بعد رحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم للطائف ورفض أهلها ان يسمعوه ، عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعوة مجدداً ، للوفود الآتية لمكة في موسم الحج يدعوها إلى الله ، ويخبرهم أنه نبي مرسل ، فكان لا يسمع بقدوم وفد من العرب إلى مكة إلا دعاه إلى الله وإلى الإسلام
* وفي أحد المواسم بينما كان يعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام على قبائل العرب لقي سِتة من الخزرج وهم السِّتة الذين فتح الله عليهم فأنار بصيرتهم وأراد لهم الخير فكانوا بالفعل أهلاً للخير
جلسوا معه ، فدعاهم إلى الله عز وجل ، وعرض عليهم الإسلام ، وتلا عليهم القرآن ، فقال بعضهم لبعض : يا قوم ، تعلموا والله إنه للنبي الذي توَعَّدَكم به يهود ، فلا تسبقنَّكم إليه
فأجابوه فيما دعاهم إليه ، بأن صَدَّقوه وقَبِلوا مِنه ما عرض عليهم من الإسلام ، ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم وقد أخذوا على عاتقهم نشر ما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم
** العظماء السِّتَّة هم :
هؤلاء السِّتة هم لوحة شرف المدينة المنورة وأوائل عظمائها:
أسعد بن زرارة
عوف بن الحارث
ورافع بن مالك
قُطبَة بن عامر بن حديدة
وعُقبة بن عامر بن نابي
وجابر بن عبد الله
رضي الله عنهم وأرضاهم
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : إنِّي مِنَ النُّقَبَاءِ الَّذِين بَايَعُوا رسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، بَايَعْنَاهُ علَى أنْ لا نُشْرِكَ باللَّهِ شيئًا، ولَا نَسْرِقَ، ولَا نَزْنِيَ، ولَا نقْتل النَّفْس الَّتي حَرَّم اللَّه، ولا نَنْتَهِب، ولَا نَعْصِي ، بالجَنَّة إنْ فَعَلْنَا ذلكَ، فإنْ غَشِينَا مِن ذلكَ شيئًا، كانَ قَضَاءُ ذلكَ إلى اللَّهِ ... رواه البخاري
* في الحج التالي عاد مصعب بن عمير إلى مكة ، مع من خرج من الأنصار من المسلمين إلى الحج
عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال : نِمنا تلكَ الليلَةَ (ليلةَ العقَبَةِ) مع قومِنا في رحالِنا ، حتَّى إذا مضى ثُلثُ اللَّيلِ ، خرَجنا مِن رحالِنا لميعادِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ، نتسلَّلُ تَسلُّلَ القَطا مُستَخفينَ ، حتَّى اجتمَعنا في الشِّعبِ عندَ العَقبَةِ ، ونحنُ ثلاثةٌ وسَبعون رجُلًا ، ومعَنا امرأتانِ من نسائِنا ، نَسيبَةُ بنتُ كَعبٍ وأسماءُ بنتُ عمرِو بنِ عدِيٍّ . فلمَّا اجتمَعنا في الشِّعبِ ننتَظِرُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ، جاءَنا ومعَهُ العبَّاس بن عبد المطَّلِب ، وهو يومَئذٍ علَى دينِ قومِه ، إلَّا أنَّهُ أحبَّ أن يحضُرَ أمرَ ابنَ أخيهِ ويستوثِقَ لهُ ، فلمَّا جلَس كان أوَّلَ متكَلِّمٍ ، قال :" يا معشَرَ الخَزرَجِ إنَّ محمَّدًا منَّا حيثُ قد علِمتُم ، وقد منَعناهُ مِن قومِنا مِمَّنْ هو علَى مثلِ رأينا فيهِ ، فهو في عزَّةٍ من قومِه ومنَعَة في بلدِهِ ، وإنَّهُ قد أبى إلَّا الانحيازَ إليكُم واللُّحوقَ بكُم ، فإن كنتُم تَرَونَ أنَّكُم وافونَ لهُ بما دَعوتُموه إليهِ ، ومانِعوهُ ممَّن خالَفَهُ ، فأنتُم وما تحمَّلتُم من ذلكَ ! ! وإِن كنتُم ترَون أنَّكُم مُسلِموهُ وخاذِلوهُ بعدَ الخروجِ إليكُم ، فمِنَ الآنَ فدَعوهُ فإنَّهُ في عزَّةٍ ومنعَةٍ مِن قومِهِ وبلَدِهِ " . . . قال كعبٌ : فقُلنا لهُ : قَد سمِعنا ما قلتَ فتكَلَّم يا رسولَ اللهِ ، فخُذ لنَفسِكَ وربِّكَ ما أحبَبتَ ، فتكلَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فتلَا القُرآنَ ، ودعا إلى اللهِ ، ورغَّبَ في الإسلامِ ، ثُمَّ قالَ : " أبايعُكُم علَى أَن تمنَعوني مِمَّا تمنعونَ منهُ نساءَكُم وأبناءكُمْ ". قال كعبٌ : فأخذَ البراءُ بنُ مَعرورٍ بيدِهِ وقالَ : نعَم ، فوالَّذي بعثَكَ بالحقِّ لنمنعنَّكَ ممَّا نمنَعُ أزُرَنا ، فبايِعنا يا رسولَ اللهِ ، فنحنُ (واللهِ) أبناءُ الحروبِ ، ورِثناها كابرًا عن كابرٍ ، فاعتَرضَ هذا القولَ (والبراءُ يكلِّمُ رسولَ اللهِ صلى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ) أبو الهيثَمِ بنُ التَّيهانِ فقالَ : يا رسولَ اللهِ ، إن بَيننا وبينَ الرِّجالِ (يعني اليهودَ) حبالًا وإنَّا قاطعوها ، فهل عَسيتَ إن فَعلنا ذلكَ ثمَّ أظهرَكَ اللهُ أن ترجِعَ إلى قومِكَ وتدَعَنا قالَ : فتبسَّمَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ ، ثم قال :" بلِ الدَّمَ الدَّمَ والهدمَ الهدمَ ، أنا منكُم وأنتُم مِنِّي ، أحارِبُ مَن حاربتُم وأسالِمُ مَن سالمتُم ". . . وأمرَهُم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ أن يُخرِجوا منهُم اثنَي عَشرَ نقيبًا يكونونَ علَى قومِهم بما فيهِم ، فأخرجوا منهُم النُّقباءَ ، تِسعةً من الخزرَجِ وثلاثةً مِن الأَوسِ .... فقه السيرة للألباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة