السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

يَخْرُجُ قَوْمٌ مِن أُمَّتي يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ، ليسَ قِرَاءَتُكُمْ إلى قِرَاءَتِهِمْ بشيءٍ، وَلَا صَلَاتُكُمْ إلى صَلَاتِهِمْ بشيءٍ، وَلَا صِيَامُكُمْ إلى صِيَامِهِمْ بشيءٍ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ يَحْسِبُونَ أنَّهُ لهمْ وَهو عليهم ..

عن زيد بن وهب الجهَنيّ : أنَّهُ كانَ في الجَيْش الّذِين كَانُوا مع عَلِيّ رضي اللَّه عنه، الَّذين سَارُوا إلى الخَوَارج، فقال عَلِيّ رضي اللَّه عنه: أَيُّهَا النَّاس إنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلّم يقول:" يَخْرُجُ قَوْمٌ مِن أُمَّتي يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ، ليسَ قِرَاءَتُكُمْ إلى قِرَاءَتِهِمْ بشيءٍ، وَلَا صَلَاتُكُمْ إلى صَلَاتِهِمْ بشيءٍ، وَلَا صِيَامُكُمْ إلى صِيَامِهِمْ بشيءٍ، يَقْرَؤُونَ القُرْآنَ يَحْسِبُونَ أنَّهُ لهمْ وَهو عليهم، لا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الإسْلَامِ كما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ "، لو يَعلم الجيْشُ الّذين يُصِيبُونَهم، ما قُضِيَ لهم علَى لِسان نَبِيّهم صلّى اللّه عليه وسلّم، لَاتَّكَلُوا عن العَمَل، وآيَةُ ذلكَ أنَّ فيهم رَجُلًا له عَضُدٌ ، وليسَ له ذِراع ، علَى رَأس عَضُده مِثْل حَلَمَة الثّدْي، عليه شَعَرات بيض فتَذْهَبُون إلى مُعَاوية وأهْل الشّام وتَتْرُكون هَؤُلاء يَخْلُفُونكم في ذَراريِّكُم وأَموالكم، واللَّهِ، إنِّي لأَرْجو أَن يكونُوا هؤلاء القوْم، فإنَّهم قد سَفَكوا الدَّم الحَرام، وأغَارُوا في سَرْح النّاس، فسِيروا علَى اسم اللّه ، قال سَلَمَة بن كُهَيْل: فنَزَّلني زَيْد بن وهْبٍ مَنْزلًا، حتَّى قال: مَرَرْنَا علَى قَنطَرَة، فلَمَّا التَقَيْنا وعلَى الخَوَارج يومَئذ عبد الله بن وَهْب الرّاسِبيّ، فقال: لهم ألْقُوا الرِّماح، وسُلُّوا سُيُوفَكم ن جُفُونها، فإنِّي أخَاف أنْ يُناشِدوكم كما نَاشَدُوكم يَوم حَرُوراء، فرَجَعُوا فوَحَّشُوا برِمَاحِهم، وسَلُّوا السّيوف، وشَجَرَهم النّاس برِمَاحهم، قال: وقُتِل بَعضُهُم علَى بَعْض، وما أُصِيبَ مِن النَّاس يَومَئذ إلَّا رَجُلَان، فقال عَلِيٌّ رضي اللَّه عنه: التَمِسُوا فِيهم المُخْدَج، فالتَمَسُوه فَلَمْ يَجِدُوهُ، فقامَ عَلِيٌّ رضي اللّه عنه بنَفسِه حتّى أتَى ناسًا قد قُتِل بَعضهم علَى بَعض، قال: أخِّرُوهم، فوَجَدوه ممَّا يَلِي الأرْض، فكَبَّر، ثُمّ قال: صَدَق اللَّه، وبَلَّغَ رسولُه، قال: فقام إلَيْه عبِيدة السَّلمانِيّ، فقال: يا أمير المُؤمنين، أَلِلَّهَ الذي لا إله إلَّا هُو، لَسَمِعتَ هذا الحديث مِن رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم؟ فقال: إي، واللَّهِ الذي لا إلَه إلَّا هُو، حتَّى استَحلَفَهُ ثَلَاثًا، وهو يَحْلف له ... رواه مسلم
=====================
من  بعضَ صفاتِ الخوارج كما وضحها عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه : أنهم يقرَؤون القُرْآن بخشوع شديد ، و يظهرون الخشوع والورع في  صلاتُهم وصيامُهم .. لدرجة أن  مَن يراهم يعتقد أنَّهم أكثرُ إيمانًا  وأقرب إلى الله 
=====================
* " يَحْسِبُونَ أنَّهُ لهمْ وَهو عليهم " : قراءتُهم للقرآن لا يرفَعُها اللهُ ولا يقبَلُها لأن الله يعلم أنها لا تجاوز تراقيهم ولا تؤثر بقلوبهم
* "يمرُقون" :أي يخرُجون مِن الإسلامِ
* " كما يمرُقُ السَّهمُ مِن الرَّميَّةِ": أي ينفُذ في الصَّيد الذي يرميه بالسهم إلى الجهة الأخرى فيخرج كما دخل لا يعلق به أي شئ
* عبد الله بن وَهْب الرّاسِبيّ : كان على رأس الخوارج ، والذي طلب منهم أن يحاربوا بالسيوف فتكون أسرع في الإشتباك مع جيش عليُّ بنُ أبي طالبٍ  من الرماح ، فلا تكون هناك فرصة لجيش عليُّ بنُ أبي طالبٍ  أن يناشدوهم بالله  فيؤثر ذلك فيهم ، فكان حريصا على توغل الحقد في قلوب هؤلاء الخوارج ، ولا يريد زعزعة هذا الحقد
*  وحَّشوا برماحهم : أي رموا بها
* شَجَرَهُم النَّاسُ برماحِهِم : أي طعنوهم
* " فتذهَبون إلى معاويةَ وأهلِ الشَّامِ وتتركون هؤلاء يخلُفونكم في ذَرَاريِّكم وأموالِكم " : أي  تريدون أن تذهَبوا إلى معاويةَ وأهلِ الشَّامِ وتقاتلوهم وتتركوا هؤلاء الخوارجَ في نسلِكم وأموالِكم 
* "وما أُصيب مِن النَّاسِ يومئذ إلَّا رجُلانِ" : أي  ما قُتِل مِن أصحابِ عليٍّ إلَّا رجُلانِ
* "المُخدَجَ" : ناقصَ الخَلْقِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة