ذكر الامام الطبرى رَأْى السلف فى الآية "ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ" فى شعائر الله
*عن داود بن أبي هند, عن محمد بن أبي موسى, قال: الوقوف بعرفة من شعائر الله, وبالمزدلفة من شعائر الله, ورمي الجمار من شعائر الله, والبُدْن من شعائر الله
*وعن ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: "وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ" قال: الشعائر: الجمار, والصفا والمروة من شعائر الله, والمَشْعَر الحرام والمزدلفة, قال: والشعائر تدخل في الحرم, هي شعائر, وهي حرم
ورأى الامام الطبرى فى تفسيره للآية
إن أولى الأقوال في ذلك بالصواب: أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أن تعظيم شعائره, وهي ما حمله أعلاما لخلقه فيما تعبدهم به من مناسك حجهم, من الأماكن التي أمرهم بأداء ما افترض عليهم منها عندها والأعمال التي ألزمهم عملها في حجهم: من تقوى قلوبهم; لم يخصص من ذلك شيئا, فتعظيم كلّ ذلك من تقوى القلوب, كما قال جلّ ثناؤه; وحق على عباده المؤمنين به تعظيم جميع ذلك
وقال: "فإِنَّها مِنْ تَقْوَى القُلُوب" وأنَّث ولم يقل: فإنه, لأنه أريد بذلك:فإن تلك التعظيمة مع اجتناب الرجس من الأوثان من تقوى القلوب, كما قال جلّ ثناؤه: إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ
وعنى بقوله: "فإِنَّها مِنْ تَقْوَى القُلُوب" فإنها من وجل القلوب من خشية الله, وحقيقة معرفتها بعظمته وإخلاص توحيده.
أما الامام القرطبى فقال
قوله تعالى: "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ" الشعائر جمع شعيرة ، وهو كل شيء لله تعالى فيه أمر أشعر به وأعلم؛ ومنه شعار القوم في الحرب؛ أي علامتهم التي يتعارفون بها
ومنه إشعار البدنة وهو الطعن في جانبها الأيمن حتى يسيل الدم فيكون علامة ، فهي تسمى شعيرة بمعنى المشعورة
فشعائر الله أعلام دينه لا سيما ما يتعلق بالمناسك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة