السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الخميس، 4 فبراير 2016

قصة سحر النبي عليه صلوات الله وسلامه وكيف رد العلماء على المنكرين

جميع ابتلاءات الانبياء تؤثر عليهم بدنيا ونفسيا ولا يمكن أن تؤثر على العقل والتبليغ و الرسالة فهى لا تؤثر على النبوة 
فالسم قتل سيدنا يحيي ولكن هل استطاع السم أن يميته كافرا او مقصرا فى النبوة
فكل كيد الكافرين مهما فعلوا للانبياء يجب ان نكون مؤمنين بأنهم لا يستطيعون مس النبوة والرسالة والتبليغ لأن الله حافظ لرسالته 
وقصة سحر النبي مثل اى ابتلاء ومرض بدنى حددته السيدة عائشة فى حديثها تحديدا فى إتيان أهله وهذا هو نوع السحر الذى استطاعه اليهودى وهو مايفرقون به بين المرء وزوجه وفقط مما لا يتعارض مع نبوة محمد 
فالنبي معصوم من كل ما يهز العقيدة والرسالة والتبليغ ولكنه مثل سائر الأنبياء غير معصوم من المرض والابتلاء 
ولكن للأسف يظهر كل فترة احد المتفلسفين للتطاول على هذا الحديث وانكاره والتطاول على السيدة عائشة رضى الله عنها بتكذيبها بحجة ان النبي معصوم مما تقول وكأنها تعيب أو تنقص من النبي ولا يفهمون أنها تحدد شكوى النبي فى مرضه هذا 
فلا بد من نفرق  بين نوع السحر هذا الذى اصاب النبي الكريم وبين السحر المقصود فى الآية الكريم " وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا". حيث المقصود فى الآية اتهام اليهود باختلال العقل فالفرق واضح
وهذه بعض ردود العلماء علي مكذبي الحديث
قال الامام بن باز عن سحر النبي 
الذى ورد فى الحديث عن السيدة عائشة:
هذا ثبت في الحديث الصحيح أنه وقع في المدينة، وعندما استقر الوحي واستقرت الرسالة، وقامت دلائل النبوة وصدق الرسالة، ونصر الله نبيه على المشركين وأذلهم، تعرض له شخص من اليهود يدعى لبيد بن الأعصم، فعمل له سحراً في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر النخل، فصار يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء مع أهله ولم يفعله، لكن لم يزل بحمد الله تعالى عقله وشعوره وتمييزه معه فيم يحدث به الناس، ويكلم الناس بالحق الذي أوحاه الله إليه، لكنه أحس بشيء أثر عليه بعض الأثر مع نسائه، كما قالت عائشة رضي الله عنها: "إنه كان يخيل إليه أنه فعل بعض الشيء في البيت مع أهله وهو لم يفعله"، فجاءه الوحي من ربه عز وجل بواسطة جبرائيل عليه السلام فأخبره بما وقع فبعث من استخرج ذلك الشيء من بئر لأحد الأنصار، فأتلفه وزال عنه بحمد الله تعالى ذلك الأثر، وأنزل عليه سبحانه سورتي المعوذتين فقرأهما وزال عنه كل بلاء
ويرد الامام بن باز على المبتدعين 
الذين ينكرون الحديث بحجة ان الله عصمه فكيف يسحرفقال:
لم يترتب على ذلك شيء مما يضر الناس أو يخل بالرسالة أو بالوحي، والله جل وعلا عصمه من الناس مما يمنع وصول الرسالة وتبليغها. أما ما يصيب الرسل من أنواع البلاء فإنه لم يعصم منه عليه الصلاة والسلام، بل أصابه شيء من ذلك، فقد جرح يوم أحد، وكسرت البيضة على رأسه، ودخلت في وجنتيه بعض حلقات المغفر، وسقط في بعض الحفر التي كانت هناك، وقد ضيقوا عليه في مكة تضييقاً شديداً، فقد أصابه شيء مما أصاب من قبله من الرسل، ومما كتبه الله عليه، ورفع الله به درجاته، وأعلى به مقامه، وضاعف به حسناته، ولكن الله عصمه منهم فلم يستطيعوا قتله ولا منعه من تبليغ الرسالة، ولم يحولوا بينه وبين ما يجب عليه من البلاغ فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة صلى الله عليه وسلم.
قال الحافظ ابن حجر:
" قال المازري : أنكر المبتدعة هذا الحديث ، وهذا كله مردود ؛ لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ , والمعجزات شاهدات بتصديقه , فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل ، وأما ما يتعلق ببعض الأمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض , فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين
وقال العلامة ابن القيم:
وقد أنكر هذا طائفة من الناس وقالوا لا يجوز هذا عليه وظنوه نقصاً أو عيباً وليس الأمر كما زعموا بل هو من جنس ما كان يضرّ به صلى الله عليه وسلم من الأسقام والأوجاع وهو مرض من الأمراض وإصابته به كإصابته بالسم لا فرق بينهما وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "سُحِر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إن كان ليخيل إليه أنه يأتي نساءه ولم يأتهن"
 ويقول الامام الخطابي فى كتابه شرح السنن
 وإنما كان خيّل إليه أنه يفعل الشيء من أمر النساء خصوصاً وهذا من جملة ما تضمنه قوله: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} فلا ضرر إذاً يلحقه فيما لحقه من السحر على نبوته وشريعته والحمد لله على ذلك
ويقول الالبانى 
 انه لا يوجد تعارض بين الحديث والآية الكريمة لاختلاف معنى ومفهوم السحر بينهما وما حدث للنبي فى الحديث يحدث كثيرا فى الدول العربية بين الرجل وزوجته مما يسمونه بلغتهم "مربوط"
أما القصة التى وردت عند الواحدى فى اسباب النزول هى
قال المفسرون : كان غلام من اليهود يخدم رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فدنت إليه اليهود ، ولم يزالوا به حتى أخذ مشاطة النبي  صلى الله عليه وسلم  وعدة أسنان من مشطه ، فأعطاها اليهود فسحروه فيها ، وكان الذي تولى ذلك لبيد بن الأعصم اليهودي ، ثم دسها في بئر لبني زريق يقال لها " ذروان " ، فمرض رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وانتثر شعر رأسه ، يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ، وجعل يذوق ولا يدري ما عراه ، 
فبينما هو نائم ذات يوم [ إذ ] أتاه ملكان ، فقعد أحدهما عند رأسه ، والآخر عند رجليه ، 
فقال الذي عند رأسه : ما بال الرجل ؟ 
قال : طب 
قال : وما الطب ؟
قال : سحر 
قال : ومن سحره ؟ 
قال : لبيد بن الأعصم اليهودي ،
 قال : وبم طبه ؟ 
قال : بمشط ومشاطة 
قال : وأين هو ؟
قال : في جف طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان . و " الجف " : قشر الطلع ، و " الراعوفة " : حجر في أسفل البئر يقوم عليه الماتح ، 
فانتبه رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقال : " يا عائشة أما شعرت أن الله أخبرني بدائي ؟ ! " ثم بعث عليا ، والزبير ، وعمار بن ياسر فنزحوا ماء تلك البئر كأنه نقاعة الحناء ، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف ، فإذا فيه مشاطة رأسه  صلى الله عليه وسلم  وأسنان مشطه ، وإذا  فيه  وتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة بالإبر ، فأنزل الله تعالى سورتي المعوذتين ، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ، ووجد رسول الله  صلى الله عليه وسلم  خفة حتى انحلت العقدة الأخيرة ، فقام كأنما أنشط من عقال ، وجعل جبريل عليه السلام يقول : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين الله يشفيك ، فقالوا : يا رسول الله أفلا نؤم الخبيث فنقتله ؟ فقال : " أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثير على الناس شرا " 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة