السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 5 يونيو 2018

سعدُ بنُ معاذِ الصحابي الجليل رضي الله عنه


هو سعد بن معاذ ابن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل 
*هو سيد بني الأشهل
*هو الشهيد أبو عمرو الأنصاري الأوسي الأشهلي الذي اهتز العرش لموته
مناقبه
*أسلم سعد بن معاذ على يد مصعب بن عمير و لما أسلم وقف على قومه ، فقال : يا بني عبد الأشهل ، كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا فضلا . قال : فإن كلامكم عليّ حرام ، رجالكم ونساؤكم ، حتى تؤمنوا بالله ورسوله . قال : فوالله ما بقي في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا
* لم يكن يخشى في اسلامه أحداً ولم يهاب تَوَعُّدات قريش بالمسلمين وقرّر ان يدخل مكة ويعتمر  وبالفعل ذهب الى مكة قبل غزوة بدر
فعن عبدالله بن مسعود قال :انطَلَق سَعدُ بنُ مُعاذٍ مُعتمِرًا، قال: فنَزَل عَلى أُميَّةَ بنِ خَلفٍ أبي صَفْوانَ، وَكان أُمَيَّةُ إذا انطلَقَ إلى الشَّأمِ فمرَّ بالمَدينةِ نَزل على سَعدٍ، فَقال أُميَّةُ لِسعدٍ: انتَظِرْ حتَّى إذا انتَصَف النَّهارُ وغَفَل النَّاسُ انطلَقتَ فطُفْتَ، فبَينا سَعدٌ يَطوفُ إذا أبو جَهلٍ، فَقال: مَن هَذا الَّذي يَطوفُ بالكَعبةِ؟ فقال سَعدٌ: أَنا سعدٌ، فَقال أبو جَهلٍ: تَطوفُ بِالكَعبةِ آمِنًا، وَقد آويتُم مُحمَّدًا وأَصحابَه؟ فَقال: نَعَم، فتَلاحَيا بَينَهما، فَقال أُميَّةُ لِسعدٍ: لا تَرفَعْ صَوتَك على أبي الحَكمِ؛ فإنَّه سيِّدُ أهلِ الوادي، ثُمَّ قال سعدٌ: واللهِ لَئِن مَنَعَني أن أَطوفَ بِالبَيتِ لَأقطَعنَّ مَتجرَك بِالشَّامِ. قال: فجَعلَ أُميَّةُ يَقولُ لِسعدٍ: لا تَرفَعْ صَوتَك، وجَعَل يُمسِكُه، 
فغَضِب سعدٌ فَقال: دَعْنا عَنْك؛ فإنِّي سَمعتُ مُحمَّدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَزعُمُ أنَّه قاتِلُك، قال: إيَّاي؟ قال: نَعَم، قال: واللهِ ما يَكذِبُ مُحمَّدٌ إذا حَدَّث، فرَجَعَ إلى امرَأتِه، فَقال: أمَا تَعلَمينَ ما قال لي أَخي اليَثربيُّ؟ قالت: وَما قال؟ قال: زَعَم أنَّه سَمِع مُحمَّدًا يَزعُمُ أنَّه قاتِلي، قالت: فواللهِ ما يَكذِبُ مُحمَّدٌ، قال: فلمَّا خَرَجوا إلى بَدرٍ، وَجاء الصَّريخُ، قالتْ له امْرأتُه: أمَا ذَكَرْتَ ما قال لكَ أَخوكَ اليَثربيُّ؟ قال: فأَراد أن لا يَخرُجَ، فقال له أبو جَهلٍ: إنَّك مِن أَشرافِ الوادي، فَسِرْ يومًا أو يَومينِ، فسار مَعهُم، فقَتَلَه اللهُ ... رواه البخاري
* كان ممن دعا له النبي صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ بأن تصلي عليه الملائكة 
فعن عبدالله بن الزبير قال:أفطرَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ عندَ سعدِ بنِ معاذٍ، فقالَ: "أفطرَ عندَكمُ الصَّائمونَ، وأَكلَ طعامَكمُ الأبرارُ، وصلَّت عليْكمُ الملائِكة".رواه ابن ماجه وصححه الألباني
*موقفه في بدر
ورد عند الطبري وغيره انه قبل غزوة بدر جمع رسول الله أصحابه من المهاجرين والأنصار ليشاورهم في الأمر  فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن، ثم قام عمر بن الخطاب فقال وأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال:
يا رسول الله، امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: "اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا، إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ"، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فو الذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه، حتى تبلغه. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ودعا له به.
وهؤلاء القادة الثلاثة كانوا من المهاجرين، وهم أقلية في الجيش، فأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعرف رأي قادة الأنصار، لأنهم كانوا يمثلون أغلبية الجيش، ولأن ثِقَل المعركة سيدور على كواهلهم، مع أن نصوص العقبة لم تكن تلزمهم بالقتال خارج ديارهم، فقال بعد سماع كلام هؤلاء القادة الثلاثة :" أشيروا علي أيها الناس" فقام سعدُ بنُ معاذِ وقال: وَاللَّهِ ، لَكَأَنَّكَ تُرِيدُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : أَجَلْ 
فقال :"يارسول الله آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ماجئت به هو الحق وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة فامض يارسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره أن تلقى بنا عدواً غداً إنا لصبر عند الحرب صدق عند اللقاء لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله" 
ومثل ذلك  أيضا قال سعد بن عبادة للنبي صلى الله عليه وسلم 
وحمل سعد لواء الأنصار في المعركة 
*موقفه في أُحُد
وشهد سعدُ بنُ معاذِ غزوة أُحُد مع النبي ، وثبت معه حين تشتت المسلمون ووقف بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم يذود عنه ويدافع في شجاعة
*موقفه في الخندق
في غزوة الخندق اتفقت العديد من القبائل العربية المختلفة بتحريض من يهود بني النضير على غزو المدينة المنورة . وعندما علم رسول الله بالمؤامرة أمر بحفر الخندق وأرسل سعد بن معاذ و سعد بن عبادة إلى كعب بن أسد زعيم يهود بني قريظة، ليتبيّنا حقيقة موقف هؤلاء من الحرب المرتقبة، وكان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يهود بني قريظة عهود ومواثيق ،فلما التقى مبعوثا الرسول بزعيم بني قريظة فوجئا بقوله"ليس بيننا وبين محمد عهد ولا عقد"
* وقاتل سعدُ بنُ معاذِ في شجاعة  الي أن  أصابه سهم في ذراعه فقطع أكحله (عرق من وسط الذراع) ثم حُمل إلى المسجد فأقام له النبي خيمة فيه ليعوده من قريب ثم كواه النبي بالنار مرتين فانتفخت يده ونزف الدم
وعندما حاصر النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بني قريظة   طلبوا منه أن ينزلوا على حكم سعد بنُ معاذِ، وكانوا مواليه وحلفاءه في الجاهلية
فعن أبي سعيد الخدري قال:نزلَ أهلُ قُرَيْظَةَ على حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعاذٍ، فأرسل النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى سَعدٍ فأتَى على حِمَارٍ، فلما دنا من المسجدِ قال للأنصارِ : " قوموا إلى سَيِّدِكم، أو خَيرِكم ". فقال : " هؤلاءِ نَزَلوا على حُكْمِك " . فقال : تَقْتُلُ مُقَاتِلَتَهُمْ، وتَسْبي ذَراريَّهُم، قال : " قضيتَ بحُكمِ اللهِ"، ورُبَّمَا قال : بحُكم الملك  ... رواه البخاري
*وعن جابر بن عبدالله قال: رُمِيَ يومَ الأحزابِ سعدُ بنُ معاذِ فقَطَعُوا أَكْحُلَهُ – أوْ أَبْجَلَهُ – فَحَسَمَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالنارِ ، فانتفخَتْ يَدُهُ ، فَتَرَكَهُ فنَزَفَهُ الدَّمُ ، فحسمَهُ أُخرَى فانتفخَتْ يدُهُ ، فلما رأى ذلِكَ قال : اللهم لا تُخْرِجْ نفْسِي حتى تَقَرَّ عيني مِنْ بني قُرَيْظَةَ ، فاستمْسَكَ عِرْقُهُ ، فما قَطَرَ قَطْرَةً ، حتى نزلوا على حكمِ سعدِ بنِ معاذٍ . فأرسلَ إليه فحكم أنْ يُقْتَلَ رجالُهم وتستحِيي نساؤُهم ، يستعينُ بهنَّ المسلمونَ ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : "أصبْتَ حكمَ اللهِ فيهم "، وكانوا أربعَمِائَةٍ ، فلما فرَغَ مِنْ قتْلِهِمْ انفتَق عِرْقُهُ فماتَ ... رواه  الترمذي وصححه الألباني
*موقفه في حادثة الإفك
 عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: ..  فقام رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فاستعذر يومئذٍ من عبد اللهِ بنِ أُبيٍّ بنِ سلولَ ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو على المنبرِ :"يا معشرَ المسلمين، من يعذِرُني من رجلٍ قد بلغني أذاه في أهلِ بيتي؟ فواللهِ ما علمتُ على أهلي إلا خيرًا، ولقد ذكروا رجلاً ما علمتُ عليه إلا خيرًا وما كان يدخلُ على أهلي إلا معي "
فقام سعدُ بنُ معاذٍ الأنصاريُّ فقال: يا رسولَ اللهِ وأنا أعذِرُك منه، إن كان من الأوسِ ضربتُ عنقَه، وإن كان من إخواننا من الخزرجِ أمرتنا ففعلنا أمرَك ... رواه البخاري
*وفاته
* عن محمود بن لبيد الأنصاري قال :لما أُصيبَ أَكحُلُ سعدٍ يومَ الخندقِ فثقُل حوَّلوه عند امرأةٍ يقال لها : رُفَيدةُ وكانت تُداوي الجَرحى فكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا مرَّ به يقول "كيف أمسيتَ ؟" وإذا أصبحَ قال : "كيف أصبحتَ ؟ " فيخبرُه حتى كانت الليلةُ التي نقلَه قومُه فيها فثقُل فاحتملُوه إلى بني عبدِ الأشهلِ إلى منازلِهم وجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كما كان يسألُ عنه وقالوا : قد انطلَقوا به فخرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وخرجْنا معه فأسرعَ المشيَ حتى تقطعتْ شعوسُ نِعالِنا وسقطتْ أردِيتُنا عن أعناقِنا فشكا ذلك إليه أصحابُه يا رسولَ اللهِ أَتعبْتَنا في المشيِ فقال : "إني أخافُ أن تسبقَنا الملائكةُ إليه فتغسلُه كما غسَّلتْ حنظلةَ" فانتهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إلى البيتِ وهو يُغسَّلُ وأمُّه تبكيه وهي تقولُ : وَيْلُ أُمِّكَ سَعْدًا ... حَزامَةً وَجِدًا , فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : "كلُّ نائحةٍ تكذبُ إلا أمَّ سعدٍ " ثم خرج به قال : يقول لهُ القومُ أو من شاء اللهُ منهم : يا رسولَ اللهِ ما حملْنا ميتًا أخفَّ علينا من سعدٍ فقال : "ما يمنعُكم من أن يخفَّ عليكم وقد هبط من الملائكةِ كذا وكذا  وقد سمَّى عدَّةً كثيرةً لم أحفظْها لم يهبِطوا قطُّ قبل يومِهم قد حملوه معكم" ... صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
* هو الذي اهتز له عرش الرحمن
عن جابر بن عبدالله  قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وجنازةُ سعدِ بنِ معاذٍ بين أيديِهم " اهتزَّ لها عرشُ الرحمنِ " ... رواه مسلم
* عن عبدالله بن عمر قال :قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: "إنَّ للقبرِ ضغطةً لو كان أحدٌ ناجيًا منها نجا سعدُ بنُ معاذٍ" صححه الألباني في صحيح الجامع
*ولما وُضِع سعدُ بنُ معاذِ في قبره كبّر رسول الله صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ وكبّر المسلمون حتى ارتج البقيع 
فعن جابر بن عبدالله قال :خرجنا معَ رسولِ اللَّهِ   صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ   إلى سعدِ بنِ معاذٍ حينَ توُفِّيَ، فلمَّا صلَّى علَيهِ رسولُ اللَّهِ   صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ   ووضعَ في قبرِهِ وسوِّيَ عليهِ، سبَّحَ رسولُ اللَّهِ   صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ  فسبَّحنا طويلًا ، ثمَّ كبَّرَ فَكَبَّرنا ، فقيلَ : يا رسولَ اللَّهِ ، لمَ سبَّحتَ ؟ ثمَّ كبَّرتَ ؟ قالَ : "لقَد تَضايقَ علَى هذا العبدِ الصَّالحِ قبرُهُ حتَّى فرَّجَهُ اللَّهُ عنهُ" ... صححه الألباني في تخريج مشكاة المصابيح
* عن أنس بن مالك قال :لمَّا حُمِلتْ جِنازَةُ سعدِ بنِ معاذٍ قال المنافقونَ ما أخفَّ جنازتهُ وذلك لحُكمهِ في بني قُرَيظةَ فبلغ ذلك النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلم فقال :"إنَّ الملائكةَ كانتْ تحملُهُ" رواه الترمذي وصححه الألباني
* وبشّر النبي صحابته بأن سعد بن معاذِ في الجنة 
عن البراء بن عازب قال:أُتِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بثوبٍ من حريرٍ ، فجعلوا يَعجبونَ من حُسْنِهِ ولِينِهِ ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :" لَمَناديلُ سعدِ بنِ معاذٍ في الجنةِ أفضلُ من هذا ".رواه  البخاري
*يقول أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:" كنت ممن حفروا لسعد قبره ، وكنا كلما حفرنا طبقة من تراب، شممنا ريح المسك حتى انتهينا إلى اللحد"
*ورُوِي أن سعد مر على أمه والسيدة عائشة بنت أبي بكر في غزوة الخندق وعليه درعه  وفي يده حربتة وكان  يقول :"لا بأس بالموت إذا حان الأجل"
*تُوُفي وهو ابن ستة وثلاثين سنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة