*أصبح يوم نجاة موسى عليه السلام عيدا وصياماً لليهود
فعن عبدالله بن عباس قال: قدِم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ ، واليهودُ تصومُ عاشوراءَ ، فقالوا : هذا يومٌ ظهَر فيه موسى على فِرعَونَ ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه : " أنتم أحَقُّ بموسى منهم ، فصوموا " .رواه البخاري
*عندما جاوز موسى وبنو اسرائيل البحر، ذهبوا قاصدين إلى بلاد الشام وفي طريقهم مرُّوا على قوم يعبدون أصناماً، كانت على صور البقر وعندما سألوهم لِمَ يعبدونها؟، فزعموا لهم أنها تنفعهم وتضرهم، ويسترزقون بها عند الضرورات.
فصَّدقهم الجَهَلَة من بني اسرائيل فسألوا نبيهم موسى الكليم أن يجعل لهم آلهة كما لأولئك آلهة"وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَامُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ"، فقال موسى مبيِّناً لهم أنهم لا يعقلون ولا يهتدون: "إِنَّ هَٰؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ "سورة الأعراف
وذكَّرهم نبي الله بنعمة الله عليهم في إنجائهم من قبضة فرعون وإهلاكه إياه، وهم ينظرون، وتوريثه إياهم ما كان فرعون وملاؤه يجمعونه من الأموال وبيَّن لهم أنه لا تصلح العبادة إلا لله وحده لا شريك له
يقول العلماء :ليس كل بني إسرائيل سأل هذا السؤال
وعن أبي واقد الليثي قال:أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما خرج إلى خيبر مر بشجرة للمشركين يقال لها ذات أنواط يعلقون عليها أسلحتهم فقالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنوط كما لهم ذات أنواط فقال النبي صلى الله عليه وسلم "سبحان الله ، هذا كما قال قوم موسى : {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} ، والذي نفسي بيده لتركبن سُنَّة من كان قبلكم"رواه الترمذي وصححه الألباني
وابتعد موسى عليه السلام عن بلاد مصر وواجه بلاد بيت المقدس، حيث وجد فيها قوماً من الجبارين من الحيثانيين والفزاريين والكنعانيين وغيرهم، فأمرهم موسى عليه السلام بالدخول عليهم، ومقاتلتهم، وإجلائهم إياهم عن بيت المقدس." يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ"
فأبوا وتقاعصوا عن الجهاد، "قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " أي: يخافان الله ومن الذين أنعم الله عليهم بالإسلام، والإيمان، والطاعة، والشجاعة.فقالا لهم: إذا توكلتم على الله، واستعنتم به، ولجأتم إليه نصركم على عدوكم، وأيدكم عليهم، وأظفركم بهم.
فكان رد بني اسرائيل " قَالُوا يَامُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ"
فما كان من موسى الا أن توجَّه إلى ربه " قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ"
فكتب الله عليهم التيه في الأرض والارتحال دون أن يدخلوا بيت المقدس لمدة أربعين سنة:"قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ"
فسلط الله عليهم الخوف، وألقاهم في التيه يسيرون ويحلون، ويرتحلون ويذهبون، أربعون سنة تتابعت فيها قصص بني اسرائيل مع موسى إلى أن توفي هارون ثم موسى عليهما السلام في هذا التيه دون الدخول لبيت المقدس
ما حدث لبني اسرائيل في التيه من الأمور
*نزل بنو إسرائيل حول طور سيناء، وصعد موسى الجبل، فكلَّمه ربه، وأمره أن يُذَكِّر بني إسرائيل ما أنعم الله به عليهم، من إنجائه إياهم من فرعون وقومه، وأمره الله عز وجل أن يأمر بني إسرائيل بعبادة الله وحده لا شريك له، والمحافظة على السبت، ومعناه: تفرغ يوم السبت من كل أسبوع للعبادة،إكرام الأب والأم ووينهاهم عن الحلف بالله كذباً،و عن القتل، والزنا،والسرقة، و شهادة الزور، وألا يمد عينه إلى بيت صاحبه، ولا يشته امرأة صاحبه، ولا عبده، ولا أمَتَهوابتعد موسى عليه السلام عن بلاد مصر وواجه بلاد بيت المقدس، حيث وجد فيها قوماً من الجبارين من الحيثانيين والفزاريين والكنعانيين وغيرهم، فأمرهم موسى عليه السلام بالدخول عليهم، ومقاتلتهم، وإجلائهم إياهم عن بيت المقدس." يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَامُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ"
فأبوا وتقاعصوا عن الجهاد، "قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " أي: يخافان الله ومن الذين أنعم الله عليهم بالإسلام، والإيمان، والطاعة، والشجاعة.فقالا لهم: إذا توكلتم على الله، واستعنتم به، ولجأتم إليه نصركم على عدوكم، وأيدكم عليهم، وأظفركم بهم.
فكان رد بني اسرائيل " قَالُوا يَامُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ"
فما كان من موسى الا أن توجَّه إلى ربه " قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ"
فكتب الله عليهم التيه في الأرض والارتحال دون أن يدخلوا بيت المقدس لمدة أربعين سنة:"قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ"
فسلط الله عليهم الخوف، وألقاهم في التيه يسيرون ويحلون، ويرتحلون ويذهبون، أربعون سنة تتابعت فيها قصص بني اسرائيل مع موسى إلى أن توفي هارون ثم موسى عليهما السلام في هذا التيه دون الدخول لبيت المقدس
ما حدث لبني اسرائيل في التيه من الأمور
*ومما أنعم به تعالى على بني اسرائيل أن أنزل عليهم في حال شدتهم في سفرهم في الأرض، التي ليس فيها زرع ، مَنّاً من السماء، يصبحون فيجدونه خلال بيوتهم، فيأخذون منه قدر حاجتهم، في ذلك اليوم إلى مثله من الغد، ومن ادخر منه لأكثر من ذلك فسد، ومن أخذ منه قليلاً كفاه أو كثيراً لم يفضل عنه، فيصنعون منه مثل الخبز، وفي آخر النهار، غشيهم طير السلوى، فيقتنصون منه بلا كلفة ما يحتاجون إليه، حسب كفايتهم لعشاهم.
وعند حر الشمس الشديد ظلَّل الله عليهم الغمام، وهو السحاب الذي يستر عنهم هذا الحر
قال الله تعالى:"يَابَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى * كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى * وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى"سورة طه
*وقد اسْتَسْقَى موسى ربه أي طلب منه الماء لسقاية القوم بعد أن انقطعت عنهم السُبُل فأمره بضرب الحجر بعصاه ، فتفجر منه اثنتا عشرة عيناً لكل سبط منهم عين ماء
ورغم كل هذه النِعم العظيمة،فما رعوها حق رعايتها، ولا قاموا بشكرها، بل و ضجر كثير منهم منها، وتبرموا بها، وسألوا أن يستبدلوا منها ببدلها، مما تنبت الأرض من بقلها، وقثائها، وفومها، وعدسها، وبصلها
قال تعالى:"وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ * وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا "سورة البقرة
فوبخهم موسى عليه السلام، وأنَّبهم على هذه المقالة قائلاً:"قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ " أي: هذا الذي تطلبونه وتريدونه بدل هذه النعم، التي فيها حاصل لأهل الأمصار الصغار والكبار، موجود بها، وإذا هبطتم إليها تجدوا بها ما تشتهون
ومِصراً تعني القرية أو البلد الصغيرة وهي مفرد للأمصار وليس المقصود بها مصر التي خرجوا منها مع موسى عليه السلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة