السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 17 سبتمبر 2019

عَمْرو بن الجَمُوحِ الصحابي الجليل رضي الله عنه

هو عَمْرو بن الجَمُوحِ ابن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة  
الأنصاري من زُعماء المدينة، وسَيِّدًا من سادات بني سلمة
 * سبقه إلى الإسلام ابنه معاذ بن عمرو الذي كان أَحَد الأنصار السبعين، أصحاب البيعة الثانية ، وقد شهد بدرا وهو أَحَد المُعاذيْن اللذيْن قتلا  أبا جهل 
 وفي صحيح مسلم: أنَّ اللَّذَين قتلاهُ معاذ بن عَمرو بن الجموح ومعاذ بن عَفْراءَ، وهو ابنُ الحارث
** مناقبه
* عن ابن إسحاق قال: وكان عمرو بن الجموح سيدًا من سادة بني سَلَمة، وشَريفًا من أشرافهم، وكان قد اتّخذ في داره صَنمًا من خشب ، يعظمه ويطهره، فلما أسلم فِتيان بني سلمة: ابّنه معاذ بن عمرو، ومعاذ بن جبل في فتيان منهم، كانوا ممن شهد العقبة، فكانوا يدخلون الليل على صَنَم عمرو فيحملونه فيطرحُونه في بعض حُفَر بني سَلَمة، وفيها عذر الناس منكسًا على رأسه، فإذا أصبح عمرو قال: ويلكم! من عدا على آلهتنا هذه الليلة؟ ثم يغدو فيلتمسه، فإذا وجده غسله وطَيَّبه، ثم يقول: والله لو أعلم من يصنع لك هذا لأخزينه، فإذا أمسى ونام عمرو عَدَوْا عليه ففعلوا به ذلك، فيغدو فيجده، فيغسله ويُطَيِّبه ، ثم جاء بسيفه فعلَّقه عليه، ثم قال: إني والله لا أعلم من يصنع بك ذلك، فإن كان فيك خير فامتنع، هذا السَّيف معك! فلما أمسَى عَدَوْا عليه، وأخذوا السَّيف من عُنُقه، ثم أخذوا كلبًا ميتاً فقرنوه بحبل، ثم ألقوه في بئر من آبار بني سَلَمة فيها عذر الناس. وغدا عمرو فلم يجده، فخرج يبتغيه حتى وجده مقرونًا بكلب، فلما رآه أبصر رشده ، وكلَّمَه من أسلم من قومه، فأسلم وحسن إسلامه 
وقال عمرو حين اسلم، وعرف من الله ما عرف، وهو يذكر صنمه ذلك، وما أبصره من أمره، ويشكر الله الذي أنقذه من العمى والضلال:
تالله لو كنت إلهًا لم تكن  ...  أنت وكلب وسط بئر في قرن
أف لمصرعك إلهًا مستدن  ...  الآن فتشناك عن سوء الغبن
فالحمد لله العلي ذي المنن  ...  الواهب الرزاق وديان الدين
هو الذي أنقذني من قبل أن  ...  أكون في ظلمة قبر مرﺗﻬن
                                                                               ..... أسد الغابة
* قال ابن الكلبي: ولما ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلىَّ كان عمرو بن الجموح آخر الأنصار إسلاماً ... أسد الغابة 
*  وكان عمرو  مشهودا له بالكرم والجود سواء في الجاهلية، أو في الإسلام  فقد كان يُولِمُ عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إذا تزوج.
*  جعله النبي سَيِّدًا  لبني سَلَمَة بَدَلا من الجَدُّ بن قيس
 فقال البخاريُّ في  الأدب المفرد : عن أبي الزُّبَيْرِ: عن  جابر قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم"مَنْ سَيِّدُكُمْ يا بني سَلَمَةَ؟"، قلنا: الجَدُّ بن قيس، على أنَّا نُبَخِّلُهُ قال: "وأيُّ داءٍ أدوى من البُخْلِ؟ بل سَيِّدُكُمْ عمرو بن الجَمُوح" 
 * فقال بعض الأنصار في ذلك
فَسوَّدَ عمروُ بن الجموح لجُودِه  ....  وحُقَّ لعمرٍو بالندى أن يُسوَّدا
* كان عمرو يشكو عَرَجا في ساقه، فلما كان يوم بدر أراد الخروج فمنعه بنوه بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم لشدة عَرَجه ، فلم يشهد بدر إنما شهدها ابناؤه
*  وروى  بإسنادٍ حسنٍ عن أبي قتادة: أنَّ عَمرو بن الجموح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت إن قاتلت حتَّى أُقتل في سبيل الله تراني أمشي برجلي هذه صحيحة في الجنَّة؟ ، فقال: "نعم" ، وكانت عرجاء ... فتح الباري لابن حجر
* فلما كان يوم أُحُد قال لأبنائه  "منعتموني الخروج إلى بدر فلا تمنعوني الخروج إلى أُحُد" وقالوا له : عذرك الله  فأتى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يشكوهم ، فقال : " لا عليكم أن لا تمنعوه  لعل الله يرزقه الشهادة " .. سير أعلام النبلاء
* أتَى عمرٌو رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، فقال : إنَّ بنِيَّ هؤلاءِ يَمنعونَنِي أنْ أُجاهِدَ معكَ ، ووَاللهِ إنِّي لأرجُو أنْ أُستشهَدَ فأَطأَ بعرْجَتِي هذه في الجنةِ ! ! فقال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : "أمَّا أنتَ فقدْ وضَعَ اللهُ عنكَ الجهادَ ". وقالَ لبَنِيهِ : "وما عليكم أنْ تدَعُوهُ لعَلَّ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يَرزقَهُ الشهادةَ ؟" فخرجَ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، فقُتِلَ يومَ أُحُدٍ شهِيدًا ... فقه السيرة للألباني
فأخذ سلاحه وولى وقال: "اللهم ارزقني الشهادة ولا تردني إلى أهلي خائبًا" .. أسد الغابة
* وعن  جابر بن عبدالله قال :جاءَ عمرو بنُ الجَموحِ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ أحُدٍ فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ مَن قُتلَ اليومَ دخلَ الجنَّةَ ؟ قالَ : "نعَم" . قالَ : فوالَّذي نفسي بيدِهِ ؛ لا أرجعُ إلى أَهْلي حتَّى أدخلَ الجنَّةَ فقالَ لَهُ عمرُ بنُ الخطَّابِ : يا عمرُو لا تألَّ على اللَّهِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : "مَهْلًا يا عُمرُ ! فإنَّ منهُم من لو أقسمَ على اللَّهِ لأبرَّهُ ؛منهُم عمرو بنُ الجموحِ يخوضُ في الجنَّةِ بعَرجتِهِ" ... صحيح الموارد للألباني
* لما قُتِل عمرو بن الجموح يوم أُحُد جاءت زوجه هند بنت عمرو، عمة جابر بن عبد الله، فحملته وحملت أخاها عبد الله بن عمرو بن حرام، فدفنا في قبر واحد، وقيل: إن عمرو بن الجموح كان له أربعة بنين يقاتلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه حمل يوم أُحُد هو وابنه خلاد على المشركين حين انكشف المسلمون، فقُتِلا ... أسد الغابة 
**وفاته
* كُفِّنَ عمرو بن الجموح بن زيد وعبد الله بن عمرو بن حرام (الصِّهرَان المتصافيان) في نَمِرَةٍ ودُفِنا معا في قبر واحد 
 * عن عبد الرّحْمن بن كَعْب بن مالك، عن جابر بن عبد اللَّه الأنصاريِّ رضي الله عنهما:أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلّم كان يَجْمَع بيْن الرَّجُلَيْن مِنْ قَتْلَى أُحُد في ثَوْب واحِد، ثُمّ يقول: "أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذاً لِلْقُرْآنِ" فَإِذَا أُشِير لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْد ، وقال:"أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاَءِ" ، وأَمَر بِدَفْنِهِمْ بِدِمَائِهِمْ، ولَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِم، ولَمْ يَغْسِلْهُم ... رواه البخاري
فقد قال جَابِرٌ بن عبد الله: "فَكُفِّنَ أَبِي وَعَمِّي فِي نَمِرَةٍ" .. رواه البخاري
وفي  طبقات ابن سعد: أنَّ ذلك كان بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم 
ولم يكن لجابر عمٌّ أخو أبيه، وإنَّما هو عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سَلِمة، زوج  هند بنت عمرو بن حِرام عمَّةَ جابر بن عبد الله بن عمرو بن حِرام 
* قال النَّووي: إنَّ عبد الله وعَمْراً كانا صهرين.
* وذكر الواقديُّ وابن سعدٍ أنَّهما كُفِّنا في نمرتين فإن صحَّ حمل على أنَّ النَّمرة الواحدة شقَّت بينهما نصفين.
* وفي الموطَّأ: أنَّ عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو الأنصاريِّين كان السَّيل حفر قبريهما، وهما من شهداء أُحُد، فوجدا لم يتغيَّرا كأنَّهما ماتا بالأمس، ولقتْلِهما ستَّةٌ وأربعون سنة
* وقيل أن بشر بن البراء بن مَعْرور جعله النبي صلى الله عليه وسلم  :سيِّد بني سَلمة بعد مقتل عمرو 
-------------------------------
 النَّمِرة هي: شملة مُخطَّطة من صوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة