السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأحد، 11 فبراير 2018

أبو قتادة الأنصاري السلمي الصحابي الجليل رضى الله عنه

هو الحارث بن ربعي بن بلدمة بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة
وقيل : اسمه : النعمان بن عمرو بن بلدمة ، وقيل عمرو بن ربعي 
ولك الأشهر عند العلماء هو الأول 
*كان معروفا بالشجاعة والإقدام رضي الله عنه فسُمّيَ فارس رسول الله  صلى الله عليه وسلم شهد أُحُداً ، والحُديبية ، وله عدة أحاديث .
مناقبه
*شهد أُحُداً والخندق وحُنَين
*بعد صلح الحديبية بينما النبي  صلى الله عليه وسلم راجعا إلى المدينة وصحابته نزلوا مكاناً بينه وبين بني لَحيانَ جبلٌ . وهم المشركون وبعد يومين أو ثلاثة تقريبا اذا بعبدُالرحمنِ الفزاريُّ قد أغار على إِبِلِ  رسولِ اللهِ  صلى الله عليه وسلم
فذهب اليهم سلمةُ ابنُ الأكوعِ ثم الأخرمُ الأسديُّ . وعلى أثرِه أبو قتادةَ الأنصاريُّ . وعلى أثرِه المقدادُ بنُ الأسودِ فدارت بينهم وبين المشركين منازلات عنيفة كان على أثرها :أن أبو قتادةَ ، لَحِق بعبدُالرحمنِ الفزاريُّ . فطعنَه فقتلَه وملاحقة سلمةُ ابنُ الأكوعِ للهاربين منهم وهو يرميهم بالنبال فقتل بعضهم وفر الباقين
فعاد الصحابة بكل ماكان لرسول الله ثم طلب ابن الأكوع من النبي العودة مرة أخرى لمطاردتهم 
يقول سلمة بن الأكوع ، عن النبي  صلى الله عليه وسلم قال : قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! خلِّني فأنتخبْ من القومِ مائةَ رجلٍ . فأتبع القومَ فلا يبقى منهم مخبرٌ إلا قتلتُه . قال : فضحك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى بدَت نواجذُه في ضوءِ النارِ . فقال :" يا سلمةُ ! أتراك كنتَ فاعلًا ؟ "
 قلتُ : نعم . والذي أكرمَك ! 
فقال :" إنهم الآن لَيَقرونَ في أرضِ غطفانَ "
 قال : فجاء رجلٌ من غطفانَ . فقال : نحر لهم جزورًا . فلما كشفوا جلدَها رأوا غبارًا . فقالوا : أتاكم القومُ . فخرجوا هاربين . فلما أصبحْنا قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ :" كان خيرُ فَرسانِنا اليومَ أبو قتادةَ . وخيرُ رجَّالتِنا سلمةُ "رواه مسلم  
*خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حاجًّا . وخرجْنا معه . قال : فصرف من أصحابِه فيهم أبو قتادةَ . فقال " خذوا ساحلَ البحرِ حتى تلقَوْني " قال : فأخذوا ساحلَ البحرِ . فلما انصرفوا قبلَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، أحرموا كلُّهم . إلا أبا قتادةَ . فإنه لم يُحرِمْ . فبينما هم يسيرون إذ رأوا حُمُرَ وحشٍ . فحمل عليها أبو قتادةَ . فعقر منها أتَانًا . فنزلوا فأكلوا من لحمِها . قال فقالوا : أكلْنا لحمًا ونحن مُحرمون . قال : فحملوا ما بقي من لحمِ الأتانِ
فلما أتَوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالوا : يا رسولَ اللهِ ! إنا كنا أحرمْنا . وكان أبو قتادةَ لم يُحرِمْ فرأينا حُمُرَ وحشٍ . فحمل عليها أبو قتادةَ . فعقر منها أتانًا . فنزلنا فأكلْنا من لحمِها . فقُلْنا : نأكل لحمَ صيدٍ ونحن مُحرمونَ ! فحملْنا ما بقيَ من لحمِها . فقال " هل منكم أحدٌ أمَره أو أشار إليه بشيءٍ ؟ " 
قال قالوا : لا 
قال " فكلوا ما بقيَ من لحمِها" رواه مسلم
*وعن جابر بن عبدالله قال :تُوفِّيَ رجلٌ ، فغَسلْناه وكفنَّاه وحنَّطناه ، ثمَّ أتينا بهِ رَسولَ اللهِ ليُصلِّي عليهِ ، فقُلنا : تُصلِّي عليهِ . فخطا خُطوةً ثمَّ قالَ :" أعليهِ دَينٌ ؟" . قُلنا : دينارانِ . فانصرفَ ، فتحمَّلَها أبو قتادةَ ، فأتياهُ ، 
فقال أبو قتادةَ : الدِّينارانِ عليَّ . 
فقال رسولُ اللهِ : "قد أوفي حقَّ الغريمِ ، وبرئَ منهما الميِّتُ ؟"
قال : نعَم . 
فصلَّى عليهِ ثمَّ قال بعدَ ذلكَ بيومٍ : "ما فعَل الدينارانِ ؟ . قلتُ : إنَّما مات أمسِ ! قال : فعادَ إليه من الغدِ ؛ فقال : قد قَضيتُهُما". فقال رسولُ اللهِ:"الآنَ قد برَدتْ جِلدَتُه" صححه  الألباني في  صحيح الترغيب
*وعن سلمة بن الأكوع قال:"أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أُتِيَ بجنازةٍ ليُصلِّيَ عليها ، فقال : " هل عليهِ من دَيْنٍ" . قالوا : لا ، فصلَّى عليهِ ، ثم أُتِيَ بجنازةٍ أخرى ، فقال :" هل عليهِ من دَيْنٍ " . قالوا : نعم ، قال :" صَلُّوا على صاحبكم" . قال أبو قتادةَ : عليَّ دَيْنُهُ يا رسولَ اللهِ ، فصلَّى عليهِ . رواه البخاري
حيث كان رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم لا يصلِّي على رجلٍ مات وعليْه دَيْن
*كان أبو قتادة اذا خرج مع رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ  ينتبه دائماً لحراسته ودعمه فيقول أبو قتادةَ الأنصاري: فبينما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يسيرُ حتى إبهارِ الليلِ وأنا إلى جنبِه . قال : فنعس رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ . فمال عن راحلتِه . فأتيتُه فدعمتُه . من غيرِ أن أُوقظَه . حتى اعتدلَ على راحلتِه . قال ثم سار حتى تهورَ الليلُ مال عن راحلتِه . قال فدعمتُه من غيرِ أن أُوقظَه . حتى اعتدلَ على راحلتِه . قال ثم سار حتى إذا كان من آخرِ السَّحَرِ مالَ ميلةً . هي أشدُّ من الميلتينِ الأوليينِ . حتى كاد ينجفلُ . فأتيتُه فدعمتُه . فرفع رأسَه فقال " من هذا " قلتُ : أبو قتادةَ . قال " متى كان هذا مسيرك منى ؟ " قلت : ما زال هذا مسيري منذُ الليلةَ . 
قال " حفظك اللهُ بما حفظتَ بهِ نبيَّه " رواه مسلم
* عن محمد بن سيرين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى أبا قتادة يصلي ، ويتقي شعره ، فأراد أن يجزه ،
 فقال : يا رسول الله ، إن تركته ، لأرضينك . فتركه . فأغار مسعدة الفزاري على سرح أهل المدينة 
قال أَبُو قَتَادَة : إني لأغسل رأسي ، قد غسلت أحد شقيه ، إذ سمعت فرسي جروة تصهل ، وتبحث بحافرها . فقلت : هذه حرب قد حضرت . 
فقمت ، ولم أغسل شق رأسي الآخر، فركبت ، وعلي بردة، فإذا رسول الله  صلى الله عليه وسلم يصيح:الفزع الفزع . 
قال :فأدرك المقداد ، فسايرته ساعة ، ثم تقدمه فرسي ، وكان أجود من فرسه . وأخبرني المقداد بقتل مَسْعَدَة   للصحابي مُحْرِز فقلت للمقداد : إما أن أموت ، أو أقتل قاتل مُحْرِز
فضرب فرسه ، فلحقه أَبُو قَتَادَة ، فوقف له مَسْعَدَة ، فنزل أبو قتادة فقتله ، وجنب فرسه معه وغشاه ببردته   
قال : فلما مر الناس ، تلاحقوا ، ونظروا إلى بردي ، فعرفوها ، وقالوا : أبو قتادة قتل! فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : لا ، ولكنه قتيل أَبِي قَتَادَة عليه برده ، فخلوا بينه وبين سلبه وفرسه  ..رواه ابن عساكر
*عن أبي قتادةَ قالَ :خرجنا معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ في عامِ حنينٍ فلمَّا التَقينا كانَت للمسلِمينَ جولةٌ قالَ فرأيتُ رجلًا منَ المشرِكينَ قد علا رجُلًا منَ المسلمينَ قالَ فاستدرتُ لَهُ حتَّى أتيتُهُ من ورائِهِ فضربتُهُ بالسَّيفِ على حبلِ عاتقِهِ فأقبلَ عليَّ فضمَّني ضمَّةً وجدتُ منْها ريحَ الموتِ ثمَّ أدرَكَهُ الموتُ فأرسلَني فلحقتُ عمرَ بنَ الخطَّابِ فقلتُ لَهُ ما بالُ النَّاسِ قالَ أمرُ اللَّهِ ثمَّ إنَّ النَّاسَ رجعوا وجلسَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ وقالَ "من قَتلَ قتيلًا لَهُ عليْهِ بيِّنةٌ فلَهُ سلَبُهُ" . قالَ فقمتُ ثمَّ قلتُ من يشْهدُ لي ثمَّ جلستُ ثمَّ قالَ ذلِكَ الثَّانيةَ :"من قتلَ قتيلًا لَهُ عليْهِ بيِّنةٌ فلَهُ سلَبُهُ" . قالَ فقمتُ ثمَّ قلتُ من يشْهدُ لي ثمَّ جلستُ ثمَّ قالَ ذلِكَ الثَّالثةَ فقمتُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ :"ما لَكَ يا أبا قتادةَ " ..قالَ فاقتصَصتُ عليْهِ القصَّةَ فقالَ رجلٌ منَ القومِ صدقَ يا رسولَ اللَّهِ وسلَبُ ذلِكَ القتيلِ عندي فأرضِهِ منْهُ فقالَ أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ لاها اللَّهِ إذًا يعمدُ إلى أسدٍ من أُسدِ اللَّهِ يقاتلُ عنِ اللَّهِ وعن رسولِهِ فيعطيكَ سلبَهُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ صدقَ فأعطِهِ إيَّاهُ فقالَ أبو قتادةَ فأعطانيهِ فبعتُ الدِّرعَ فابتعتُ بِهِ مخرفًا في بني سلمةَ فإنَّهُ لأوَّلُ مالٍ تأثَّلتُهُ في الإسلامِ ..رواه  أبو داود وصححه الألباني
فى عهد الخلفاء
*شارك في الفتح الإسلامي لفارس في عهد  عمر بن الخطاب ، فقتل أحد قوادهم بيده  وقيل أنه كان ملكهم ، وعليه منطقة قيمتها خمسة عشر ألفا ، فنفلها إياه عمر . 
*وعن خليفة قال : استعمل عليّ بن أبى طالب على مكة أبا قتادة الأنصاري ، ثم عزله وولى قثم بن العباس 
*بعد فتة مقتل عثمان صحب أبو قتادة عليّ ابن أبي طالب طيلة فترة الفتنة
*عن عبد الله بن محمد بن عقيل : أن معاوية قدم المدينة ، فلقيه أبو قتادة ، فقال : تلقاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار ، فما منعكم ؟ قالوا : لم يكن لنا دواب . قال : فأين النواضح ؟ . قال أبو قتادة : عقرناها في طلب أبيك يوم بدر ; إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا :"إنكم ستَلْقُوْن بعدي أَثَرَةً" فقال معاوية : فما أمَرَكم ؟ قال : أمَرَنا أن نصبر
وفاته
قيل توفي بالمدينة  سنة أربع وخمسين هجريا وقيل توفي بالكوفة في عهد عليّ ابن أبي طالب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة