السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

السبت، 24 يوليو 2021

صهيب بن سنان الصحابي الجليل رضي الله عنه


هو صهيب بن سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر 
  قيل ان نسبه يعود  إلى أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط 
وعن حمزة بن صهيب عن أبيه قال : كنّاني النبي صلّى الله عليه وسلم : أبا يحيى
*ويعرف بصُهَيب الرومي ؛ لأنه أقام في الروم مدة 
قال أبو عمر بن عبد البر كان أبو صهيب ، أو عمه:عاملا لكِسْرَى على الأبلة ، وكانت منازلهم بأرض الموصل فأغارت الروم عليهم ، فسبت صهيباً وهو غلام ، فنشأ بالروم ثم اشترته قبيلة كلب ، وباعوه بمكة لعبد الله بن جدعان ، فأعتقه وقد ظلت اللكنة الرومية مؤثرة فى لهجته 
فعن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف:قال عبد الرحمن ِبن عوف رضيَ اللهُ عنهُ لصهيبٍ : اتَّقِ اللهَ ولا تَدَّعِ إلى غير أبيك . فقالَ صهيب : ما يَسُرُّنِي أن لي كذَا وكذا ، وأنِّي قلتُ ذلك، ولكنِّي سُرِقْتُ وأنَا صَبِيّ ... رواه البخاري
مناقبه
*أسلم مبكرا هو وعمار بن ياسر في يوم واحد حين التقيا عند باب دار الأرقم يريدان سماع النبي محمد 
*هو من السبعة الذين أول من  أظهروا الاسلام
ومن الذين عذّبوهم قريش حتى ما كان يدري ما يقول 
فعن عبدالله بن مسعود قال:كان أوَّل من أظهرَ إسلامَه سبعة رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأبو بَكر وعمَّار وأمُّهُ سميَّة وصُهيب وبلال والمقدادُ فأمَّا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فمنعَه اللَّهُ بعمِّهِ أبي طالبٍ وأمَّا أبو بَكر فمنعَه اللَّهُ بقومه وأمَّا سائرُهم فأخذَهم المشرِكون وألبسوهم أدْرَاعَ الحديدِ وصَهروهم في الشَّمس فما منهم من أحد إلَّا وقد واتاهم علَى ما أرادوا إلَّا بلالًا فإنَّهُ هانت عليهِ نفسُه في اللَّهِ وهانَ علَى قومِه فأخذوهُ فأعطوهُ الولدان فجعلوا يطوفونَ به في شِعاب مكةَ وهو يقول أحدٌ أحدٌ ... رواه  ابن ماجه وصححه الألباني
*عن عائذ بن عمرو :أنَّ أبا سفيانَ أتى على سلمانَ و صهيبٍ وبلالٍ في نفَرٍ . فقالوا : واللهِ ! ما أخذَتْ سيوفُ اللهِ من عنُقِ عدوِّ اللهِ مأخذَها . قال فقال أبو بكرٍ : أتقولون هذا لشيخِ قريشٍ وسيِّدِهم ؟ . فأتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم  فأخبرَه . فقال " يا أبا بكرٍ ! لعلك أغضبتَهم . لئن كنتَ أغضبتَهم لقد أغضبتَ ربَّك " . فأتاهم أبو بكر فقال : يا إخوتاه ! أغضبتُكم ؟ قالوا : لا .. يغفرُ اللهُ لك يا أخي ! ... رواه  مسلم 
 كان موصوفا بالكرم ، والسماحة رضي الله عنه 
*  كانت هجرته الى يثرب مثالا قويا للتجارة الرابحة وبيع الدنيا  لشراء الآخرة فقد نزلت فيه الآية الكريمة "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ "
فقد ورد عند القرطبي : نزلت في صُهيب فإنه أقبل مهاجرا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه نفر من قريش ،  فنزل عن راحلته ، وانتثل ما في كنانته ، وأخذ قوسه ، وقال : لقد علمتم أني من أرماكم ، وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بما في كنانتي ، ثم أضرب بسيفي ما بقي في يدي منه شيء ، ثم افعلوا ما شئتم . فقالوا : لا نتركك تذهب عنا غنيا وقد جئتنا صعلوكا ، ولكن دلنا على مالك بمكة ونخلي عنك ، وعاهدوه على ذلك ففعل ، فلما قَدِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلت : "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ " ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ربح البيع أبا يحيى" ، وتلا عليه الآية 
* كذلك ورد في فقه السيرة حين أراد صُهيب الهجرة قال له كفار قريش مارواه  أنس بن مالك أتيْتَنا صُعْلوكًا حقيرًا ، فكثُرَ مالُكَ عندنا ، وبلغْت الذي بلغْتَ ، ثُم تريدُ أنْ تخرج بمالك ونفسِك ، والله لا يكون ذلك ، فقال لهم صهيب : أرأيتم إِن جعلْت لكم مالي أتُخلُّون سبيلي ؟ قالوا : نعم ، قال : فإنَّي قد جعلْت لكم مالي . فبلغ ذلك رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال :" ربِحَ صُهيب" ... صححه الألباني في فقه السيرة
*وعن  صهيب بن سنان قال قَدِمْتُ علَى النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، وبين يديه خُبز وتمر، فقال النَّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "ادْنُ فَكُل" فأخَذتُ آكُلُ من التَّمر، فقال النَّبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم "تأكُل تمرًا وبِكَ رمَدٌ ؟" قال، فقُلت: إنِّي أمضُغُ من ناحية أُخرى، فتبسَّم رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم  ... رواه ابن ماجه وصححه  الألباني
* شهد مع  رسول الله صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم كل المشاهد و الغزوات  حيث كان ملازما له في معظم أوقاته فكان الكثير من الصحابة يسألونه عن النبي صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم وكيف كان تصرفه
فعن عبدالله بن عمر قال:أتى رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم مَسجد قباء يصلِّي فيه ، فَجاءت رجال من الأنصار يسلِّمونَ عليه ، فسألتُ صُهَيْبًا ، وَكانَ معَهُ : كيف كان رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يردُّ عليهِم ؟ قالَ : كانَ يشيرُ بيدِه ... رواه ابن ماجه وصححه  الألباني
* عن عبدالله بن مسعود قال :مرَّ الملأ من قريش على رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ؛ وعنده صُهَيب ، وبلالُ ، وعمارُ ، وخبابُ ، ونحوهم من ضعفاءِ المسلمين ، فقالوا : يا محمدُ ! اطرُدْهم ، أرَضِيت هؤلاء من قومِك ، أفنحن نكونُ تبَعًا لهؤلاء ؟ ! أهؤلاء مَنَّ اللهُ عليهِم مِن بينِنا ؟ ! فلعلَّك إن طردتهَم أن نأتيَك ! قال : فنزلَت : "وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاة وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ" ... صححه  الألباني في السلسلة الصحيحة
* وأورد ابن كثير في جامع المسانيد والسنن:أنَّ صهيبًا كان يُكنَى أبا يحيى، ويقول إنَّه من العرب، ويطعم الطعام الكثير، فقال له عمرُ بن الخطاب: يا صُهيب ما لك تُكنى أبا يحيى، وليس لك ولد، وتقول إنَّك من العرب، وتطعم الطعام الكثير وذلك سَرَف في المالِ؟ فقال صهيب: إنَّ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كناني أبا يحيى، وأما قولُك في النَّسب، فأنا رجل من النمرِ بنِ قاسط من أهلِ الموصل، ولكني سُبيتُ غلامًا صغيرًا وقد عقلتُ أهلي وقومي، وأما قولُك في الطَّعام، فإنَّ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقول: "خِيَارُكُم مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَرَدَّ السَّلامَ". فذلِك الذي يحملُني على أن أُطعِمَ الطعام .
 * لما أُصيب عمرُ ، جعل صُهيب يقول : وا أخاه ! فقال له عمرُ : يا صهيبُ ! أما علمتَ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال " إنَّ الميتَ لَيُعذَّبُ ببكاء الحيِّ " ؟ ... رواه مسلم 
ملاحظة
يقول النووي :وَأَجْمَعُوا كُلّهمْ عَلَى اختِلاف مَذَاهِبهم عَلى أنَّ الْمُرَاد بِالبُكَاء هنا الْبُكَاء بصَوت ونِيَاحَة لا مُجَرَّد دَمْع الْعَين
*ولما طُعن عمر استنابه على الصلاة بالمسلمين إلى أن يتفق أهل الشورى على إمام .
فروى  سالم ، عن أبيه : أن عمر قال : إن حدث بي حدث فليصل بالناس صهيب ، ثلاثا ، ثم أجمعوا أمركم في اليوم الثالث
وفاته
مات بالمدينة في شوال سنة ثمان وثلاثين وكان ممن اعتزل الفتنة ، وأقبل على شأنه رضي الله عنه وقد  قيل عاش  73 سنة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة