له خمسة من البنين, وثلاث من البنات
نسبه ومولده:
ولد في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1347هـ في عنيزة إحدى مدن القصيم في المملكة العربية السعودية.
نشأته العلمية:
ألحقه والده ( رحمه الله تعالى) ليتعلم القرآن الكريم عند جدّه من جهة أمه المعلِّم عبد الرحمن بن سليمان الدامغ ( رحمه الله ) ثمَّ تعلَّم الكتابة, وشيئًا من الحساب, والنصوص الأدبية في مدرسة الأستاذ عبدالعزيز بن صالح الدامغ وذلك قبل أن يلتحق بمدرسة المعلِّم علي بن عبد الله الشحيتان ( رحمه الله) حيث حفظ القرآن الكريم عنده عن ظهر قلب ولمّا يتجاوز الرابعة عشرة من عمره بعد.
وبتوجيه من والده ( رحمه الله ) أقبل على طلب العلم الشرعي، فجلس في حلقة شيخه العلاّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله, فدرس عليه :التفسير, والحديث, والسيرة النبوية, والتوحيد, والفقه, والأصول, والفرائض, والنحو, وحفظ مختصرات المتون في هذه العلوم.
ويُعدّ فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي ( رحمه الله ) هو شيخه الأول؛ إذ أخذ عنه العلم؛ معرفةً وطريقةً أكثر مما أخذ عن غيره, وتأثر بمنهجه وتأصيله, وطريقة تدريسه، واتِّباعه للدليل.
والتحق بالمعهد العلمي في الرياض عامي 1372 , 1373هـ. فكان من العلماء الذين كانوا يدرِّسون فيه حينذاك العلامة المفسِّر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي, والشيخ الفقيه عبدالعزيز بن ناصر بن رشيد, والشيخ المحدِّث عبد الرحمن الإفريقي
وفي أثناء ذلك اتصل بسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله) حيث يُعدُّ سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ( رحمه الله ) هو شيخه الثاني في التحصيل والتأثُّر به.
وعاد العلاّمة محمد بن صالح العثيمين إلى عنيزة عام 1374هـ وتابع دراسته انتسابًا في كلية الشريعة, التي أصبحت جزءًا من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلاميّة, حتى نال الشهادة العالية.
تدريسه:
*توسَّم فيه شيخه النّجابة وسرعة التحصيل العلمي فشجّعه على التدريس وهو ما زال طالبًا في حلقته, فبدأ التدريس عام 1370هـ في الجامع الكبير بعنيزة.
ولمّا تخرَّج من المعهد العلمي في الرياض عُيِّن مدرِّسًا في المعهد العلمي بعنيزة عام 1374هـ.
وبقي الشيخ مدرِّسًا في المعهد العلمي من عام 1374هـ إلى عام 1398هـ حيث انتقل إلى التدريس في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, وظل أستاذًا فيها حتى وفاته (رحمه الله)
*وايضا فى اثناء ذلك في سنة 1376هـ توفي شيخه العلاّمة عبد الرحمن بن ناصر السعدي ( رحمه الله ) فتولّى بعده إمامة الجامع الكبير في عنيزة, وإمامة العيدين فيها, والتدريس في مكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع
ولما كثر الطلبة, وصارت المكتبة لا تكفيهم؛ بدأ فضيلة الشيخ ( رحمه الله ) يدرِّس في المسجد الجامع نفسه, واجتمع إليه الطلاب وتوافدوا من المملكة وغيرها حتى كانوا يبلغون المئات في بعض الدروس, وهؤلاء يدرسون دراسة تحصيل جاد, لا لمجرد الاستماع
*وكان يدرِّس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في مواسم الحج ورمضان والإجازات الصيفية منذ عام 1402هـ , حتى وفاته
آثاره العلمية:
صدرت له العشرات من الكتب والرسائل والمحاضرات والفتاوى والخطب واللقاءات والمقالات, كما صدر له آلاف الساعات الصوتية التي سجلت محاضراته وخطبه ولقاءاته وبرامجه الإذاعية ودروسه العلمية في تفسير القرآن الكريم والشروحات المتميزة للحديث الشريف والسيرة النبوية والمتون والمنظومات في العلوم الشرعية والنحوية.
وإنفاذًا للقواعد والضوابط والتوجيهات التي قررها فضيلته ( رحمه الله) لنشر مؤلفاته, ورسائله, ودروسه, ومحاضراته, وخطبه, وفتاواه ولقاءاته, تقوم مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية بشرف المسؤولية لإخراج كافة آثاره العلمية والعناية بها.
وبناءً على توجيهاته (رحمه الله) أنشئ له موقع خاص على شبكة المعلومات الدولية من أجل تقديم جميع آثاره العلمية من المؤلفات والتسجيلات الصوتية.
مؤلفاته
شرح ثلاثه الأصول
الشرح الممتع على زاد المستقنع (وهو واحد من أشهر كتبه)
شرح مقدمة التفسير
أسماء الله وصفاته وموقف أهل السنة منها.
شرح العقيدة الواسطية.
القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى.
مختصر لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد.
فتح رب البرية بتلخيص الحموية
مجموعة أسئلة في بيع وشراء الذهب
شرح الأربعين النووية .
شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين .
فتح ذي الجلال و الإكرام بشرح بلوغ المرام .
إزالة الستار عن الجواب المختار لهداية المحتار .
الإبداع في بيان كمال الشرع و خطر الابتداع .
القول المفيد على كتاب التوحيد .
شرح العقيدة السفارينية .
شرح كتاب السياسة الشرعية لشيخ الإسلام ابن تيمية .
فتاوى أركان الإسلام .
الرسائل و المتون العلمية .
صفة الحج و العمرة
شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
مكانته العلمية:
كان لفضيلة الشيخ مكانة علمية كبيرة فقد كان :
*عضوًا في هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية من عام 1407هـ إلى وفاته.
*عضوًا في المجلس العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العامين الدراسيين 1398 – 1400هـ.
*عضوًا في مجلس كلية الشريعة وأصول الدين بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم ورئيسًا لقسم العقيدة فيها.
*وفي آخر فترة تدريسه بالمعهد العلمي شارك في عضوية لجنة الخطط والمناهج للمعاهد العلمية, وألّف عددًا من الكتب المقررة بها.
*عضوًا في لجنة التوعية في موسم الحج من عام 1392هـ إلى وفاته رحمه الله تعالى حيث كان يلقي دروسًا ومحاضرات في مكة والمشاعر, ويفتي في المسائل والأحكام الشرعية.
* ترأس جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة من تأسيسها عام 1405هـ إلى وفاته.
*ألقى محاضرات عديدة داخل المملكة العربية السعودية على فئات متنوعة من الناس, كما ألقى محاضرات عبر الهاتف على تجمعات ومراكز إسلامية في جهات مختلفة من العالم.
*من علماء المملكة الكبار الذين يجيبون على أسئلة المستفسرين حول أحكام الدين وأصوله عقيدة وشريعة، وذلك عبر البرامج الإذاعية من المملكة العربية السعودية وأشهرها برنامج "نور على الدرب".
* مُنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1414هـ
وفاتـه:
تُوفي (رحمه الله) في مدينة جدّة قبيل مغرب يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال عام 1421هـ بعد صراع مع المرض
وصُلِّي عليه في المسجد الحرام بعد صلاة عصر يوم الخميس, ثم شيّعته الآلاف من المصلّين والحشود العظيمة في مشاهد مؤثرة, ودفن في مكة المكرمة.
وبعد صلاة الجمعة من اليوم التالي صُلِّي عليه صلاة الغائب في جميع مدن المملكة العربية السعودية.
رحم الله شيخنا رحمة الأبرار, وأسكنه فسيح جناته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة