السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الجمعة، 3 يناير 2020

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى ... ما السبب في سؤال إبراهيم ربه أن يريه إحياء الموتى؟

** ورد عند الواحدي
قوله تعالى :"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى"
ذكر المفسرون السبب في سؤال إبراهيم ربه أن يريه إحياء الموتى :
(*)عن قتادة قال : ذكر لنا : أن إبراهيم أتى على دابة ميتة وقد توزعتها دواب البر والبحر ، فقال : "رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى" ؟
(*) وقال الحسن ، وعطاء الخراساني ، والضحاك ، وابن جريج :  إن إبراهيم الخليل مر على دابة ميتة ، قال ابن جريج  : كانت جيفة حمار بساحل البحر . قال عطاء : بحيرة طبرية . قالوا : فرآها وقد توزعتها دواب البر والبحر ، فكان إذا مد البحر جاءت الحيتان ودواب البحر فأكلت منها ، فما وقع منها يصير ترابا ، فإذا ذهبت السباع جاءت الطير فأكلت منها ، فما سقط قطَّعته الريح في الهواء . فلما رأى ذلك إبراهيم تَعجَّب منها وقال : يا رب قد علمت لتجمعنَّها ، فأرني كيف تُحييها لأعاين ذلك . " .
(*) وقال ابن زيد : مر إبراهيم بحوت ميت ، نصفه في البر ونصفه في البحر ، فما كان في البحر فدواب البحر تأكله ، وما كان منه في البر فدواب البر تأكله ، فقال له إبليس الخبيث : متى يجمع الله هذه الأجزاء من بطون هؤلاء ؟ فقال : "رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي  " بذهاب وسوسة إبليس منه .
(*)وقال محمد بن إسحاق بن يسار : إن إبراهيم لما احتج على نمروذ فقال : " رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ " وقال نمروذ : أنا أحيي وأميت ، ثم قتل رجلا وأطلق رجلا قال : قد أمت ذلك وأحييت هذا . قال له إبراهيم : فإن الله يحيي بأن يرد الروح إلى جسد ميت ، فقال له نمروذ : هل عاينت هذا الذي تقوله ؟ ولم يقدر أن يقول : نعم رأيته ، فانتقل إلى حجة أخرى ، ثم سأل ربه أن يريه إحياء الموتى لكي يطمئن قلبه عند الاحتجاج ، فإنه يكون مخبرا عن مشاهدة وعيان .
(*) وقال ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والسدي : لما اتخذ الله إبراهيم خليلا استأذن ملك الموت ربه أن يأتي إبراهيم فيبشره بذلك ، فأتاه فقال : جئتك أبشرك بأن الله تعالى اتخذك خليلا ، فحمد الله عز وجل وقال : ما علامة ذلك ؟ فقال : أن يجيب الله دعاءك ، ويحيي الموتى بسؤالك ، ثم انطلق وذهب ، فقال إبراهيم : " رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي " بعلمي أنك تجيبني إذا دعوتك ، وتعطيني إذا سألتك ، أنك اتخذتني خليلا
** ورد عند ابن الجوزي
(*) قوله تعالى :"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى" 
في سبب سؤاله هذا أربعة أقوال . 
*أحدها: أنه رأى ميتة تمزقها الهوام والسباع ، فسأل هذا السؤال ، وهذا قول ابن عباس ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وعطاء الخراساني ، وابن جريج ، ومقاتل. 
وما الذي كانت هذه الميتة؟ فيه ثلاثة أقوال:
 أحدها: كان رجلا ميتا ، قاله ابن عباس .
والثاني: كان جيفة حمار ، قاله ابن جريج ، ومقاتل .
والثالث: كان حوتا ميتا ، قاله ابن زيد . 
*والثاني: أنه لما بشر باتخاذ الله له خليلا ، سأل هذا السؤال ليعلم صحة البشارة ، ذكره السدي عن ابن مسعود ، وابن عباس . وروي عن سعيد بن جبير أنه لما بشر بذلك ، قال: ما علامة ذلك؟ قال: أن يجيب الله دعاءك ، ويحيي الموتى بسؤالك ، فسأل هذا السؤال . 
*والثالث: أنه سأل ذلك ليزيل عوارض الوسواس ، وهو قول عطاء بن أبي رباح .
*والرابع: أنه لما نازعه نمرود في إحياء الموتى ، سأل ذلك ليرى ما أخبر به عن الله ، وهذا قول محمد بن إسحاق
** ورد عند القرطبي
قوله تعالى : "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" 
(*)اختلف الناس في هذا السؤال هل صدر من إبراهيم عن شك أم لا ؟ فقال الجمهور : لم يكن إبراهيم عليه السلام شاكا في إحياء الله الموتى قط وإنما طلب المعاينة ، وذلك أن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به ، ولهذا قال عليه السلام : ليس الخبر كالمعاينة رواه ابن عباس ولم يروه غيره 
(*)قال الأخفش : لم يرد رؤية القلب وإنما أراد رؤية العين 
(*) واختلف في المحرك له على ذلك ، فقيل : إن الله وعده أن يتخذه خليلا فأراد آية على ذلك ، قاله السائب بن يزيد .
وقيل : قول النمروذ : أنا أحيي وأميت
وقال الحسن : رأى جيفة نصفها في البر توزعها السباع ونصفها في البحر توزعها دواب البحر ، فلما رأى تفرقها أحب أن  يرى انضمامها فسأل ليطمئن قلبه برؤية كيفية الجمع كما رأى كيفية التفريق ، فقيل له : " فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ" قيل : هي الديك والطاوس والحمام والغراب ، ذكر ذلك ابن إسحاق عن بعض أهل العلم ، وقاله مجاهد وابن جريج وعطاء بن يسار وابن زيد . 
وقال ابن عباس مكان الغراب الكركي ، وعنه أيضا مكان الحمام النسر . فأخذ هذه الطير حسب ما أمر وذكاها ، ثم قطعها قطعا صغارا ، وخلط لحوم البعض إلى لحوم البعض مع الدم والريش حتى يكون أعجب ، ثم جعل من ذلك المجموع المختلط جزءا على كل جبل ، ووقف هو من حيث يرى تلك الأجزاء وأمسك رءوس الطير في يده ، ثم قال : تعالين بإذن الله ، فتطايرت تلك الأجزاء وطار الدم إلى الدم والريش إلى الريش حتى التأمت مثل ما كانت أولا وبقيت بلا رءوس ، ثم كرر النداء فجاءته سعيا ، أي عدوا على أرجلهن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة