السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الاثنين، 28 يناير 2019

قصة سيدنا لوط عليه السلام

هو نبي من أنبياء الله فهو سيدنا لوط ابن هاران بن تارح حيث كان هاران من اخوة سيدنا إبراهيم  عليهما السلام 
*و كان النبي إبراهيم عليه‌ السلام يحب ابن اخيه لوط فقد صدَّقه لوط وآمن به "فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"سورة العنكبوت
وخرج معه من بلدتهما بابل وهاجر معه إلى الشام ثم ترك عمه ابراهيم عليهما السلام بإذن منه  ، فوصل الأردن ونزل  بقرية سدوم 
** أهل سدوم 
كان أهل سدوم من أفجر الناس ،لا يتعففون عن المعاصي والمنكرات وقطع السبيل  بل و ابتدعوا فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين وهي إتيان الذكران  ، وترك ما خلق الله من النساء فقد قال تعالى "وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ *أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ .." سورة العنكبوت
وقوله عز وجل "وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ"سورة الأعراف
وكذلك قوله تعالى :"أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ"سورة الشعراء
* هكذا وجدهم سيدنا لوط عله السلام على هذا الفجور فدعاهم  إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له ، فلم يؤمن به أحد من القرية إلا ابنتاه ، ولكنه ظل صابرا في دعوته وظل ينهاهم عن الفواحش رغم تماديهم فيها، ولكنهم زادوا في عنادهم وهددوه بالطرد من القرية كما في قوله تعالى"وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ"سورة الأعراف 
وصل بأهل سدوم  العِناد والكِبْر الى أنهم تحدّوه وطلبوا منه أن يأتيهم بالعذاب 
"فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ" سورة العنكبوت
** زوجة سيدنا لوط
أما زوجته فقد خانت رسالة زوجها فلم تترك دين قومها ووصل بها الشر  أنها كانت عينا لهم لمن يدخل ضيفا  علي سيدنا لوط وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم كمضرب للمثل السيئ في عدم الايمان والتصديق برسالة زوجها نبي الله لوط عليه السلام فأصبحت من أهل النار
يقول تعالى:"ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ  "سورة التحريم
**عقاب قوم لوط
زاد قوم لوط في العِناد والتهديد فدعا عليهم نبيهم 
يقول تعالى :"  قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ * قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ * رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ" سورة الشعراء
فاستجاب  الله عز وجل لدعوته وبعث ملائكته  فمروا على الخليل إبراهيم ، وبشَّروه بالغلام العليم اسحاق عليه السلام ومن وراءه يعقوب عليه السلام، وأخبروه أنهم مُرسَلون إلى قوم لوط لتنفيذ أمر الله بقرية نبي الله لوط عليه السلام وأن عذابهم غير مردود
* ثم أقبلوا حتى أتوا أرض سدوم في صورة شباب حِسان  فاستضافهم لوط عليه السلام وحَسِبَهم بشرًا من الناس،  فضيَّفهم هو حتى لا يقعوا فريسة  القوم الفاسقين 
وكان لوط قد أخذ على زوجته عهدا ألا تذيع شيئا عن ضيوفه فخانت عهده وذهبت خِلسة فأخبرت قومها عن ضيوف زوجها  فجاء قومها يهرعون إليه لطلب ضيوفه فقال لوط عليه السلام: "هَٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ"
و أصرُّوا على فُحشِهم  فنصحهم بالذهاب الى زوجاتهم فهذا أطهر لهم حيث أن نساء القرية بمثابة بناته ،فنبيّ القوم هو أب لهم، فيقول تعالى:"قَالَ يَا قَوْمِ هَٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ"سورة هود
* وعندما رفضوا كلامه وشعر بشدتهم أمامه واستضعافهم له، تمنَّى لو كان له أنصار أو قوم يساندوه وينصروه، يقول تعالى :"قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ"سورة هود
وفي البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله   صلى الله عليه وسلم   قال : "يرحَمُ اللهُ لوطًا ، لقد كان يأوي إلى ركنٍ شديدٍ ... " 
 وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : "إِنَّ الكَرِيمَ ابنَ الكَرِيمِ ابنِ الكَرِيمِ ابنِ الكَرِيمِ يوسفَ بنَ يَعْقُوبَ بنِ إِسْحاقَ بنِ إبراهيمَ خَلِيلُ الرحمنِ تباركَ وتعالى ، لَوْ لَبِثْتُ في السِّجْنِ ما لَبِثَ يُوسُفُ ثُمَّ جاءنِي الدَّاعِي لأَجَبْتُ ، إِذْ جاءهُ الرَّسُولُ فقال : ارْجِعْ إلى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ ما بالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ) ، و رَحْمَةُ اللهِ على لوطٍ إنْ كان لَيَأْوِي إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ، إِذْ قال لِقَوْمِهِ : لَوْ أنَّ لي بِكُمْ قُوَّةً أوْ آوِي إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ ) ، فما بعثَ اللهُ بعدَهُ من نبيٍّ إلَّا في ثَرْوَةٍ من قَوْمِهِ "صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
 * أما الملائكة فلم تترك نبي الله في ضيقه بل ظلت تُطمئِنه :"يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ" سورة هود
وقوله تعالى:"وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ " سورة العنكبوت
ذكر القرطبي :قال ابن عباس وأهل التفسير : أغلق لوط بابه والملائكة معه في الدار ، وهو يناظر قومه ويناشدهم من وراء الباب ، وهم يعالجون تسور الجدار ; فلما رأت الملائكة ما لقي من الجهد والكرب والنصب بسببهم ، قالوا : يا لوط إن ركنك لشديد ، وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ، وإنا رسل ربك ; فافتح الباب ودعنا وإياهم ; ففتح الباب فضربهم جبريل بجناحه 
وذكر الطبري في تفسيره أن  جبريل عليه السلام نشر جناحا من أجنحته فاختلس به أبصارهم فطمس أعينهم فجعلوا يجول بعضهم في بعض فذلك قول الله " فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ" سورة القمر
تقدَّمت الملائكة  إلى لوط عليهم السلام بالأمر له أن يسري هو وأهله ليلا إلا امرأته وألا يلتفت منهم أحد عند سماع صوت العذاب إذا حل بقومه   
* وخرج لوط عليه السلام بأهله ، وهم ابنتاه ، ولم يتبعه من القرية أحد غيرهما وقد خرجوا ليلا كما جاءهم الأمر  حيث سيتم تنفيذ العذاب لاهل القرية عند طلوع الشمس
يقول تعالى :"فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ"سورة هود
**عذاب قوم لوط
 قال الله تعالى : "فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ*مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ" 
و عند الموعد المحدد قُلِبَت عليهم القرية فجُعِل عاليها سافلها  وأُمطِرَت عليهم حجارة من سجيل وهي الحجارة  الصلبة القوية  يتبع بعضها بعضا في نزولها عليهم من السماء مسوّمة أي مكتوب على كل حجر اسم صاحبه الذي يهبط عليه فيدمغه
وذكر الطبري:فأهلكها الله تعالى وما حولها من المؤتفكات ، وكن خمس قريات ، صبعة وصعرة وعمرة ودوما ، وسدوم هي القرية العظمى 
* وقيل أن سدوم تحولت إلى بحيرة نتنة لا يُنتفع بمائها ، ولا بما حولها من الأراضي لرداءتها ، وقيل أيضا أن مكانها البحر الميت
وقد سُمّيَ أهل سدوم بأهل المؤتفكة أو بالمؤتفكات أي التي انقلب المدائن بأهلها رأسا على عقب
يقول تعالى :"وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى" يعني مدائن قوم لوط عليه السلام ائتفكت بهم أي : انقلبت وصار عاليها سافلها كذلك لأنهم أهل إفك وفساد
وقوله تعالى :"وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ" حيث ذكر أغلب المفسرون أن المقصود بالمؤتفكات هم قوم لوط 
* أهلك الله سدوم وما حولها  ولم تنج إلا قرية صوعر والتي  توجه اليها نبي الله لوط عليه السلام وابنتيه   و ظل بها يستكمل دعوته حتى وفاته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة