السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 7 يناير 2020

سعيد بن زيد الصحابي الجليل رضي الله عنه

هو سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي
* كان والده  زيد بن عمرو ممن فر إلى الله من عبادة الأصنام، ويتطلب الدين القيم، فرأى النصارى واليهود، فكَرِه دينهم
فعن عبدالله بن عمر قال:أنَّ زيد بن عَمْرِو بن نُفَيْل خرج إلى الشَّأْم ، يسأل عن الدِّين ويَتْبَعُه ، فلقي عالِمًا من اليهود فسألهُ عن دينهِم ،فقال: إني لعَلِّي أنْ أدينَ دينَكمْ فأخْبِرْني، فقال: لا تكونُ علَى دينِنا ، حتي تأخُذَ بِنَصيبِك من غضَب اللَّه، قال زيد :ما أفِرُّ إلا من غضَب اللَّه ، ولا أحْمل من غضَب اللَّه شيئًا أبدًا، وأنَّى أسْتَطيعُهُ ؟ فهلْ تَدُلُّني علَى غيرِه؟ قال: ما أعلَمُهُ إلا أنْ يكون حَنيفًا، قال زيد: وما الحنيفُ؟قال: دين إبراهيم،لمْ يكُن يهوديًّا ولا نصرانيًّا ولايعبُد إلا اللَّه ، فخرجَ زيد فلَقيَ عالمًا من النَّصارى فذكر مثله ، فقال: لن تكون على ديننا حتَّى تأخُذ بنَصيبك من لَعنَة اللَّه ، قال: ما أفِرُّ إلا من لَعنَة الله ، ولا أحْمِل مِن لَعنَة الله ، ولا من غَضَبِه شيئًا أبدًا، وأنَّى أستَطيع؟ ، فهل تَدُلُّني علَى غيرِه؟ ، قال :ما أعلمُهُ إلا أنْ يكونَ حَنيفًا، قال :وما الحَنيفُ؟ قال: دين إبراهيم لم يكن يهوديًّا ولا نصرانيًّا، ولا يعبُد إلا اللهَ. فلمَّا رأى زيد قولهُم في إبراهيم عليه السَّلام خرج، فلما بَرَز رفع يدَيْه، فقال: اللَّهُمّ إني أشهدُ أني علَى دين إبراهيم ... رواه البخاري
* شهد النبي   صلى الله عليه وسلم لزيد بن عمرو بن نفيل وهو والد سعيد بأنه يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ
فعن سعيد بن زيد: قال سألت أنا وعمر بن الخطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زيد بن عمرو، فقال:" يأتي يوم القيامة أُمَّةً وَحْدَهُ". رواه أبو يعلى باسناد حسن
* وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دخلتُ الجنةَ فرأيتُ لزيدِ بن عمرو بن نفيلٍ درجتينِ"رواه ابن عساكر وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة
* زوجة سعيد بن زيد هي ابنة عمه فاطمة بنت الخطاب ، أخت عمر بن الخطاب 
* مناقبه
 وقد أسلم سعيد قبل دخول النبي  صلى الله عليه وسلم  دار الأرقم وكان إسلامه وزوجته سبباً في إسلام عمر بن الخطاب بعد ذلك 
* هوأحد العشرة المشهود لهم بالجنة
 قال سعيدُ بنُ زيدٍ : أشهد على التسعةِ أنهم في الجنَّةِ ولو شهدتُ على العاشرةِ لم آثَمْ قيل : وكيف ذاك ؟ قال : كنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بحِراءَ فقال : "اثبُتْ حِراءُ فإنه ليس عليك إلا نبيٌّ أو صدِّيقٌ أو شهيدٌ " 
قيل : ومن هم ؟ 
قال : رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأبو بكرٍ وعمر وعثمان وعَلِيّ وطلحة والزبير وسعد وعبد الرَّحمنِ بن عوفٍ 
قيل : فمن العاشرُ ؟ 
قال : أنا"... صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
لم يشهد معركة بدر لأنه قد كان بعثه رسول الله هو وطلحة بن عبيد الله  بين يديه يتجسّسان أخبار قريش فلم يرجعا حتى فرغ من بدر فضرب لهما رسول الله بسهمِهما وأجرِهما
شهد أُحُداً وغزوة الخندق وصلح الحديبية وظل يجاهد مع النبي  وواصل جهاده مع  الخلفاء الراشدين
** في عهد عمر بن الخطاب
شهد سعيد بن زيد معركة اليرموك فوصفها قائلاً: لما كان يوم اليرموك كنا أربعة وعشرين ألفاً ونحواً من ذلك فخرجت لنا الروم   بعشرين ومائة ألف وأقبلوا علينا بخطى ثقيلة كأنهم الجبال تحركها أيد خفية وسار أمامهم الأساقفة  والقسيسون يحملون الصلبان وهم يجهرون بالصلوات فيرددها الجيش من ورائهم وله هزيم كهزيم الرعد فلما رآهم المسلمون على حالهم هذه هالتهم كثرتهم وخالط قلوبهم شيء من خوفهم عند ذلك قام أبو عبيدة فخطب في الناس وحثهم على القتال عند ذلك خرج رجل من صفوف المسلمين 
وقال لأبي عبيدة: إني أزمعت على أن أقضي أمري الساعة. فهل لك من رسالة تبعث بها إلى رسول الله؟ 
فقال أبو عبيدة: نعم تقرئه مني ومن المسلمين السلام وتقول له: يا رسول الله إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً
قال سعيد: فما إن سمعت كلامه ورأيته يمتشق حسامه ويمضي إلى لقاء أعداء الله حتى اقتحمت إلى الأرض وجثوت على ركبتي وأشرعت رمحي وطعنت أول فارس أقبل علينا. ثم وثبت على العدو وقد انتزع الله كل ما في قلبي من الخوف. فثار الناس في وجوه الروم. وما زالوا يقاتلونهم حتى كتب الله للمؤمنين النصر
* دانت دمشق بالولاء للمسلمين جعله أبو عبيدة بن الجراح والياً علي دمشق فكان أول من وُلِّي إمْرَة دمشق من المسلمين غير أنه كان زاهداً في الحكم كما هو زاهد في المال فكتب إلى أبي عبيدة وهو في الأردن يعتذر عن عدم الاستمرار في المنصب ويطلب اللحاق به للجهاد فلما بلغ الكتاب أبا عبيدة استجاب لرغبته
* لم يكن سعيد متأخراً عن مراتب أهل الشورى السِّتة الا أن عمر رضي الله عنه تركه؛ لئلا يظن أحد انه يتحيز لأقاربه فأخرج منها ولَدَه وزوج اخته
**موقفه من مقتل عثمان بن عفان
* استنكر الصحابي الجليل  سعيد بن زيد ما حدث  لعثمان بن عفان رضي الله عنه والطريقة البشعة لمقتله 
فعن قيس بن أبي حازم قال :"سَمِعْتُ سعِيد بن زيْد بن عَمْرو بن نُفيل في مسجد الكُوفة يقول: واللَّه لقد رأَيْتُنِي وإِنّ عُمر لَمُوثِقِي عَلَى الإِسلَام قبل أَن يُسْلِم عُمر، ولَوْ أنّ أُحُدًا ارْفَضَّ لِلَّذِي صَنَعْتم بعُثمان لَكَان "رواه البخاري
----------------------- 
ومعنى ارْفَضَّ:زال من مكانه وتفرقت أجزاؤه من شدة الغضب
ومعنى لَمُوثِقِي :ضيَّق عليه وأهانه
**في الخلافة الأموية
* عن عروة بن الزبير: أن أروى بنتَ أويسٍ ادَّعت على سعيدِ بنِ يزيدٍ أنَّهُ أخذ شيئًا من أرضها . فخاصمتْه إلى مروانِ بنِ الحكمِ  فقال سعيدٌ : أنا كنتُ آخذُ من أرضها شيئًا بعد الذي سمعتُ من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ؟ 
قال : وما سمعتَ من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ؟ 
قال : سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول:" من أخذ شبرًا من الأرضِ ظلمًا طوَّقَه إلى سبعِ أرضينَ"
فقال لهُ مروان : لا أسألك بيِّنَة بعدَ هذا . 
فقال : اللهم ! إن كانت كاذبةً فاعْمِ بصرها واقتلها في أرضها ... قال : فما ماتت حتى ذهب بصرُها . ثم بينَا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرةٍ فماتت " .. رواه مسلم
**وفاته:
تُوفّي سعيد بن زيد بالعقيق، سنة إحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة  فغسَّله  سعد بن أبي وقاص، وكفَّنه، وخرج معه ، ودُفن بـالمدينة المنورة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة