السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 9 يناير 2018

حديث الرُّؤْيَةِ و الصِّرَاط

 سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صحابته عن رُّؤْيَةِ اللهِ عز وجل يوم القيامة وعن الصِّرَاطِ
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: يا رسولَ اللهِ ! هل نَرَي ربَّنا يومَ القيامةِ ؟ 
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم :"نعم" . قال: "هل تُضارُّونَ في رُؤيَةِ الشمسِ بالظَّهِيرَةِ صَحْوًا ليس معها سَحَابٌ ؟ وهل تُضَارُّونَ في رُؤيَةِ القمرَ ليلةَ البَدرِ صَحْوًا ليس فيها سَحَابٌ ؟" 
قالوا : لا . يا رسولَ اللهِ ! 
قال: "ما تُضَارُّونَ في رُؤيَةِ اللهِ تبارك وتعالى يومَ القيامةِ إلا كما تُضَارُّونَ في رُؤْيةِ أحدِهِما . إذا كان يومُ القيامةِ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ : لِيَتْبَعْ كلُّ أمةٍ ما كانت تَعبُدُ . فلا يَبْقَى أحدٌ، كان يعبدُ غيرَ اللهِ سبحانه من الأصنامِ والأنصابِ، إلا يَتَساقَطُونَ في النارِ . حتى إذا لم يَبْقَ إلا من كان يعبدُ اللهَ من بَرٍّ وفاجِرٍ . وغُبَّرِ أهلِ الكتابِ . 
فيُدْعَى اليهودُ فيُقالُ لهم : ما كنتم تعبدونَ ؟ 
قالوا : كنا نعبدُ عُزَيْرَ بنَ اللهِ . 
فيُقالُ : كذبتم ما اتخذ اللهُ من صاحبةٍ ولا ولدٍ . فماذا تَبْغُونَ ؟ 
قالوا : عَطِشْنَا . يا ربَّنا ! فاسْقِنا . 
فيُشارُ إليهم : ألَا تَرِدُونَ ؟ فيُحشَرونَ إلى النارِ كأنها سرابٌ يَحْطِمُ بعضُها بعضًا . فيَتَساقطونَ في النارِ . 
ثم يُدْعَى النصارى . فيُقالُ لهم : ما كنتم تَعبدونَ ؟ 
قالوا : كنا نَعْبُدُ المَسيحَ بنَ اللهِ . فيُقالُ لهم : كَذَبتم . ما اتخذ اللهُ من صاحبةٍ ولا ولدٍ . 
فيُقالُ لهم : ماذا تَبْغُونَ ؟ فيقولون:عَطِشْنا . يا ربَّنا ! فاسْقِنا. 
قال فيُشارُ إليهم : ألَا تَرِدُونَ ؟ فيُحشَرونَ إلى جهنمَ كأنها سَرابٌ يَحْطِمُ بعضُها بعضًا فيَتَساقطُون في النارِ . 
حتى إذا لم يَبْقَ إلا من كان يعبدُ اللهَ تعالى من بَرٍّ وفاجِرٍ، أتاهم ربُّ العالمينَ سبحانه وتعالى في أدنَى صورةٍ مِنَ التي رَأَوْهُ فيها . قال : فما تَنْتَظِرونَ ؟ تَتْبَعُ كلُّ أمةٍ ما كانت تَعْبُدُ . قالوا : يا ربَّنا ! فارَقْنَا الناسَ في الدنيا أَفْقَرَ ما كنا إليهم ولم نُصاحِبْهُم . فيقولُ : أنَا ربُّكم . فيقولونَ : نعوذُ باللهِ منك لا نَشْرِكُ باللهِ شيئًا ( مرتينِ أو ثلاثًا ) حتى إن بعضَهم لَيَكادُ أن يَنْقَلِبَ . 
فيقولُ : هل بينَكم وبينَه آيةٌ فتَعْرِفونَه بها ؟ 
فيقولون : نعم . فيُكْشَفُ عن ساقٍ . فلا يَبْقَى من كان يسجدُ للهِ مِن تِلقاءِ نفسِه إلا أَذِنَ اللهُ له بالسجودِ . ولا يَبْقَى من كان يسجدُ اتقاءً ورياءً إلا جعل اللهُ ظَهرَه طبقةً واحدةً . كُلَّما أراد أن يَسجدَ خَرَّ على قفاهُ . 
ثم يَرفعونَ رؤوسَهم، وقد تَحَوَّلَ في صورتِه التي رَأَوْهُ فيها أولَ مرةٍ . فقال : أنَا ربُّكم . فيقولونَ : أنت ربُّنا . 
ثم يُضْرَبُ الجِسْرُ على جهنمَ . وتَحِلُّ الشفاعةُ . ويقولون : اللهم ! سَلِّمْ سَلِّمْ . 
قيل : يا رسولَ اللهِ ! وما الجِسْرُ ؟ 
قال: "دَحْضٌ مَزِلَّةٍ . فيه خطاطيفُ وكلاليبُ وحَسَكٌ . تكونُ بِنَجْدٍ فيها شُوَيْكَةٌ يُقالُ لها السَّعْدانُ . فَيَمُرُّ المؤمنونَ كَطَرْفِ العَيْنِ وكالبَرْقِ وكالريحِ وكالطَّيْرِ وكأجاوِدِ الخيلِ والرِّكابِ . فناجٍ مُسَلَّمٌ . ومَخدوشٌ مُرْسَلٌ . ومَكْدُوسٌ في نارِ جَهنمَ . حتى إذا خَلَّصَ المؤمنينَ من النارِ، فوالذي نفسي بيدِه ! ما منكم من أحدٍ بِأَشَدَّ منا شِدَّةً للهِ، في استِقْصاءِ الحَقِّ، من المؤمنينَ للهِ يومَ القيامةِ لإخوانِهِمُ الذين في النارِ . يقولونَ : ربَّنا ! كانوا يصومون معنا ويُصَلُّونَ ويَحُجُّونَ . فيُقالُ لهم : أَخْرِجُوا مَن عَرَفْتُم . فَتُحَرَّمُ صُوَرُهم على النارِ . فَيُخْرِجُونَ خَلقًا كثيرًا قد أَخذتِ النارُ إلى نِصْفِ ساقَيْهِ وإلى رُكْبَتَيْهِ . ثم يقولونَ : ربَّنا ! ما بَقِيَ فيها أحدٌ مِمَّن أَمَرْتَنَا به . 
فيقولُ : ارجِعوا . فمَن وَجَدتم في قلبِه مِثقالَ دينارٍ من خيرٍ فَأَخْرِجُوه . فيُخْرِجونَ خَلْقًا كثيرًا . ثم يقولونَ : ربَّنا ! لم نَذَرْ فيها أحدًا مِمَّن أمرتَنا . 
ثم يقولُ : ارجِعوا . فمَن وجدتم في قلبِه مِثقالَ نِصْفِ دينارٍ من خيرٍ فَأَخْرِجوه . فيُخْرِجونَ خَلْقًا كثيرًا . ثم يقولون : ربَّنا ! لم نَذَرْ فيها مِمَّن أمرتَنا أحدًا . 
ثم يقول : ارجِعوا . فمن وجدتم في قلبِه مِثقالَ ذرةٍ من خيرٍ فَأَخْرِجوه . فيُخْرِجون خَلْقًا كثيرًا . ثم يقولونَ : ربَّنا ! لم نَذَرْ فيها خيرًا . 
وكان أبو سعيدٍ الخُدْرِيِّ يقول : إن لم تُصَدِّقُوني بهذا الحديثِ فاقرؤوا إن شِئْتُم : { إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا }سورة النساء 
 فيقولُ اللهُ عز وجل:شَفَعَتِ الملائكةُ وشَفَعَ النَّبِيُّونَ وشَفَعَ المؤمِنونَ. ولم يَبْقَ إلا أَرْحَمُ الراحِمِينَ. 
فَيَقْبِضُ قَبْضَةً من النارِ فيُخْرِجُ منها قومًا لم يَعْمَلُوا خيرًا قَطُّ . قد عادوا حِمَمًا . فَيُلْقِيهِم في نهرٍ في أَفْوَاهِ الجنةِ يُقالُ له نهرُ الحياةِ . فيَخْرُجونَ كما تَخْرُجُ الحِبَّةُ في حَمِيلِ السَّيْلِ . ألا تَرَوْنَها تكونُ إلى الحَجَرِ أو إلى الشَّجَرِ . ما يكونُ إلى الشمسِ أُصَيْفِرُ وأُخَيْضِرُ . وما يكونُ منها إلى الظِّلِّ يكونُ أبيضَ ؟" 
فقالوا : يا رسولَ اللهِ ! كأنك كنتَ تَرْعَى بالباديةِ . 
قال :"فيَخْرُجون كاللُّؤْلُؤِ في رقابِهم الخواتِمُ . يعرِفُهم أهلُ الجنةِ . هؤلاءِ عُتَقَاءُ اللهِ الذين أدخلهم اللهُ الجنةَ بغيرِ عَمَلٍ عمِلوه ولا خيرٍ قَدَّمُوهُ . ثم يقولُ : ادخُلُوا الجنةَ فما رأيتُموه فهو لكم . فيقولونَ : ربَّنا ! أعطيتَنا ما لم تُعْطِ أحدًا من العالمينَ . فيقولُ : لكم عندي أفضلُ مِن هذا . فيقولونَ : يا ربَّنا ! أيُّ شيءٍ أفضلُ من هذا ؟ فيقول : رِضَايَ . فلا أَسْخَطُ عليكم بعدَه أبدًا " ... رواه مسلم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة