السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الاثنين، 22 يوليو 2019

كُلُّ رَاجٍ خَائِفٌ ، وَالسَّائِرُ عَلَى الطَّرِيقِ إِذَا خَافَ أَسْرَعَ السَّيْرَ مَخَافَةَ الْفَوَاتِ ... ابن قيِّم الجوزية

الفرق بين حُسن الظَّن والغُرور
إن حُسن الظَّن إن حَمَلَ صاحبه على العمل وطاعة الله ، وحَثَ عليْها ، فهو صحيح . وإن دَعا إلى
البَطَالة والانهماك في المَعَاصي ، فهو غُرور.
وحسن الظن هو الرجاء . فمن كان رجاؤه يوجِّهه للطاعة، ويبعده عن المعصية ، فهو رجاء صحيح . ومن كانت بطالته رجاء، ورجاؤه بطالة وتفريطا ، فهو المغرور ، الذي حُسن ظنه وقوى رجاءه في الفوز بالدرجات العلى والنعيم المقيم ، من غير طاعة ولا تقرُّب إلى الله تعالى  بامتثال أوامره واجتناب نواهيه .
والرجاء في رحمة الله هو الذي يجعلنا نخشى من عذابه مما يجعلنا نجتنب المعاصي  ونحرص على طاعته فنُحسن الظن بأنه لم يطردنا من رحمته ، ويدخلنا جنته 
أما الرجاء الذي لا يصحبه طاعة الله فيسمِّيه العلماء الأُمنيات 
وعن أبي هريرة  قال  : قال  النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم"من خاف أدلج ، و من أدلج بلغ المنزلَ ، ألا إنَّ سِلعةَ اللهِ غاليةٌ ، ألا إنَّ سِلعةَ اللهِ الجنَّةُ" السلسلة الصحيحة
**يقول ابن القيِّم
* وسر المسألة أن الرَّجَاء وحُسن الظَّن إنما يكون مع الاتيان بالأسباب التي اقتضتها حكمة الله في شرعه ، وقدره ، وثوابه وكرامته ؛ فيأتي العبد بها، ثم يحسن  ظنه بربه ، ويرجوه أن لا يَكِلَه إليها، وأن يجعلها مُوصلة إلى ما ينفعه ، ويصرف ما يعارضها ، ويبطل أثرها.
* وأما رجاء لا يقارنه  شيء من ذلك ، فهو من باب الأماني! ، والرجاء شيء، والأماني شيء آخر . فكُلُّ رَاجٍ خَائِفٌ ، وَالسَّائِرُ عَلَى الطَّرِيقِ إِذَا خَافَ أَسْرَعَ السَّيْرَ مَخَافَةَ الْفَوَاتِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة