السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأربعاء، 14 أغسطس 2019

أنَّ رجلًا ماتَ فدخلَ الجنَّةَ، فقيلَ لهُ: مَا كنتَ تعملُ؟


جعل الله تعالى لنا أبواباً  كثيرة  للخير ترفع عنا عذاباً لا نحتمله ، ومنها أن نرحم المُعسر في ضيقه ولا نعايره ونتجبَّر عليه بديونه فالمديون يعيش كرباً يضيق به صدره ، فليس له إلا الله يتولاه ، فهو يحمل هَمّ سداد الدَّيْن وهَمّ مقابلة صاحب الدَّيْن حتى لا يسأله ، وهَمّ  انكساره في المعاملة معه ، فالرحمة الرحمة عليهم 
لم يقل أَحَد أن ترفع دَيْنَكَ عنه ، ولكن رَحمة به إذا وجدت استحالة الأمر عليه ، فلا أقل أن تخفف عنه قدر  الدَّيْن ولاداعي لتعذيبه بهذا الدَّيْن أو سَجْنه ،فهذا  لن يعود عليك بشئ سوى أنك تشمت في فقر هذا المُعسِر وعجزه
* خَفِّف دَيْنَه لوجه الله واشرح صدر هذا  المُعسِر  بالفرج  ، خَفِّف دَيْنَه لوجه الله واشتري به آخرتك ، خَفِّف دَيْنَه لوجه الله وانتظر الردّ من الله تعالى فليس أكرم منه تعالى ليَردّه عليك ، فقد روى لنا  النَّبيَّ   صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عن رجل تجاوز الله عنه عندما تجاوز عن المُعسِر ، ألا تحب أن يتجاوز الله عنك ويغفر لك؟
فعنْ حذيفةَ قالَ: "رجلٌ لقيَ ربَّهُ، فقالَ : مَا عملتَ؟ قالَ: مَا عملتُ منَ الخيرِ، إلَّا أنِّي كنتُ رجلًا ذا مالٍ، فكنتُ أطالبُ بِهِ النَّاسَ، فكنتُ أقيلُ  الميسورَ وأتجاوزُ عنِ المعسورِ، فقالَ: تجاوزوا عنْ عبدي".
قالَ أبو مسعودٍ: هكذا سمعتُ النَّبيَّ  صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقولُ . رواه مسلم 
* عن يَحْيَى بن سَعِيد، عن أَبِي الرِّجَال محمّد بن عبد الرّحمن: أنّ أُمَّه عَمْرَة بنت عبد الرّحْمن قالَت:
سَمِعْتُ عائِشة رضي الله عنها تقول: سَمِعَ رَسُول اللَّه  صلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَوْتَ خُصُومٍ بِالْبابِ، عَالِيَةٍ أَصْوَاتُهُمَا ، وَإِذا أَحَدُهُما يَسْتَوْضِعُ الآخَرَ وَيَسْتَرْفِقُهُ فِي شَيْءٍ، وهو يَقُولُ: وَاللَّهِ لا أَفْعَلُ. فَخَرَجَ  عَلَيْهِما رَسُولُ اللَّهِ صلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فقال: "أَيْنَ المُتَأَلِّي على اللَّهِ لا يَفْعَلُ الْمَعْرُوفَ؟!" فقال: أَنا يا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَهُ أَيُّ  ذَلِكَ أَحَبَّ.رواه البخاري
وعن رِبْعِيّ بن حِرَاشٍ حدَّثهُ: أَنّ حُذَيْفَة رَضي الله عنه حدَّثهُ، قالَ: قالَ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم"تَلَقَّتِ المَلائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كانَ قَبْلَكُمْ، قالُوا : أَعَمِلْتَ مِنَ الخَيْرِ شَيْئًا؟ قالَ: كُنْتُ آمُرُ فِتْيانِي أَنْ يُنْظِرُوا وَيَتَجاوَزُوا عن المُوسِرِ". قالَ: "قالَ: فَتَجاوَزُوا عَنْهُ".
وقالَ  أَبُو مالِكٍ، عن رِبْعِيٍّ: "كُنْتُ أُيَسِّرُ على المُوسِرِ، وَأُنْظِرُ المُعْسِرَ".
وَتابَعَهُ شُعْبَةُ، عن عَبْدِ المَلِكِ، عن رِبْعِيٍّ.
وَقالَ أَبُو عَوانَةَ، عن عَبْدِ المَلِكِ، عن رِبْعِيٍّ: "أُنْظِرُ المُوسِرَ، وَأَتَجاوَزُ عن المُعْسِرِ".
وَقالَ نُعَيْمُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عن رِبْعِيٍّ: "فَأَقْبَلُ مِنَ المُوسِرِ، وَأَتَجاوَزُ عن المُعْسِرِ"
رواه البخاري
*وعنْ حذيفةَ أيضًا، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم"أنَّ رجلًا ماتَ فدخلَ الجنَّةَ، فقيلَ لهُ: مَا كنتَ تعملُ؟ فإما ذكرَ وإمَّا ذُكِّرَ، فقالَ: إنِّي كنتُ أبايعُ النَّاسَ، فكنتُ أنظرُ المعسرَ وأتجوَّزُ في السِّكَّةِ أوْ في النَّقدِ، فغُفِرَ لهُ". فقالَ أبو مسعودٍ: وأنا سمعتهُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم. رواه مسلم
* وعنْ عبدِ اللهِ بنِ أبي قتادةَ: أنَّ أبا قتادةَ طلبَ غريمًا لهُ فتوارى عنهُ، ثُمَّ وجدهُ، فقالَ: إنِّي معسرٌ، فقالَ: آللهِ؟ قالَ: آللهِ، قالَ: فإنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقولُ: "مَنْ سرَّهُ أنْ يُنجيهِ اللهُ مِنْ كُرَبِ يومِ القيامةِ، فليُنفِّسْ عنْ معسرٍ أوْ يضعْ عنهُ".رواه مسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة