السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الثلاثاء، 23 يوليو 2019

لَيْتَنِي كُنْتُ خَضِرَةً تأْكُلُنِي الدَّوَابُّ ... أَبُو بَكْر الصِّدِّيق


كانت سِمة الصحابة السمع والطاعة لأوامر النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ورغم أنهم كانوا حريصين  كل الحرص على إرضاء الله ورسوله بالعمل الدؤوب ، كانت قلوبهم تمتلئ بالخوف من لقاء الله ، فهم لم يُقصِّروا ، ولم يتواكلوا ، وإنما كانوا يترجمون الخوف من الله بالزيادة في العمل ،
أما الآن فنحن نعيش عصر التقصير  في العمل أو التفريط فيه نهائياً ، فلم يعُد هناك خوفا حقيقيا  من الله تعالى في القلب فيدفعنا للعمل الذي يرضيه، نحن نعيش عصر الكلام دون العمل والسخط دون التقدم والتطور ،بل وإن وجدنا من يعمل لوجه الله ننظر إليه كأنه من كوكب آخر ،وهذا للأسف من شدة استسهالنا للخطايا وإيجاد السبب المُقنع لعملها ، ومن كثرة ماحللناه لأنفسنا ، نسينا أن الخالق يراقب ،فنسينا غضبه وانتقامه
وإن كان الصِّدِّيق رضي الله عنه وهو أشد الصحابة قُرباً لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ، والذي حمل لواء الإسلام بعد رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم  ، كان يخشى لقاء الله ويوم الحساب ، فكان ينظر للطير فيتمنى أن يكون مكانه
فعن مُحَمَّد بن عَطَاء بن خَبَّاب ، عن أبِيه ، عن جَدّه خَبَّاب ، أَنّ أَبا بَكر الصِّدِّيق رضي اللَّه عنه ، وهو فِي دَاره جاء طَيْر وهُو عِنْده ، فوَقَع عَلَى شجرة حَمَام أَو عصفور ، فنَظر إِليه أَبُو بَكر الصِّدِّيق رضي اللَّه عنه ، فقال : " طُوبَى لَكَ يَا طَيْرُ ، مَا أَنْعَمَكَ عَلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ ، تَأْكُلُ مِنْ هَذِهِ الثَّمَرَةِ ، ثُمَّ تَمُوتُ ، ثُمَّ لا تَكُونُ شَيْئًا لَيْتَنِي مَكَانَكَ "... كتاب المُتمنين لابن أبي الدنيا

وعن زيد بن أسلم عن أبيه ، قال: رأيت أبا بكر رضي الله عنه اخذا بلسانه وقال : "هذا أوردني الموارد " ... أخرجه أحمد في الزهد 
وكان يبكي كثيرا ، ويقول : "ابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا"... أخرجه أحمد في الزهد
وعن رَوْح بن عُبَادة ، عن هشام الدّستوائيُّ ، عن قَتادة ، قال : قال أَبُو بكر الصِّدِّيق رضي اللَّه عنه : " لَيْتَنِي كُنْتُ خَضِرَةً تأْكُلُنِي الدَّوَابُّ " ...كتاب المتمنين لابن أبي الدنيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة