السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الاثنين، 22 أبريل 2019

وأكثر الأولاد إنما جاء فَسَادُهم من قِبَلِ الآباء وإهمالهم لهم وتَرْك تعليمهم فَرائض الدِّين وسُنَنه ... ابن القيِّم

الجميع منا يفرح بأولاده فهُم زينة الحياة الدنيا ، وكل أب يعمل المستحيل لإسعاد أولاده  ويظل يكافح ليلاً ونهاراً ليحقق أحلامهم صِغاراً  أو  كِباراً 
 والكثير من الآباء  في مقابل تعبهم  يطلبون من أولادهم شئ واحد فقط وهو الاهتمام بالمُذاكَرة وبالتعليم  وقد وصلت الأمور في الكثير منهم  بأنهم ظنوا أن لو  انشغل الأولاد  بشئ آخر سيفشلوا في التعليم ، والكارثة الأكبر أن يخفف عنهم فرائض الدِّين لأن الأب يظن أنها ستُعطِّله أو تَجعله مُعقداً أو فاشلاً ، فلا أسهل تضاؤل تعليمهم فرائض الدِّين وتعويدهم عليها فليس هناك وقت للذهاب للمسجد ، أو نخشى عليه من الذهاب للصلاة لأن الطقس حار جدا عليهم او بارد جدا عليهم ، وفي الصيام تجد البعض من الآمهات يصعب عليهم صيام أولادهم أثناء المذاكرة ويبحثوا عن فتوى لإفطارهم ، وأمور كثيرة للأسف نتساهل فيها في تربيتهم ولا نهتم بها ، ولكن أسوأها هو إهمال عماد الدين ألا وهو الصلاة
وهنا أكثر من سؤال : من الذي ربط بين الإسلام والفشل ؟ من الذي ربط بين الإسلام والاكتئاب والتعقيد؟
ليس ذنب أولادك أنك لم تشاهد إلا تقصيرك وفشلك  في السير على صحيح الدِّين ،وجهلك بأن الاجتهاد في العلم من أساس الدِّين، فأجبرت أولادك على التساهل في أيهما : إما التعليم وإما فرائض الدِّين وطبعا كان الدِّين هو المُتساهل فيه!
من الذي ربط بين الإسلام وعدم الاهتمام بالتعليم؟
والعلماء المسلمين هم الذين أناروا للعالم مصابيح العلم في مجالات كثيرة
 لماذا نُحمِّل على أبنائنا مفاهيمنا المغلوطة؟
هل أنتم تعرفون أبناءكم أكثر من الخالق والعياذ بالله ؟
وإذا كان الخالق عزّ وجلّ يقول :"وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى" سورة طه
وعن عبد الله بن عمرو قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"مُرُوا أولادَكم بالصَّلاة وهم أبناء سَبْع سِنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْر سِنين .." صحيح الجامع
كم من الآباء أخذ بيد زوجته ليساعدها ويُعينها على الفرائض ؟ كم منهم أخذ  أولاده في يده للمسجد ؟ كم منهم أيقظ أولاده لصلاة الفجر؟
للأسف إهمال الصلاة هو كارثتنا الكبرى والتي أضعنا  فيها أنفسنا وأضعنا أولادنا وبسهولة شديدة ، فلم نتعب أنفسنا من أجل آخرتهم كما تعبنا لدنياهم
للأسف تقع مسئولية  الأولاد كاملة على الآباء والأمهات لأننا تكاسلنا عن توجيههم
يقول ابن القيم : وأكثر الأولاد إنما جاء فَسَادُهم من قِبَلِ الآباء ، وإهمالهم لهم ، وتَرْك تعليمهم فَرائض الدِّين وسُنَنه ، فأضَاعُوهم صِغارًا ، فْلَم ينتَفِعوا بأنفُسِهم، ولَمْ ينفَعُوا آباءهم كِبارًا
لنحرص من الآن على صلوات أولادنا لأسباب كثيرة أهمها:
1  أن نقف بين يدي الله يوم القيامة وقد استجبنا لأمره في تربية أولادنا ولم نقصر في المسئولية التي حملناها حين أكرمنا الله بنعمة الأولاد
عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئولٌ عن رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْئولٌ عن رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهْيَ مَسْئولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْئولٌ عن رَعِيَّتِهِ ..." رواه البخاري
2 النجاة  بأنفسنا وأولادنا من نار جهنم حين نتقي الله في تربيتهم كما أمرنا الله
يقول الله عزَّ وجل : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ..." سورة التحريم
الأمل في الأجر والثواب من الله  لتعويده  على تلك الفريضة ولا نحمل ذنوباً مضاعفة فوق ذنوبنا لأننا عودناه على إهمالها
فعن أبي هريرة قال : قال   صلى الله عليه وسلم -: "مَن دَعا إلَى هُدًى، كانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِم شَيئًا، وَمَنْ دَعا إلَى ضَلالَةٍ، كانَ عَلَيهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِم شَيئًا" رواه مسلم .
النجاة بالأولاد عن دائرة الكفر  والشرك والنفاق
فعن جابِر بن عبدِ الله، قال: سمعتُ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقولُ : "بينَ الرَّجُلِ وبينَ الشِّركِ والكُفرِ تركُ الصَّلاةِ" رواه مسلم
عن أَبي هُريرة، قال: قال النّبيّ صلَّى الله عَليه وسلَّم: "لَيْسَ صَلاةٌ أَثْقَلَ عَلَى المُنافِقِينَ مِنَ الفَجْرِ والْعِشاءِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما فيهما لأَتَوْهُما وَلَوْ حَبْوًا، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ المُؤَذِّنَ فَيُقِيمَ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ آخُذَ شُعَلًا مِنْ نارٍ، فَأُحَرِّقَ  عَلَى مَنْ لا يَخْرُجُ إلى الصَّلاةِ بَعْدُ" رواه البخاري
5 ألَّا تحرم أولادك الفضل الكبير بصلاة الصبح  بأن يكونوا  في ذمة الله 
عن أنسِ بنِ سِيرينَ عن جُندُبٍ بن عبد الله قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلمَ"مَن صلَّى صلاةَ الصُّبح فهو في ذِمَّة الله  ، فلا يطلُبنَّكمُ الله مِن ذِمَّته بشيءٍ، فإنَّه مَن يطلُبْه من ذِمَّته بشيءٍ يُدرِكْه ثمَّ يَكُبَّه على وجهِه في نار جهنَّمَ"... رواه مسلم
6 أن يعتاد أولادك على تفضيل الحق في حياتهم  فيحرصوا على دينهم فلا يبيعوه في ضغوط الحياة 
 7 أن يكون أولادك هم الولد الصالح الذي يدعو لك حين ينقطع العمل 
عن أَبي هُريرة، قال: قال النّبيّ صلَّى الله عَليه وسلَّم:"إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم.
أسأل الله لكم ولنا ولأولادكم وأولادنا 
الصلاح في الدنيا والفلاح في الآخرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة