السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الجمعة، 4 أكتوبر 2019

يوشع بن نون عليه السلام

* هو يوشع بن نون بن أفراييم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام 
ولكن الثابت في الحديث الصحيح أنه هو يُوشع بن نون عليه السلام
 * وقد لازم موسي وهارون عند الخروج من مصر وقد ذكر ابن كثير أنه كان زوجاً لأختهم  ، وذكر القرطبي : أن الفتى في الآية هو الخادم وهو يوشع بن نون بن إفراثيم بن يوسف عليه السلام ، ويقال : هو ابن أخت موسى عليه السلام
 *  ظل بنو اسرائيل في التِّيه أربعين سنةً ، تُوُفي فيها النبي هارون عليه السلام ثم النبي موسى عليه السلام ، فخرج بنو اسرائيل  من التِّيه مع يُوشَع بن نون عليه السلام، وفتح الله عليهم بيت المقدس
** يُوشَع بن نون  في قصة موسى و الخضر عليهم السلام
 أشار إليه القرآن الكريم في قصة موسى مع الخضر عليهما السلام فهو فتى موسى المقصود في الآية :"فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا"
فقد ورد اسمه في الحديث الصحيح في قصة موسى والخضر عليهما السلام
 عن أُبَيّ بن كعْب أنَّه سَمع رسول اللَّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقول: "قامَ موسى خطيبًا في بني إسرائيلَ، فسئلَ: أيُّ النَّاسِ أعلمُ؟ فقَالَ: أنا أعلمُ، قَالَ: فعَتَبَ اللهُ عَلَيْهِ؛ إذْ لمْ يردَّ العلمَ إليهِ ، فأوحى اللهُ إليهِ أنَّ عبدًا منْ عبادي بمجمعِ البحرينِ، هو أعلمُ منكَ، قَالَ موسى: أيْ ربِّ؛ كيفَ لي بهِ؟! فقيلَ لهُ: احملْ حوتًا في مكتلٍ، فحيثُ تفقدُ الحوتَ فهو ثمَّة، فانطلق وانطلق معه  فتاه وهو يوشعُ بنُ نونٍ، فحمل موسى حوتًا في مكتلٍ وانطلقَ هو وفتاهُ يمشيانِ حتَّى أتيا الصَّخرةَ، فرقدَ موسى وفتاه فاضطربَ الحوتُ في المكتلِ حتَّى خرج منَ المكتلِ، فسقطَ في البحرِ، قَالَ: وأمسكَ الله عنهُ جريةَ الماءِ حتَّى كانَ مثلَ الطَّاقِ، فكانَ للحوتِ سربًا، وكانَ لموسى وفتاه عجبًا، فانطلقا بقيةَ يومهما وليلتهما ونسيَ صاحبَ موسى أنْ يخبرَهُ، فلمَّا أصبحَ موسى؛ قَالَ   لفتاه: "آتِنا غَداءَنا، لقد لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَبًا" ، قَالَ: ولم ينصبْ حتَّى جاوزَ المكانَ الذي أمرَ بهِ، قَالَ: " أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا"، قَالَ موسى : "ذلكَ ما كُنَّا نَبْغِي  فارْتَدَّا على آثارِهِما قَصَصًا" ...الى آخر الحديث" ... رواه مسلم
** هو  النبي الذي حُبِسَتْ عليه الشمس حتى فتح الله عليه بيت المقدس
* يوشع بن نون هو الذي خرج ببني اسرائيل  من أرض التيه وقصد بهم بيت المقدس، وذلك بعد وفاة نبي الله موسى 
* ذكر أهل الكتاب وغيرهم من أهل التاريخ، أنه قطع ببني إسرائيل نهر الاردن وانتهى إلى أريحا، وكانت من أحصن المدائن سورا  وأعلاها قصورا، وأكثرها أهلا، فحاصرها ستة أشهر.
ثم إنهم أحاطوا بها يوما وضربوا بالقرون ( يعنى الابواق ) وكبَّروا تكبيرة رجل واحد، فتفسخ سورها وسقط وجبة واحدة، فدخلوها وأخذوا ما وجدوا فيها من الغنائم، وقتلوا اثنى عشر ألفا من الرجال والنساء، وحاربوا ملوكا كثيرة ويقال إن يوشع ظهر على أحد وثلاثين ملكا من ملوك الشام.
وذكروا أنه انتهى محاصرته إلى يوم جمعة بعد العصر، فلما غربت الشمس أو كادت تغرب، ويدخل عليهم السبت الذي جعل عليهم وشرع لهم ذلك الزمان، قال لها إنك مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها علي فحبسها الله عليه حتى تمكن من فتح البلد ( بيت المقدس)، وأمر القمر فوقف عند الطلوع، وهذا يقتضي أن هذه الليلة كانت الليلة الرابعة عشر من الشهر الاول ... قصص الأنبياء لابن كثير
وعن هَمَّام بن مُنَبِّه، عن أَبي هُرَيرة رضي الله عنه قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم "غَزا نَبِيٌّ مِنَ الأنْبِياءِ، فقالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ قدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وهو يُرِيدُ أنْ يَبْنِيَ بها، ولَمَّا يَبْنِ، ولا آخَرُ قدْ بَنَى بُنْيانًا، ولَمَّا يَرْفَعْ سُقُفَها، ولا آخَرُ قَدِ اشْتَرَى غَنَمًا، أوْ خَلِفاتٍ، وهو مُنْتَظِرٌ وِلادَها، قالَ: فَغَزا فأدْنَى لِلْقَرْيَةِ حِينَ صَلاةِ العَصْرِ، أوْ قَرِيبًا مِن ذلكَ، فقالَ لِلشَّمْسِ: أنْتِ مَأْمُورَةٌ، وأنا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ، احْبِسْها عَلَيَّ شيئًا، فَحُبِسَتْ عليه حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليه، قالَ: فَجَمَعُوا ما غَنِمُوا، فأقْبَلَتِ النَّارُ لِتَأْكُلَهُ، فأبَتْ أنْ تَطْعَمَهُ، فقالَ: فِيكُمْ غُلُولٌ، فَلْيُبايِعْنِي مِن كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، فَبايَعُوهُ، فَلَصِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بيَدِهِ، فقالَ: فِيكُمُ الغُلُولُ، فَلْتُبايِعْنِي قَبِيلَتُكَ، فَبايَعَتْهُ، قالَ: فَلَصِقَتْ بيَدِ رَجُلَيْنِ، أوْ ثَلاثَةٍ، فقالَ: فِيكُمُ الغُلُولُ، أنتُمْ غَلَلْتُمْ، قالَ: فأخْرَجُوا له مِثْلَ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِن ذَهَبٍ، قالَ: فَوَضَعُوهُ في المالِ وهو بالصَّعِيدِ، فأقْبَلَتِ النَّارُ فأكَلَتْهُ، فَلَمْ تَحِلَّ الغَنائِمُ لأَحَدٍ مِن قَبْلِنا، ذلكَ بأنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالَى رَأَى ضَعْفَنا وعَجْزَنا، فَطَيَّبَها لَنا"... رواه مسلم 
( الخَلِفات هي: النوق الحوامل)
حيث أكد المؤرخون أن هذا النبي الذي حُبِسَتْ عليه الشمس حتى الفتح هو يوشع بن نون
* عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الشَّمس لم تُحبَس عَلَى بَشَر إلَّا ليُوشَع لَيَالى سَار إلَى بَيْت المَقْدِس " ... السلسلة الصحيحة
والحديث يدل على أن الذي فتح بيت المقدس هو يوشع بن نون عليه السلام ، وأن حبس الشمس كان في فتح بيت المقدس
** مخالفة بني اسرائيل ليوشع بعد فتح بيت المقدس
قوله تعالى:"وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ، فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ" سورة البقرة
* والمقصود أنه لما دخل بهم باب المدينة أُمِرُوا أن يدخلوها سُجَّدا أي رُكَّعا متواضِعين شاكِرين لله عزوجل على ما مَنَّ به عليهم من الفتح العظيم، الذي كان الله وعدهم إياه، وأن يقولوا حال دخولهم: " حطة " أي حُط عنَّا خطايانا التي سلفت، من نكولنا الذي تقدم منا ، فخالفوا ما أُمِرُوا به قولا وفعلا، فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم  وهم  يقولون: حبة في شعرة ،( وفي رواية: حنطة في شعرة).
وحاصله أنهم بدلوا ما أمروا به واستهزءوا به
* قال مجاهد والسدى والضحاك: والباب هو باب حطة من بيت إيلياء بيت المقدس.
* قال ابن عباس وعطاء والحسن وقتادة والربيع: أمروا أن يستغفروا.
عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: "ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ"  فَبَدَّلُوا فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ وَقَالُوا حَبَّةٌ فِي شَعْرَةٍ" ... رواه البخاري
قال ابن مسعود: فدخلوا مقنعي رؤوسهم ضد ما أمروا به، وهذا لا ينافي قول ابن عباس أنهم دخلوا يزحفون على أستاههم
 * وقد ذكر الله تعالى أنه عاقبهم على هذه المخالفة، بإرسال الرجز الذي أنزله عليهم، وهو الطاعون، كما ثبت في الصحيحين  من حديث الزهري
عن عامر بن سعد، ومن حديث مالك عن محمد بن المنكدر وسالم أبى النضر، عن عامر بن سعد، عن أسامة بن زيد، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال: " إنّ هذا الوَجَع أو السَّقَم رِجْز عُذِّبَ بِه بَعض الأُمَم قَبلكُم "... رواه مسلم
وروى النسائي وابن أبي حاتم وهذا لفظه من حديث الثوري عن حبيب بن أبي ثابت، عن إبراهيم عن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، وأسامة بن زيد وخزيمة بن ثابت قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" الطَّاعُون رِجْز عَذَاب ، عُذِّبَ بِه مَن كان قَبْلكُم "... قصص الأنبياء لابن كثير
*  قوله تعالى : "هَذِهِ الْقَرْيَةَ" أي المدينة 
قال الجمهور : هي بيت المقدس ، وقيل : أريحاء من بيت المقدس قال عمر بن شبة كانت قاعدة ومسكن ملوك ... تفسير القرطبي
* قوله تعالى : "وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً"
والباب الذي أمروا بدخول هو باب في بيت المقدس يعرف اليوم بـ "باب حطه" عن مجاهد وغيره 
وقيل : باب القبة التي كان يصلي إليها موسى وبنو إسرائيل 
و"سُجَّداً" قال ابن عباس : منحنين ركوعا وقيل : متواضعين خشوعا لا على هية متعينة ... تفسير القرطبي
* قوله تعالى : "وَقُولُوا حِطَّةٌ"
 قال النحاس : الحديث عن ابن عباس أنه قيل لهم : قولوا لا إله إلا الله وفي حديث آخر عنه قيل لهم قولوا مغفرة  ، أي قولوا شيئا يحط ذنوبكم
وقال الحسن وعكرمة : "حِطَّة" بمعنى حط ذنوبنا ، أمروا أن يقولوا لا إله إلا الله ليحط بها ذنوبهم. وقال ابن جبير : معناه الاستغفار 
أبان بن تغلب : التوبة
قلت : يحتمل أن يكونوا تعبدوا بهذا اللفظ بعينه وهو الظاهر من الحديث روى مسلم عن أبي هريرة : قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قيل لبني إسرائيل "ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ" فبدلوا فدخلوا الباب يزحفون على أستاههم وقالوا حبة في شعرة" وأخرجه البخاري وقال : "فبدَّلوا وقالوا حطة حبة في شعرة" 
وفي غير الصحيحين : "حنطة في شعر" وقيل : قالوا هطا سمهانا وهي لفظة عبرانية تفسيرها : حنطة حمراء حكاها ابن قتيبة وحكاه الهروي عن السدي ومجاهد 
وكان قصدهم خلاف ما أمرهم الله به فعصوا وتمردوا واستهزؤوا فعاقبهم الله بالرجز وهو العذاب ، وقال ابن زيد : كان طاعونا أهلك منهم سبعين ألفا. وروي أن الباب جُعل قصيرا ليدخلوه رُكَّعا فدخلوه متوركين على أستاههم والله أعلم ... تفسير القرطبي
 * قوله تعالى : "بَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً"  فبدل الظالمون منهم قولا غير الذي قيل لهم. وذلك أنه قيل لهم : قولوا حطة فقالوا حنطة ،  فزادوا حرفا في الكلام فلقوا من البلاء ما لقوا تعريفا أن الزيادة في الدين والابتداع في الشريعة عظيمة الخطر شديدة الضرر .... تفسير القرطبي
**وفاته
* ولما استقرت يد بني إسرائيل على بيت المقدس استمروا فيه، وبين أظهرهم نبي الله يوشع يحكم بينهم بكتاب الله التوراة حتى قبضه الله إليه، وهو ابن مائة وسبع وعشرين سنة، فكانت مدة حياته بعد موسى سبعا وعشرين سنة... قصص الأنبياء لابن كثير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة