السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأحد، 17 فبراير 2019

المُغِيرة بن شُعبَة الصحابى الجليل رضي الله عنه

هوالمغيرة بن شعبة ابن أبي عامر بن مسعود بن معتب .
وكنيته : أبو عبد الله ، وقيل : أبو محمد 
* وقد قال أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ  كنَّاه  بأبي عيسى 
 فعن  أسلم الحبشي قال:أنَّ عمرَ بنِ الخطابِ ضرب ابنًا له، تكنَّى : أبا عيسى . وأنَّ المغيرةَ بنَ شعبةَ تكنَّى ب : أبي عيسى، فقال له عمرُ : أما يكفيك أن تكنَّى ب : أبي عبدِ اللهِ ؟ فقال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كنَّاني ! فقال : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأنا في جلحتِنا، فلم يزل يُكنَّى ب : أبي عبدِ اللهِ حتى هلكَ ... رواه أبو داوود وصححه  الألباني 
*من كبار الصحابة أولي الشجاعة والدهاء .. شهد بيعة الرضوان .
*و كان رجلا طوالاً مهيباً ، أعوراً ، فقد ذهبت عينه يوم اليرموك ، وقيل : يوم القادسية . وقيل  أنها ذهبت يوم كسوف الشمس عندما نظر اليها
مناقبه
* كان المغيرة بن شعبة من سَدَنة الَّلات وذات مرة ذهب  مع نفر من بني مالك  إلى المقوقس ، فأمر المقوقس أن ينزلوا في الكنيسة ، لاستضافتهم  وأخذ هداياهم واعطاهم هدايا لهم، ثم خرجوا في طريق العودة فقرر قتل من معه فأقنعهم أنه مريض ولن يشرب الخمر معهم إنما سيكون ساقيهم،  فظلُّوا يشربون ولا يدرون ، حتى ناموا سُكرا ، فوثب ، وقتلتهم جميعا ، وأخذ ما معهم . وبعد تلك اللحظات قرر القدوم على النبي في المدينة ليُسلِم ، فقدِم على النبي  صلى الله عليه وسلم  فوجده جالسا في المسجد مع أصحابه ، وعليه ثياب السفر، فعرفه أبو بكر ، وسألوه :ما فعل المالكيون ؟ فأخبرهم أنه قتلهم ، وأخذ أسلابهم ، وأنه جاء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقبل النبي هذه الأسلاب
فعن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا  :"وكان المغيرةُ صَحِبَ قومًا في الجاهليةِ فقَتَلَهم ، وأخَذَ أموالَهم ، ثم جاء فأَسْلَمَ ، فقال النبيُّ  صلى الله عليه وسلم  : "أَمَّا الإِسْلَام فَأَقْبَلُ، وَأَمَّا المَال فَلَسْتُ منه فِي شَيْء" ... رواه البخاري
* شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم الحديبية  حيث روى البخاري قصة الحديبية في حديث مُطول ذكر خلاله دور المُغيرة وأنه كان جالساً بجوار النبي صلى الله عليه وسلم:
عن المِسْوَر بن مَخْرَمة ومَروان بن الحكم قالا: "... فَقَامَ عُرْوَة بن مَسْعُود فقال: أَيْ قَوْم، أَلَسْتُم بالوالِد؟ قَالُوا: بَلَى، قال: أَوَلَسْتُ بالوَلَد؟ قالوا: بَلَى. قال: فهَل تَتَّهمونِي ؟ قالوا: لا. قال: أَلَسْتُم تَعلَمون أَنِّي استَنفَرتُ أَهْل عُكَاظ ، فلَمّا بَلَّحُوا  عَلَيّ جِئْتُكم بِأَهلِي ووَلَدِي ومَن أَطَاعَني؟ قالوا: بَلَى. قال: فإِنَّ هذا قَدْ عَرَضَ لَكُم خُطَّة رُشْد، اقبَلُوها ودَعُوني آتِيه . قالوا: ائتِهِ. فَأَتَاه، فجَعَل يُكَلِّم النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسلَّم. فقال النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيه وسلَّم نَحْوًا مِن قَوْلِه لِبُدَيْل، فقال عُرْوَة عند ذلك: أَيْ مُحمَّد، أَرَأَيْت إِن اسْتَأْصَلْت أَمْر قَوْمِك، هَل سَمِعْت بِأَحَد مِن العَرب اجْتَاح أَهْلَه  قَبْلَكَ؟! وَإِنْ تَكُن الأُخرى، فَإِنِّي واللَّه لَأَرَى وُجُوهًا، وإِنِّي لأَرَى أَشْوَابًا  مِن النَّاس خَلِيقًا أَن يَفِرُّوا ويَدَعُوك. فقال له أبو بَكر : امْصَصْ  بِبَظْر اللَّات، أَنَحْنُ نَفِرُّ عَنه ونَدَعُه؟! فقال: مَن ذَا ؟ قالوا: أَبو بكر. قال: أَما والَّذِي نَفْسِي بِيَدِه، لَوْلا يَدٌ كانَت لَكَ عِندي لَم أَجْزِك بها لأَجَبتُك. قال: وجَعَل يُكَلِّم النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسلَّم، فَكُلَّما تَكَلَّم  أَخذ بِلِحيَتِه، والمُغِيرة بن شُعْبَة قَائِمٌ على رَأس النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسلَّم، ومَعهُ السَّيف وعلَيه المِغفَر، فَكُلَّما أَهْوَى عُرْوَة بِيَده إلى لِحيَة النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسلَّم ضَرَب يَدَه بِنَعْل السَّيف، وقال له: أَخِّر يَدَكَ عن لِحيَة رسول اللَّه صَلَّى الله عَلَيه وسلَّم. فَرَفَع عُرْوَة رَأسه، فقال: من هذا؟ قالوا: المُغِيرة بن شُعبَة ..."إلى آخر الحديث ... رواه البخاري
* شهد المغيرة بن شعبة  غزوة تبوك مع رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حيث رافقه عندما أراد قضاء حاجته وعادا فلحقا الركعة الثانية من صلاة الفجر
فعن عُروة بن المغيرةَ بن ِشعبةَ قال: أنَّ المغيرةَ بن ِشعبةَ أخبره ؛ أنه غزا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تبوكَ . قال المغيرةُ فتبرَّز رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قِبلَ الغائطِ . فحملتُ معه إداوةً قبلَ صلاةِ الفجرِ . فلما رجع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إليَّ أخذتُ أهريقُ على يدَيه من الإداوةِ . وغسل يديه ثلاثَ مرات . ثم غسل وجهه . ثم ذهب يخرج جُبتَه عن ذراعَيه فضاق كُمَّا جُبَّته . فأدخل يديه في الجُبَّة . حتى أخرج ذراعَيه من أسفلِ الجُبَّةِ . وغسل ذراعَيه إلى المرفقَين . ثم توضأ على خُفيه . ثم أقبل . قال المغيرةُ : فأقبلتُ معه حتى نجد الناس قد قدَّموا عبدَالرحمنِ بنَ عوفٍ فصلى لهم . فأدرك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إحدى الركعتَين . فصلى مع الناسِ الركعةَ الآخرةَ . فلما سلَّم عبدُالرحمنِ بنُ عوفٍ قام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتم صلاتَه . فأفزع ذلك المسلمِين . فأكثروا التسبيحَ . فلما قضى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ صلاتَه أقبل عليهم ثم قال أحسنتُم أو قال قد أصبتُم يغِبطهم أن صلَّوا الصلاةَ لوقتِها ... رواه مسلم
وفي روايةٍ: قال المُغيرةُ: فأردتُ تأخيرَ عبد الرَّحمنِ بنَ عوفٍ، فقال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم"دَعْه"... 
* وعن عُروةَ بن المغيرة بن شعبة عن المغيرة بن شعبة قالَ:" كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي مَسِيْرِهِ، فَقَالَ لِيْ: "مَعَكَ مَاءٌ" فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَنَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ مَشَى حَتَّى تَوَارَى عَنِّي فِي سَوَادِ اللَّيْلِ، ثُمَّ جَاءَ، فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ مِنَ الإِدَاوَةَ  ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ صُوفٍ، فَذَهَبَ لِيُخْرِجَ ذِرَاعَيْهِ مِنْ كُمِّ الجُبَّةِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ مِنْ ضِيْقِهِمَا، فَأَخْرَجَهُمَا مِنْ أَسْفَلِ الجُبَّةِ، فَغَسَلَ ذِرَاعَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ هَوَيْتُ  لِأَنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَقَالَ: "دَعْهُمَا، فَإِنِّي أَدْخَلْتُهُمَا طَاهِرَتَيْنِ" فَمَسَحَ عَلَيْهِمَا ... رواه  البخاري
* عندما أراد المغيرة الزواج بإمراة نصحه النبي صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ بالنظر اليها لعله يؤدم بينهما وبالفعل ذهب اليها واستأذن من أبيها وكانت النظرة الشرعية وتزوجها
 عن  أنس بن مالك  قال:أنَّ المغيرةَ بنَ شعبةَ أرادَ أن يتزوَّجَ امرأةً فقالَ لَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ "اذْهَب فانظُر إليْها فإنَّهُ أحرى أن يؤدَمَ بينَكُما" ففعلَ فتزوَّجَها فذَكرَ من موافقتِها... رواه ابن ماجه وصححه  الألباني
* تزوج المغيرة بن شعبة من ابنة عثمان بن مظعون بعد وفاة والدها وقيل اسمها زينب
عن عبدالله بن عمر قال:تُوفِّيَ عثمانُ بنُ مظعون وترك ابنةً له من خُويلةَ بنتِ حكيمِ بنِ أميةَ بنِ حارثةَ بنِ الأوقصِ قال وأوصى إلى أخيه قُدامةَ بنِ مظعونٍ قال عبدُ اللهِ وهما خالاي قال فخطبتُ إلى قدامةَ بنِ مظعونٍ ابنةَ عثمانَ بنِ مظعونٍ فزوَّجَنيها ودخل المغيرةُ بنُ شعبةَ يعني إلى أمِّها فأرغبَها في المالِ فحطَّتْ إليه وحطَّتِ الجاريةُ إلى هوى أمِّها فأبيا حتى ارتفع أمرُهما إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال قدامةُ بنُ مظعون يا رسولَ اللهِ ابنةُ أخي أوصى بها إلي فزوجتُها ابنَ عمَّتِها عبدَ اللهِ بنَ عمرَ فلم أُقصِّرْ بها في الصلاح ولا في الكفاءةِ ولكنها امرأةٌ وإنما حطَّتْ إلى هوى أُمِّها قال فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ هي يتيمةٌ ولا تنكحُ إلا بإذنِها قال فانتُزعتْ واللهِ مني بعد أن ملكتُها فزوَّجوها المُغِيرة بن شُعبة ... إرواء الغليل  للألباني
* عن قَيْس، قال: قال لِي المُغِيرَة بن شُعبَة: ما سَأَلَ أَحَدٌ النَّبيَّ صلَّى الله عَلَيه وسلَّم عن الدَّجَّال ما سَأَلتُه ، وإِنَّهُ قال لي: "مَا يَضُرُّكَ مِنْهُ؟" قُلت: لِأنَّهم يَقولون: إنَّ مَعه جَبَل خُبْز ونَهَر ماء. قال: "هُوَ أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ ذَلِكَ"... رواه  البخاري
*عن المُغيرة بن شعبة قال: سمعتُ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: "إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليس كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ، مَن كَذَب عَلَيَّ مُتعَمِّدًا؛ فليتبَوَّأ مَقعَدَه من النار"... رواه البخاري
* كان المُغِيرة بن شُعبة ضمن وفدًا من المسلمين أرسله النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم الى نجران حيث كتب النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم  للأسقف كتاباً بعد أن رفض وفد نجران النصراني تنفيذ الملاعنة وعادوا الي بلدهم
عن علقمةَ بن وائل، عن المغيرةِ بن شعبة قال: بَعَثَنِي النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم إِلى نجرَان، فقالُوا لِي: إِنَّكم تَقْرَؤونَ  : "يَا أُخْتَ هَارُونَ" [سورة مريم:28] وبَيْن عِيسَى ومُوسَى ما شاء الله مِن السِّنين، فَلَمْ أَدْرِ مَا أُجِيبُهُم بِه، فَرَجَعْتُ إِلى رسول الله   صَلَّى الله عليه وسلَّم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَال: "إنَّهُمْ كَانُوا يَتَسَمَّونَ  بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُم" ... رواه مسلمٌ
* نزل المُغيرة بن ُشعبة ضيفا على النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم  فكان يقطع له بنفسه قطعة اللحم ثم وجد شارب المغيرة كثيفا فأمره أن يقصه 
عن المُغيرة بن ُشعبة، قال : ضِفْتُ مع رسولِ اللهِ   صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم   ذاتَ ليلة، فأمر بجَنْبِ فشُوِيَ، ثم أخذ الشَّفْرَةَ، فجعل يَحُزُّ لي بها منه، فجاء بلالٌ يُؤْذِنُهُ بالصلاةِ، فأَلْقَى الشفْرةَ، فقال : ما له تَرِبَتْ يَدَاه ؟ !، قال : وكان شاربُه وَفاءً، فقال لي : أَقُصُّه على سِوَاكٍ ؟ ! - أو : قُصَّه على سِوَاكٍ - ... صححه  الألباني في تخريج مشكاة المصابيح 
*   شارك المُغِيرة بن شُعبة في حفر قبر النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
عن الشعبي عامر بن شراحيل عنِ المغيرةِ بنِ شعبةَ قال :كنتُ فيمن حفر قبرَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فلحَدْنا له لحدًا... رواه  ابن جرير الطبري
* أراد المغيرةُ بنُ شُعبةَ أن يكون ضمن من يدخل قبر النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعد دخول الجسد الطاهر فيه فرَوي أنه أسقط خاتمه لينزل لاحضاره
عن ابن أبي مرحب قال :نزَل في قبرِ النَّبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أربعةٌ أحدُهم عبد الرَّحمن بن عَوف وكان المغيرةُ بن شُعبة يُدْعى أحْدَثَ النَّاس عهدًا برسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ويقول أخَذْتُ خاتَمي فألقَيْتُه وقلْتُ إنَّ خاتَمي سقَط من يدي لأَمَسَّ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأكون آخِر النَّاس عَهدًا به ... رواه الهيثمي في مجمع الزوائد
* شهد المُغِيرة بن شُعبة معركة القادسية سنة 14 هجرياً تحت قيادة سعد بن أبي وقاص فقد قَدِمَ  هو وقيس بن مَكشُوح على سعد مدَدًا من عند أبي عبيدة من الشام بعدما شهدا وقعة اليرموك
وكان سعد في مواجهة رستم والذي كان يبلغ قُوام جيشه ثمانون ألف وقيل مائة ألف وعشرين ألفا ، يتبعها ثمانون ألفا وكان معه ثلاثة وثلاثون فيلا 
و قد بعث سعد جماعة من السادات من جيشه ، النعمان بن مقرن ، وفرات بن حيان ، وحنظلة بن الربيع التميمي ، وعطارد بن حاجب ، والأشعث بن قيس ، والمغيرة بن شعبة ، وعمرو بن معد يكرب ، يدعون رستم إلى الله عز وجل ،ولكن رستم رفض النصح والتحذير بأنهم سيكونون أسرى للمسلمين
وماطل رستم في الخروج للحرب  حتى كان بين خروجه من المدائن وملتقاه سعدًا بالقادسية أربعة أشهر ، كل ذلك لعله يُضجِر سعدًا ومن معه ليرجعوا
وعندما وصل  رستم  أرسل إلى سعد أن يبعث إليه برجل عاقل عالم بما أسأله عنه . فبعث إليه المغيرة بن شعبة ، رضي الله عنه
فلما قَدِم عليه جعل رستم يقول له : إنكم جيراننا وكنا نحسن إليكم ونكف الأذى عنكم ، فارجعوا إلى بلادكم ولا نمنع تجاركم من الدخول إلى بلادنا . 
فقال له المغيرة : إنا ليس طلبنا الدنيا ، وإنما همنا وطلبنا الآخرة ، وقد بعث الله إلينا رسولا قال له : إني قد سلطت هذه الطائفة على من لم يدن بديني ، فأنا منتقم بهم منهم ، وأجعل لهم الغلبة ما داموا مقرين به ، وهو دين الحق لا يرغب عنه أحد إلا ذل ، ولا يعتصم به إلا عز . 
فقال له رستم : فما هو ؟ 
فقال : أما عموده الذي لا يصلح شيء منه إلا به ، فشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، والإقرار بما جاء من عند الله . 
فقال : ما أحسن هذا ! وأي شيء أيضا ؟ 
قال : وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله .
قال : وحسن أيضا ، وأي شيء أيضا ؟ 
قال : والناس بنو آدم ، فهم إخوة لأب وأم . 
قال : وحسن أيضا ، ثم قال رستم : أرأيت إن دخلنا في دينكم ، أترجعون عن بلادنا ؟ 
قال : إي والله ، ثم لا نقرب بلادكم إلا في تجارة أو حاجة . قال : وحسن أيضا .
وخرج المغيرة من عنده  ثم تشاور  رستم  مع رؤساء قومه فرفضوا ذلك  ، وطلب رستم رجلا آخر فأرسل لهم ربعي بن عامر وفي اليوم التالي طلبوا آخر فأرسل لهم حذيفة بن محصن ، وفي اليوم الثالث أرسل لهم المغيرة بن شعبة مرة ثانية
فقال رستم للمغيرة : إنما مثلكم في دخولكم أرضنا كمثل الذباب رأى العسل 
فقال : من يوصلني إليه وله درهمان ؟ فلما سقط عليه غرق فيه ، فجعل يطلب الخلاص فلا يجده ، وجعل يقول : من يخلصني وله أربعة دراهم ؟ ومثلكم كمثل ثعلب ضعيف دخل جحرا في كَرْم ، فلما رآه صاحب الكَرْم ضعيفاً رَحِمَه فتركه ، فلما سَمُنَ أفسد شيئا كثيرا فجاء بجيشه ، واستعان عليه بغلمانه ، فذهب ليخرج فلم يستطع لسمنه ، فضربه حتى قتله ، فهكذا تخرجون من بلادنا . ثم استشاط غضبا ، وأقسم بالشمس لأقتلنكم غدا . فقال المغيرة : ستعلم . 
ثم قال رستم للمغيرة : قد أمرت لكم بكسوة ، ولأميركم بألف دينار وكسوة ومركوب وتنصرفون عنا . 
فقال المغيرة : أَبَعْد أن أوْهنَّا مُلكَكُم وضعَّفنا عِزَّكم ؟ ! ولنا مدة نحو بلادكم ، ونأخذ الجزية منكم عن يد وأنتم صاغرون ، وستصيرون لنا عبيدا على رغمكم . فلما قال ذلك استشاط غضبا
و بدأت المعركة  قاسية على الجانبين  فكانت  حامية الوطيس لمدة ثلاثة أيام شهدت على بطولات الكثير أمثال طليحة الأسدي ، وعمرو بن معديكرب ، والقعقاع بن عمرو ، وجرير بن عبد الله البجلي وغيرهم ، ودخل اليوم الرابع وهو الذي يُسمَّى بيوم القادسية والذي أرسل الله ريحا عاتية خلعت خيام الفُرس من مكانها بل و أطاحت بسرير رستم الذي هرب على فرسه فلحقه المسلمون فقتلوه  وقتلوا ما تبقى من جيشه 
* ولَّاه عمر بن الخطاب على البصرة بعد وفاة عتبة بن غزوان ، ولكن عزله عمر سنة 17 هـ بعد التهمة الموجهة إليه بالزنا، وقد قام عمر بالتحقيق وثبتت براءة المغيرة، وقام عمر بجلد الشهود الثلاثة
فعن عبدالرحمن بن مل النهدي أبو عثمان قال:جاء رجلٌ إلى عمرَ بنِ الخطابِ رضي اللهُ عنهُ فشهِدَ على المغيرةِ بنِ شُعبةَ فتغيَّرَ لونُ عمرَ ثم جاءَ آخرُ فشهِدَ فتغيَّرَ لونُ عمرَ ثم جاءَ آخرُ فشهِدَ فتغيَّرَ لونُ عمرَ حتى عَرَفْنَا ذلكَ فيهِ وأنكَرَ لذلكَ وجاءَ آخرُ يُحَرِّكُ بيدَيهِ فقال ما عندَكَ يا سَلْخَ العقابِ وصاحَ أبو عثمانَ صيحةً تُشبهُها صيحةُ عمرَ حتى كَرُبْتُ أن يُغشَى عليَّ قال رأيتُ أمرًا قبيحًا قال الحمدُ للهِ الذي لم يُشَمِّتْ الشيطانَ بأمَّةِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأَمَرَ بأولئكَ النفرِ فجُلِدُوا... إرواء الغليل للألباني
* ثم ولّاه عمر بن الخطاب على الكوفة بعد ولاية عمّار بن ياسر ، وظل المغيرة واليا على الكوفة حتى وفاة عمر بن الخطاب 
* عن تميم بن حذلم قال : إني لَأذكرُ أولَ من سلَّم عليه بالإمرةِ بالكوفةِ ، خرج المغيرةُ بنُ شُعبةَ من باب الرَّحبةِ فجاءه رجلٌ من كِنْدةَ - زعموا أنه أبو قُرَّةَ الكنديُّ - فسلَّم عليه فقال : السلامُ عليك أيها الأميرُ ورحمةُ اللهِ ، السلامُ عليكم ، هل أنا إلا منهم أم لا ؟ ! قال سماكٌ : ثم أقرَّ بها بعدُ ... صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد
*  شهد المُغِيرة بن شُعبة معركة نهاوند مع النعمان بن المقرن عام سنة إحدى وعشرين حيث  انتدبه المسلمون ليحادث  ملك الفُرْس قبل المعركة
فعن النعمان بن مقرن قال: " أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ رِضوانُ اللهِ عليه قال للهُرمُزانِ أما إذا فُتَّنِي بنفسِك فانصحْ لي وذلك أنه قال له تكلَّم لا بأسَ فأَمَّنَه فقال الهُرمُزانُ نعم إنَّ فارسَ اليومَ رأسٌ وجَناحانِ قال فأين الرأسُ قال نَهاوِنْدُ مع بُندارِ قال فإنَّ معه أساورةُ كِسرى وأهلِ أصفِهانَ قال فأين الجناحانِ فذكر الهُرمُزانُ مكانًا نسِيتُه فقال الهُرمُزانُ اقطَعْ الجناحَينِ تُوهَنُ الرأسُ فقال له عمرُ رِضوانُ اللهِ عليه كذَبْتَ يا عدوَّ اللهِ بل أعمدُ إلى الرأسِ فيقطعُه اللهُ وإذا قطعه اللهُ عنِّي انقطعَ عني الجَناحانِ ، فأراد عمرُ أن يسير إليه بنفسِه فقالوا نُذكِّركَ اللهَ يا أميرَ المؤمنينَ أن تسيرَ بنفسِكَ إلى العجَمِ فإن أُصبتَ بها لم يكن للمسلمين نظامٌ ولكنِ ابعثِ الجنودَ قال فبعث أهلَ المدينةِ وبعث فيهم عبدَ اللهِ بنَ عمرَ بنِ الخطابِ وبعث المُهاجرِينَ والأنصارَ ،كتب إلى أبي موسى الأشعريِّ أن سِرْ بأهلِ البصرةِ وكتب إلى حُذيفةَ بنِ اليمانِ أنْ سِرْ بأهلِ الكوفة حتى تجتمِعوا بنَهاوَند جميعًا فإذا اجتمعتُم فأميرُكم النُّعمان بن مُقرِّن المُزَني فلما اجتمعوا بنَهاوَند أرسل إليهم بُندار العِلج أن أرسِلوا إلينا يا معشرَ العرب رجلًا منكم نُكلِّمُه فاختار الناس المغيرةَ بنَ شُعبة، قال أبي: فكأني أنظرُ إليه رجلٌ طويلٌ أشعرُ أعورُ فأتاه فلما رجع إلينا سألْناه فقال لنا إني وجدتُ العلجَ قدِ استشار أصحابَه في أيِّ شيءٍ تأذَنون لهذا العربيِّ أبَشارتَنا وبهجتَنا وملكَنا أو نتقشَّفُ له فنزهدُه عما في أيدينا فقالوا بل نأذنُ له بأفضلَ ما يكون من الشَّارةِ والعُدَّةِ فلما رأيتُهم رأيتُ تلك الحرابَ والدَّرقَ يلمعُ منه البصرُ ورأيتُهم قيامًا على رأسِه وإذا هو على سريرٍ من ذهبٍ وعلى رأسهِ التَّاجُ فمضيتُ كما أنا ونكستُ رأسي لأقعدَ معه على السَّريرِ فقال فدفعتُ ونهرتُ فقلتُ إنَّ الرسلَ لا يُفعلُ بهم هذا فقالوا لي إنما أنت كلبٌ أتقعد مع الملِكِ فقلتُ لأَنا أشرفُ في قومي من هذا فيكم قال فانتهرَني وقال اجلِسْ فجلستُ فترجَم لي قولَه فقال يا معشرَ العربِ إنكم كنتُم أطولَ الناسِ جوعًا وأعظمَ الناسِ شقاءً وأقذرَ الناسِ قذرًا وأبعدَ الناسِ دارًا وأبعدَه من كلِّ خيرٍ وما كان منعني أن آمرَ هذه الأساورةَ حولي أن ينتظموكم بالنِّشابِ إلا تنجُّسًا بجِيَفِكم لأنكم أرجاسٌ فإن تذهبوا يُخَلَّى عنكم وإن تأْبَوا نُبوِّئَكم مصارعَكم قال المُغيرةُ فحمدتُ اللهَ وأثنيتُ عليه وقلتُ واللهِ ما أخطأتَ من صفتِنا ونعْتِنا شيئًا إن كنَّا لأبعدَ النَّاسِ دارًا وأشدَّ الناسِ جوعًا وأعظمَ الناسِ شقاءً وأبعدَ النَّاسِ من كلِّ خيرٍ حتى بعثَ اللهُ إلينا رسولًا فوعدَنا بالنَّصرِ في الدنيا والجنَّةِ في الآخرةِ فلم نزلْ نتعرَّفْ مِن ربِّنا مُذْ جاءنَا رسولُه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الفلاحَ والنصرَ حتى أتيناكم وإنا واللهِ نرى لكم ملكًا وعيشًا لا نرجعُ إلى ذلك الشقاءِ أبدًا حتى نغلبَكم على ما في أيديكم أو نُقتَل في أرضِكم فقال أما الأعورُ فقد صدقَكم الذي في نفسهِ فقمتُ مِن عندِه وقد واللهِ أرعبتُ العلجَ جهدي فأرسل إلينا العلجُ إما أن تعبروا إلينا بنَهاوندَ وإما أن نعبرَ إليكم فقال النعمانُ اعبُروا فعبَرْنا فقال أبي فلم أر كاليومِ قطُّ إنَّ العُلوجَ يجيئون كأنهم جبالُ الحديدِ وقد تواثَقوا أن لا يفِرُّوا من العربِ وقد قُرِنَ بعضُهم إلى بعضٍ حتى كان سبعةٌ في قرانٍ وألقَوا حَسَك َالحديدِ خلفَهم وقالوا من فرَّ منا عقرَهُ حسَكُ الحديدِ فقال المُغيرةُ بنُ شعبةَ حين رأى كثرتَهم لم أرَ كاليومِ قتيلًا إنَّ عدوَّنا يتركون أن يتنامُوا فلا يعجَلوا أما واللهِ لو أن الأمرَ إليَّ لقد أعجلتُهم به قال وكان النعمانُ رجلًا بكَّاءً فقال قد كان اللهُ جلَّ وعز يشهدك أمثالَها فلا يحزِنك ولا يَعيبُك موقفُك وإني واللهِ ما يمنعني أن أناجزَهم إلا بشيءٍ شهدتُه من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا غزا فلم يقاتلْ أول َالنهارِ لم يعجلْ حتى تحضرَ الصلواتُ وتهبَّ الأرواحُ ويطيبَ القتالُ ثم قال النعمانُ اللهمَّ إني أسألك أن تقَرَّ عيني بفتحٍ يكون فيه عزُّ الإسلامِ وأهلِه وذُل ُّالكفرِ وأهلِه ثم اختِمْ لي على أثرِ ذلك بالشهادةِ ثم قال أمِّنُوا يرحمْكم اللهُ فأمَّنَّا وبكى وبكَينا فقال النعمانُ إني هازٌّ لوائي فتيسَّروا للسِّلاحِ ثم هازُّه الثانيةَ فكونوا مُتيسِّرينَ لقتالِ عدوِّكم بإزاركِم فإذا هززتُه الثالثةَ فليحملْ كلُّ قومٍ على من يلِيهم من عدوِّهم على بركةِ اللهِ قال فلما حضرتِ الصلاةُ وهبَّتِ الأرواحُ كبَّر وكبَّرْنا وقال ريحُ الفتحِ واللهِ إن شاء اللهُ وإني لأرجو أن يستجيبَ اللهُ لي وأن يفتحَ علينا فهزَّ اللواءَ فتيسَّروا ثم هزَّها الثانيةَ ثم هزَّها الثالثة فحملْنا جميعًا كلُّ قومٍ على من يلِيهم وقال النعمانُ إن أنا أُصبتُ فعلى الناسِ حذيفةُ بنُ اليمانِ فإن أُصيبَ حذيفةُ ففلانٌ فإن أُصيبَ فلانٌ ففلانٌ حتى عدَّ سبعة آخرُهم المغيرةُ بنُ شعبةَ قال أبي فواللهِ ما علمتُ من المسلمينَ أحدًا يحبُّ أن يرجعَ إلى أهلهِ حتى يقتلَ أو يظفرَ ... الى آخر الحديث ... السلسلة الصحيحة
واستجاب الله عز وجل لدعاء النعمان وانتهت المعركة بنصرٍ من الله  و استشهاد النعمان بن مقرن
* ذات مرة أخَّر صلاة العصر عندما كان أميرا على الكوفة فدخل عليه أبو مسعود وأنكر عليه ذلك
عن عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود  قال:أخَّر المغيرةُ بنُ شعبةَ العصرَ، وهو أميرُ الكوفة، فدخل أبو مسعودٍ عقبةُ ابنِ عمرو الأنصاري، جدُّ زيدِ بن حسنَ، شهد بدرًا، فقال : لقد علمتُ : نزل جبريلُ فصلى، فصلى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خمسَ صلواتٍ، ثم قال : ( هكذا أمرتُ ) . كذلك كان بشيرُ بن أبي مسعودٍ يحدِّث عن أبيه ... رواه البخاري
استنكر المغيرةُ بنُ شعبةَ على أهل الكوفة ما سمعه منهم من  النياحة على الميت فخطب فيهم قائلا: ما بالُ النِّياحةِ في هذِهِ الأمَّةِ ؟ وأخبرهم بتحذير النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من النياحة:
عن المغيرة بن شعبة قال:"أولُ من نيحَ عليهِ بالكوفةِ قرظةُ بنُ كعبٍ . فقال المغيرةُ بنُ شعبةَ : سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول "من نِيحَ عليهِ فإنَّهُ يُعذَّبُ، بما نِيحَ عليهِ، يومَ القيامةِ" ... رواه  مسلم 
كان المغيرة بن شعبة معروفا بالذكاء وسرعة البديهة فقد ورد في سير أعلام النبلاء للذهبي احدى المواقف التي تدل على ذلك
قال الواقدي :عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ; أن عمر استعمل المغيرة بن شعبة على البحرين ، فكرهوه ، فعزله عمر ، فخافوا أن يرده ، فقال دهقانهم: تجمعون مائة ألف حتى أذهب بها إلى عمر ، فأقول : إن المغيرة اختان هذا ، فدفعه إليَّ . قال : فجمعوا له مائة ألف ، وأتى عمر ، فقال ذلك .
 فدعا عمر  المغيرة ، فسأله ،فقال المغيرة: كذب أصلحك الله ، إنما كانت مائتي ألف ، فقال عمر: فما حملك على هذا ؟
قال : العيال والحاجة .... فقال عمر للعلج : ما تقول؟ 
قال الدهقان : لا والله لأصدقنك ما دفع إلي قليلا ولا كثيرا ، فقال عمر للمغيرة : ما أردت إلى هذا ؟
قال المغيرة : الخبيث كذب علي ، فأحببت أن أخزيه. 
* شهد  المغيرةِ بنِ شعبةَ أمام عمر على  حُكْم النبي صلَّى الله عَلَيه وسَلَّم في اسقاط المرأة نتيجة لضربها: 
 عن هِشام، عن أَبِيه:أَن عُمَرَ نَشَد النَّاس: مَن سَمِع النَّبيَّ صلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَضَى فِي السّقْطِ  ؟ وقال الْمُغِيرة: أَنَا سَمِعْتُهُ قَضَى فِيهِ بِغُرَّةٍ: عَبْد أَوْ أَمَة. قال: ائْتِ مَنْ يَشْهَدُ  مَعَكَ عَلَى هَذَا. فقال محَمَّد بن مَسلَمَة: أَنَا أَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ صلَّى الله عَلَيه وسلَّم بِمِثْلِ هَذَا... رواه البخاري
 أما القصة التي حضرها مع النَّبِيِّ صلَّى الله عَلَيه وسلَّم هي :أنه كانت هناك امرأتين لرجل واحد فضربت احداهما الاخرى وقد كانت حاملاً فأسقطت حَملَها فاختصم الأهل الى رسولُ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم للحكم بالدِّيَة 
عن المغيرةِ بنِ شعبةَ، قال: ضَرَبَتِ امرأةٌ ضَرَّتَها بعمودِ  فسطاطٍ وهي حُبْلى فقَتَلَتْها، قالَ: وإحداهما لِحْيَانيَّةٌ، قالَ: فجعلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم دِيَةَ المقتولةِ على عَصَبَةِ القاتلةِ، وغُرَّةً لِما في بطنها، فقالَ رجلٌ من عَصَبَةِ القاتلةِ: أنغْرَمُ [دِيَةَ] من لا أكلَ ولا شربَ  ولا استهلَّ؟! فمثلُ ذلكَ يُطَلُّ  ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم"أسَجْعٌ كسَجْعِ الأعرابِ؟" قالَ: وجعلَ عليهم الدِّية... رواه مسلم
* كان المُغِيرَة بن شُعْبَة له مولى غير مسلم يُسمَّى أبو لؤلؤة المجوسي وهو الذي قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عن عبدالله بن عمر قال :لمَّا طُعِن أبو لؤلؤةَ عمرَ طعَنه طعنتينِ فظنَّ عمرُ أنَّ له ذنبًا في النَّاسِ لا يعلَمُه فدعا ابنَ عبَّاسٍ وكان يُحِبُّه ويُدْنِيه ويسمَعُ منه فقال أُحِبُّ أن نعلَمَ عن ملأٍ من النَّاسِ كان هذا فخرَج ابنُ عبَّاسٍ فكان لا يمُرُّ بملأٍ من النَّاسِ إلَّا وهم يبكونَ فرجَع إلي عمرَ فقال يا أميرَ المؤمِنينَ ما مرَرْتُ على ملأٍ إلَّا ورأَيْتُهم يبكونَ كأنَّهم فقَدوا اليومَ أبكارَ أولادِهم فقال مَن قتَلني فقال أبو لؤلؤةَ المجوسيُّ عبدُ المُغيرةِ بنِ شُعبةَ قال ابنُ عبَّاسٍ فرأَيْتُ البِشْرَ في وجهِه فقال الحمدُ للهِ الَّذي لم يبتَلِني أحدٌ يُحاجُّني يقولُ لا إلهَ إلَّا اللهُ أمَا إنِّي قد كُنْتُ نهَيْتُكم أن تجلِبوا إلينا من العُلوجِ أحدًا فعصَيْتُموني ... رواه الهيثمي في مجمع الزوائد
* عزله عثمان بن عفان بعد  شهور من توليه الخلافة وأعاد سعد بن أبي وقاص على واليا على الكوفة 
* عندما كان المغيرة أميرا على الكوفة ارسل جيشا بقيادة جرير بن عبد الله البجلي لفتح همذان عام 23 هجريا بعد شهور من مقتل عمر بن الخطاب
*ولَّاه عثمان بن عفان  ولاية أرمينية وظل واليا عليها حتى مقتل عثمان بن عفان
* روى ابن أبي الدنيا في الإشراف في منازل الأشراف عن موقف الْمُغِيرة بن شُعبَة بعد مقتل عثمان:
عن الْمُغِيرة بن مِقْسَم قال : قال الْمُغِيرة بن شُعبَة لِعَلِيّ حين قُتِلَ عُثمان : " اقْعُد في بَيتِك ولا تَدْعُ النَّاس إِلى نَفسِك ، فإِنَّك لَوْ كُنتَ في جُحْر بِمَكَّة لَم يُبَايِع النَّاس غَيْرَك " ، قَال : وقال الْمُغِيرة بن شُعبَة : " لَئِنْ لَم تُطِعنِي في هذِه الرَّابِعة لاعتَزَلتُك ، ابْعَث إِلى مُعَاوِية عَهدَه ، ثُمّ اخْلَعه بَعد ذَلك " ، فَلَم يَفعَل فاعتَزَلَه الْمُغِيرة بن شُعبَة باليَمَن ، فَلَمّا اشتَغَلَ عَلِيّ ومُعاوية فَلَم يبْعَثُوا إِلى المَوْسم أَحَدًا ، جَاءَ الْمُغِيرة بن شُعبَة فصَلَّى بالنَّاس ودَعَا لمُعَاوِية 
* عن وَرَّاد كاتِب المُغِيرَة بن شُعْبَة، قال: أَمْلَى عَلَيَّ المُغِيرَة بن شُعبة، في كِتاب إلى مُعاوية: إنَّ  النَّبِيَّ صلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كان يقُول فِي دُبُرِ كُلِّ صلاة مَكْتُوبة: "لا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وهو على كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لا مانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ"... رواه البخاري
* عن عبدالله بن ظالم قال : خطبَ المغيرة بن شُعبة فَنالَ من عليٍّ ، فخرجَ سعيدُ بن زيد فقال : ألا تَعجبُ من هذا يَسبُّ عليًّا رضي اللَّه عنهُ أشهَد على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، أنَّا كنَّا علَى حراءٍ - أو أُحُدٍ - ، فقالَ النبي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : اثبُت حراءُ - أو أُحُدُ - فإنَّما عليكَ صدِّيقٌ أو شَهيدٌ ، فسمَّى النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ العشرةَ فسمَّى : أبا بَكْرٍ ، وعمرَ ، وعُثمانَ ، وعليًّا ، وطلحةَ ، والزُّبَيْرَ ، وسعدًا ، وعبدَ الرَّحمنِ بنَ عوفٍ ، وسمَّى نفسَهُ سَعيدًا ... رواه أحمد شاكر في مسند أحمد
*عن  كاتِبُ المُغِيرة بن شُعْبَة، قال:
كَتَبَ مُعاوِيَة إلى المُغِيرَة بن شُعْبَة أن: اكْتُب إِلَيَّ بِشَيء سَمِعْتَه مِن رسُول اللَّه  صلَّى الله عَلَيه وسلَّم. فَكَتَبَ إِلَيْه: سَمِعْتُ النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيه وسلَّم يقول: "إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثًا: قِيلَ وَقالَ، وَإِضاعَةَ المالِ ، وَكَثْرَةَ السُّؤالِ"... رواه البخاري 
* ولَّاه معاوية الخليفة الأموي على الكوفة وقد رُوِىَ أن  معاوية  ولَّى عمرو بن العاص  الكوفة ، وولَّى ابنه عبد الله بن عمرو فقال المغيرة لمعاوية : تؤمِّر عمرا على الكوفة ، وابنه على مصر ، وتكون كالقاعد بين لحيي الأسد , أنا أكفيك الكوفة .فولَّاه عليها
وفاته
 * مات أمير الكوفة المُغِيرة بن شُعبَة في سنة خمسين في شعبان وله سبعون سنة .
*عن زياد بن عِلَاقَة، قال:سَمِعت جَرِير بن عبد اللَّه  يوم مات المُغِيرة بن شُعبَة، قام فَحَمد اللَّه وأَثنَى عليه، وقال: عليكُم بِاتِّقاء اللَّه وَحده لا شَرِيك له، والوَقار، والسَّكِينَة، حتَّى يأتِيكُم أَمِير، فإنّما يأتِيكُم الآن. ثُمّ قال: استَعفُوا لأَمِيركُم؛ فإنّهُ كان يُحِبُّ العَفو. ثُمّ قال: أَمَّا بعد فإنِّي أَتَيْت النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيه وسلَّم قُلْت: أُبايِعُكَ عَلَى الإِسلام، فشَرَطَ عَلَيّ: "والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ". فَبايَعته عَلَى هذا، ورَبّ هذا المَسْجِد إِنِّي لَناصِح لَكُم. ثُمّ استَغفَر ونَزَل... رواه البخاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة