السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 12 فبراير 2019

عبد الرحمن بن سمرة الصحابي الجليل رضى الله عنه

هوعبد الرحمن بن سمرة ابن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب ، أبو سعيد القرشي العبشمي 
لقبه أبو سعيد القرشي 
* قيل أن اسمه الأسبق كان :عبد كلال 
عن عبدالرحمن بن سمرة قال: كان اسمي في الجاهليَّةِ عبدَ كُلالٍ فسمَّاني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عبدَ الرَّحمنِ... رواه الطبراني في الأوسط ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء
وفي رواية أخرى :قيل كان اسمه عبد كلوب
عن عكرمة قال‏:‏ كان عبد الرحمن بن سمرة اسمه‏:‏ عبد كلوب، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن فمر به وهو يتوضأ فقال‏:‏ ‏"‏تعال يا عبد الرحمن ...‏"‏ رواه الطبراني في الأوسط
مناقبه
أسلم عبد الرحمن يوم الفتح
* كان  عبد الرَّحمنِ بنِ سمُرَة يتدرب على رمي النِبَال والسِّهَام ذات مرة فحدث كسوف الشمس فترك النِبَال والسِّهَام وأسرع للنَّبِيّ صلَّى الله عَليه وسلَّم  ليرى ما يفعله النَّبِيّ صلَّى الله عَليه وسلَّم   عند حدوث هذه الظاهرة فيتعلم منه
 : عن حيَّانَ بنِ عُميرٍ أبي العلاءِ عن عبد الرَّحمنِ بنِ سمُرَة قال: "كنتُ أَرتَمي بأسهُمٍ لي بالمدينةِ في حياةِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلمَ إذ كَسَفَت الشَّمس، فنبَذْتُها وقلتُ: والله لأَنظرنَّ إلى ما حدَث لرسولِ الله صلَّى الله عليه وسلمَ في كسوف الشَّمسِ، قال: فأتَيتُهُ وهو قائمٌ في الصَّلاةِ، رافِعٌ يدَيهِ، فجعَل يُسَبِّحُ ويحمَدُ ويهلِّلُ ويكبِّرُ ويدعو حتَّى حُسِرَ عنها، فلمَّا حُسِرَ عنها قرَأ سورتَينِ، وصلَّى ركعتَينِ"... رواه مسلم
* كان النَّبِيّ صلَّى الله عَليه وسلَّم يُحذِّره من طلب الإمارة فاذا طلبها فلن يُعانَ عليها ولَعلّه لا يكون أَهلاً لهذه الإمارة  وانما إذا أتت إليه الإمَارة من غيْر طلب فسوف يُعِينه الله عليها ونصحه النَّبِيّ صلَّى الله عَليه وسلَّم أيضا أنه عندما يَحلِف ويجد أمرًا خيرًا من الذي أقسم عليه فليأتي بالأفضل ويُكفِّر عن يَمِينِه
عن عَبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة، قال: قال النَّبِيّ صلَّى الله عَليه وسلَّم"يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَمُرَةَ، لَا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ؛ فَإِنَّكَ إِنْ أُوتِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُوتِيتَهَا مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ وَائْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ"... رواه البخاري
* عن الحسنِ البصريِّ عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ سمُرَةَ قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلمَ:"لا تحلِفوا بالطَّواغي ولا بآبائِكم"... رواه مسلم
*بعد مقتل عمر بن الخطاب نقض أهل خراسان وغدروا، فلما استعاد عبد الله بن عامر فتح  فارِس  غزا  خراسان ، وسيَّر الجيوش وبعث على مقدمتها الأحنف بن قيس التميمي ،والربيع بن زياد الحارثي و عبد الرحمن بن سمرة العبشمي والأقرع بن حابس التميمي فكان لهم فضلاً كبيراً في توسيع الفتوحات الاسلامية في بلاد ماوراء النهر
أما عبد الرحمن بن سمرة فقد استعمله عبد الله بن عامر على  سجستان  سنة 31هـ، فسار إليها على رأس جيش حتى بلغ  زرنخ  فحاصرها، فصالحه مرزبانها على ألفي ألف درهم وألفي وصيف. وسار عبد الرحمن حتى فتح  بست  و كابل  و زابلستان وكان ذلك  في أواخر عهد عثمان بن عفان 
وفي خلافة على بن أبي طالب اضطرب أمر سجستان وأفغانستان، لأن المسلمين كانوا في شغل شاغل عن الجهاد والفتح
فلما استقر الأمر لمعاوية استعمل عبد الله بن عامر على البصرة، الذي استعمل بدوره عبد الرحمن على سجستان، فأتاها عبد الرحمن  فكان يغزو البلد الذي كان قد كفر أهله، فيفتحه عنوة أو يصالح أهله، حتى بلغ كابل فحاصرها أشهرا، وكان يرميهم بالمنجنيق، حتى ثلم سورها ثلمة عظيمة، وخرج أهل كابل يقاتلون المسلمين، فقاتلهم المسلمون حتى دخلوا المدينة عنوة بعد هزيمة أهلها. 
 *عن أبي لبيد قال : كنَّا معَ عبدِ الرَّحمنِ بنِ سمرةَ بِكابلَ فأصابَ النَّاسُ غنيمةً فانتَهَبوها فقامَ خطيبًا فقالَ سمعتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ينْهى عنِ النُّهبى فردُّوا ما أخذوا فقسّمَهُ بينَهم ... رواه أبو داود وصححه الألباني
(قال الأئمة المقصود بالكلمة: فانتَهَبوها:اي لم يقسموها بالعدل بينهم)
* عبد الرحمن بن سمرة هو الذي أرسله مُعاوية بن أبي سفيان للتفاوض مع الحَسَن بن عَلِيّ رضي الله عنهم أجمعين لايقاف الحرب بينهم 
عن أبي مُوسى، قال: سَمِعتُ الحَسَن يقول: استَقبَلَ واللَّهِ الحَسَن بن عَلِيّ مُعَاوية بكَتَائِب أمثال الجبال، فقال عَمْرو بن الْعاص: إِنّي لأَرَى كتائب لا تُوَلِّي حتَّى تَقتُلَ أقرَانَها. فقال له مُعَاوية (وكان وَاللَّهِ خَيْرَ الرَّجُلَيْنِ): أي عَمرُو، إن قَتَلَ هؤُلاء هؤُلاء، وهؤُلاء هؤُلاء، مَنْ لِي بأُمُور النَّاس، مَنْ لِي  بنسَائِهِم، مَنْ لِي بِضَيْعَتِهِمْ؟! فبَعَثَ إليه رَجُلَيْن من قريش، من بني عبد شمس: عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة وعبد اللَّه بن عَامِر بن كُرَيْز، فقال: اذْهَبا إلى هَذا الرَّجُل، فاعْرِضا عليه، وقُولا له، واطْلُبا إِلَيْهِ.. فَأَتَيَاه فدَخَلا عَليه، فَتكلَّما  وقالا له، فطَلَبَا  إليه، فقال لهما  الحَسَن بن عَلِيّ: إِنَّا بَنُو عبد المطَّلب، قد أصَبْنا من هذا المال، وإِنَّ هذه الأُمَّة قَد عَاثَت في دِمَائها. قالا: فإِنَّه يَعْرض علَيكَ كَذا وكَذا، ويَطلُب إلَيْكَ ويَسألكَ. قال: فَمَن لِي بهَذَا؟ قالا: نَحنُ لكَ بِه. فَما سَأَلَهُما شيئًا إِلَّا قالا: نَحنُ لكَ بِه، فَصَالَحَهُ. فقال  الحَسَنُ: ولَقَد سَمِعتُ أَبا بَكْرَة يقول: رَأَيْتُ رسول اللَّه صلَّى الله عَليْه وسلَّم على المِنبَر، والْحَسَن بن عَلِيّ إلى جَنبِه، وهو يُقْبِل على النَّاس مَرَّة وعَلَيه أُخرَى، ويقول: "إِنَّ ابْنِي هذا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ".
قالَ لِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّما ثَبَتَ لَنا سَمَاعُ الْحَسَنِ مِنْ أَبِي بَكْرَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ... رواه البخاري
* ذكر ابن الأثير :في عام 45 هجريا :أن الخليفة معاوية بن أبي سفيان قد ولّى زياد ابن أبيه إمارة البصرة وخراسان وسجستان ، ثم جمع له الهند والبحرين وعُمان فاستعان زياد بعدة من أصحاب النبي   صلى الله عليه وسلم   منهم : عمران بن حصين الخزاعي ولاه قضاء البصرة ، وأنس بن مالك ، وعبد الرحمن بن سمرة ، وسمرة بن جندب فأما عمران فاستَعفَى من القضاء فأعفاه .
وفاته
مات بالبصرة سنة خمسين
*عن عُيَيْنَة بن عبد الرَّحمن بن يونُس ، قال : حَدَّثَنِي أَبِي ، قال : " شَهِدْتُ جَنَازَة عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة ، وخَرج زِيَاد يَمشِي بَيْن يَدَي السَّرير , فجَعَل رجَال من أَهْل عبد الرَّحمَن ومَوَالِيهم يستَقبِلون السَّرير ويمشُون عَلَى أعقَابِهِم ويَقولون : رُوَيْدًا رُوَيْدًا بَارَكَ اللَّهُ فِيكُم , فَكَانُوا يَدِبُّونَ دَبِيبًا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِبَعض طَرِيق المِرْبَد لَحِقَنَا أَبُو بَكْرَة عَلَى بَغْلَة ، فلمَّا رَأَى الَّذي يصنَعُون حَمَلَ عَلَيْهم ببَغلَتِه وأَهْوَى إلَيْهِم بالسَّوط ، وقال : خَلُّوا ، فوالَّذي أكْرَم وجْه أَبِي القَاسِم صلَّى اللَّه عَلَيْه وسلَّم  لَقَد رَأَيْتُنَا مع رسُول اللَّه صلَّى اللَّه عَلَيْه وسلَّم  وإِنَّا لَنَكَاد نَرْمُل بها رَمَلًا فَانْبَسَط الْقَوْم ... رواه النسائي في السنن الصغرى 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة