي الله زكريا كلما دخل عليها موضع عبادتها ، يجد عندها رزقاً غريباً في غير أوانه ، فكان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف ،
فيسألها : أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ
فتقول :هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
فعند ذلك تمنى زكريا وجود ولد من صلبه ، وإن كان قد أسن وكبر .
قال بعض العلماء انه كان يقول فى دعائه :يَا مَنْ يَرْزُقُ مَرْيَمَ الثَّمَرَ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ ، هَبْ لِي وَلَدًا ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ
*تبشير مريم العذراء بابنها عيسى عليهما السلام
قال الله تعالى :"إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ(*) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (*) قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (*) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ"
يذكر الله تعالى في كتابه أن الملائكة بشَّرت مريم باصطفاء الله لها ، من بين سائر نساء عالمي زمانها ، بأن اختارها لإيجاد ولد منها ، من غير أب ، وبشَّرها بأن يكون نبياً ويكلم الناس في مهده ، ويدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وكذلك في حال كهولته ، فدل على أنه سيبلُغ الكهولة ، ويدعو إلى الله فيها ، وأُمِرَت بكثرة العبادة والقنوت والسجود والركوع ; لتكون أهلاً لهذه الكرامة ، ولتقوم بشكر هذه النعمة
فتعجبت من وجود ولد من غير والد ; لأنها لا زوج لها ، ولا هي ممن تتزوج "قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ "..... فأخبرتها الملائكة بأن الله قادر على ما يشاء ، إذا قضى أمرا فإنما يقول له : كن . فيكون ; فاستكانت لذلك وأنابت وسلمت لأمر الله وعلمت أن هذا فيه محنة عظيمة لها ; فإن الناس يتكلمون فيها بسببه ، لأنهم لا يعلمون حقيقة الأمر
كانت مريم الطاهرة تخرج من المسجد في وقت حيضها ، أو لحاجة ضرورية لا بد منها ; من استقاء ماء أو تحصيل غذاء ، فبينما هي يوماً قد خرجت لبعض شئونها و انفردت وحدها شرقي المسجد الأقصى ، إذ بعث الله إليها الروح الأمين ، جبريل عليه السلام فتمثل لها بشراً سوياً فلما رأته قالت:"إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا"
فخاطبها المَلَك "قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا"
"قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا"
قال كذلك قال ربك هو علي هين وهذا سهل عليه ، ويسير لديه ، فإنه على ما يشاء قدير "قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ"
يقول العلماء:وقوله : "وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ " أي : ولنجعل خلقه ، والحالة هذه ، دليلاً على كمال قدرتنا على أنواع الخلق ; فإنه تعالى خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى ، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى ، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر ، وخلق بقية الخلق من ذكر وأنثى
قال تعالى : " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ"حيث أمر الله تعالى جبريل عليه السلام بالنفخ في جيب درعها فنزلت النفخة فولجت في فرجها ، فكان منه الحمل بعيسى ، عليه السلام
ويقول القرطبي:"مِن رُّوحِنَا" أي روحاً من أرواحنا وهي روح عيسى
*وعندما حملت الطاهرة "فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا" ضاقت به ذرعا ، وأدركت أن كثيراً من الناس سيكون منهم كلام في حقها ،
*ذكر ابن كثير : أنها لما ظهرت عليها مخايل الحمل كان أول من فطن لذلك رجل من عُبَّاد بني إسرائيل ، يقال له:يوسف بن يعقوب النجار . وكان ابن خالها ، فجعل يتعجب من ذلك عجبا شديدا ، وذلك لما يعلم من ديانتها ، ونزاهتها ، وعبادتها ، وهو مع ذلك يراها حبلى وليس لها زوج ، فعرض لها ذات يوم في الكلام ،
فقال : يا مريم هل يكون زرع من غير بذر ؟!
قالت : نعم ، فمن خلق الزرع الأول ؟! ثم
قال : فهل يكون شجرمن غير ماء ولا مطر ؟!
قالت : نعم ، فمن خلق الشجر الأول ؟!
ثم قال : فهل يكون ولد من غير ذكر ؟!
قالت : نعم ، إن الله خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى
قال لها : فأخبريني خبرك
فقالت : إن الله بشرني بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين
ويروى مثل هذا عن زكريا ، عليه السلام ، أنه سألها فأجابته بمثل هذا
*أم يحيي
*ذكر ابن كثير عن السدي بإسناده عن الصحابة ، أن مريم دخلت يوما علي زوجة زكريا وهي إيشاع ، فقالت لها أم يحيى : إني أرى ما في بطني يسجد لما في بطنك ومعنى السجود هاهنا ، الخضوع والتعظيم ، كالسجود عند المواجهة للسلام ، كما كان في شرائع من قبلنا
* كذلك قال الامام مالك أن حمل أم يحيي ومريم معا و أن أم يحيى قالت لمريم : إني أرى ما في بطني يسجد لما في بطنك .
يقولك الإمام مالك: أرى ذلك لتفضيل عيسى ، عليه السلام; لأن الله تعالى جعله يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص
*عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حسبُكَ مِن نساءِ العالَمينَ مَريمُ بِنتُ عِمرانَ ، وخَديجةُ بِنتُ خوَيْلدٍ ، وفاطمةُ بِنتُ محمَّدٍ ، وآسيةُ امرأةُ فِرعَونَ" رواه الترمذي وصححه الألباني
وعن عبدالله بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سيداتُ نساءِ أهلِ الجنةِ بعدَ مريمَ بنت عمرانَ : فاطمةُ ، وخديجةُ ، وآسيةُ امرأة فرعونَ" السلسلة الصحيحة
و عن أبي موسى الأشعري ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" كمُلَ منَ الرِّجالِ كثيرٌ ، ولم يَكمُلْ منَ النِّساءِ : إلَّا مريمُ بنتُ عمرانَ ، وآسيةُ امرأَةُ فرعونَ ، وفضلُ عائشةَ على النِّساءِ كفَضلِ الثَّريدِ على سائرِ الطَّعامِ" رواه البخاري ومسلم
ولفظه يقتضي حصر الكمال في النساء في مريم وآسية ، فإن كلا منهما كفلت نبياً في حال صغره ، فآسية كفلت موسى الكليم ، ومريم كفلت ولدها عيسى عبد الله ورسوله
مريم في رعاية زكريا عليهما السلام
قال الله تعالى : "وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ"
قال المفسرون : اتخذ لها زكريا مكاناً شريفاً من المسجد ، لا يدخله سواها ، فكانت تعبد الله فيه ، وتقوم بما يجب عليها من سدانة البيت إذا جاءت نوبتها ، وتقوم بالعبادة ليلها ونهارها ، حتى صارت يضرب بها المثل بعبادتها في بني إسرائيل ، واشتهرت بما ظهر عليها من الأحوال الكريمة ، والصفات الشريفة ، حتى إنه كان نبي الله زكريا كلما دخل عليها موضع عبادتها ، يجد عندها رزقاً غريباً في غير أوانه ، فكان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف ،
فيسألها : أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ
فتقول :هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ
فعند ذلك تمنى زكريا وجود ولد من صلبه ، وإن كان قد أسن وكبر .
قال بعض العلماء انه كان يقول فى دعائه :يَا مَنْ يَرْزُقُ مَرْيَمَ الثَّمَرَ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ ، هَبْ لِي وَلَدًا ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِ أَوَانِهِ
*تبشير مريم العذراء بابنها عيسى عليهما السلام
قال الله تعالى :"إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ(*) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (*) قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (*) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ"
يذكر الله تعالى في كتابه أن الملائكة بشَّرت مريم باصطفاء الله لها ، من بين سائر نساء عالمي زمانها ، بأن اختارها لإيجاد ولد منها ، من غير أب ، وبشَّرها بأن يكون نبياً ويكلم الناس في مهده ، ويدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وكذلك في حال كهولته ، فدل على أنه سيبلُغ الكهولة ، ويدعو إلى الله فيها ، وأُمِرَت بكثرة العبادة والقنوت والسجود والركوع ; لتكون أهلاً لهذه الكرامة ، ولتقوم بشكر هذه النعمة
فتعجبت من وجود ولد من غير والد ; لأنها لا زوج لها ، ولا هي ممن تتزوج "قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ "..... فأخبرتها الملائكة بأن الله قادر على ما يشاء ، إذا قضى أمرا فإنما يقول له : كن . فيكون ; فاستكانت لذلك وأنابت وسلمت لأمر الله وعلمت أن هذا فيه محنة عظيمة لها ; فإن الناس يتكلمون فيها بسببه ، لأنهم لا يعلمون حقيقة الأمر
كانت مريم الطاهرة تخرج من المسجد في وقت حيضها ، أو لحاجة ضرورية لا بد منها ; من استقاء ماء أو تحصيل غذاء ، فبينما هي يوماً قد خرجت لبعض شئونها و انفردت وحدها شرقي المسجد الأقصى ، إذ بعث الله إليها الروح الأمين ، جبريل عليه السلام فتمثل لها بشراً سوياً فلما رأته قالت:"إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا"
فخاطبها المَلَك "قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا"
"قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا"
قال كذلك قال ربك هو علي هين وهذا سهل عليه ، ويسير لديه ، فإنه على ما يشاء قدير "قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ"
يقول العلماء:وقوله : "وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِّلنَّاسِ " أي : ولنجعل خلقه ، والحالة هذه ، دليلاً على كمال قدرتنا على أنواع الخلق ; فإنه تعالى خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى ، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى ، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر ، وخلق بقية الخلق من ذكر وأنثى
قال تعالى : " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ"حيث أمر الله تعالى جبريل عليه السلام بالنفخ في جيب درعها فنزلت النفخة فولجت في فرجها ، فكان منه الحمل بعيسى ، عليه السلام
ويقول القرطبي:"مِن رُّوحِنَا" أي روحاً من أرواحنا وهي روح عيسى
*وعندما حملت الطاهرة "فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا" ضاقت به ذرعا ، وأدركت أن كثيراً من الناس سيكون منهم كلام في حقها ،
*ذكر ابن كثير : أنها لما ظهرت عليها مخايل الحمل كان أول من فطن لذلك رجل من عُبَّاد بني إسرائيل ، يقال له:يوسف بن يعقوب النجار . وكان ابن خالها ، فجعل يتعجب من ذلك عجبا شديدا ، وذلك لما يعلم من ديانتها ، ونزاهتها ، وعبادتها ، وهو مع ذلك يراها حبلى وليس لها زوج ، فعرض لها ذات يوم في الكلام ،
فقال : يا مريم هل يكون زرع من غير بذر ؟!
قالت : نعم ، فمن خلق الزرع الأول ؟! ثم
قال : فهل يكون شجرمن غير ماء ولا مطر ؟!
قالت : نعم ، فمن خلق الشجر الأول ؟!
ثم قال : فهل يكون ولد من غير ذكر ؟!
قالت : نعم ، إن الله خلق آدم من غير ذكر ولا أنثى
قال لها : فأخبريني خبرك
فقالت : إن الله بشرني بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين
ويروى مثل هذا عن زكريا ، عليه السلام ، أنه سألها فأجابته بمثل هذا
*أم يحيي
*ذكر ابن كثير عن السدي بإسناده عن الصحابة ، أن مريم دخلت يوما علي زوجة زكريا وهي إيشاع ، فقالت لها أم يحيى : إني أرى ما في بطني يسجد لما في بطنك ومعنى السجود هاهنا ، الخضوع والتعظيم ، كالسجود عند المواجهة للسلام ، كما كان في شرائع من قبلنا
* كذلك قال الامام مالك أن حمل أم يحيي ومريم معا و أن أم يحيى قالت لمريم : إني أرى ما في بطني يسجد لما في بطنك .
يقولك الإمام مالك: أرى ذلك لتفضيل عيسى ، عليه السلام; لأن الله تعالى جعله يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة