السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الجمعة، 9 أغسطس 2019

مَثَلُ البَخِيل والمُتَصَدِّق مَثَلُ رَجُلَيْن عَلَيْهما جُبَّتَان مِن حَدِيد، قَد اضْطَرَّت أَيْدِيَهُما إلى تَرَاقِيهِما ..... فماذا يحدث لكل منهما عند الصدقة ؟

عن ابن طَاوُوس، عن أبِيه:عن أَبِي هُرَيرة رضي اللهُ عَنه، عن النّبِيّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسلَّم قال: "مَثَلُ البَخِيل والمُتَصَدِّق مَثَلُ رَجُلَيْن عَلَيْهما جُبَّتَان مِن حَدِيد، قَد اضْطَرَّت أَيْدِيَهُما إلى تَرَاقِيهِما، فكُلَّما هَمّ المُتَصَدِّق بِصَدَقَتِه  اتَّسَعَت علَيه حتَّى تُعَفِّيَ أَثَرَهُ، وكُلَّما هَمّ البَخِيل بالصَّدَقَة انْقَبَضَت كُلّ حَلْقَة إلى صَاحِبَتِها وتَقَلَّصَت علَيه، وانْضَمَّت يَدَاه إلى تَرَاقِيه" فسَمِع النّبِيّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسلَّم يقول: "فَيَجْتَهِدُ أَنْ يُوَسِّعَها فَلا تَتَّسِع" . رواه  البخاري
* فعَلَى أيّ منهما سوف نكون عندما نَنْوِي النَفَقة أو الصَّدَقة لوجه الله ؟ من الذي تُوسَّع عليه أم تُضيَّق عليه ؟
أما بُخلك فلَن تَراه عَلَى نَفسك لأن الشَّيطان سَيُزَيِّنهُ  لكَ حتّى لا تدرك بُخلِك ، فسيأتي بوَسْوسته فتقول لنفسك : أنا أَوْلى بتِلك النفقة ، أو اجعلها غدًا فأنا اليوم مشغول ، أو إن فلان غير محتاج فلا يستحق الصَّدَقة ، أو أخلاق فلان سيئة فلايستحق الصَّدَقة ، وهكذا حتى تكره العطاء لوجه الله فالجميع لايستحق؟ وهذا من البُخل المُستَتِر ، فإذا اردت الصَّدَقة فتوكل على الله بنِيَّةٍ صادقة واترك لرَبّك القبول والنتيجة والثَّواب ، حتى لا تعتاد النَّفس على المَنع ، وتذكر أن المَوْلى قد أعطى البَشَر  على كل أصنافهم و كل أخلاقهم من نِعَمِه العظيمة ، فلم يمنع الهواء عن كاذب أو غيره ، وهكذا نتعلَّم العطاء منه سبحانه وتعالى
وقد أخبرنا النبي  عن رَجُل قَدَّم صَدَقَته معتمداً على الله ولم يُثْنيه قوْل الناس
فعن أبِي هُرَيْرة رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: "قال رَجُل: لأتصدَّقَنَّ الليلةَ بصَدَقَة. فخَرَج بصَدَقَتِه، فوَضَعَها في يدِ زانيةٍ، فأصبحوا يتحدَّثونَ: تُصُدِّقَ الليلةَ على زانيةٍ! قالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحمدُ على زانيةٍ، لأتصدَّقنَّ بصَدَقَة. فخَرَج بصَدَقَتِه، فوَضَعَها في يدِ غنيٍّ، فأصبحوا يتحدَّثونَ: تُصُدِّقَ على غنيٍّ! قالَ: اللَّهُمَّ لك الحمدُ على غنيٍّ، لأتصدَّقنَّ بصَدَقَة. فخَرَج بصَدَقَتِه، فوَضَعَها في يدِ سارقٍ، فأصبحوا يتحدَّثونَ: تُصُدِّقَ على سارقٍ! فقالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحمدُ على زانيةٍ وعلى غنيٍّ وعلى سارقٍ، فأُتيَ فقيلَ لهُ: أمَّا صدقتُكَ فقد قُبِلَتْ، أمَّا الزَّانيةُ فلعلَّها تَسْتَعِفّ  عَنْ زِناها، ولعلَّ الغَنِيُّ يعتبرُ فينفقُ ممَّا أعطاهُ اللهُ، ولعلَّ السَّارقَ   يَسْتَعِفَّ بِهَا  عَنْ سرقتهِ".رواه مسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة