السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأربعاء، 25 ديسمبر 2019

يا بني عبد المطلبِ اشتروا أنفسكم من ربِّكم ، إنى لا أملكُ لكم من اللهِ شيئًا ، ولكن بيني وبينكم رحمٌ ، أنا بالُّها ببلالِها


كان نبي الرحمة صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يخشى على قريش من غضب الله عندما عاندوا ورفضوا  الدخول في الإسلام حين دعاهم إليه ، وأمره ربه عز وجل أن ينذر أهله وأرحامه وطلب منهم أن ينقذوا أنفسهم من النار ويتبعوه فإن صلة رحمهم لن تقيهم عذاب النار ، فليس لديهم عنده صلى الله عليه وسلم إلا رعاية تلك الصِّلة بما يناسبها في الدنيا 
* يقول القرطبي:قوله تعالى : "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" خص عشيرته الأقربين بالإنذار لتنحسم أطماع سائر عشيرته وأطماع الأجانب في مفارقته إياهم على الشرك
*وقد ورد عند الطبري: عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس, قال: لما نـزلت هذه الآية "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا, ثم نادى: " يا صَباحاهُ"، فاجتمع الناس إليه ، فبين رجل يجيء ، وبين آخر يبعث رسوله ، فقال: " يا بَنِي هَاشِمٍ ، يا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ، يا بَنِي فِهْرٍ، يا بَنِي يا بَنِي ، أرَأَيْتَكُمْ لَوْ أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلا بِسَفْحِ هَذَا الجَبَلِ تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ صَدَّقْتُمُونِي؟ " قالوا: نعم ، قال: " فإنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ" فقال أبو لهب: تبا لكم سائر اليوم, ما دعوتموني إلا لهذا؟ فنـزلت: "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ..." ... إلى آخر السورة
فعن موسى بن طلحة  قال : قال رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم "يا بني عبدِ منافٍ ، اشتروا أنفُسَكم من ربكم ، إني لا أملكُ لكم من اللهِ شيئًا ، يا بني عبد المطلبِ اشتروا أنفسكم من ربِّكم ، إنى لا أملكُ لكم من اللهِ شيئًا ، ولكن بيني وبينكم رحمٌ ، أنا بالُّها ببلالِها"... رواه النسائي و صححه  الألباني
* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لَمَّا أُنْزِلَتْ هذِه الآيَةُ "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ" الشعراء ، دَعا رسول الله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قُرَيشًا، فاجتَمعُوا فعَمّ وخَصّ، فقال: "يا بَنِي كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَنِي مُرَّةَ بنِ كَعْبٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَنِي عبدِ شَمْسٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَنِي عبدِ مَنافٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَنِي هاشِمٍ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا بَنِي عبدِ المُطَّلِبِ، أنْقِذُوا أنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يا فاطِمَةُ، أنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فإنِّي لا أمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شيئًا، غيرَ أنَّ لَكُمْ رَحِمًا سَأَبُلُّها ببَلالِها" ... رواه  مسلم
===========
"بيني وبينكم رَحِمٌ": أي: قَرابةٌ 
"أنا بالُّها ببِلالِها":  كنايةٌ عن الصلة والمراعاة، أي سأصِلها بصِلَتها التي تستحقُّها في الدُّنيا
والبِلال: الماء 
وقد شُبِّهَت قطيعة الرَّحِم بالحرارة تُطفَأ بالبرد والماء، وتندى بالصِّلَة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة