السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

السبت، 11 أغسطس 2018

بريدة بن الحصيب الصحابى الجليل رضى الله عنه

هو بريدة بن الحصيب ابن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد ..أبو عبد الله - وقيل : أبو سهل ، وأبو ساسان ، وأبو الحصيب الأسلمي 
مناقبه
 *أسلم عام الهجرة ، إذ مر به النبي  صلى الله عليه وسلم مهاجرا  هو ومن معه، وكانوا نحو ثمانين بيتاً، فصلى رسول الله العشاء الآخرة فصلوا خلفه، وأقام بأرض قومه، ثم قدم على رسول الله بعد أُحد، فشهد معه باقى المشاهد
وشهد غزوة خيبر والفتح ، وكان معه لواء قومه .
* واستعمله النبي  صلى الله عليه وسلم على زكاة قومه 
* أما قصة بريدة مع عليّ بن أبي طالب 
كان من المعروف عن بريدة أنه لم يكن يحب علي بن ابي طالب ولكن بعد أن تَنَبَّه لحُب النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ فأصبح عليًّا أقرب الناس الى قلب بريدة
وعندما بعث النبي  عليًّا  كأمير على جيشٍ إلى اليمن ، فوقع بينه وبين بعض من معه من الجيش جفوة وخِلاف ، وقد أكثروا من الشكوى منه  عند النبي
فعن بريدة بن الحصيب الأسلمي قال :بَعثَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عَليًّا إلى خالدٍ ليَقبضَ الخُمُسَ، وكُنتُ أَبغضُ عليًّا، وقدِ اغتَسلَ، فقُلتُ لخالدٍ: ألا تَرى إلى هَذا؟ فلمَّا قَدِمْنا على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ذَكرتُ ذلكَ لَه، فَقال:" يا بُريدَةُ أَتبغَضُ عليًّا؟" فقُلتُ: نَعَم. قال: "لا تُبغَضُه، لَه في الخَمسِ أَكثرُ مِن ذَلكَ" ...  رواه البخاري
وروي ابن حجر القصة  في شرح حديث البخاري وكذلك  الإمام أحمد بن حنبل  في مسنده والطحاوي وابن عساكر :
عن عبد الله بن بريدة حدثني أبي بريدة قال: أَبْغَضْتُ عَلِيًّا بغضا لم يبغضه أحد قط قال وأحببت رجلا من قريش لم أحبه إلا على بُغْضِهِ عَلِيًّا قال فَبُعِثَ ذلك الرجل على خيل فصحبته ما أصحبه إلا على بُغْضِهِ عَلِيًّا قال فأصبنا سَبْيًا. قال فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابعث إلينا من يُخَمِّسُهُ قال فبعث إلينا عَلِيًّا وفي السَّبْيِ وصيفة هي أفضل من السَّبْيِ فخمس وقسّم فخرج رأسه مغطّى فقلنا يا أبا الحسن ما هذا قال ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السَّبْيِ فإني قَسَمت وخمّست فصارت في الخمس ثم صارت في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ثم صارت في آل علي ووقعت بها قال فكتب الرجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ابعثني فبعثني مصدقا قال فجعلت أقرأ الكتاب وأقول صدق قال :فأمسك يدي والكتاب وقال :"أَتُبْغِضُ عَلِيًّا" قال قلت: نعم قال "تَبْغَضْهُ وإن كنت تحبه فَازْدَدْ له حبًّا فوالذي نفس محمد بيده لنصيب آل علي في الْخُمُسِ أفضل من وصيفة" قال فما كان من الناس أحد بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أَحَبَّ إليَّ من عَلِيٍّ
فعن عبدالله بن عباس عن بريدة الأسلمي قال:خرجتُ مع عليٍّ رضيَ اللهُ عنهُ إلى اليمنِ فرأيتُ منه جَفوةً ، فقدِمتُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فذكرتُ عليًّا ، فتنقَّصتُه ، فجعل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يتغيَّرُ وجهُه ، فقال : "يا بُريدةُ ! ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسِهم ؟ قلتُ : بلى يا رسولَ اللهِ ، قال : من كنتُ مولاهُ فعليٌّ مولاهُ" ... السلسلة الصحيحة
*كان بريدة يخشى الشهرة ويحسبها تجعله من المرائين في الاسلام 
فعن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال :  شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحَ خَيْبَرَ ، وَكُنْتُ فِيمَنْ صَعَدَ الثُّلْمَةَ فَقَاتَلْتُ حَتَّى رَأَى مَكَانِي ، وَأَتَيْتُ وَعَلَيَّ ثَوْبٌ أَحْمَرُ فَمَا عَلِمْتُ أَنِّي رَكِبْتُ فِي الإِسْلامِ ذَنْبًا أَعْظَمَ مِنْهُ لِلشُّهْرَةِ ... رواه ابن الجوزي
وقال سفيان الثوري : كانوا يكرهون الشهرتين ، الثياب الجياد التي يشتهر بِهَا ويرفع الناس إليه فيها أبصارهم ، والثياب الرديئة التي يحتقر فيها ويستبذل
* وعن بريدة بن الحصيب الأسلمي قال :خرَج بُرَيدةُ عِشاءً فلقيَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخَذ بيدِه فأدخَله المسجدَ فإذا صوتُ رجلٍ يقرَأُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُراه يُرائي فأسكَت بُرَيدةُ قال فلمَّا كان مِنَ القابلةِ خرَج بُرَيدةُ عِشاءً ولَقيَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخَذ بيدِه فأدخَله المسجدَ فإذا صوتُ الرَّجلِ يقرَأُ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تُراه يُرائي فقال بُرَيدةُ أتقولُ هو مُراءٍ يا رسولَ اللهِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :"لا بل مؤمنٌ مُنيبٌ" فإذا الأشعريُّ يقرَأُ بصوتٍ له في جانبِ المسجدِ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :"إنَّ الأشعريَّ أو إنَّ عبدَ اللهِ بنَ قَيسٍ أُعْطِيَ مِزمارًا مِن مزاميرَ داودَ" فقلْتُ ألا أُخْبِرُه يا رسولَ اللهِ قال بلى فأخبِرْه فأخبَرْتُه فقال أنت لي صَديقٌ أخبَرْتني عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بحديثٍ ... رواه الهيثمي وقال رجاله رجال الصحيح‏‏
وعن بريدة بن الحصيب الأسلمي قال :قال  رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ستَكونُ بعدي بُعوثً كثيرةٌ ، فَكونوا في بَعثِ خراسانَ ، ثمَّ انزلوا بمدينةِ مَرْوَ بناها ذو القَرنَينِ ودعا لَها بالبرَكةِ ولا يَضيرُ أَهلُها سوءٌ" ... رواه ابن حجر العسقلاني في القول المسدد وحسنه
*وعن  سلمة بن الأكوع قال: أنَّ سلمةَ بنَ الأكوعِ قدِم المدينةَ فلقِيه بُرَيدةُ بنُ الحُصَيبِ فقال ارتدَدتَ عن هجرتِك يا سلمةُ فقال معاذَ اللهِ إني في إذنٍ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول :"ابدُوا يا أسلمُ فتنسَّمُوا الرِّياحَ واسكنُوا الشِّعابَ" فقالوا إنا نخافُ أن يُغيِّرَ ذلك هجرتَنا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :"أنتم مُهاجرون حيثُما كنتُم" ... السلسلة الصحيحة 
*كان ضمن الكثيرين من الصحابة الذين أخذوا على عاتقهم  توضيح  الأمور البسيطة كالأطعمة واليوم السابع للمولود وغير ذلك من الأمور 
فعن بريدة بن الحصيب الأسلمي  قالَ :كنَّا في الجاهليَّةِ إذا وُلِدَ لأحدِنا غلامٌ ذبحَ شاةً ولطخَ رأسَهُ بدمِها فلمَّا جاءَ اللَّهُ بالإسلامِ كنَّا نذبحُ شاةً ونحلقُ رأسَهُ ونلطِّخُهُ بزعفرانٍ ... رواه أبو داود  وصححه الألباني
وعن بريدة بن الحصيب الأسلمي قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ  :"الكَمْأةُ دواءُ العينِ وإنَّ العجوةَ من فاكهةِ الجنَّةِ وإنَّ هذه الحبَّةَ السَّوداءَ قال ابنُ بُرَيدةَ يعني الشُّونيزُ الذي يكون في الملحِ دواءٌ من كلِّ داءٍ إلا الموتَ" ..صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
وعن أبي قلابة عن أبي المليح قال : كنا مع بُرَيْدَةَ في غَزوَةٍ، في يومٍ ذي غَيمٍ، فقال : بَكِّرُوا بصلاةِ العصرِ فإن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : "من ترك صلاةَ العصرِ فقد حَبِطَ عملُه"... رواه  البخاري
فهو قد خشي أن يلتبس عليهم وقت العصر من  الغيم فيظنوا بقاء الوقت فيسترسلوا في شغلهم إلى أن يخرج الوقت
فى عهد الخلفاء
*كان يحمل لواء الأمير أسامة حين غزا أرض البلقاء ، إثر وفاة رسول الله ، صلى الله عليه وسلم 
*سكن البصرة مدة . ثم غزا خراسان زمن عثمان ، ونزل مرو ، ونشر العلم بها فحكى عنه من سمعه يقول وراء نهر جيحون 
*وفي عهد عمر بن الخطاب كان بريدة من أمراء  في نوبة سرغ 
* وفي عهد معاوية
عن بريدة بن الحصيب الأسلمي :أنه كان جالسًا مع معاويةَ فنال الناسُ عندَ معاويةَ مِن عليٍّ ووقَعوا فيه قال بريدةُ: تَأذَنُ لي في الكلامِ ؟ قال: نعَم وهو يَرى أنه سيقولُ ما قال القومُ فقال بريدةُ: سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: إني لأرجو أن أشفعَ في جميعِ ما على الأرضِ مِن شجرةٍ أو مدرةٍ فترجوها أنتَ يا معاويةُ ولا يرجوها عليُّ بنُ أبي طالبٍ ؟ قال: اسكُتْ فإنكَ شيخٌ قد خَرِفتَ.. رواه البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة
* كان دائم الدعاء بأن يُبعثرفي قرنه 
فعن عبدِ اللَّهِ بنِ مَوَلةَ القُشَيريِّ قالَ: كنتُ أسيرُ معَ بُرَيْدةَ الأسلميِّ وَهوَ يقولُ اللَّهمَّ ألحِقني بقَرني الَّذي أَنا منهُ وأَنا معَهُ . فقُلتُ: وأَنا فدَعَى لي ثمَّ قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: خيرُ هذِهِ الأمَّةِ القرنُ الَّذين بُعِثتُ فيهم ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم ثمَّ يَكونُ قومٌ تَسبقُ شَهاداتُهُم أَيمانَهُم وأَيمانُهُم شَهاداتِهِم ...  نخب الافكار
وقد روى مسلم عن عمران بن الحصين:"إن خيرَكم قرني . ثم الذين يلونَهم . ثم الذين يلونهم . ثم الذين يلونهم ". قال عمرانُ : فلا أدري أقالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بعد قرنِه ، مرتين أو ثلاثةً . "ثم يكونُ بعدهم قومٌ يشهدون ولا يُستشهدون . ويخونون ولا يُؤتمنون . وينذرون ولا يُوفون ويظهرُ فيهم السمنُ"
*روى أكثر من 150 حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
وفاته
مات بريدة سنة ثلاث وستين وقيل سنة اثنتين وستين بخراسان
قال مورق : أوصى بريدة أن يوضع في قبره جريدتان 
 فعن مورق بن مشمرج العجلي قال: أوصَى بُريدةُ الأسلميُّ أن توضَعَ في قبرِه جَريدتانِ، فكان أن ماتَ بأدنَى خُراسانَ فلم توجَد إلَّا في جُوالقِ حَمَّارٍ ... صححه الألباني في أحكام الجنائز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة