السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019

زيد بن حَارِثَة الصحابي الجليل رضي الله عنه

هو زَيْد بن حَارِثَة بن شراحيل بن كعب بن عبد العُزَّى بن امرئ القيس بن عامر بن النُّعمان بن عامر بن عبد الله بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عُذرة
* وأبو زيد : حارثة بن شراحيل وقد أسلم ومعدود من الصحابة 
* وأمُّ زيد: اسمها سُعْدى بنت ثعلبة من بني معن بن طيِّئ، وكانت خرجت به تُزيرُهُ أهلَها، فأصابته خيل بني القين بن جسر، فباعوه بسوق حُباشة (وهو من أسواق العرب) وزيدٌ يومئذٍ ابن ثمانية أعوام
* ابنه هو أسامة بن زيد
* تزوج زيد بن حارثة من زينب بنت جحش وطلقها 
وتزوج أم مُبَشِّرٍ الأنصاريَّة ،وهي بنت البراء بن معرور، من كبار الصَّحابيَّات
وتزوج من أمُّ أيمن: واسمها بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن، مولاة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وخادمتُه، خلف عليها زيدُ بن حارثة بعد عُبيد بن عمرو بن بلال، فولدت له أسامة، واستشهد أيمن بن عُبيد يوم حُنين، ثبت مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لم ينهزم
وتزوج من أُمّ كُلْثُوم بِنْت عُقْبَة بْن أَبِي مُعَيط : أخت عثمان بن عفَّان لأمِّه، و فيها نزلت آيةُ الامتحان، تزوَّجها زيد بن حارثة، ثمَّ الزُّبير، ثمَّ عبد الرَّحمن بن عوف
**مناقبه
أُسِرَ زَيْد بن حَارِثَة في الجاهليَّة، فاشتراه حكيم بن حزام لعمَّته خديجة، فاستوهبه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم منها، وأتى أبوه وعمه ليفدياه فخيَّره صلَّى الله عليه وسلَّم بين الذَّهاب معه والمقام عنده
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أدعوه فأُخيِّره، فإن اختاركم فهو لكم، وإن اختارني فو الله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا".الاستيعاب في معرفة الأصحاب
قالا: قد زِدتنا على النَّصْف، وأحسَنت. فدعاه فقَال: هل تعرف هؤلاء؟ قال: نعم.
قَالَ: من هذا؟ قَالَ: هذا أبي. وهذا عمي. قَالَ: "فأنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك، فاخترني أو اخترهما". الاستيعاب في معرفة الأصحاب
قَالَ زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحدا، أنت مني مكان الأب والعم. فقالا: ويحك يا زيد! أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك، وعلى أهل بيتك! قَالَ: نعم، قد رأيت من هذا الرجل شيئا ، ما أنا بالذي أختار عليه أَحَدًا أَبَدا. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر، فقال:  اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وأرثه. فلما رأى ذَلِكَ أبوه وعمه طابت نفوسهما فانصرفا .. الاستيعاب في معرفة الأصحاب
وهكذا أعتقه وتبنَّاه، فكان يقال: زيد بن محمَّد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبُّه حبًّا شديداً ، ومنذ ذلك الحين دُعي بـزيد بن محمد، حتى نزلت الآية"ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ " الأحزاب 
فدُعي منذ ذاك زيد بن حارثة، ونُسب بعد ذلك كل من تبناه رجل من قريش إلى أبيه
ثم أمر الله نبيه بالزواج من زوجة ابنه بالتبنِّي بعد أن طلَّقها حتي تبطل أي أثر لدعوي التبنِّي وأنها لا تصل لمرتبة البُنُوة الحقيقية 
"فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا" الأحزاب
* هو الصَّحَابي الوحيد الذي ذكره الله باسمه في القرآن العظيم
* هو أوَّل من أسلم من الموالي، فأسلم من أوَّل يوم
قال الْبَراء، عن النّبيّ صلَّى الله عَليه وسلَّم"أَنْتَ أَخُونا وَمَوْلَانا".. رواه البخاري
* وبعد أن هاجر النَّبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه بالمدينة واستقر  ركابهما بعد الهجرة بعثا زيد بن حارثة، وأبا رافع ، ليأتيا بأهاليهم من مكَّة
فعن البراء رضي الله عنه : وكان وصول عائشة إلى المدينة مع آل أبي بكر، هاجر بهم أخوها عبدُ الله، وخرج زيد بن حارثة وأبو رافع ببنتي النَّبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وأم كلثوم ، وكانت رقيَّة بنت النَّبي صلى الله عليه وسلم سبقت مع زوجها عثمان، وتأخرت زينب وهي الكبرى عند زوجها أبي العاص بن الرَّبيع رضي الله عنهم.
* زوَّجَه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم  من زينب بنتِ جحشٍ ، ولكن صارت بينهم خلافات فذهب زيد يشكوها للنبي ليطلِّقها فنَصَحه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أن يتقي الله ولا يشكوها ولا يطلقها ، فنزلت الآية الكريمة في قصَّة زينبَ وزيدٍ: "وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ" حيث أخفى النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على زيد :إخبار الله إيَّاه أنَّها ستصير زوجتَه
 وأخرجه ابن  أبي حاتم من طريق السُّدِّي بلفظ: بلغنا أنَّ هذه الآية نزلت في زينبَ بنتِ جحشٍ، وكانت أمُّها أميمة بنت عبد المطلب عمَّة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وكان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أراد أن يزوِّجها زيد بن حارثة مولاه، فكرهت ذلك، ثمَّ إنَّها رضيت بما صنع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فزوَّجها إيَّاه، ثم أعلم اللهُ نبيَّه بعدُ أنَّها من أزواجه، فكان يستحي أن يأمرَه بطلاقها، وعندَه من طريق عليِّ بن زيدٍ، عن عليِّ بن الحسين بن عليٍّ قال: أعلمَ  الله نبيَّه أنَّ زينب ستكون مِن أزواجه قبل أن يتزوَّجَها، فلمَّا أتاه زيد يشكوها إليه وقال له: "اتق الله، وأمسِكْ عليك زوجك"، قال الله: إنِّي قد أخبرتك أني مزوِّجُكَها "وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ ما اللهُ مُبْدِيهِ"
وأخرجَ البخاريُّ أيضاً طَرفاً من هذا وزيادَةً من حديثِ حَمَّادِ بنِ زيدٍ عن ثابتٍ عن أنس قال: "جاءَ زيدُ بنُ حارِثَةَ يَشكو، فجعلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: "اتَّقِ اللهَ وأمسِكْ عليكَ زوجَكَ". قال: لو كانَ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كاتِماً شَيئاً لَكتَمَ هذه الآيةَ، قال: وكانتْ تَفخرُ على أزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، تَقولُ: زوَّجَكنَّ أهاليكُنَّ، وزوَّجني الله من فَوقِ سَبعِ سماواتٍ . وعن ثابتٍ عن أنس: " وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ " نَزلتْ في شأنِ زَينبَ بنتِ جحشٍ وَزيدِ بنِ حارثةَ. 
وأخرجَ مسلم حديثَ نكاحِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زَينبَ 
فعن ثابتٍ عن أنس قال: لمَّا انقَضَتْ عِدَّةُ زينبَ قال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لزيدٍ: اذهبْ فاذكُرها عليَّ. قال: فانطلقَ زيدٌ حتَّى أتاها وهي تُخَمِّرُ عَجينَها  ، قال: فَلمَّا رأيتُها عَظُمَت في صَدري حتَّى ما أسْتطيعُ أن أنظرَ إليها؛ أنَّ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذَكَرها! فولَّيتُها ظَهري، ونَكَصْتُ  على عَقبَيَّ، فقلتُ: يا زينبُ، أرسلَني رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَذكُركِ، قالتْ: ما أنا بِصانِعةٍ شَيئاً حتَّى أؤامِرَ ربِّي ، فَقامَتْ إلى مسجِدِها، ونزَل القرآنُ، وجاءَ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فدخلَ عليها بغيرِ إذنٍ قال: فلَقدْ رأيتُنا أنَّ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أطعَمَنا الخُبزَ واللَّحمَ حتَّى امتدَّ النَّهارُ.. إلى آخر الحديث
* و ذكر سُنيد بن داود: أنَّ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم آخى بين  زيد بن حارثة وأُسَيد بن الحُضَير أخوان وقيل آخى بينه وبين حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما
*عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: إن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم دخل عليَّ مسرورًا تبرق أسارير وجهه فقال: "ألم تري أن مُجزِّزًا المدلجيَّ دخل عليَّ فرأى أسامة بن زيد وزيدًا وعليهما قطيفة قد غطَّيَا رؤوسهما وبَدَت أقدامهما، فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض"... رواه البخاري
وكان مُجَزِّزٌ قائفاً 
القائفُ: الذي يتتبع الآثارَ، فيقِفُّ عليها، ويتعرف الاشتباه، فيدركه بالنظر إليه 
قال العلماء: سبب سروره صلَّى الله عليْه وسلَّم: أنَّ أسامةَ كان لونُه أسودَ، وكان طويلًا، خرج إلى أمِّه، وكان أبوه زيدٌ قصيرًا أبيضَ، وقيل: بل بين البياض والسواد، وكان بعض المنافقين قصد المغايظة والإيذاء، فدفع الله ذلك، وله الحمد.
*  شهد  زيد بدراً وأُحُداً والخندق والحديبية وخيبر، وكان من الرماة المعروفين
وقد بعثه صلَّى الله عليه وسلَّم أميرًا على عدَّة سرايا، منها: سريته إلى بني سُلَيم بالجَموم، ومنها: سريَّته إلى العِيص، ومنها: سريَّته إلى الطَّرَف، ومنها: سريَّته إلى حِسْمَى، ومنها: سريَّته إلى وادي القرى، ومنها: سريَّته إلى مدين، ومنها: سريَّته إلى أمِّ قِرْفة، وتواريخ هذه السرايا معروفة في كتب المغازي
* عن وائل بن داود قال: سمعت البهي يحدث أن عائشة كانت تقول: ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في سرية إلا أمَّرَه عليهم، ولو بقي لاستخلفه بعده
* ﺳﺮﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺇلى ﺍﻟﻘَﺮَﺩﺓ، ﻭﻛﺎﻧﺖ لهلاﻝ جماﺩﻯ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ثماﻧﻴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﺷﻬﺮًﺍ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ، ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﻫﻲ ﺃﻭﻝ ﺳﺮﻳﺔ ﺧﺮﺝ ﻓﻴﻬﺎ ﺯﻳﺪ ﺃميرًﺍ، ﻭﺍﻟﻘَﺮَﺩﺓ ﻣﻦ ﺃﺭﺽ نجد بين ﺍﻟﺮﺑﺬﺓ ﻭﺍﻟﻐﻤﺮﺓ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻋﺮﻕ، ﺑﻌﺜﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ، ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻳﻌﺘﺮﺽ لعير ﻗﺮﻳﺶ، ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ ﻭﺣﻮﻳﻄﺐ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻯ ﻭﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﺃبي ﺭﺑﻴﻌﺔ، ﻭﻣﻌﻪ ﻣﺎﻝ ﻛثير ﻧﻘﺮ ﻭﺁﻧﻴﺔ ﻓﻀﺔ ﻭﺯﻥ ﺛﻼثين ﺃﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ  . ﻭﻛﺎﻥ ﺩﻟﻴﻠﻬﻢ ﻓﺮﺍﺕ ﺑﻦ ﺣﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺠﻠﻲ، ﻓﺨﺮﺝ ﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺕ ﻋﺮﻕ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻓﺒﻠﻎ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ، ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻓﻮﺟﻪ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ في ﻣﺎﺋﺔ ﺭﺍﻛﺐ ﻓﺎﻋﺘﺮﺿﻮﺍ لها ﻓﺄﺻﺎﺑﻮﺍ ﺍلعير ﻭﺃﻓﻠﺖ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻭﻗﺪﻣﻮﺍ ﺑﺎلعِير ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ، ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺨﻤﺴﻬﺎ ﻓﺒﻠﻎ ﺍلخمس ﻓﻴﻪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺃﻟﻒ ﺩﺭﻫﻢ، ﻭﻗﺴﻢ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ، ﻭﺃﺳﺮ ﻓﺮﺍﺕ ﺑﻦ ﺣﻴﺎﻥ ﻓﺄتى ﺑﻪ ﺍﻟنبي، ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻪ  : ﺇﻥ ﺗﺴﻠﻢ ﺗﺘﺮﻙ ! ﻓﺄﺳﻠﻢ ﻓﺘﺮﻛﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ، ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﻞ  
* ﺳﺮﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺇلى بني ﺳﻠﻴﻢ ﺑﺎلجموم في ﺷﻬﺮ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻵﺧﺮ ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ، ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم: ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺇلى بني ﺳﻠﻴﻢ ﻓﺴﺎﺭ حتى ﻭﺭﺩ  الجموﻡ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺑﻄﻦ نخل ﻋﻦ ﻳﺴﺎﺭﻫﺎ، ﻭﺑﻄﻦ نخل ﻣﻦ ﺍلمدﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺑﺮﺩ، ﻓﺄﺻﺎﺑﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻣﺮﺃﹰﺓ ﻣﻦ ﻣﺰﻳﻨﺔ ﻳﻘﺎﻝ لها ﺣﻠﻴﻤﺔ، ﻓﺪﻟﺘﻬﻢ ﻋﻦ محلة ﻣﻦ محاﻝ بني ﺳﻠﻴﻢ ﻓﺄﺻﺎﺑﻮﺍ في ﺗﻠﻚ ﺍلمحلة ﻧﻌﻤًﺎ ﻭﺷﺎﺀً ﻭﺃﺳﺮﻯ، ﻓﻜﺎﻥ ﻓﻴﻬﻢ ﺯﻭﺝ ﺣﻠﻴﻤﺔ ﺍلمزﻧﻴﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻔﻞ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ بما ﺃﺻﺎﺏ ، ﻭﻫﺐ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ، صلَّى الله عليه وسلَّم، ﻟﻠﻤﺰﻧﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ 
* ﺳﺮﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺇلى ﺍﻟﻌﻴﺺ  ﰒ ﺳﺮﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺇلى ﺍﻟﻌﻴﺺ، ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭبين ﺍلمدﻳﻨﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﻟﻴﺎﻝ، ﻭﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭبين ﺫﻱ ﺍلمرﻭﺓ ﻟﻴﻠﺔ، في  جماﺩﻯ ﺍﻷﻭلى ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ، صلَّى الله عليه وسلَّم .ﻗﺎﻟﻮﺍ  : ﺑﻠﻎ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ، صلَّى الله عليه وسلَّم، ﺃﻥ عيرًﺍ ﻟﻘﺮﻳﺶ ﻗﺪ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸاﻡ ﻓﺒﻌﺚ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ في سبعين ﻭﻣﺎﺋﺔ ﺭﺍﻛﺐ ﻳﺘﻌﺮﺽ لها، ﻓﺄﺧﺬﻭﻫﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻓﻀﺔ كثيرﺓ ﻟﺼﻔﻮﺍﻥ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ ﻭﺃﺳﺮﻭﺍ ﻧﺎﺳًﺎ ممن ﻛﺎﻥ في ﺍلعير، ﻣﻨﻬﻢ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ، ﻭﻗﺪﻡ ﺑﻬﻢ ﺍلمدﻳﻨﺔ ﻓﺎﺳﺘﺠﺎﺭ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﺑﺰﻳﻨﺐ ﺑﻨﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ، صلَّى الله عليه وسلَّم، ﻓﺄﺟﺎﺭﺗﻪ ﻭﻧﺎﺩﺕ في ﺍﻟﻨﺎﺱ حين ﺻﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ  صلَّى الله عليه وسلَّم  ﺍﻟﻔﺠﺮ  : ﺇني ﻗﺪ ﺃﺟﺮﺕ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺹ ! ، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ  صلَّى الله عليه وسلَّم  : ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻤﺖ  ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﺮﺕ،ﻭﺭَﺩَّ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﺃُﺧﺬ ﻣﻨﻪ  . 
 فاحتملَ ﺃﺑو ﺍﻟﻌﺎﺹ إلى مكَّة فأدَّى إلى كلَّ أَحَد ماله، ثمَّ خرج حتى قدمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً وحسنَ إسلامُه، وردَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته عليه، فقيل: ردَّها عليه على النِّكاح الأوَّل قاله ابن عبَّاس رضي الله عنهما. ورُوِي من حديث عَمرو بن شعيب عن أبيه عن جدِّه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ردَّها عليه بنكاحٍ جديدٍ
*ﺳﺮﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺇلى ﺍﻟﻄﺮﻑ  في جماﺩﻯ ﺍﻵﺧﺮﺓ سنة ﺳﺖ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم :ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺇلى ﺍﻟﻄﺮﻑ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎﺀ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍلمرﺍﺽ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺳﺘﺔ ﻭﺛﻼثين ﻣﻴﻼً ﻣﻦ ﺍلمدﻳﻨﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍلمحجة ، ﻓﺨﺮﺝ ﺇلى بني ﺛﻌﻠﺒﺔ في خمسة ﻋﺸﺮ ﺭﺟﻼً ﻓﺄﺻﺎﺏ ﻧﻌﻤًﺎ ﻭﺷﺎﺀً ﻭﻫﺮﺑﺖ ﺍﻷﻋﺮﺍﺏ ﻭﺻﺒﺢ ﺯﻳﺪ ﺑﺎﻟﻨﻌﻢ ﺍلمدﻳﻨﺔ، ﻭﻫﻲ ﻋﺸﺮﻭﻥ بعيرًﺍ، ﻭلم ﻳﻠﻖ ﻛﻴﺪًﺍ ﻭﻏﺎﺏ ﺃﺭﺑﻊ ﻟﻴﺎﻝ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺷﻌﺎﺭﻫﻢ : ﺃﻣﺖ ﺃﻣﺖ .
* ﺳﺮﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺇلى ﺣﺴﻤﻰ ﻭﻫﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻘﺮﻯ في جماﺩﻯ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ، صلَّى الله عليه وسلَّم، ﻗﺎﻟﻮﺍ  : ﺃﻗﺒﻞ ﺩﺣﻴﺔ ﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍلكلبي ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﻗﻴﺼﺮ ﻭﻗﺪ ﺃﺟﺎﺭﻩ ﻭﻛﺴﺎﻩ، ﻓﻠﻘﻴﻪ ﺍلهنيد ﺑﻦ ﻋﺎﺭﺽ ﻭﺍﺑﻨﻪ ﻋﺎﺭﺽ ﺑﻦ ﺍلهنيد  في ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺟﺬﺍﻡ بحسمي، ﻓﻘﻄﻌﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ سمل ﺛﻮﺏ، ﻓﺴﻤﻊ ﺑﺬﻟﻚ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ بني ﺍﻟﻀﺒﻴﺐ ﻓﻨﻔﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﺎﺳﺘﻨﻘﺬﻭﺍ ﻟﺪﺣﻴﺔ ﻣﺘﺎﻋﻪ، ﻭﻗﺪﻡ ﺩﺣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍلنبيّ  صلَّى الله عليه وسلَّم، ﻓﺄخبرﻩ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺒﻌﺚ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ في خمسماﺋﺔ ﺭﺟﻞ ، ﻭﺭَﺩَّ ﻣﻌﻪ ﺩﺣﻴﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﺯﻳﺪ يسير ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﻳﻜﻤﻦ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻭﻣﻌﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻟﻪ ﻣﻦ بني ﻋﺬﺭﺓ، ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺑﻬﻢ حتى ﻫﺠﻢ ﺑﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻓﺄﻏﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻘﺘﻠﻮﺍ ﻓﻴﻬﻢ ﻓﺄﻭﺟﻌﻮﺍ ﻭﻗﺘﻠﻮﺍ ﺍلهنيد ﻭﺍﺑﻨﻪ ﻭﺃﻏﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺷﻴﺘﻬﻢ ﻭﻧﻌﻤﻬﻢ ﻭﻧﺴﺎﺋﻬﻢ، ﻓﺄﺧﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺃﻟﻒ بعير، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺀ خمسة ﺁﻻﻑ ﺷﺎﺓ، ﻭﻣﻦ ﺍلسبي ﻣﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ، ﻓﺮﺣﻞ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺭﻓﺎﻋﺔ ﺍلجذﺍﻣﻲ في ﻧﻔﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﻣﻪ ﺇلى ﺭﺳﻮﻝ ﷲ  صلَّى الله عليه وسلَّم، ﻓﺪﻓﻊ ﺇلى ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم، ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻛﺘﺐ ﻟﻪ ﻭﻟﻘﻮﻣﻪ ﻟﻴﺎلي ﻗﺪﻡ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﺄﺳﻠﻢ ﻭﻗﺎﻝ  : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ ﻻ تحرﻡ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺣﻼﻻً ﻭﻻ تحل ﻟﻨﺎ ﺣﺮﺍﻣًﺎ؛ ﻓﻘﺎﻝ : ﻛﻴﻒ ﺃﺻﻨﻊ ﺑﺎﻟﻘﺘﻠﻰ ؟ ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ : ﺃﻃﻠﻖ ﻟﻨﺎ ﻳﺎ رﺳﻮﻝ ﷲ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺣﻴًّﺎ ﻭﻣﻦ ﻗُﺘﻞ ﻓﻬﻮ تحت ﻗﺪﻣﻲ ﻫﺎتيْن، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ، صلَّى الله عليه وسلَّم  : ﺻﺪﻕ ﺃﺑﻮ ﻳﺰﻳﺪ  ! ﻓﺒﻌﺚ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻠﻴًّﺎ، ﺭﺿﻲ ﷲ ﻋﻨﻪ، ﺇلى ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﻳﺄﻣﺮﻩ ﺃﻥ يخلي ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭبين ﺣُﺮﻣﻬﻢ ﻭﺃﻣﻮﺍلهم ، ﻓﺘﻮﺟَّﻪ ﻋَﻠِﻲّ ﻓﻠﻘﻲ ﺭﺍﻓﻊ ﺑﻦ ﻣﻜﻴﺚ ﺍلجهني بشير ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺇﺑﻞ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻓﺮﺩَّﻫﺎ ﻋَﻠِﻲّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻭﻟﻘﻲ ﺯﻳﺪًﺍ ﺑﺎلفحلتين، ﻭﻫﻲ بين ﺍلمدﻳﻨﺔ ﻭﺫﻱ ﺍلمرﻭﺓ، ﻓﺄﺑﻠﻐﻪ ﺃﻣﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم، ﻓﺮﺩّ ﺇلى ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃُﺧﺬ منهم  . 
* ﺳﺮﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺇلى ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻘﺮﻯ في ﺭﺟﺐ ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم  .ﻗﺎﻟﻮﺍ ، ﺑﻌﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم، ﺯﻳﺪﹰﺍ ﺃميرًﺍ ﺳﻨﺔ ﺳﺖ
* ﺳﺮﻳﺔ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺇلى ﺃﻡ ﻗﺮﻓﺔ ﺑﻮﺍﺩﻱ ﺍﻟﻘﺮﻯ ، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻊ ﻟﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﻳﻨﺔ ؛ في ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺳﻨﺔ ﺳﺖ ﻣﻦ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم  ، ﻗﺎﻟﻮﺍ  : ﺧﺮﺝ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ في ﲡﺎﺭﺓ ﺇلى ﺍﻟﺸاﻡ ﻭﻣﻌﻪ ﺑﻀﺎﺋﻊ ﻷﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم  ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﻭﺍﺩﻱ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻟﻘﻴﻪ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﻓﺰﺍﺭﺓ ﻣﻦ بني ﺑﺪﺭ ﻓﻀﺮﺑﻮﻩ ﻭﺿﺮﺑﻮﺍ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻬﻢ، ثم ﺍﺳﺘﺒﻞ ﺯﻳﺪ ﻭﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم، ﻓﺄخبرﻩ ﻓﺒﻌﺜﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم، ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻜﻤﻨﻮﺍ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺳﺎﺭﻭﺍ ﺍﻟﻠﻴﻞ، ﻭﻧﺬﺭﺕ ﺑﻬﻢ ﺑﻨﻮ ﺑﺪﺭ ثم ﺻﺒﺤﻬﻢ ﺯﻳﺪ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ فكبرﻭﺍ ﻭﺃﺣﺎﻃﻮﺍ ﺑﺎلحاﺿﺮ ﻭﺃﺧﺬﻭﺍ ﺃﻡ ﻗﺮﻓﺔ، ﻭﻫﻲ ﻓﺎﻃﻤﺔ ﺑﻨﺖ ﺭﺑﻴﻌﺔ ﺑﻦ ﺑﺪﺭ، ﻭﺍﺑﻨﺘﻬﺎ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺑﻨﺖ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺣﺬﻳﻔﺔ ﺑﻦ ﺑﺪﺭ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬ الجاﺭﻳﺔ : ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺑﻦ ﺍﻷﻛﻮﻉ ﻓﻮﻫﺒﻬﺎ ﻟﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم، ﻓﻮﻫﺒﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ لحزﻥ ﺑﻦ ﺃبي ﻭﻫﺐ، ﻭﻋﻤﺪ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﺍلمحسر ﺇلى ﺃﻡ ﻗﺮﻓﺔ، ﻭﻫﻲ ﻋﺠﻮﺯ كبيرﺓ، ﻓﻘﺘﻠﻬﺎ ، ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻭﻋﺒﻴﺪ  ﷲ ﺍبني ﻣﺴﻌﺪﺓ ﺑﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺑﺪﺭ، ﻭﻗﺪﻡ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻪ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺮﻉ ﺑﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم، ﻓﻘﺎﻡ ﺇﻟﻴﻪ فاﻋﺘﻨﻘﻪ ﻭﻗﺒَّﻠﻪ ، ﻓﺄخبر بما ﻇﻔﺮﻩ ﷲ ﺑﻪ
* ﺳﺮﻳﺔ ﻣﺆﺗﺔ، و(مؤتة): قرية من أرض البلقاء
وقد لقي زيد بن حارثة ومن معه جموع الرُّوم ، فلمَّا دنا العدوُّ؛ التجأ المسلمون إلى قرية يقال لها: مؤتة، وقيل: يقال لها: مشارف، تنسب إلى المشارف من أرض الشَّام، وهو الموضع الملقَّب  بمؤتة، وكان سببها أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام بعث الحارث بن عمير الأزديَّ (أحد بني لِهب) بكتابه إلى الشَّام إلى ملك الرُّوم، وقيل: إلى  ملك بُصرى، فعرض له شرحبيل بن عمرو الغسَّانيُّ، فأوثقه كِتَافًا، ثمَّ قدم فضُرِبت عنقه صبرًا، ولم يُقتَل لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم رسولٌ غيره، فاشتدَّ ذلك عليه وندب النَّاس فأسرعوا، وأمَّر عليهم زيد بن حارثة وقال: "إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَواحَةَ"، فتجهَّزوا وتهيَّئوا وعسكروا، وهم ثلاثة آلاف، وخرج مشيِّعًا لهم حتَّى بلغ ثنيَّة الوداع، ثمَّ رجع عنهم، ثمَّ مضوا حتَّى نزلوا معان من أرض الشَّام، فبلغ النَّاس أنَّ هرقل نزل مآب من أرض البلقاء في مئة ألف من الرُّوم، وانضمَّ إليهم من لخم وجذام والقين ومهراء  مئة ألف منهم ، فلمَّا بلغ ذلك المسلمين؛ أقاموا على مُعان ليلتين ينظرون في أمرهم، وقالوا: نكتب لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فنخبره بعدد عدوِّنا، فإمَّا أن يمدَّنا بالرِّجال، وإمَّا أن يأمرنا بأمره فنمضي له، فشجَّع النَّاس عبد الله بن رواحة، قال: يا قوم؛ والله إنَّ الذي تكرهون للذي خرجتم تطلبون الشَّهادة، وما نقاتل النَّاس بعدد ولا قوَّة ولا كثرة ما نقاتلهم إلَّا بهذا الدِّين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنَّما هي إحدى الحُسنَيين، إمَّا ظهور، وإمَّا شهادة، ثمَّ التقى النَّاس، فقُتِل الثَّلاثة كما أخبر صلَّى الله عليه وسلَّم؛ زيد، ثمَّ جعفر، ثمَّ ابن رواحة، ثمَّ أخذ الرَّاية خالد بن الوليد
 ﻭﺭُﻓﻌﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻟﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم ، حتى ﻧﻈﺮ ﺇلى ﻣﻌﺘﺮﻙ ﺍﻟﻘﻮﻡ ، ﻓﻠﻤﺎ ﺃﺧﺬ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ ﺍﻟﻠﻮﺍﺀ ﻗﺎﻝ  ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم  : "ﺍﻵﻥ حمي ﺍﻟﻮﻃﻴﺲ"   ! ﻓﻠﻤﺎ سمع ﺃﻫﻞ ﺍلمدﻳﻨﺔ بجيش ﻣﺆﺗﺔ ﻗﺎﺩمين ﺗﻠﻘﻮﻫﻢ ﺑﺎلجرف، ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ يحثون في ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻭﻳﻘﻮﻟﻮﻥ  : ﻳﺎ ﻓﺮﺍﺭ ! ﺃﻓﺮﺭﰎ في ﺳﺒﻴﻞ ﺍﷲ ؟ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم: "ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﻔﺮﺍﺭ ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻛﺮﺍﺭ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﷲ "
*عن عبد اللَّه بنِ عُمَر رضي الله عنهما قال: أمَّر ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم في غَزوة مُؤْتة زيد بن حارثة، فقال ﺭﺳﻮﻝ ﷲ صلَّى الله عليه وسلَّم"إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَواحَةَ". قال عبد اللَّه: كُنْتُ فيهم في تلك الغَزْوة، فالتمسْنا جَعْفر بن أَبي طالِب، فوَجَدْناه في القَتْلَى، ووَجَدْنا ما في جَسَده بضعًا وتسعِين، مِن طَعنة ورَمْية... رواه البخاري
** وفاته
* استشهد زيد بن حارثة رضي الله عنهما بمؤتة من أرض الشَّام سنة ثمان
* عن ابن بريدة ، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي عن النبي   قال :" دخلْتُ الجنةَ فَاسْتَقْبلَتْنِي جَارِيَةٌ شَابَّةٌ ، فقُلْتُ : لِمَنْ أنْتِ ؟ قالتْ : أنا لِزَيْدِ بنِ حارِثَةَ" ... السلسلة الصحيحة
* وتوفي وهو ابن خمس وخمسين سنة  
* قال ابن عمر : فرض عمر لأسامة بن زيد أكثر مما فرض لي ، فكلمته في  ذلك ، فقال : إنه كان أحب إلى رسول الله منك ، وإن أباه كان أحب إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم من أبيك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة