السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأربعاء، 3 أبريل 2019

الفرق بين حُسْن الظَّن والغُرور ... ابن قيم الجوزية

يقول ابن القيم
حُسْن الظَّن هو الرجاء . فمن كان رجاؤه حَادياً  لَهُ عَلَى الطاعة ، زاجِرا لَهُ عن المعصية ، فهو رجاء صحيح . 
ومن كانت بَطَالته رجاء، ورجاؤه بَطَالة وتفريطاً ، فهو المغرور .
ولو أن رَجُلا له أرض يُؤمِّل أن يعود عليه من مَغْلِهَا ما ينفعه  فأهملها، ولم يبذُرهَا ، ولم يحرُثُها ، وأحسن ظَنَّه بأنَّه يأتي من مَغْلِها ما يأتي من حرْث  وبذْر، وسقْى ، وتَعَاهُد الأرض ، لعَدَّه الناس من
أَسْفَه السُّفَهَاء ، فكذلك  مَن حَسُنَ ظنُّه وقوِىَ رَجاءُه في الفوز بالدرجات العلى والنعيم المقيم ، من غير طاعة ولا تقرب إلى الله تعالى  بامتثال أوامره  واجتناب نواهيه .
وسِر المَسأَلَة أن الرَّجاء وحُسْن الظَّن إنما يكون مع الاتيان بالأسباب التي اقتضتها حكمة الله في شرعه ، وقدره ، وثوابه وكرامته ؛ فيأتي العبد بها، ثم يُحْسِن  ظنَّه بربِّه ، ويرجوه أن لا يَكِلَه إليها، وأن يجعلها مُوَصِّلَة إلى ما ينفَعَه ، ويصرِف ما يُعارِضها ، ويُبطِل أَثَرها
وأما رَجاء لا يقارنه  شيء من ذلك ، فهو من باب الأمَاني! ، والرَّجاء شيء، والأماني شيء آخر . فكل راج خائف ، والسائر على الطريق إذا خاف : أسرع السَّير مخافة الفَوَات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة