السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 29 يناير 2019

أُسَيد بن الحُضير الصحابي الجليل رضي الله عنه


هوأُسَيد بن الحُضير ابن سماك بن عتيك بن نافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل الإمام الأنصاري ، الأوسي الأشهلي
كان أبوه الحُضير فارس الأوس ورئيسهم يوم بُعاث وكانت بعاث حربا  ضارية بين الأوس والخزرج ، قُتِل فيها أبوه الحُضير
* أشهر كُنية له هى "أبو يحيى" 
من أشراف قومه ومن القلائل الذين يجيدون القراءة والكتابة  وكان فارساً ورامياً بل وقيل أنه كان يجيد السباحة
أحد النقباء الاثني عشر ليلة العقبة 
مناقبه 
* أسلم على يد مُصعب بن عمير وسعد بن معاذ حيث كان أُسيد ابن عم سعد بن معاذ وصديقا له، فأراده أن يذهب الي مصعب ليسمعه فما وجد من طريقة الا ان يُحرّضه  فقال:"انطلق إلى هذا الرجل فازجره" فحمل أسيد حربته، وذهب إلى مصعب الذي كان في ضيافة أسعد بن زرارة (من زعماء المدينة الذين سبقوا إلى الإسلام
رأى أُسيد الكثير من الناس تسمع  مصعب ففاجأهم بغضبه فقال له مصعب:"هل لك في أن تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرنا قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره"، فقال أسيد: "هات ما عندك" وراح مصعب يقرأ القرآن ويشرح مبادئ الإسلام. 
فقال أُسيد: "ما أحسن هذا الكلام وأجمله، كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين؟" 
فقال مصعب: "تطهر بدنك، وثوبك، وتشهد شهادة الحق، ثم تصلي"، فقام فاغتسل وتطهر، معلنا إسلامه
* آخى النبي  صلى الله عليه وسلم  بينه وبين زيد بن حارثة
* لم يشهد بدرا والذين لم يتوقعوا أنها حرباً وانما كانت مجرد مهاجمة العير  ولكن قريش أرسلت بعثتها لمحاربة النبي صلى الله عليه وسلم ولم تعلم عن فرار عيرها وعودتها اليهم 
وقد ورد في سير أعلام النبلاء أنه قال: ظننت أنها العير ، ولو ظننت أنه غزو ما تخلفت 
* شهد أُحُد وباقي المشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وقيل أنه في أُحُد قد أُصيب سبع جراحات
* كانت له علامات مباركة في خطواته  بل وعند قراءته للقرآن حتى  أن الملائكة تدنو عند قراءته للآيات فكان أُسيدا من أحسن الناس صوتا بالقرآن 
 فعن أنس بن مالك قال: أنَّ رَجليْن خَرَجا مِن عند النَّبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في ليلة مُظلمة، وإذا نور بين أَيديهِما حتَّى تَفرَّقا، فتَفرَّق النّور معهما. وقال مَعمَر: عن ثابت، عن أَنس: إنَّ أُسَيد بن حُضير، ورَجلًا من الأَنصار. وقال حمَّاد: أَخبرَنا ثابت، عن أَنس: كان أُسَيد بن حُضير وعبَّاد بن بِشْر عند النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم...رواه البخاري
وعن أسيد بن حضير قال: بينما هو يقرأُ من الليلِ سورةَ البقرةِ، وفرسُه مربوط عنده، إذ جالتِ الفرسُ، فسكتَ فسكتت، فقرأ فجالتِ الفرسُ، فسكتَ وسكتتِ الفرسُ، ثم قرأ فجالتِ الفرسُ، فانصرف، وكان ابنُه يحيى قريبًا منها، فأشفق أن تصيبَه، فلما اجترَّه رفع رأسَه إلى السماءِ حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: "اقرأْ يا ابنَ حُضيرٍ، اقرأ يا ابنَ حُضَيرٍ " . قال : فأشفقتُ يا رسولَ اللهِ أن تطأ يحيى، وكان منها قريبًا، فرفعتُ رأسي فانصرفتُ إليه، فرفعتُ رأسي إلى السماءِ، فإذا مثلُ الظُّلةِ فيها أمثالُ المصابيحِ، فخرجت حتى لا أراها، قال : " وتدري ما ذاك " . قال : لا، قال :" تلك الملائكةُ دَنَتْ لصوتِك، ولو قرأتَ لأصبحَتْ ينظر الناسُ إليها، لا تتوارى منهم " . قال ابنُ الهادِ: وحدَّثني هذا الحديثَ عبدُ اللهِ بنُ خبابٍ ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ عن أسيدِ بنِ حُضيرٍ... رواه البخاري 
وقد روى ابن تيمية :أنَّ أُسيد بن حُضير لما قرأ سورةَ الكهفِ تَنزَّلَت الملائكةُ لسماعِها كالظُّلَّة فيها السُّرُجُ ... مجموع الفتاوى
* كان أُسيد بن الحضير  مع النبي صلى الله عليه وسلم في احدى أسفاره فضاعت قلادة للسيدة عائشة رضي الله عنها فأرسله النبي صلى الله عليه وسلم للبحث عنها مع نفر من الصحابة ومكث الآخرون مع النبي في انتظارهم  رغم عدم وجود الماء فلما حضرت الصلاة لم يجدوا ماء للوضوء فنزلت آية التيمم  فقال أُسَيد بن حضير لعائشة : جزاك الله خيرًا ، فواللهِ ما نزَل بكِ أمر تكرهينَه ، إلا جعل الله ذلك لك وللمسلمينَ فيه خيرًا 
عن عائشة أم المؤمنين قالت :خرَجْنا معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بعضِ أسفارِه ، حتى إذا كنا بالبَيداءِ ، أو بذاتِ الجيشِ ، انقَطَع عِقدٌ لي ، فأقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على التِماسِه ، وأقام الناسُ معَه ، وليسوا على ماءٍ ، وليس معَهم ماءٌ ، فأتى الناسُ إلى أبي بكرٍ الصديقِ فقالوا : ألا ترى ما صنَعَتْ عائشةُ ، أقامَتْ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبالناسِ ، وليسوا على ماءٍ ، وليس معَهم ماءٌ ؟ فجاء أبو بكرٍ ، ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واضعٌ رأسَه على فخِذي قد نام ، فقال : حبَستِ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والناسَ ، وليسوا على ماءٍ وليس معَهم ماءٌ . قالتْ عائشةُ : فعاتَبني أبو بكرٍ، وقال ما شاء اللهُ أن يقولَ ، وجعَل يَطعُنُني بيدِه في خاصِرَتي ، ولا يمنَعُني منَ التحرُّكِ إلا مكانُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على فخِذي ، فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين أصبَح على غيرِ ماءٍ ، فأنزَل اللهُ آيةَ التيمُّمِ ، فقال أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ : ما هي بأولِ برَكَتِكم يا آلَ أبي بكرٍ . قالتْ : فبعَثْنا البعيرَ الذي كنتُ عليه فإذا العِقدُ تحتَه ... رواه البخاري
* كان يكره اليهود ويريد مخالفتهم في كل شئ وأي شئ
فعن أنس بن مالك قال:أَنَّ اليهودَ كانوا إذا حاضَتِ المرأةُ فيهم لم يُؤَاكِلُوهَا، ولم يُجَامِعُوهُنَّ في البيوتِ؛ فسأل أصحابُ النبيِّ  (صلى الله عليه وسلم) النبيَّ  صلى الله عليه وسلم  ؛ فأنزلَ اللهُ تعالى : "وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ" إلى آخر الآية 222 من سورة البقرة 
 فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : اصنعُوا كلّ شيءٍ إلا النكاح . فبلغ ذلك اليهود، فقالوا : ما يريد هذا الرجل أن يَدَع من أمرنا شيئًا إلا خالفنَا فيه . فجاء أُسَيد بن حُضَير وعَبَّاد بن بِشر فقالا : يا رسول الله ، إِنّ اليهودَ تقول : كذا وكذا . فلا [ أفلا ؟ ؟ ] نُجَامِعْهُنَّ ؟ فتَغَيَّر وَجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظنَنَّا أَنْ قد وجدَ عليهما ، فخرجَا ،فاستقبلَهما هَدِية من لبن إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فأرسلَ في آَثَارِهمَا فسقاهمَا ، فعرفَا أَن لم يَجِد عليهما ... رواه مسلم
* كان يستحق لقب السيد والنقيب فقد كان يهتم بقومه فتارةً يمازحهم  وتارةً يبحث في شكواهم ومعاناتهم وعندما علم أن فيهم بيتاً محتاجاً أسرع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقسم لهم 
 عن أسيد بن حضير قال: بينما هو يحدِّث القومَ، وكان فيه مزاحٌ، بينا يُضحُكهم، فطعنه النبيّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في خاصِرته بعودٍ، فقال : أصبِرني فقال : "اصطبرْ" . قال : إنَّ عليك قميصًا وليس عليَّ قميصٌ، فرفع النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن قميصِه، فاحتضنه وجعل يقبِّل كشحَه، قال : إنما أردتُ هذا يا رسولَ اللهِ ... رواه أبو داود وصححه  الألباني 
عن أنس بن مالك قال: أتى أُسَيد بن حُضَير الأشهليّ النَّقيب إلى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذكَر له أهلَ بيت مِن الأنصار فيهم حاجة قال : وقد كان قسَم طعامًا فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : " ترَكْتَنا حتَّى ذهَب ما في أيدِينا فإذا سمِعْتَ بشيءٍ قد جاءنا فاذكُرْ لي أهلَ البيتِ " قال : فجاءه بعد ذلكَ طعام من خَيبر : شَعير وتمر قال : وجُلُّ أهل ذلكَ البيتِ نِسوة قال : فقسَم في النّاس وقسَم في الأنصار فأجزَل وقسَم في أهل ذلك البيت فأجزَل فقال له أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ يشكُرُ له : جزاكَ الله يا نَبيّ الله عنَّا أطيَب الجزاء ـ أو قال : خيرًا ـ فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم" وأنتم معشَرَ الأنصارِ فجزاكم اللهُ أطيَبَ الجزاءِ ـ أو قال : خيرًا ـ ما علِمْتُكم أَعِفَّةٌ صُبُرٌ وسترَوْنَ بَعدي أثَرَةً في الأمرِ والعيشِ فاصبِروا حتَّى تَلقَوْني على الحوضِ "... رواه ابن حبان 
* عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  :"نِعمَ الرَّجلُ أبو بَكْرٍ ، نِعمَ الرَّجلُ عمرُ ، نِعمَ الرَّجلُ أبو عُبَيْدة بنُ الجرَّاح ، نِعمَ الرَّجلُ أُسَيْد بنُ حُضَيْرٍ ، نِعم الرَّجل ثابت بنُ قَيس بن شمَّاس ، نِعمَ الرَّجل معاذ بن جبل ، نِعمَ الرَّجل معاذُ بنُ عمرِو بن الجموح"... رواه الترمذي وصححه الألباني
* عن عباد بن عبداللَّه بن الزبير، عن عائشة قالت:  ثلاثةٌ من الأنصارِ لم يكن أحدٌ يعْتدِ عليهم فضلًا كلُّهم من بني عبدِ الأشهلِ : أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ وسعدُ بنُ مُعاذٍ وعبادُ بنُ بِشرٍ... رواه ابن حجر العسقلاني في الإصابة في تمييز الصحابة
* أما موقفه فى حادثة الافك فقد وقف في وجه سعد بن عبادة عندما شعر أن كلامه كأنه دفاعا عن رأس الفتنة عندما وقف النبي صلى الله عليه وسلم يستعذر من عبد اللهِ بن أُبيّ بن سلول 
عن عائشة أم المؤمنين قالت : ... فدعا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم علي بنَ أبي طالب وأسامةَ بنَ زيد رضي الله عنهما حين استلبث الوحيُ يستأمِرُهما في فُراق أهلِه . قالت: فأما أسامة بن زيد فأشار على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالذي يعلم من براءةِ أهلِه، وبالذي يعلمُ لهم في نفسِه من الودِ فقال: يا رسولَ اللهِ، أهلك ، وما نعلمُ إلا خيرًا. وأما عليّ بن أبي طالب فقال: يا رسولَ الله ، لم يُضيِّق  اللهُ عليك والنساءُ سواها كثير، وإن تسألَ الجاريةَ تصدُقُك. قالت فدعا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَريرةَ ، فقال أيْ بريرةُ هل رأيتِ من شيءٍ يَريبُك؟ قالت بَريرةُ: لا والذي بعثك بالحقِِّ، إن رأيتَ عليها أمرًا أغْمِصُه عليها أكثرَ من أنها جاريةً حديثةَ السنِ تنامُ عن عجينِ أهلِها فتأتي الداجنَ فتأكلُه فقام رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فاستعذر يومئذٍ من عبد اللهِ بنِ أُبيٍّ بنِ سلولَ ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو على المنبرِ :"يا معشرَ المسلمين، من يعذِرُني من رجلٍ قد بلغني أذاه في أهلِ بيتي؟ فواللهِ ما علمتُ على أهلي إلا خيرًا، ولقد ذكروا رجلاً ما علمتُ عليه إلا خيرًا وما كان يدخلُ على أهلي إلا معي" فقام سعدُ بنُ معاذٍ الأنصاريُّ فقال: يا رسولَ اللهِ وأنا أعذِرُك منه، إن كان من الأوسِ ضربتُ عنقَه، وإن كان من إخواننا من الخزرجِ أمرتنا ففعلنا أمرَك . قالت : فقام سعدُ بنُ عُبادةَ (وهو سيدُ الخزرجِ، وكان قبل ذلك رجلاً صالحًا ولكن احتملته الحميةَ) فقال لسعدٍ: كذبتَ لعمرُ اللهِ، لا تقتلُه ولا تقدرُ على قتلِه. فقام أُسيدُ بنُ حضيرٍ (وهو ابنُ عمِّ سعدِ بنِ معاذٍ) فقال لسعدِ بنِ عُبادةَ: كذبت لعمرُ اللهِ لنقتُلنَّه، فإنك منافقٌ تجادلُ عن المنافقين ...الى آخر الحديث ... رواه البخاري
* في احدى غزوات النبي صلى الله عليه وسلم انتشرت كلمات عبد الله ابن أبي ابن سلول "أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعز منها الأذل" ، قيل أنها غزوة تبوك وقيل أنها غزوةَ الْمُريسيعِ والتي تُسمى غزوة بني المصطلق  كما ذكرها ابن كثير  
وقد ذكر ابن كثير  قصة هذه العبارة في تفسير القرآن:
عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري قال: .. اقتتل رجلانِ في غزوةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تلك ، أحدُهما من المهاجرين والآخرُ من بهزٍ وهم حلفاءُ الأنصارِ ، فاستعلى الرجلُ الذي من المهاجرين على البهزيِّ فقال البَهزيُّ : يا معشرَ الأنصارِ ، فنصره رجال من الأنصارِ ، وقال المهاجريّ : يا معشرَ المهاجرين ، فنصره رجال من المهاجرين ، حتى كان بين أولئك الرجالِ من المهاجرين والرجالِ من الأنصار شيء من القتال ، ثم حجَز بينهم ، فانكفأ كلّ مُنافق أو رجل في قلبه مرض إلى عبد الله بن أبيّ بن سلول ، فقال : قد كنت تُرجى وتَدفع فأصبحت لا تضرُّ ولا تنفع ، قد تناصرَت علينا الجلابيبُ وكانوا يدعون كلَّ حديث هجرةٍ الجلابيبَ فقال عبدُ اللهِ بنُ أبيٍّ عدوُّ اللهِ : لئن رجَعْنا إلى المدينةِ ليُخرجَنَّ الأعزُّ منها الأذَلّ ، قال مالكُ بنُ الدُّخشُمِ وكان من المنافقين أولم أقُلْ لكم لا تُنفِقوا على مَن عندَ رسولِ اللهِ حتى ينفضُّوا ؟ فسمع بذلك عمرُ بنُ الخطابِ فأقبل يمشي حتى جاء رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ ائذنْ لي في هذا الرجلِ الذي قد أفتنَ الناسَ أضربْ عُنُقَه يريد عمرُ عبدَ اللهِ بنَ أُبيٍّ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لعمرَ : أَوَقاتِلُه أنت إن أمرتُك بقتلِه ؟ قال عمرُ : واللهِ لئن أمرْتَني بقتلِه لأضربنَّ عُنُقَه ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : اجلِس ، فأقبل أُسَيد بن الْحُضَير وهو أحدُ الأنصار ثم أحدُ بني عبدِ الأشهلِ حتى أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ ائذنْ لي في هذا الرجلِ الذي قد أفتن الناسَ أضربْ عُنُقَه ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : أَوَقاتِلُه أنت إن أمرتُك بقتلِه ؟ قال : نعم واللهِ لئن أمرتَني بقتلِه لأضربنَّ بالسيفِ تحت قِرطِ أُذنَيه ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : اجلسْ ، ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : أَذِّنوا بالرَّحيلِ ، فهجر بالناسِ فسار يومَه وليلتَه والغدَ حتى متع النهارُ ثم نزل ثم هجر بالناسِ مثلَها فصبَّح بالمدينةِ في ثلاثٍ سارَها من قفا المشللِ ، فلما قدِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المدينةَ أرسل إلى عمرَ فدعاه فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : أي عمرُ أكنتَ قاتلُه لو أمرتُك بقتلِه ؟ قال عمرُ : نعم ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : واللهِ لو قتلتَه يومئذٍ لأرغمْتَ أنوفَ رجالٍ لو أمرتَهم اليومَ بقتلِه امتَثلوه ، فيتحدَّثُ الناسُ أني قد وقعتُ على أصحابي فأقتلُهم صبرًا ، وأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ "هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا... " إلى قوله "لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ ..." ... رواه ابن كثير
* وفي  ثقيفة بنى ساعدة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يوافق على ما أعلنه بعض الأنصار عن تعيين الخلافة منهم وكان على رأسهم سعد بن عبادة وطالت المناقشة  فوقف أسيد مخاطباً الأنصار:
 " تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين فخليفته إذاً ينبغي أن يكون من المهاجرين ، ولقد كنا أنصار رسول الله ، وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته" فأيّد الخليفة  أبو بكر الصّدّيق
* ظل قومه بني عبد الأشهل يعتبرونه سيدهم وإمامهم حتى في شِدّته 
عن بشير بن يسار قال :أنَّ أسيدَ بنَ الحضيرٍ كان يؤمُّ قومَه بني عبدِ الأشهلِ في مسجدِهم ، ثم اشتكى ، فخرج إليهم بعد شَكْوِه ، فأمروه أن يتقدَّمَ فيصلِّي بهم ، فقال : إنِّي لا أستطيعُ أن أقومَ . قالوا : لا يصلِّي لنا أحدٌ غيرَك ما كنتَ فينا . فقال : إنِّي لا أستطيعُ أن أصلي قائمًا فاقْعُدوا ، فصلَّى قاعدًا وصلُّوا وراءَه قعودًا ... رواه  ابن رجب في فتح الباري في شرح صحيح البخاري
وفاته
كانت وفاة  أُسيد سنة عشرين  هجريا وصلى عليه  عمر وحمله الصحابة معه  حتى دفنوه بالبقيع 
* وكانت له وصية في أن عيه دَيْناً فأرسل عمر بن الخطاب الى غرمائه فطلبوا من عمر بيع أرض أسيد لتسديد الدين ولكن عمر  استأذنهم  في أن يقبضوا الدين على ثلاث أعوام من ريع الأرض فوافقوا
يقول ابن تيمية:أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ رضيَ اللَّه عنه قَبِلَ حديقةَ أسيد بن حضير ثلاثَ سنينَ ويستلفُ الضَّمانَ فقضى بِهِ دينًا كانَ على أسيدٍ لأنَّهُ كانَ وصيَّهُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة