السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأربعاء، 13 فبراير 2019

العباس بن عبد المطلب الصحابي الجليل رضي الله عنه



هو العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم 
* وُلِد قبل عام الفيل بثلاث سنين
عن مسعود بن مالك الأسدي أبو رزين قال: قيل للعبَّاسِ أيُّما أكبرُ أنت أمِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: هذا أكبرُ منِّي وأنا وُلِدْتُ قَبلَه وكان العبَّاسُ أسنَّ مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وُلِدَ قَبلَ الفيلِ بثلاثِ سِنينَ... رواه الهيثمي في مجمع الزوائد
* كنايته : أبو الفضل
* لم يسلم من أعمام النبي صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم العَشَرة إلا حمزة والعباس رضي الله عنهم
* وذكر ابن عساكر :أنه كان  العباس  صوت جهوري  فعندما يكون للع حاجة إلى غلمانه وهم بالغابة ، فيقف على سلع ، وذلك في آخر الليل ، فيناديهم فيسمعهم . والغابة نحو من ثلاثة أميال
* كان العباس خيِّراً فكان ليه ثوب لعاري بني هاشم ، وجفنة لجائعهم ، ومنظرة لجاهلهم وكان يمنع الجار ، ويبذل المال ، ويعطي في النوائب
مناقبه
رغم أنه لم يكن قد أسلم بعد إلا أنه استطاع تخليص أبي ذر الغفاري من يد المشركين الذين تجمَّعوا لضربة بعد أن أعلن اسلامه
 عن أبي ذر الغفاري قال : ودَخلتُ مَعه على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فقُلتُ لَه: اعرِضْ عليَّ الإسلامَ، فعَرضَه فأَسلمتُ مَكاني، فَقال لي:"يَا أَبَا ذَرٍّ، اكْتُمْ هَذَا الْأَمْرَ وَارْجِعْ إِلَى بَلَدِكَ، وَإِذَا بَلَغَكَ ظُهُورُنَا  فَأَقْبِلْ". فَقُلتُ: والَّذِي بَعَثَك بالحَقّ لأُصَرِحَنَّ بهَا بيْن أظْهُرِهم، فجَاء إلى المَسجِد وقُريش فِيه، فقال: يا معشر قُرَيش، إِنِّي أَشْهَد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وأشهَدُ أَنَّ محَمَّدًا عَبْدُه ورَسُولُه، فقَالوا: قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ، فَقامُوا، فَضُرِبْتُ لِأَمُوت، فَأَدْرَكَنِي العَبَّاس بن عبد المُطَّلِّب، فَأَكَبَّ عَلَيَّ فَقَالَ: وَيْلَكُم تَقْتُلُون رَجُلًا من غِفَار ومَتجَرُكُم وممرُّكُم عَلَى غِفَار، فأقلَعُوا عَنِّي، فلَمَّا أَصبَح الغَد رَجَعْت فقُلْتُ مثلَ ما قُلتُ بِالأَمس، فقَالوا قُومُوا إِلَى هَذَا الصَّابِئِ، فَصُنِعَ بِي مِثلَ ما صُنِعَ بِي بِالأمس، فَأَدرَكَنِي العَبَّاس بن عبد المُطَّلِّب، وأَكَبَّ عَلَيَّ، وَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ بِالْأَمْسِ ... رواه البخاري
* وقد ذهب العباس  مع النبي صلى الله عليه وسلم لمقابلة أنصار العقبة  ليطمئن على ابن أخيه
 عن كعب بن مالك قال :نِمنا تلكَ الليلَةَ ( ليلةَ العقَبَةِ ) مع قومِنا في رحالِنا ، حتَّى إذا مضى ثُلثُ اللَّيلِ ، خرَجنا مِن رحالِنا لميعادِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ، نتسلَّلُ تَسلُّلَ القَطا مُستَخفينَ ، حتَّى اجتمَعنا في الشِّعبِ عندَ العَقبَةِ ، ونحنُ ثلاثةٌ وسَبعون رجُلًا ، ومعَنا امرأتانِ من نسائِنا ، نَسيبَةُ بنتُ كَعبٍ وأسماءُ بنتُ عمرِو بنِ عدِيٍّ . فلمَّا اجتمَعنا في الشِّعبِ ننتَظِرُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ، جاءَنا ومعَهُ العبَّاسُ بنُ عبدِ المطَّلِبِ ، وهو يومَئذٍ علَى دينِ قومِهِ ، إلَّا أنَّهُ أحبَّ أن يحضُرَ أمرَ ابنَ أخيهِ ويستوثِقَ لهُ ، فلمَّا جلَس كان أوَّلَ متكَلِّمٍ ، قال : يا معشَرَ الخَزرَجِ إنَّ محمَّدًا منَّا حيثُ قد علِمتُم ، وقد منَعناهُ مِن قومِنا مِمَّنْ هو علَى مثلِ رأينا فيهِ ، فهو في عزَّةٍ من قومِه ومنَعَةٍ في بلدِهِ ، وإنَّهُ قد أبى إلَّا الانحيازَ إليكُم واللُّحوقَ بكُم ، فإن كنتُم تَرَونَ أنَّكُم وافونَ لهُ بما دَعوتُموه إليهِ ، ومانِعوهُ ممَّن خالَفَهُ ، فأنتُم وما تحمَّلتُم من ذلكَ ! ! وإِن كنتُم ترَون أنَّكُم مُسلِموهُ وخاذِلوهُ بعدَ الخروجِ إليكُم ، فمِنَ الآنَ فدَعوهُ فإنَّهُ في عزَّةٍ ومنعَةٍ مِن قومِهِ وبلَدِهِ . . . قال كعبٌ : فقُلنا لهُ : قَد سمِعنا ما قلتَ فتكَلَّم يا رسولَ اللهِ ، فخُذ لنَفسِكَ وربِّكَ ما أحبَبتَ ، فتكلَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فتلَا القُرآنَ ، ودعا إلى اللهِ ، ورغَّبَ في الإسلامِ ، ثُمَّ قالَ : "أبايعُكُم علَى أَن تمنَعوني مِمَّا تمنعونَ منهُ نساءَكُم وأبناءكُمْ" . قال كعبٌ : فأخذَ البراءُ بنُ مَعرورٍ بيدِهِ وقالَ : نعَم ، فوالَّذي بعثَكَ بالحقِّ لنمنعنَّكَ ممَّا نمنَعُ أزُرَنا ، فبايِعنا يا رسولَ اللهِ ..إلى آخر الحديث ...  رواه  الألباني في فقه السيرة
حارب العباس مع المشركين في بدر  وأصبح أسيرا  من أُسارى بدر عند المسلمين حيث أَسَرَه أبو اليَسَرِ بنُ عَمرٍو
فعن عبد الله بن عباس قال: كان الَّذي أسَرَ العبَّاسَ بنَ عبدِ المُطَّلِبِ أبو اليَسَرِ بنُ عَمرٍو، وهو كَعبُ بنُ عَمرٍو، أَحدُ بَني سَلَمةَ، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"كيف أسَرتَه يا أبا اليَسَرِ؟" قال: لقد أعانَني عليه رَجُلٌ ما رأَيتُه بَعدُ، ولا قَبلُ، هَيئَتُه كذا، هَيئَتُه كذا، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"لقد أعانَك عليه مَلَكٌ كَريمٌ". وقال للعبَّاسِ: يا عبَّاسُ، افْدِ نَفسَكَ، وابنَ أَخيكَ عَقيلَ بنَ أبي طالِبٍ، ونَوفَلَ بنَ الحارِثِ، وحَليفَكَ عُتبَةَ بنَ جَحدَمٍ -أَحدُ بَني الحارِثِ بنِ فِهرٍ. قال: فأَبَى، وقال: إنِّي كنتُ مُسلِمًا قبْلَ ذلك، وإنَّما استكرَهوني، قال: "اللهُ أَعلَمُ بشَأنِكَ، إنْ يَكُ ما تَدَّعي حَقًّا؛ فاللهُ يَجزيكَ بذلك، وأما ظاهِرُ أَمرِكَ؛ فقد كان علينا، فافدِ نَفسَكَ"
وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد أخَذَ منه عِشرين أوقيَّةَ ذَهَبٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ، احسُبْها لي مِن فِدايَ. قال: "لا، ذاك شيءٌ أَعطاناه اللهُ مِنكَ". قال: فإنَّه ليس لي مالٌ، قال:" فأين المالُ الَّذي وضَعتَه بِمكَّةَ، حيث خرَجتَ، عِندَ أُمِّ الفَضلِ، وليس معكما أَحدٌ غَيرُكما"، فقلتَ: إنْ أصَبتُ في سَفَري هذا؛ فلِلفَضلِ كذا، ولِقُثَمَ كذا، ولعَبدِ اللهِ كذا؟ قال: فوالَّذي بعَثَكَ بالحَقِّ ما علِمَ بهذا أَحدٌ مِن النَّاسِ غَيري وغَيرُها، وإنِّي لَأَعلَمُ أنَّكَ رسولُ اللهِ... رواه  شعيب الأرناؤوط في تخريج المسند
* هناك خلاف على توقيت اسلام العباس فقيل أنه أسلم قبل فتح خيبر ولكنه أظهره عند فتح مكة وقيل أنه أسلم عند فتح مكة وقيل أنه هاجر مع أهله في أيام غزوة  الخندق ولكن المتفق عليه أنه هاجر قبل الفتح وعاد مع رسول الله صلى الله عليه و وسلم في فتح مكة 
*عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و وسلم :"العبَّاسُ عمُّ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وإنَّ عمَّ الرَّجلِ صِنوُ أبيهِ، أو من صِنوِ أبيهِ" ... رواه  الترمذي وصححه  الألباني
*  ذهب العباس للنبي صلى الله عليه و وسلم ليسأله عن صحيح الدعاء والتوجه الى الله بالسؤال
عن العباس بن عبدالمطلب قال: قلتُ يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أسألُهُ اللَّهَ قال:" سلِ اللَّهَ العافِيةَ"، فمَكثتُ أيَّامًا ثمَّ جئتُ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أسألُهُ اللَّهَ، فقالَ لي:" يا عبَّاسُ يا عمَّ رسولِ اللَّهِ سلِ اللَّهَ العافيةَ في الدُّنيا والآخرةِ"... رواه الترمذي وصححه الألباني
*  عن العَبَّاس بن عبد المُطَّلب رضِي الله عنه: قال لِلنَّبِيِّ صلَّى الله علَيْه وسلَّم: ما أَغْنَيت عن عَمِّك؛ فإِنَّه كان يَحُوطُكَ ويَغْضَبُ لك؟ قال: "هُوَ فِي ضَحْضاحٍ مِنْ نارٍ، وَلَوْلَا أَنا لَكانَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ" ... رواه البخاري
* قيل للنبي صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم أن العباس لم يدفع الصدقة التي أمر بها:عن أبي هرَيرة رضِي الله عنه، قال: أَمَرَ رسُول اللَّه صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم بالصَّدَقَة ، فقِيلَ: مَنَعَ ابْن جَمِيل، وخالِد بن الوَلِيد، وَعَبَّاس بن عبد المُطَّلِب. فقالَ النَّبِيُّ صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم"ما يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ إلَّا أَنَّهُ كانَ فَقِيرًا فَأَغْناهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟! وَأَمَّا خالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خالِدًا؛ قَدِ احْتَبَسَ أَدْراعَهُ وَأَعْتُدَهُ  فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَمَّا العَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ فَعَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهْيَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ وَمِثْلُها مَعَها" ... رواه البخاري
* شهد العَبَّاس بن عبد المُطَّلِب فتح مكة ،حيث ذهب الى قومه في مكة خوفا عليهم ، و رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ومعه عشرة ألاف فارس يقفون خارج مكة ينتظرون أوامر  رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فذهب الى أبو سفيان وكبار قريش ناصحًا لهم أن يخرجوا الى رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فيطلبوا منه الأمان والعفو ، فهُمْ لن يطيقوا الحرب مع رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ
فعن عبدالله بن عباس قال:أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عامَ الفتحِ جاءَهُ العبَّاسُ بنُ عبدِ المطَّلبِ بأبي سفيانَ بنِ حربٍ فأسلمَ بمرِّ الظَّهرانِ فقالَ لَهُ العبَّاسُ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ يُحبُّ هذا الفخرِ، فلو جعلتَ لَهُ شيئًا قالَ: نعَم مَن دخلَ دارَ أبي سفيانَ فَهوَ آمنٌ، ومَن أغلقَ علَيهِ بابَهُ فَهوَ آمنٌ... رواه  أبو داود وصححه الألباني
 وعن مُجاهِد أنّ رسول اللَّه صلَّى الله علَيْه وسلَّم قام يَوم الفَتْح فقال: "إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأَرْضَ، فَهْيَ حَرامٌ بِحَرامِ اللَّهِ إلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، لَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَلَا تَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدِي، وَلَمْ تَحْلِلْ لِي  إِلَّا ساعَةً مِنَ الدَّهْرِ، لَا يُنَفَّرُ صَيْدُها، وَلَا يُعْضَدُ شَوْكُها ، وَلَا يُخْتَلَى خَلَاها، وَلَا تَحِلُّ لُقَطَتُها إِلَّا لِمُنْشِدٍ". فقال العَبَّاس بن عبد المُطَّلِب: إِلّا الإِذْخِر يا رسول اللَّه؛ فإِنَّه لا بُدَّ منه لِلقَيْن والبيُوت. فسَكَت ثُمَّ قال: "إِلَّا الإِذْخِرَ، فإِنَّه حَلَال". وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: أخبرني عَبْدُ الْكَرِيمِ، عن عِكْرِمَةَ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ. بِمِثْلِ هَذا أَوْ نَحْوَ هَذا.
رَواه أَبُو هُرَيْرَةَ عن النَّبِيِّ صلَّى الله عَلَيه وسلَّم ... رواه البخاري
 * روي شعيب الأرناؤوط في تخريج سير أعلام النبلاء :عن سعيد بن المسيب ، عن سعد بن أبي وقَّاص : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في نقيع الخيل فأقبل العباس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "هذا العَبَّاسُ عَمُّ نَبيِّكم، أجوَدُ قُرَيشٍ كَفًّا، وأوْصَلُها"
* مرض العباس ودخل عليه رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فوجده يتمنى الموت فنهاه عن ذلك
فعن لبابة بنت الحارث أم الفضل قالت: أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ دخلَ عليهِم ، وعبَّاسٌ عَمُّ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يشتَكي، فتمنَّى عبَّاسٌ الموتَ، فقالَ لهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ:" يا عمِّ لا تَتمنَّ الموتَ فإنَّكَ إن كنتَ محسنًا فإن تُؤخَّرْ تَزدَدْ إحسانًا إلى إحسانِكَ خيرٌ لَكَ، وإن كنتَ مسيئًا، فإنْ تؤخَّرْ فتَستَعتِبَ مِن إساءتِكَ خيرٌ لَكَ، فلا تتَمنَّ الموتَ "... رواه الألباني في أحكام الجنائز
* كان  رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ يدعو للعبَّاس وأولاده
عن عبدالله بن عباس قال : قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ للعبَّاسِ : "إذا كانَ غداةَ الاثنينِ فأتِني أنتَ وولدُكَ حتَّى أدعوَ لَكَ بدعوةٍ ينفعُكَ اللَّهُ بِها وولدَكَ ، فغدا وغدَونا معَهُ وألبسَنا كِساءً ثمَّ قالَ: اللَّهمَّ اغفِرْ للعبَّاسِ وولدِهِ مغفرةً ظاهرَةً وباطنةً لا تُغادرُ ذنبًا، اللَّهمَّ احفَظهُ في ولدِهِ"... رواه الترمذي وصححه الألباني  
*شهد مع رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يومَ حُنَيْن حيث صاح بصوته الجهوري في المسلمين الذين فرُّوا  في أول المعركة فعادوا واشتدت الحرب إلى أن نصرهم الله علي المشركين
 عن كَثيرِ بنِ العبَّاس بنِ عبدِ المطَّلبِ عن العبَّاسِ رضي الله عنه قال: شَهدتُ معَ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يومَ حُنَيْنٍ ، فلَزمْتُ أنا وأبو سفيانَ بنُ الحارثِ بنِ عبدِ المطَّلبِ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فلم نُفارِقْهُ، ورسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم على بغْلةٍ لهُ بَيضَاءَ أَهْداهَا له فَروَةُ بنُ نُفَاثَةَ الجُذامِيُّ، فلمَّا التَقَى المسلمونَ والكُفَّار؛ وَلَّى المسلمونَ مُدبِرينَ، فطَفِقَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يَركُضُ بغْلَتَه قِبَلَ الكفَّارَ، قال العبَّاسُ: وأنا آخذٌ بلِجَامِ بغْلَةِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أَكُفَّها إرادَةَ ألَّا تُسرِعَ  ، وأبو سفيانَ آخِذٌ برِكابِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم"أي  عبَّاسُ؛ نادِ أَصحابَ السَّمُرةِ" . فقال عبَّاسٌ (وكان رجُلًا صَيِّتًا): فقلتُ بأعلى صَوتي: أين أصحابَ السَّمُرةِ؟ قال: فوالله؛ لكأنَّ عَطْفَتَهُم حين سَمِعُوا صَوتِي عَطفَةُ البقرِ على أولادِهَا، فقالوا: يا لبَّيكَ، يا لبَّيكَ، قال: فاقْتَتَلُوا والكفَّارَ، والدَّعوةُ في الأنصارِ يقولُونَ: يا معشرَ الأنصَارِ؛ ثمَّ قُصِرَتِ الدَّعوةُ على بني الحَارِثِ بن الخَزْرَجِ، فقالوا: يا بني الحارِثِ بن الخَزْرجِ؛ فنظرَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم وهوَ على بغْلتِهِ، كالمُتَطاوِلِ عليها إلى قِتالِهم، فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم"هذا حينَ حَمِيَ الوَطِيسُ"، قال: ثمَّ أَخذَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم حَصَيَاتٍ فرَمَى بهنَّ وُجوهَ الكفَّارِ، ثمَّ قالَ: "انْهزَمُوا وربِّ محمَّدٍ"، قال: فذَهبْتُ أَنْظُرُ فإذا القتالُ على هَيئَتِهِ فيما أرَى، قال: فوَاللهِ؛ ما هو إلَّا أنْ رمَاهُم بحَصَيَاتِهِ فما زِلتُ أَرى حدَّهُم كَليلًا وأمرَهُم مُدبِرًا..
وقال في موضعٍ آخر: "انْهزَمُوا ورَبِّ الكعْبةِ، انْهزَموا ورَبِّ الكَعبةِ"، وزاد فيه: حتَّى هزَمَهُم اللهُ، قال: وكأَنِّي أَنظُرُ إلى النبيِّ  صلَّى الله عليه وسلَّم يَركُضُ [خلْفَهُم]  على بغْلَتِهِ ... رواه مسلم
* في خطبة النبيِّ  صلَّى الله عليه وسلَّم  في حجة الوداع ، أراد النبي  التأكيد على شرائع الإسلام وأحكامه حيث اجتمع في هذا الحج الكثير من الذين دخلوا  في الإسلام حديثاً فكان من بين ماذكره : تحريم الربا حيث أسقط ربا الجاهلية وضرب المثل العظيم بإسقاط ربا عمِّه العباس 
 فقال النبي  :" ... أَلَا وإنَّ كلَّ رِبًا في الجاهليةِ موضوعٌ ، لكم رؤوسُ أموالِكم لا تَظْلِمونَ ولا تُظْلَمُونَ ، غيرَ رِبَا العباسِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ ؛ فإنه موضوعٌ كُلُّه ،... الحديث" صحيح الجامع
* كان العبَّاس مسئولا عن سِقاية الحجيج في الجاهلية وأقرَّها له رسُول اللَّه صلَّى الله علَيْه وسلَّم  بعد فتح مكة ،فاستأذن النبي   أن لا يبيت في منى أيام التشريق ويبيت في مكة ليقف على سِقاية الحجيج
عن ابن عُمَر رضي الله عنهُما، قال: اسْتَأذَنَ العَبَّاس بن عبد المُطَّلب رضي الله عنه رسُول اللَّه صلَّى الله علَيْه وسلَّم أن يَبِيتَ بمَكَّة لَيالِيَ مِنًى؛ مِنْ أَجْلِ سِقايَتِهِ، فَأَذِنَ لَهُ ... رواه  البخاري
* عندما شعر العباس باقتراب وفاة النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أراد أن يذهب إليه مع عَلِيّ ليرى أمر خليفته ، ولكن عَلِيّ رفض الذهاب 
فعن عبد الله بن عبَّاسٍ (من رواية عبد الله بنِ كعب بنِ مالك عنه) قال: أنَّ عليَّاً رضي اللهُ عنه خرجَ من عند رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في وجَعه الَّذي توفِّي فيه، فقال النَّاس: يا أبا حسنٍ؛ كيف أصبح رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقال: أصبحَ بحمد الله بارِئاً، فأخذ بيده العبَّاس بنُ عبد المطَّلب فقال: أنت والله بعدَ ثلاثٍ عبدُ العصا، وإنِّي والله لَأرى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سيُتوفَّى من وجعه هذا، إنِّي أعرفُ وجوه بني عبد المطَّلب عندَ الموت، فاذهب بنا إلى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فنسألُه فيمن هذا الأمر، فإن كان فينا علِمنا ذلك، وإن كان في غيرنا كلَّمناه فأوصى بنا، فقال عليٌّ: أمَا والله لَئن سألناها رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَمَنَعَناها لا يُعطيناها النَّاسُ بعدَه، وإنِّي والله لا أسألُها رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ... رواه البخاري
* شارك العبَّاسُ بنُ عبدِ المُطَّلِبِ في غُسل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ  مع  عليُّ بنُ أبي طالبٍ، والفَضْلُ بنُ العبَّاسِ، وقُثَمُ بنُ العبَّاسِ، وأسامةُ بنُ زيدِ بنِ حارثةَ، وصالحٌ مَوْلاه
وفي عهد عمر بن الخطاب:كان العباس  في مقدمة جيش عمر  بن الخطاب عند ذهاب عمر بن الخطاب للشام  لفتح بيت المقدس بعد حصار المسلمين له
* وورد أن عمر عمد إلى ميزاب للعباس على ممر الناس ، فقلعه
عن عمرَ بنِ الخطَّابِ رضيَ اللهُ عنهُ :أنَّه دخلَ المسجدَ فإذا ميزابٌ للعبَّاسِ شارِعٌ في مسجدِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسيلُ ماءُ المطرِ منه في مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال عمرُ بيدِهِ فقلَعهُ الميزابُ فقال :هذا الميزابُ يسيلُ في مسجدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ،فقال له العبَّاسُ : والَّذي بعثَ محمَّدًا بالحقِّ إنَّه هو الَّذي وضعَ هذا الميزابَ في هذا المكانِ ونزعْتَهُ أنت يا عمرُ، فقال عمرُ :ضَعْ رِجليكَ على عنُقي لتردَّهُ إلى ما كان ففعَلَ ذلك العبَّاسُ ... رواه ابن الملقن في تحفة المحتاج
* أورد الامام الذهبي :عن ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن الثقة قال : كان العباس إذا مر بعمر أو بعثمان ، وهما راكبان ، نزلا حتى يجاوزهما إجلالا لعم رسول الله  
وأيضاً أورد الامام الذهبي في سير أعلام النبلاء :عن صهيب مولى العباس قال: رأيْتُ عليًّا يُقَبِّلُ يَدَ العَبَّاسِ ورجلهُ ويقولُ : يا عَمِّ إرضَ عَنِّي
وفاته
* ذكر الامام الذهبي : أن العباس أعتق سبعين مملوكا عند موته . 
* وقد عاش ثمانيا وثمانين سنة وكَفَّ بصرُه في أواخر حياته. ومات سنة اثنتين وثلاثين  هجريا وقيل: بل مات سنة أربع وثلاثين
وقد ذكر الهيثمي :هلَك العبَّاس بن عبد المُطَّلب وابن مسعود وأبو سفيان بن حَرْب لتِسْعِ سنينَ مضَت مِن إمارةِ عثمانَ وبعضُ النَّاسِ يقول هلَك سنة أربع وثلاثين وصلَّى عليه عثمانُ رضِيَ اللهُ عنهما
* وعن عباس بن عبد الله بن معبد ، قال : حضر غسله عثمان . وغسَّله عَليّ وابن عباس وأخواه : قثم ، وعبيد الله  فصلَّى عليه عُثمان . ودُفن بالبقيع 
* ذكر الإمام الذهبي:عن نملة بن أبي نملة ، عن أبيه ، قال : لما مات العباس بعثت بنو هاشم من يؤذن أهل العوالي : رحم الله من شهد العباس بن عبد المطلب ، فحشد الناس 
* ذكر الواقدي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية قال:جاء مؤذن بموت العباس بقباء على حمار ، ثم جاءنا آخر لجميع قرى الأنصار  فحشد الناس 
وذكر الإمام الذهبي: فلما أتي به إلى موضع الجنائز ، تضايق  المكان من زحام الناس، فقدموا به إلى البقيع ، فما رأيت مثل ذلك الخروج قط ، وما يقدر أحد يدنو إلى سريره . وازدحموا عند اللحد ، فبعث عثمان الشرطة يضربون الناس عن بني هاشم ، حتى خلص بنو هاشم ، فنزلوا في حفرته
* ذكر الواقدي :  عن عائشة بنت سعد ، قالت : جاءنا رسول عُثمان ، ونحن بقصرنا على عشرة أميال من المدينة ، أن العباس قد توفي ، فنزل أبي وسعيد بن زيد ، ونزل أبو هريرة من السمرة ؛ فجاءنا أبي بعد يوم فقال : ما قدرنا أن ندنو من سريره من كثرة الناس ، غلبنا عليه ، ولقد كنت أحب حمله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة