يقول الإمام بن باز رحمه الله بإذنه تعالى :أنَّ الواجب على المسلمين فيما بينهم التناصح، والتعاون على البرِّ والتقوى، والتواصي بالحقِّ؛ لأنَّ هذه الدار هي دار العمل، ودار التواصي بالحق، ودار التناصح، ودار الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، أما الآخرة فهي دار الجزاء على الأعمال.
فالواجب على جميع المسلمين أن يتناصحوا، وأن يتعاونوا بالبر والتقوى، وأن يحرص كل واحدٍ على صلاح غيره، وهداية غيره، ونجاة غيره؛ لأن المسلم أخو المسلم، قال تعالى:" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ "[الحجرات:10]، فالمؤمنون إخوة يجب بينهم التناصح والتعاون على البر والتقوى، والتآمر بالمعروف، والتناهي عن المنكر، كما قال صلى الله عليه وسلم :" وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "[التوبة:71] يرحمهم بهذه الأعمال؛ لما بينهم من الولاء والمحبة في الله، والتعاون على الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأداء فرائض الله، وترك محارم الله، بهذا يرحمهم جلَّ وعلا.
قال تعالى:" وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" [العصر ]، التواصي بالحق هو التناصح، هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو داخل في قوله:" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى" [المائدة:2].
ونبي الله نوح عليه الصلاة والسلام قال لقومه:"وَأَنْصَحُ لَكُمْ" [الأعراف:62]، ويقول هود لقومه: "وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ" [الأعراف:68]، وهكذا جميع الرسل، كلهم نصحوا لأممهم، وأدوا الرسالة، وبلَّغوها خير بلاغٍ، فهكذا أتباعهم من المؤمنين، يجب أن يُؤدوا هذه النصيحة، وأن يجتهدوا فيها، لعله يحصل بذلك على أيديهم هداية الكثير، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن دلَّ على خيرٍ فله مثلُ أجر فاعله "، ويقول صلى الله عليه وسلم: "مَن دعا إلى هدًى كان له من الأجر مثل أجور مَن تبعه، لا ينقص من أجورهم شيئًا "، نعمة عظيمة، ويقول صلى الله عليه وسلم لعليٍّ لما بعثه إلى خيبر لليهود:" لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خيرٌ لك من حمر النعم ".
فالإنسان في بذله النصيحة، والدعوة إلى الله ، والتوجيه ؛ له خيرٌ عظيمٌ، وله أجرٌ عظيمٌ ، وله مثل أجور مَن يهديه الله على يديه ، وإن كثروا، إن هدى الله على يديه مئةً له مثل أجورهم ، هدى الله على يديه ألفًا له مثل أجورهم ، هدى الله على يديه ألوفًا له مثل أجورهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة