السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 19 فبراير 2019

صَفوَان بن المُعَطَّل الصحابى الجليل رضى الله عنه

 هو صَفوَان بن المُعَطَّل ابن رحضة بن المؤمل . أبو عمرو السُّلَّمي ،وهو  المذكور بالبراءة من الإفك 
مناقبه
* أسلم صَفوَان بن المُعَطَّل قبل غزوة بني المصطلق (المريسيع)  
عن محمد بن عمر قال : وكان صَفوَان بن المُعَطَّل يكنى أبا عمرو ، وأسلم قبل غزوة المريسيع ، وشهدها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعدها الخندق والمشاهد كلها ، وكان مع كُرْز بن جابِر الفِهرِيِّ في طلب العُرَنِيِّين الذين أغاروا على لِقَاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بِذِي الْجَدْرِ  ... الحاكم في المستدرك
أما قصة الرَّهطِ العُرَنِيِّينَ:
عن أنس بن مالك :عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في حديثِ الرَّهطِ العُرَنِيِّينَ الذين قدِموا عليه المدينةَ فاجتوَوْها فقال: "لو خرجتُم إلى إبلِنا فأصبتُم من أبوالِها وألبانِها" ففعلوا فصحُّوا فمالوا على الرُّعاءِ فقتلُوهم واستاقُوا الإبلَ وارتدُّوا عنِ الإسلامِ فأرسلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في آثارِهم فأُتِيَ بهم فقطعَ أيديَهم وأرجلَهم وسمَلَ أعينَهم وتُركوا بالحَرَّةِ حتى ماتوا...السلسلة الصحيحة للألباني
* شهد صَفوَان بن المُعَطَّل في غزوة المريسيع وكان على سَاقَة النبيّ صلى الله عليه وسلم فكان إذا رحَل النَّاسُ قام يُصلِّي ثمَّ اتَّبَعَهم فما سقَط منهم مِن شيءٍ حمَله حتَّى يأتيَ به أصحابَه 
وفي هذه المرة وهو مكلَّف بالمرور خلف الجيش لتفتيش المكان ربما نَسِيَ أحدهم شيئاً فقد وجد سوادا فاقترب منه فوجدها السيدة عائشة فلم يقل شيئاً سوى: إنا لله وإنا إليه راجعون  و لم ينطق بغيرها . وأناخ بعيره ، وركبها ، وسار يقود بها ، حتى لحق بالنبي  ، فتكلم أهل الإفك ، وجهلوا ، حتى أنزل الله  في القرآن براءتها ، وبراءة صفوان بن المعطل "إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ"
وقد ذكرت السيدة عائشة رضي الله عنها اسمه في حديثها عن حادثة الإفك الذي رواه البخاري
فعن عائشة أم المؤمنين قالت :".....  فبعَثوا الجَمَل وسارُوا، فوَجَدتُ عِقدِي بعدما استَمرّ الجيش، فجِئتُ مَنزِلهم وليس فِيه أَحَد، فأَمَمتُ منزلي الَّذي كنتُ بِه، فظَنَنتُ أَنّهم سيَفقِدوني  فيَرجعون إِلَيّ، فبَينا أنا جالِسَة غَلَبَتنِي عَينَاي فنِمتُ، وكان صَفوَان بن المُعَطَّل السُّلَمِيّ ثُمّ الذَّكوَانِيّ مِن وَرَاء الجَيش، فأَصبَح عند مَنزِلي، فرَأَى سَوَاد إِنسَان نَائِم فَأَتَاني، وكان يَرَاني قَبل الحِجَاب، فاستَيقَظتُ باسْتِرجَاعِه، حين  أَنَاخ رَاحلَتَه، فوَطِئ يَدَها فرَكِبتُها، فانطَلَق يَقُود بِي الرَّاحلة، حتّى أَتَينا الجَيش بعدما نَزَلوا مُعَرِّسِين في نَحر الظَّهِيرة، فهَلَك مَن هَلَك، وكان الَّذِي تَوَلّى الإفكَ عبد اللَّه بن أُبَيِّ ابن سَلُول، فقَدِمنا المدِينة، فاشتَكَيتُ بِها شَهرًا، يُفِيضُون مِن قَوْل أصْحَاب الإِفْكِ ... إلى آخر الحديث  ... رواه البخاري
* تعرض حسان بن ثابت لصفوان، فغضب صفوان ، وقال :  يُعَرِّض بي! ووقف له ليلة ، حتى مر حسَّان ، فضربه بالسيف ضربة كشط جلدة رأسه
 ، فأتى حسان للنبي صلى الله عليه وسلم  فاستعداه عليه . فلم يقده منه ، وعقل له جرحه ، وقال : إنك قلت قولا سيئا ورفق به ، حتى عفا 
وقد أورد ابن حجر العسقلاني في تعجيل المنفعة: أنَّ صفوانَ بنَ المُعطَّلِ ضرب حسانَ بنَ ثابتٍ بالسَّيفِ وهو يقول : تلقَّ ذُبابَ السَّيفِ منِّي فإننِّي ، غلامٌ إذا هُوجيتُ لستُ بشاعرٍ . فاستعدَى على صفوانَ ، فاستوهبَها النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من حسَّانٍ فوهبَها له
وأورد الإمام عبد العزيز بن محمد النخشبي في تخريج الحنائيات  والحاكم في المستدرك والهيثمي في مجمع الزوائد :
عن عائشة أم المؤمنين قالَت:" وقعدَ صفوانُ بن المعطَّلِ لحسَّانَ بنِ ثابتٍ بالسَّيفِ فضربَهُ ضربَةً وقال صفوانُ لحسَّانَ في الشِّعرِ حينَ ضربَهُ: 
تَلقَّ ذُبابَ السَّيفِ عنكَ فإنَّني * غلامٌ إذا هُوجِيتُ لستُ بشاعِرِ 
ولكنَّني أحْمي حِماتي وَأنتَقِمْ * مِن الباهتِ الرَّامي البَراءِ الطَّواهرِ. 
وصاح حسَّانُ واستغاث النَّاس على صفوان، فلمَّا جاء النَّاس فرَّ صفوانُ وجاء حسَّانُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ فاستَعداهُ على صَفوانَ في ضربتِهِ إيَّاهُ فسألَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أن يهَب له ضربَةَ صفوانَ إياه فوهبَها للنَّبيِّ صلّى اللَّهُ عليه وسلَّم فعاضَه منها حائطًا من نخلً عظيم وجاريةٍ روميَّةٍ يقالُ أو قبطيَّةٍ تُدعى سيرينَ فوُلدَ لحسَّان ابنُهُ عبد الرَّحمن الشَّاعر قال أبو أُوَيسٍ: أخبرَني ذلك حُسَين بن عبدِ اللَّه بن عبيد اللَّه بن عبَّاسٍ بنُ عبد المطَّلب عن عِكرمةَ عن عبد اللَّه بن عبَّاس قالَت عائِشةُ: ثُم باعَ حسَّانُ ذلكَ الحائطَ من معاوية بن أبي سُفيان في ولايتِه بمالٍ عَظيمٍ" 
* ذهبت زوجة صفوانَ بنِ المُعطَّلِ تشتكيه لرسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ 
عن  أبي سعيد الخدري قال : جاءتِ امرأةُ صفوانَ بنِ المُعطَّل إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ونحنُ عنده فقالت: يا رسول الله إنَّ زوجي صفوانَ بنَ المُعطَّلِ يضربُني إذا صليتُ ويُفطِّرُني إذا صمتُ ولا يُصلِّي صلاةَ الفجر حتى تطلعَ الشَّمسُ قال وصفوانُ عنده قال فسأله عما قالت فقال: يا رسول اللهِ أما قولها يضربُني إذا صليتُ فإنها تقرأُ سورتَين فقد نهيتُها عنها قال فقال:" لو كانت سورةً واحدةً لكفَتِ الناسَ" وأما قولُها يُفطِّرُني فإنها تصوم وأنا رجل شابٌّ فلا أصبرُ قال فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومئذٍ "لا تَصومَنَّ امرأةٌ إلا بإذنِ زوجِها" قال وأما قولها بأني لا أُصلِّي حتى تطلعَ الشَّمسُ فإنا أهلُ بيتٍ قد عُرِفَ لنا ذاك لا نكادُ نستيقظُ حتى تطلعَ الشَّمسُ قال "فإذا استيقظْتَ فصَلِّ"... السلسلة الصحيحة للألباني
سال صفوان بن المعطل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني سائلك عن أمر أنت به عالم وأنا به جاهل ،قال:" وما هو" 
قال: هل من ساعات الليل والنهار ساعة تُكره فيها الصلاة 
قال:" نعم إذا صلَّيْتَ الصُّبحَ فدَعِ الصَّلاةَ حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ فإنها تطلع بقَرْنَيِّ الشَّيطانِ ثمَّ صَلِّ فالصلاة محضورة مُتقبَّلةٌ حتَّى تستويَ الشَّمسُ على رأسِك كالرُّمحِ فإذا كانت على رأسِك كالرُّمحِ فدَعِ الصَّلاةَ فإن تلك الساعة تُسجَرُ فيها جَهنَّمُ وتفتح فيها أبوابها حتى تزيغ الشمس عن حاجبك الأيمن فإذا زالت فالصَّلاةُ محضورةٌ متقبَّلةٌ حتَّى تُصَلِّيَ العصرَ ثمَّ دَعِ الصَّلاةَ حتَّى تغيب الشمس" ... رواه ابن ماجه وصححه الألباني
أورد الهيثمي في مجمع الزوائد :عن سعد بن أبي وقاص ، قال : كنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مسيرٍ ومعنا شيءٌ من تمرٍ فقال لي صفوانُ أطعمْني هذا التمرَ فقال إنه تمرٌ قليلٌ ولستُ آمنُ أن يدعوَ به فإذا نزلوا أكلتَ معهم فقال أطعمْني فقد أهلكنِيَ الجوعُ وذلك ما بلغ منه فأبيتُ ذلك عليه فعرفتُ الراحلةَ التي عليها التمرُ فبلغ ذلك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال قولوا لصفوانَ فليذهبْ فلم يبِتْ تلك الليلةَ يطوفُ على أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَى عليًّا رضِيَ اللهُ عنه فقال أينَ أذهبُ إلى الكفرِ فأتَى على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبره بذلك فقال قولوا لصفوانَ فليلحقْ ... رواه الطبراني
* كان أميراً على ميسرة جيش عياض بن غنم في غزو أرمينية
ذكر ابن الأثير : لما توفي إن أبو عبيدة كان قد استخلف عياضاً فورد عليه كتاب عمر بولايته حمص وقنسرين والجزيرة ، فسار إلى الجزيرة سنة ثماني عشرة للنصف من شعبان في خمسة آلاف وعلى ميمنته سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي ، وعلى ميسرته صَفوان بن المُعَطل ، وعلى مقدمته هبيرة بن مسروق ، فانتهت طليعة عياض إلى الرقة ، فأغاروا على الفلاحين وحصروا المدينة ، وبث عياض السرايا فأتوه بالأسرى والأطعمة ، وكان حصرها ستة أيام ، فطلب أهلها الصلح ، فصالحهم على أنفسهم وذراريهم وأموالهم ومدينتهم ، وقال عياض : الأرض لنا قد وطئناها وملكناها ، فأقرها في أيديهم على الخراج ووضع الجزية . ثم سار إلى حران فجعل عليها عسكرا يحصرها ، عليهم صفوان بن المعطل وحبيب بن مسلمة ، وسار هو إلى الرهاء ، فقاتله أهلها ثم انهزموا وحصرهم المسلمون في مدينتهم ، فطلب أهلها الصلح فصالحهم ، وعاد إلى حرَّان فوجد صفوان وحبيباً وقد غلبا على حصون وقرى من أعمال حرَّان ، فصالحه أهلها على مثل صلح الرهاء 
وفاته
* قال ابن إسحاق قُتل في غزوة أرمينية سنة تسع عشرة قال : وكان أحد الأمراء يومئذ 
ذكر ابن كثير في البداية والنهاية والواقدي والحاكم :أن صفوان بن المعطل   مات  سنة ستين بسميساط 
وقال خليفة : مات بالجزيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة