السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الخميس، 3 ديسمبر 2020

قصة الخضر عليه السلام

هو بليا بن ملكان ابن فالغ بن شالخ  بن عامر  بن أرفخشد ابن سام بن نوح عليه السلام
ذكر ابن قتيبة في المعارف عن وهب بن منبه: أن اسم الخضر " بليا " ويقال بليا بن ملكان ابن فالغ بن شالخ  بن عامر  بن أرفخشد ابن سام بن نوح عليه السلام... قصص الأنبياء لابن كثير
* وقيل : هو خضرون  ابن عمياييل بن اليفز بن العيص بن إسحق بن إبراهيم الخليل ، ويقال هو أرميا بن حلقيا ، وقيل: إنه ابن مالك وهو أخو إلياس، قاله السدى ، وروى الحافظ ابن عساكر عن سعيد بن المسيب أنه قال: الخضر : أُمُّه رومية وأبوه فارسي ... قصص الأنبياء لابن كثير
* هو الخَضْر عليه السلام ، الذي رحل إليه  موسى  عليه السلام ليُعلِّمه، وهذا هو لقبه الثابت في الصحيحين فالخَضْر هو اللقب الذي غلب عليه 
** لماذا لُقِّب الخَضْر بهذا الإسم؟
* عن همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنَّما سُمِّى الخَضْر أنَّه جَلَس على فَروَة بَيْضَاء فإذَا هِي تَهتَزَّ مِن خَلْفِه خَضْرَاء "... رواه البخاري
( قال عبد الرزاق: الفروة: الحشيش الابيض وما أشبهه يعني الهشيم اليابس ، وقال الخطابي: وقال أبو عمر: الفروة الارض البيضاء التي لا نبات فيها.
وقال غيره: هو الهشيم اليابس شبهه بالفروة)
* عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّما سُمِّى الخَضْر خَضْرًا لأنَّه جَلَس على فَروَة بَيْضَاء فاهتزَّت  تَحْتَه خَضْرَاء ".. رواه الترمذي وصححه الألباني
** زمانه
* قيل إنه كان على مقدمة ذي القرنين.
* وقيل كان ابن بعض من آمن بإبراهيم الخليل وهاجر معه.
* قال ابن جرير: والصحيح أنه كان متقدما في زمن أفريدون بن اثفيان حتى أدركه موسى عليه السلام ... قصص الأنبياء لابن كثير
** قصة الخضر وموسى عليهما السلام
يقول تعالى في سورة الكهف :" فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً ، فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً ، قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً ، قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً ،  فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ، قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ، قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ، وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ، قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ، قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي لا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا، فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً ، قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ، قَالَ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً ، فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً ، قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً  ، قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً ، فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً ، قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً ، أمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً ، وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً ، فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً ، وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً"
* وشرح القصة في الصحيحين:
عن سعِيد بن جُبير، قال: قُلت لاِبن عَبَّاس: إِنَّ نَوْفًا البِكَالِيَّ  يَزعُم أَنَّ مُوسى لَيْس بِمُوسى  بَنِي إِسرائيل، إِنَّما هو مُوسى آخَر. فقالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ؛ حدّثنا  أُبَيّ بن كعْب، عن النَّبِيّ صلَّى الله عليه وسلَّم"قامَ  مُوسَى النَّبِيُّ خَطِيبًا في بَنِي إِسْرائِيلَ، فَسُئِلَ: أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ فقالَ: أَنا أَعْلَمُ. فَعَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ، إِذْ لَمْ يَرُدَّ العِلْمَ إِلَيْهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: أَنَّ عَبْدًا مِنْ عِبادِي بِمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ، هو أَعْلَمُ مِنْكَ. قالَ: يا رَبِّ، وَكَيْفَ بِهِ؟ فَقِيلَ لَهُ: احْمِلْ حُوتًا في مِكْتَلٍ، فَإِذا فَقَدْتَهُ فَهْوَ ثَمَّ. فانْطَلَقَ وانْطَلَقَ بِفَتاهُ  يُوشَعَ بنِ نُونٍ، وَحَمَلا حُوتًا في مِكْتَلٍ، حَتَّى كانا عِنْدَ الصَّخْرَةِ وَضَعا رُؤُوسَهُما وَناما ، فانْسَلَّ الحُوتُ مِنَ المِكْتَلِ "فاتَّخَذَ سَبِيلَهُ في البَحْرِ سَرَبًا"، وَكان لِمُوسَى وَفَتاهُ عَجَبًا، فانْطَلَقا بَقِيَّةَ لَيْلَتِهِما وَيَوْمَهُما ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَ مُوسَى لِفَتاهُ: "آتِنا غَداءَنا، لقد لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَبًا". وَلَمْ يَجِدْ مُوسَى مَسًّا مِنَ النَّصَبِ حَتَّى جاوَزَ المَكانَ الذِي أُمِرَ بِهِ، فقالَ  لَهُ فَتاهُ: "أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إلى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الحُوتَ ". قالَ مُوسَى: "ذلكَ ما كُنَّا نَبْغِي  فارْتَدَّا على آثارِهِما قَصَصًا"، فَلَمَّا انْتَهَيا إلى الصَّخْرَةِ، إذا رَجُلٌ مُسَجًّى بِثَوْبٍ   فَسَلَّمَ مُوسَى، فقالَ الخَضِرُ: وَأَنَّى بِأَرْضِكَ السَّلامُ؟! فقالَ : أَنا مُوسَى. فقالَ: مُوسَى بَنِي إِسْرائِيلَ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: "هَلْ أَتَّبِعُكَ على أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا؟  قالَ: إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي  صَبْرًا"، يا مُوسَى إِنِّي على عِلْمٍ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ لا تَعْلَمُهُ أَنْتَ، وَأَنْتَ على عِلْمٍ عَلَّمَكَهُ   لا أَعْلَمُهُ. قالَ: "سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِرًا، وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا. فانْطَلَقا " يَمْشِيانِ على ساحِلِ البَحْرِ، لَيْسَ لَهُما سَفِينَةٌ، فَمَرَّتْ بهما سَفِينَةٌ، فَكَلَّمُوهُمْ أَنْ يَحْمِلُوهُما، فَعُرِفَ الخَضِرُ، فَحَمَلُوهُما  بِغَيْرِ نَوْلٍ، فَجاءَ عُصْفُورٌ، فَوَقَعَ على حَرْفِ السَّفِينَةِ، فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ في البَحْرِ، فقالَ الخَضِرُ: يا مُوسَى، ما نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هذا العُصْفُورِ في البَحْرِ. فَعَمَدَ الخَضِرُ إلى لَوْحٍ مِنْ أَلْواحِ السَّفِينَةِ فَنَزَعَهُ، فقالَ مُوسَى: قَوْمٌ حَمَلُونا بِغَيْرِ نَوْلٍ، عَمَدْتَ إلى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَها "لِتُغْرِقَ أَهْلَها   ؟! قالَ: أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي  صَبْرًا؟ قالَ: لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ ". فَكانَتِ الأُولَى مِنْ مُوسَى نِسْيانًا. فانْطَلَقا، فَإِذا غُلامٌ يَلْعَبُ مَعَ الغِلْمانِ، فَأَخَذَ الخَضِرُ بِرَأسِهِ مِنْ أَعْلاهُ فاقْتَلَعَ رَأسَهُ بِيَدِهِ. فقالَ مُوسَى: "أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ"؟ ، "قالَ: أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا؟" (قالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَهذا أَوْكَدُ) "فانْطَلَقا حَتَّى إِذا  أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها، فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُما، فَوَجَدا فيها جِدارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقامَهُ "، قالَ الخَضِرُ بِيَدِهِ فَأَقامَهُ، فقالَ لَهُ مُوسَى: "لَوْ شِئتَ لاتَّخَذْتَ  عَلَيْهِ أَجْرًا، قالَ: هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ"". قالَ النَّبِيُّ صلَّى الله عَلَيه وسلَّم: "يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى، لَوَدِدْنا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنا مِنْ أَمْرِهِما" ... رواه البخاري
* وذكر البخاري اسم الملك الآخذ لكل سفينة غصبا فقال : هو "هدد بن بدد ، والغلام المقتول" اسمه جيسور ... تفسير القرطبي
* قوله تعالى : "وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ" جاء في صحيح الحديث : "أنه طُبِعَ يَومَ طُبِعَ كافِرًا".... تفسير القرطبي
* عن أُبي بن كعب قال : قال النَّبِيُّ صلَّى الله عَلَيه وسلَّم:"إن الغلامُ الذي قَتَلَهُ الخَضِرُ طُبِعَ  كافِرًا ، و لو عاشَ لَأَرْهَقَ أبَويْهِ طُغيانًا و كُفَرَا" ... رواه مسلم
*  وعن ابن جبير وابن جريج أنهما بُدِلا جارية ؛ قال الكلبي فتزوجها نبي من الأنبياء فولدت له نبيا فهدى الله تعالى على يديه أمة من الأمم. 
وعن ابن جريج أيضا أن أم الغلام يوم قُتِل كانت حاملا بغلام مسلم وكان المقتول كافرا. 
وعن ابن عباس : فولدت جارية ولدت نبيا ... تفسير القرطبي
** نُبُوَّة الخَضر
اختلف العلماء في نبوة الخضر ، فقيل نبيًّا ، وقيل  وَلِيًّا وليس نَبيّ
* فلو كان وليا وليس بنَبِيّ  لم يخاطبه موسى بهذه المخاطبة، ولم يرد على موسى هذا الرد، بل موسى إنما سأل صحبته لينال ما عنده من العلم الذي اختصه الله به دونه. فلو كان غير نبي، لم يكن معصوما، ولم تكن لموسى - وهو نبي عظيم ورسول كريم واجب العصمة - كبير رغبة ولا عظيم طلبة في علم ولي غير واجب العصمة، ولما عزم على الذهاب إليه والتفتيش عنه، ولو أنه يمضي حقبا من الزمان، قيل ثمانين سنة.
ثم لما اجتمع به تواضع له وعظمه، واتبعه في صورة مستفيد منه فدل   على أنه نبي مثله يوحى إليه كما يوحى إليه، وقد خُص من العلوم اللدنية والاسرار النبوية بما لم يطلع الله عليه موسى الكليم، نبي بني إسرائيل الكريم... قصص الأنبياء لابن كثير
* أن الخضر أقدم على قتل ذلك الغلام، وما ذاك إلا للوحي إليه من الملك العلام.
وهذا دليل مستقل على نبوته، وبرهان ظاهر على عصمته، لان الوَلِيّ لا يجوز له الاقدام على قتل النفوس بمجرد ما يلقى في خلده، لان خاطره ليس بواجب العصمة، إذ يجوز عليه الخطأ بالاتفاق.
ولما أقدم الخضر على قتل ذلك الغلام الذي لم يبلغ الحلم، علما منه بأنه إذا بلغ يكفر، ويحمل أبويه على الكفر لشدة محبتها له فيتابعانه عليه، ففي قتله مصلحة عظيمة تربو على بقاء مهجته، صيانة لابويه عن الوقوع في الكفر وعقوبته، دل ذلك على نبوته، وأنه مؤيد من الله بعصمته.
وقد رأيت الشيخ أبا الفرج ابن الجوزي طرق هذا المسلك بعينه في الاحتجاج على نبوة الخضر وصححه .... قصص الأنبياء لابن كثير
وحكى الاحتجاج عليه الرماني أيضا.
*  لما فسَّرَ الخَضر تأويل الأفاعيل لموسى ووضح له عن حقيقة أمره وجَلِي، قال بعد ذلك كله: " رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي " يعني ما فعلته من تلقاء نفسي، بل  أمرٌ   أُمِرْتُ به وأُوحِى إليَّ فيه.
فدلت هذه الوجوه على نبوته.... قصص الأنبياء لابن كثير
* والآية تشهد بنُبُوَّته لأن بواطن أفعاله لا تكون إلّا بِوَحي ، وأيضا فان الإنسان لا يتعلم ولا يتبع إلا من فوقه ، وليس يجوز أن يكون فوق النبي من ليس نبي ... تفسير القرطبي
**الخلاف في وجود الخضر إلى زماننا هذا
*  الخلاف في وجوده إلى زماننا هذا، فالبعض أكَّد على أنه باق إلى اليوم، معتمداً على روايات منكرة وموضوعة وليس لها أي سند صحيح 
* وقد تصدى الشيخ أبو الفرج ابن الجوزى رحمه الله في كتابه: " عجالة المنتظر في شرح حالة الخضر " للاحاديث الواردة في ذلك من المرفوعات فبين أنها موضوعة، ومن الآثار عن الصحابة والتابعين فمن بعدهم فبين ضعف أسانيدها ببيان أحوالها وجهالة رجالها ... قصص الأنبياء لابن كثير
* وأما الذين ذهبوا إلى أنه قد مات، ومنهم البخاري وإبراهيم الحربي وأبو الحسين بن المنادى والشيخ أبو الفرج ابن الجوزى، وقد انتصر لذلك ، وألَّف  فيه كتابا أسماه " عجالة المنتظر في شرح حالة الخضر " فيحتج لهم بأشياء كثيرة 
# منها قوله: " وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ  "، فالخضر إن كان بشرا  فقد دخل في هذا العموم لا محالة، ولا يجوز تخصيصه منه إلا بدليل صحيح، والاصل عدمه حتى يثبت.
ولم يذكر فيه دليل على التخصيص عن معصوم يجب قبوله.
# المعلوم  أن الخضر لم ينقل بسند صحيح ولا حسن تسكن النفس إليه، أنه اجتمع برسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم واحد، ولم يشهد معه قتالا في مشهد من المشاهد 
# وعن الزُّهْريّ، قال: حدَّثني سالم بن عبد الله بن عُمَرَ، وأبو بَكر بن أَبي حَثْمة: أَنّ عبد اللَّه بن عمر قال: صَلَّى بنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَة، صَلاة العِشاء، في آخِر حَيَاته، فلَمّا سلَّم قام فقال: "أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هذِه؟ فإنَّ علَى رَأْسِ مِئَةِ سَنَةٍ منها لا يَبْقَى مِمَّنْ هو علَى ظَهْرِ الأرْضِ أَحَدٌ". قالَ ابنُ عُمَرَ: فوَهَل النَّاس في مَقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلْك، فيما يتحدَّثُون من هذه الأحَاديث، عن مِئَة سَنَة، وإنَّما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَبْقَى مِمَّنْ هو اليومَ علَى ظَهْرِ الأرْضِ أَحَدٌ" يُرِيدُ بذلكَ أَنْ يَنْخَرِمَ ذلكَ القَرْنُ ... رواه مسلم
و عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بقليل أو بشهر: " ما من نفسٍ مَنفُوسةٍ اليومَ ، يأتِي عليْها مِائةُ سنةٍ ، وهِيَ يومَئِذٍ حيَّةٌ "... صحيح الجامع
 وعن أبي الزبير، عن جابر بن عبدالله قال : سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بشَهْرٍ:" تَسْأَلُونِي عَنِ السَّاعَةِ؟ وإنَّما عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ، وَأُقْسِمُ باللَّهِ ما علَى الأرْضِ مِن نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ تَأْتي عَلَيْهَا مِئَةُ سَنَةٍ". وفي رواية : بهذا الإسْنَادِ، وَلَمْ يَذْكُرْ: قَبْلَ مَوْتِهِ بشَهْرٍ... رواه مسلم
قال ابن الجوزى: فهذه الاحاديث الصحاح تقطع دابر دعوى حياة الخضر.
قالوا: فالخضر  إن لم يكن قد أدرك زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو المظنون الذي يترقى في القوة إلى القطع، فلا إشكال، وإن كان قد أدرك زمانه، فهذا الحديث يقتضي أنه لم يعش بعد مائة سنة ... قصص الأنبياء لابن كثير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة