فالحياة مثل الهشيم الذى يتطاير فى الهواء ولا فائدة فيه
والكثير يخطئ مفهوم الزهد على انه يظل جالسا منفردا يصلى ويصوم معتكفا فى مكانولا يريد ان يرى احد
فالزهد ليس فى ترك العمل والجلوس فى المساجد وتاركين غيرنا يسعى علينا
حيث رُوى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه دخل المسجد يوماً فرأى رجلاً يتعبد إلى الله، ودخل مرة ثانية فوجده يتعبد إلى الله، فسأل صلى الله عليه وسلم : "من هذا؟"
فقالوا :هذا فلان ولا يكاد يخرج من المسجد عبادةً وتقرباً إلى الله،
فقال عليه الصلاة والسلام : "فمن يطعمه؟ من ينفق عليه؟"
قالوا: أخوه فلان يعمل ويطعمه، فقال النبى عليه وعلى آله الصلاة والسلام : "أخوه خيرٌ منه"
وقد كان سيدنا داود وسيدنا سليمان يملكان الدنيا وكانا من الزاهدين ولكن الدنيا كانت فى يدهم فقط ولم تكن فى قلوبهم
فاستعانوا بها على اقامة العدل وخدمة الناس واعطاء كل ذى حق حقه لوجه الله والوقوف مع الناس
كذلك الصحابة مثل سيدنا عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف كانوا من اصحاب المال والتجارة ولكن التجارة لم تكن فى قلوبهم انما فى ايدهم فقط فتسهل بها مساعدة الناس وقضاء حوائجهم
فاحرص ان يكون الاقبال على الله هو شغلك الشاغل بأن ترضيه فى نفسك وفى عملك وفى خلقك وبيتك واهلك وكل ما سعيت فيه دون انتظار مكافئات الناس او اعجابهم بل تحقق فوق كل ذلك ان تتحمل الناس وتحبهم فى الله رغم عيوبهم فانت فى النهاية تاركهم ... فلا تترك مسئولياتك مدعيا زهدك
يقول الائمة ان الزهد هو: ان تقبل على ربك ، مبتعدا عن الحرام ، مستعينا بشيء من المباحات
والزهد فى حقيقته : الإعراض عن الشيء المتاح والمتيسر امامك لانك لا ترغبه زاهدا فيه وان لم يكن متاح فالاعراض هنا ليس زهدا.
اما شيخ الإسلام ابن تيمية قال : " الزهد: هو ترك ما لا ينفع في الآخرة "
وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ازهَدْ في الدُّنيا يُحبَّك اللهُ ، وازهَدْ فيما عند النَّاسِ يُحبَّك النَّاسُ" السلسلة الصحيحة
يقول الامام بن باز رحمه الله
حديث لا بأس به حسن، وهو من أحاديث الأربعين النووية، ومعناه ازهد في الدنيا يعني فيما حرم الله عليك وفيما يشغلك عن الآخرة فازهد فيها واكتفِ بما يعينك على الخير من المباحات والطيبات، وازهد في التوسع الذي يشغلك عن الخير، وازهد في الحرام أيضاً، وهكذا تزهد فيما عند الناس لا تشحذهم لا تسألهم، إذا أغناك الله فلا تسأل، إذا اضطررت فاسأل بقدر الحاجة، وكن زاهداً بما عند الناس لا تسألهم؛ لأنك إذا سألتهم أبغضوك، وربما أيضاً وقع في قلبك شيء من الحاجة إليهم والتلذذ بسؤالهم! فيكون سجية لك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة