السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 7 أغسطس 2018

زيد بن ثابت الصحابي الجليل رضي الله عنه

هو زيد بن ثابت  ابن الضحاك بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة
*الإمام الكبير ،كاتب الوحي 
 الخزرجي ، النجاري الأنصاري
وروى البخاري ومسلم :أن زيدا  يُكنى أبا سعيد . ويقال : أبو خارجة .
 *قد قُتِل أبوه قبل الهجرة يوم بُعاث فرُبِّيَ زيد يتيما فعن زيد رضي الله عنه:كانت وقعة بُعاث وأنا ابن ست سنين
* كان الخزرج يتفاخرون أن منهم من جمعوا  القرآن والذي من بينهم زيد بن ثابت 
فعن أنس بن مالك قال:افتخرَ الحيَّانِ من الأوسِ والخزرجِ فقال الأوسُ مِنَّا غسيلُ الملائكةِ حنظلةُ بنُ الراهبِ ومِنَّا مَنِ اهتزَّ لهُ عرشُ الرحمنِ ومِنَّا من حمتهُ الدَّبْرُ عاصمُ بنُ ثابتٍ قال فقال الخزرجيونَ مِنَّا أربعةٌ جمعوا القرآنَ لم يجمعْهُ أَحَدٌ غيرُهم زيدُ بنُ ثابتٍ وأبو زيدٍ وأُبَيُّ بنُ كعبٍ ومعاذُ بنُ جبلٍ ...صححه الألباني في إرواء الغليل
* هو  مفتي المدينة والذي كان يستشهد الصحابة برأيه وأحاديثه التي حفظها عن النبي صلى الله عليه وسلم في أي مسألة أو فتوى  
مثل مارواه ابن العربي في عارضة الأحوذي في مسألة للمواريث :أنَّ ابنَ عباسٍ أرسل إلى زيدِ بنِ ثابتٍ في فريضةِ زوجٍ وأبويٍنِ فقال زيدٌ للأمِّ الثلثُ بعد فرضِ الزوجِ فقال لهُ نصٌّ في كتابِ اللهِ أم برأيِكَ فقال لهُ أقولها برأيي لا أُفَضِّلُ أُمًّا على أبٍ لأنَّ اللهَ تعالى قال "فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ"
* ومثل ما روى ابن القيم في زاد المعاد:عنْ قبيصةَ أنهُ سألَ زيدَ بنَ ثابتِ وابنَ عمرَ عمنَّ قالَ لامرأتِهِ أنتِ عليَّ حرامٌ فقالَا جميعًا كفارةُ يمينٍ
* وقد أورد ابن باز  في  مجموع فتاوى ابن باز  عن عبدالله بن عمر قال: ابتعتُ زيتًا في السوقِ فلما استوجبتُه لقِيَني رجلٌ فأعطاني به ربحًا حسنًا فأردت أن أضربَ على يدِه فأخذ رجلٌ من خلفِي بذراعِي فالتفتُّ فإذا هو زيدُ بنُ ثابتٍ فقال: لا تبعْه حيثُ ابتعتَه حتى تحوزَه إلى رَحلِك فإن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نهَى أن تُباعَ السلعُ حيثُ تُبتاعُ حتى يحوزَها التجارُ إلى رحالِهم
 مناقبه 
 في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم 
*عن أبي الزناد ، عن خارجة ، عن أبيه ، قال : أتي بي النبي  صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ، فقالوا : يا رسول الله ، هذا غلام من بني النجار ، وقد قرأ مما أنزل عليك سبع عشرة سورة . فقرأت على رسول الله  صلى الله عليه وسلم فأعجبه ذلك ،
*عن زيد بن ثابت قال:أمرني أن أتعلَّمَ كتابَ يهودِ، وقال : إني ما آمن يهودَ على كتابٍ، قال : فما مرَّ بي نصفُ شهرٍ حتى تعلمتُ، فكان إذا كتب إلى يهودِ كتبْتُ، فإذا كتبوا إليهِ قرأتُ له كتابَهم ... صححه الألباني في تخريج مشكاة المصابيح
*وعن زيد بن ثابت قال:قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :" أَتُحسنُ السِّريانيَّةَ ؟" فقلتُ : لا 
قال : "فتعلَّمْها فإنه يأتينا كُتُبٌ" فتعلَّمْتُها في سبعةَ عشرَ يومًا ... صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
*كان كاتبا من كُتّاب الوَحْي فهناك الآيات التي شهدها مع رسول الله  صلى الله عليه وسلم  حين نزلت عليه ، واذا لم يكن يشهدها  فكان ممن يبعث إليهم النبي صلى الله عليه وسلم  ، وهم  كُتّاب الوحي والذين اختلف أهل السير في تحديد عددهم ، فمنهم من قال ثلاثة عشر، ومنهم من جاوز بهم العشرين، وجعلهم ابن كثير ثلاثة وعشرين 
*فعن زيدِ بنِ ثابتٍ قال: كنتُ إلى جنبِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فغشِيتْهُ السَّكينَةُ، فوقَعَت فخِذُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ على فخِذي، فما وجدتُ ثِقَلَ شيءٍ أثقلَ من فخِذِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم، ثمَّ سُرِّيَ عنْه، فقال: "اكتُب" فَكتبتُ في كَتفٍ: "لَا يَسْتَوي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ "إلى آخرِ الآيَةِ، فقامَ ابنُ أمِّ مَكتومٍ، وَكانَ رجُلًا أعمى لَمَّا سمعَ فضيلةَ المُجاهدينَ، فقال: يا رسولَ اللَّهِ، فَكيفَ بمن لا يستطيعُ الجِهادَ منَ المؤمنينَ، فلمَّا قضى كلامَهُ غشِيَتْ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ السَّكينةُ فوقَعَت فخذُهُ على فخِذي ووَجدتُ مِن ثقلِها في المرَّةِ الثَّانِيَةِ، كما وجدتُ في المرَّةِ الأولى، ثمَّ سُرِّيَ عن رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالَ: اقرَأْ يا زيدُ فقرأت: "لَا يَسْتَوي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ" ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّم: "غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ "الآيةَ كلَّها، قالَ زيدٌ: فأنزلَها اللَّهُ وحدَها، فألحقتُها، والَّذي نفسي بيدِهِ لَكأنِّي أنظرُ إلى مَلحَقِها عندَ صدعٍ في كتِفٍ ... رواه أبو داود وصححه الألباني
* وعن أنس بن مالك :قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : "أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أُبيّ، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح. " رواه الترمذى وصححه الألباني
ومعنى أفرضهم:أي أعلمهم بالفرائض
* كان مرافقا للنبي صلى الله عليه وسلم في العديد من المواقف والتي حفظ فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم مما أفاد به الصحابة بعد ذلك في الافتاء حتى  لقبوه بمُفتي المدينة
فى خلافة ابى بكر الصديق
* عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، قال : لما توفي رسول الله ، قام خطباء الأنصار فى سقيفة بنى ساعدة ، فتكلموا ، وقالوا : رجل منا ، ورجل منكم
فقام زيد بن ثابت ، فقال : إن رسول الله كان من المهاجرين ونحن أنصاره ; وإنما يكون الإمام من المهاجرين ونحن أنصاره
فقال أبو بكر : جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار ، وثبت قائلكم 
* وعن زيد بن ثابت قال :أَرسَل إليَّ أبو بكرٍ مقتَلَ أهلِ اليمامةِ ، وعِندَه عُمَرُ ، فقال أبو بكرٍ : إنَّ عُمَرَ أتاني فقال : إنَّ القتلَ قدِ استَحَرَّ يومَ اليمامةِ بالناسِ ، وإني أخشى أن يَستَحِرَّ القتلُ بالقُرَّاءِ في المواطنِ ، فيذهَبُ كثيرٌ منَ القرآنِ ، إلا أن تَجمَعوه ، وإني لأرى أن تَجمَعَ القرآنَ . قال أبو بكرٍ : قلتُ لعُمَرَ : كيف أفعَلُ شيئًا لم يَفعَلْه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقال عُمَرُ : هو واللهِ خيرٌ ، فلم يَزَلْ عُمَرُ يُراجِعُني فيه حتى شرَح اللهُ لذلك صدري ، ورأيتُ الذي رأى عُمَرُ ، قال زيدُ بنُ ثابتٍ ، وعُمَرُ عِندَه جالسٌ لا يتكَلَّمُ ، فقال أبو بكرٍ : إنك رجلٌ شابٌّ عاقلٌ ولا نتهِمُك ، كنتَ تكتُبُ الوحيَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فتَتَبَّعِ القرآنَ فاجمَعْه . فواللهِ لو كلَّفَني نقلَ جبلٍ منَ الجبالِ ما كان أثقلَ عليَّ مما أمَرني به من جمعِ القرآنِ . قلتُ : كيف تفعلانِ شيئًا لم يَفعَلْه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقال أبو بكرٍ : هو واللهِ خيرٌ ، فلم أزَلْ أُراجِعُه حتى شرَح اللهُ صدري للذي شرَح اللهُ له صدرَ أبي بكرٍ وعُمَرَ ، فقُمتُ فتَتَبَّعتُ القرآنَ أجمَعُه منَ الرقاعِ والأكتافِ والعسبِ ، وصدورِ الرجالِ ، حتى وجَدتُ من سورةِ التوبةِ آيتَينِ معَ خُزَيمةَ الأنصاريِّ لم أجِدْهما معَ أحدٍ غيرِه : " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ " . إلى آخِرِهما . وكانتِ الصحُفُ التي جُمِع فيها القرآنُ عِندَ أبي بكرٍ حتى توَفَّاه اللهُ ، ثم عِندَ عُمَرَ حتى توفَّاه اللهُ ، ثم عِندَ حفصةَ بنتِ عُمَرَ ... رواه البخاري
فى عهد عمر بن الخطاب 
*كان عالِم الناس في خلافة عمر وحبرها . فرقهم عمر في البلدان ، ونهاهم أن يفتوا برأيهم ، وحبس زيد بن ثابت بالمدينة يفتي أهلها .
* عن نافع ، قال : استعمل عمر زيداً على القضاء ، وفرض له رزقا 
*وكان من حملة الحجة ، وكان عمر بن الخطاب يستخلفه إذا حج على المدينة 
*هو الذي تولى قسمة الغنائم يوم اليرموك 
فى عهد عثمان بن عفان
*عن سليمان بن يسار ، قال : ما كان عمر وعثمان يقدمان على زيد أحداً في الفرائض والفتوى والقراءة والقضاء .وقيل لو هلك عثمان وزيد في بعض الزمان ، لهلك علم الفرائض
 *وكَّل الخليفة عثمان أمر جمع القرآن فى  المصحف العثماني الى زيد بن ثابت ونفرا من قريش حتى لا يبقى سواه
فعن أنس بن مالك قال:أنَّ حُذَيفَةَ بنَ اليَمانِ قدِم على عُثمانَ ، وكان يُغازي أهلَ الشامِ في فتحِ أرمينِيَّةَ وأذرَبيجانَ معَ أهلِ العراقِ ، فأفزَع حُذَيفَةَ اختلافُهم في القراءةِ ، فقال حُذَيفَةُ لعُثمانَ : يا أميرَ المؤمنينَ ، أدرِكْ هذه الأُمَّةَ قبلَ أن يَختَلِفوا في الكتابِ ، اختِلافَ اليهودِ والنصارى . فأرسَل عُثمانُ إلى حفصةَ : أن أرسِلي إلينا بالصحُفِ ننسَخُها في المصاحفِ ثم نَرُدُّها إليكِ ، فأرسَلَتْ بها حفصةُ إلى عُثمانَ ، فأمَر زيدَ بنَ ثابتٍ ، وعبدَ اللهِ بنَ الزُّبَيرِ ، وسعيدَ بنَ العاصِ ، وعبدَ الرحمنِ بنَ الحارثِ بنِ هشامٍ ، فنسَخوها في المصاحفِ ، وقال عُثمانُ للرَّهطِ القُرَيشِيينَ الثلاثةِ : إذا اختَلَفتُم أنتم وزيدُ بنُ ثابتٍ في شيءٍ منَ القرآنِ فاكتُبوه بلسانِ قريشٍ ، فإنما نزَل بلسانِهم ، ففعَلوا ، حتى إذا نسَخوا الصحُفَ في المصاحفِ ردَّ عُثمانُ الصحُفَ إلى حفصةَ ، وأرسَل إلى كلِّ أُفُقٍ بمصحفٍ مما نسَخوا ، وأمَر بما سواه منَ القرآنِ في كلِّ صحيفةٍ أو مصحفٍ أن يُحرَقَ ... رواه البخاري
 *عندما أوْلى عثمان جمع القرآن الى زيد بن ثابت وغيره  فلم يكن من بينهم عبد الله ابن مسعود وقد أمر عثمان بإلغاء كافة القراءات الا واحدة  ليتوحد المسلمون على قراءتها ولكن ابن مسعود تمسك بقراءته ورفض تسليم نسخته 
فعن  أبي وائل قال :خطَبَنا ابنُ مَسعودٍ، فقال: كيف تأمروني أقرأُ؟ على قراءةِ زيدِ بنِ ثابتٍ ، بعدما قرأتُ من فِي رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بضعًا وسبعين سورةً، وإن زيدًا مع الغلمانِ له ذؤابَتان... رواه النسائي وصححه الألباني 
*وعندما تم حصار عثمان بن عفان أراد  زيد بن ثابت أن يمكث معه في الحصار
فعن ابن أبي الزناد ، عن أبيه ، قال : لما حصر عثمان ، أتاه زيد بن ثابت ، فدخل عليه الدار
فقال له عثمان : أنت خارج الدار أنفع لي منك هاهنا ; فذُبَّ عني . فخرج ، فكان يذُبَّ الناس ، ويقول لهم فيه ; حتى رجع أناس من الأنصار . وجعل يقول : يا للأنصار ، كونوا أنصارا لله - مرتين- انصروه ، والله إن دمه لحرام 
فجاء أبو حية المازني مع ناس من الأنصار وأخذ بتلبيب زيد ،فمرَّ به ناس من الأنصار ، فلما رأوهم ،قال احدهم  لأبي حية : أتصنع هذا برجل لو مات الليلة ما دريت ما ميراثك من أبيك !
في عهد الدولة الأموية
* عن مروان بن الحكم قال:أنَّ زيدَ بنَ ثابتٍ قالَ : ما لي أراكَ تقرأُ في المغربِ بقصارِ السُّورِ ؟ قد رأيتُ رسولَ اللهِ يقرأُ فيها بأطول الطُّوليينِ ! قلتُ : يا أبا عبدِ اللهِ ، ما أطولُ الطُّوليينِ؟ قالَ : الأعراف ... رواه النسائي وصححه  الألباني
*روي ابن الأثير  في مسند الشافعي أنه: اختصم زيدُ بنُ ثابتٍ وابنُ مُطيعٍ إلى مروانَ بنِ الحكمِ في دارٍ فقضى باليمينِ على زيدِ بنِ ثابتٍ على المنبرِ فقال زيدٌ: أحلفُ له مكاني فقال مروانُ: لا واللهِ إلا عند مقاطعِ الحقوقِ فجعل زيدٌ يحلف أنَّ حقَّه لحقٌّ ويأبى أنْ يحلفَ على المنبرِ فجعل مروانُ يَعجبُ من ذلك
وفاته
* اختلف الأئمة  في وفاة تأريخ زيد  رضي الله عنه على أقوال
 فقال الواقدي و يحيى بن بكير و   أبو عبيد: مات سنة خمس وأربعين عن ست وخمسين سنة 
وقال أحمد بن حنبل ، وعمرو بن علي : سنة إحدى وخمسين .
وقال المدائني ، والهيثم ، ويحيى بن معين : سنة خمس وخمسين
*وعن سالم : كنا مع ابن عمر يوم مات زيد بن ثابت ، فقلت : مات عالِم الناس اليوم! 
و قال أبو هريرة : مات حبر الأمة ! ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا .
وقال ابن عباس في ظل ، فقال : هكذا ذهاب العلماء ، دفن اليوم علم كثير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة