هو عثمان بن مظعون ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب الجمحي من سادة المهاجرين
مناقبه
*حرّم الخمر علي نفسه في الجاهلية فعن ابن سابط:
قال عثمان بن مظعون :لا أشرب شرابا يذهب عقلي، ويضحك بي من هو أدنى مني ، ويحملني على أن أنكح كريمتي
*أسلم عثمان بن مظعون بعد ثلاثة عشر رجلا ، وهاجر الهجرتين
وقد أسلم حين ذهب رضي الله عنه، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الرحمن بن عوف, وأبو سلمة بن عبد الأسد، وأبو عبيدة بن الجراح، الي رسول الله صلى الله عليه وسلم فعَرَض عليهم الإسلام، وأنبأهم بشرائعه، فأسلموا جميعًا في ساعةٍ واحدةٍ، وذلك قبل دخول رسول الله دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها
*هاجر إلى الحبشة ثم رجع الذين هاجروا إلى الحبشة الي مكة فدخل البعض مستخفياً والبعض دخل في جوار أناس من المشركين
ودخل عثمان بن مظعون في جوار الوليد بن المغيرة، و لكن رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله من البلاء، وهو يروح ويغدو في أمان من الوليد بن المغيرة
فقال عثمان لنفسه : والله إن غدوي ورواحي آمناً في جوار رجل من أهل الشرك وأصحابي وأهل ديني يلقون من البلاء والأذى في الله ما لا يصيبني، لنقص كثير في نفسي
فمشى إلى الوليد بن المغيرة فقال له: قد رددت إليك جوارك
قال بن المغيرة: لِم يا ابن أخي؟ لعله آذاك أحد من قومي؟
قال عثمان: لا، ولكني أرضى بجوار الله عز وجل ولا أريد أن أستجير بغيره
قال بن المغيرة: فإنْطَلِقْ إلى المسجد، فاردُدْ عليَّ جِواري علانية كما أجرتك علانية
فخرجا حتى أتيا المسجد فقال الوليد بن المغيرة :هذا عثمان قد جاء يرد علي جِواري
قال عثمان: صَدَق ... قد وجدته وفيا كريم الجوار، ولكني قد أحببت أن لا أستجير بغير الله، فقد رددت عليه جواره
ثم انصرف عثمان وحضر في مجلس من قريش فيه لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر ينشدهم فجلس معهم عثمان فقال لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل..
فقال عثمان :صدقت
فقال لبيد: وكل نعيم لا محالة زائل..
فقال عثمان :كذبت نعيم الجنة لا يزول
فتشاجر معه لبيد وقام ولطم عينه فخضرها والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ عثمان فقال بن المغيرة:والله يا ابن أخي إن كانت عينك عما أصابها لغنية ولقد كنت في ذمة منيعة
قال عثمان: بل والله إن عيني الصحيحة لفقيرة إلى مثل ما أصاب أختها في الله وإني لفي جوار من هو أعز منك وأقدر
*كان عابدا زاهدا صائم بالنهار وقائم بالليل فعن أبي قلابة أنَّ عثمانَ بنَ مظعونٍ اتَّخذ بيتًا فقعد يتعبَّد فيه، فبلغ ذلك النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فأتاه فأخذ بعَضادَتي بابِ البيتِ الذي هو فيه، فقال:"يا عثمانُ إنَّ اللهَ لم يبعثْني بالرَّهبانيَّةِ، ( مرتين أو ثلاثًا )، وإنَّ خيرَ الدِّينِ عند اللهِ الحنيفيةُ السمحةُ"السلسلة الصحيحة
*وعن شديد الحياء حتى أنه كان يستحي من أهل بيته
وفاته
*ومات في شعبان سنة 3 هجريا بعد بدر وكان أول من دفن بالبقيع
فهو من الذين فازوا بوفاتهم في حياة النبي فدفنه النبي صلى الله عليه وسلم وصلى عليه
*عن عائشة أم المؤمنين: "قبَّلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عثمانَ بنَ مظعونٍ وَهوَ ميِّتٌ فَكَأنِّي أنظرُ إلى دموعِهِ تسيلُ علَى خدَّيهِ"رواه ابن ماجه وصححه الألباني
*لمَّا ماتَ عثمانُ بنُ مظعونٍ أُخرجَ بجنازتِه فدُفِنَ فأمرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلًا أن يأتيَهُ بحَجَرٍ فلم يستطعْ حملَه فقامَ إليها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وحَسَرَ عن ذراعيهِ قال كثيرٌ قال المطلبُ قال الذي يُخبرُني ذلك عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كأني أنظرُ إلى بياضِ ذِرَاعَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حين حَسَرَ عنهما ثم حمَلَهَا فوضَعَهَا عندَ رأسِه وقال :"أَتَعَلَّمُ بها قبرَ أخي وأدفنُ إليهِ من ماتَ من أَهْلِي"السلسلة الصحيحة
*وعن ابن عباس قال :لمَّا مات عثمانُ بنُ مظعونٍ قالت امرأةٌ: هَنيئًا لك الجنةَ عثمانَ بنَ مظعونٍ
فنظرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إليها نَظَرَ غضبانٍ فقال:"وما يُدريكِ"
قالت : يا رسولَ اللهِ فارِسُك وصاحبُكَ
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :"واللهِ إني رسولُ اللهِ وما أَدْرِي ما يُفعلُ بي"
فأشفَقَ الناسُ على عثمانَ فلمَّا ماتت زينبُ ابنةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ:الْحَقِي بسَلَفِنا الصالحِ الخيرِ عثمانَ بنِ مظعونٍ فَبَكَتْ النساءُ فجعلَ عمرُ يضربُهنَّ بِسَوْطِهِ فأَخَذَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بيدِه وقال: "مهلًا يا عمرُ" ثم قال:"ابْكِينَ وإيَّاكُنَّ ونَعيقَ الشيطانِ" ثم قال:"إنه مهما كان من العَيْنِ والقَلْبِ فمِن اللهِ عزَّ وجلَّ ومن الرحمةِ وما كان من اليدِ واللسانِ فمِنَ الشيطانِ"مسند الامام احمد باسناد صحيح
* تُوفِّيَ عثمانُ بنُ مظعونٍ وترك ابنةً له من خُويلةَ بنتِ حكيمِ بنِ أميةَ بنِ حارثةَ بنِ الأوقصِ
قال :وأوصى إلى أخيه قُدامةَ بنِ مظعونٍ قال عبدُ اللهِ وهما خالاي قال فخطبتُ إلى قدامةَ بنِ مظعونٍ ابنةَ عثمانَ بنِ مظعونٍ فزوَّجَنيها ودخل المغيرةُ بنُ شعبةَ يعني إلى أمِّها فأرغبَها في المالِ فحطَّتْ إليه وحطَّتِ الجاريةُ إلى هوى أمِّها فأبيا حتى ارتفع أمرُهما إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
فقال قدامةُ بنُ مظعون: يا رسولَ اللهِ ابنةُ أخي أوصى بها إلي فزوجتُها ابنَ عمَّتِها عبدَ اللهِ بنَ عمرَ فلم أُقصِّرْ بها في الصلاح ولا في الكفاءةِ ولكنها امرأةٌ وإنما حطَّتْ إلى هوى أُمِّها
قال فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ:"هي يتيمةٌ ولا تنكحُ إلا بإذنِها"
قال فانتُزعتْ واللهِ مني بعد أن ملكتُها فزوَّجوها المغيرةَ بنَ شعبةَ"رواه الامام احمد وحسنه الألباني فى ارواء الغليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة