السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الجمعة، 29 مايو 2020

سورة الحشر وفضلها

** سورة الحشر هي
(*) السورة التاسعة والخمسون في ترتيب المصحف الشريف
(*)  مدنية بالإجماع
(*) عدد آياتها  24  آية 
(*) نزلت سورة  الحشر  بعد سورة البيّنة
(*) سُميت سورة " الحشر  " لورود اللفظ في الآية الكريمة " هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ .. "
* و سُميت " بني النضير "  لذكر قصة بني النضير و إجلائهم في السورة  
وعن سعيد بن جبير  قال : قُلتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ الحَشْرِ، قالَ: قُلْ سُورَةُ النَّضِيرِ  ... رواه البخاري
(*)  قال المفسرون : أُنزِلَت في بني النضير 
وقد أورد ابن الجوزي القصة في زاد المسير فقال :
[ ذكر أهل العلم بالتفسير والسير: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مسجد قباء، ومعه نفر من أصحابه، فصلى فيه، ثم أتى بني النضير، فكلمهم أن يعينوه في دية رجلين كان قد آمنهما، فقتلهما عمرو بن أمية الضمري وهو لا يعلم، فقالوا: نفعل، وهموا بالغدر به، وقال عمرو بن جحاش: أنا أظهر على البيت، فأطرح عليه صخرة، فقال سلام بن مشكم: لا تفعلوا، والله ليخبرن بما هممتم به، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، فنهض سريعا، فتوجه إلى المدينة ، فلحقه أصحابه، فقالوا: قمت ولم نشعر؟! فقال: همَّت يهود بالغدر، فأخبرني الله بذلك، فقمت، وبعث إليهم رسول الله محمد بن مسلمة: أن اخرجوا من بلدتي،  فلا تساكنوني، وقد هممتم بما هممتم به، وقد أجلتكم عشرا ، فمن رُئي بعد ذلك ضُربت عنقه ، فمكثوا أياما يتجهزون، فأرسل إليهم ابن أُبَيّ: لا تخرجوا، فإن معي ألفين من قومي وغيرهم، وتمدّكم قريظة، وحلفاؤكم من غطفان، وطمع حُيَي فيما قال ابن أُبَيّ، فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لا نخرج، فاصنع ما بدا لك، فكبّر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكبّر المسلمون لتكبيره، وقال: حاربت يهود، ثم سار إليهم في أصحابه، فلما رأوه قاموا، على حصونهم معهم النّبل والحجارة، فاعتزلتهم قريظة، وخذلهم ابن أُبَيّ، وحلفاؤهم من غطفان، وكان رئيسهم كعب بن الأشرف قد خرج إلى مكة فعاقد المشركين على التظاهر على رسول الله، فأخبر الله رسوله بذلك، فبعث محمد بن مسلمة فاغتره فقتله، وحاصرهم رسول الله، وقطع نخلهم، فقالوا: نحن نخرج عن بلادك، فأجلاهم عن المدينة، فمضى بعضهم إلى الشام، وبعضهم إلى خيبر]
** فضل سورة الحشر 
(*) سورة الحشر هي إحدى المسبحات
والمسبحات هي السور التي تبدأ بالتسبيح ، قد اختلف فيها على قولين
* القول الأول : السور المسبحات التي تبدأ بـ "سبَّح" أو "يسبِّح" وهي خمسة :
 الحديد  و الحشر و الصف  و الجمعة  و التغابن 
* القول الثاني : السور المسبحات التي تبدأ بـ "سُبحان" أو "سبَّح" أو "يسبِّح" أو بصيغة الأمر  "سبِّح"  هي سبعة :
الإسراء و الحديد  و الحشر  و الصف و الجمعة و التغابن  و الأعلى
(*)  سورة " الحشر "  من المُفَصَّل من سور القرآن الكريم
وعن واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة :عن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال :" أُعطِيتُ مكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ ، ومكانَ الزَّبورِ المئين ، ومكانَ الإنجيلِ المثانيَ ، وفُضِّلتُ بالمُفصَّلِ " ... السلسلة الصحيحة 
* و عن أبي وائل قال : جاء رَجُل إلى ابن مسعود، فقال: قَرأتُ المُفَصَّل اللَّيلة في ركْعة ، فقال: هذًّا كَهَذِّ الشِّعْر، لقَد عَرَفْتُ النّظَائر الّتي كان النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم يَقرُن بيْنهُنّ ، فذَكَر عشرين سُورة مِن المُفَصَّل، سُورتيْن في كُلّ ركْعة ... رواه البخاري
* وقد أورد الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري لشرح صحيح البخاري : قوله " قَرأتُ المُفَصَّل " : تقدم أنه من  ق  إلى آخر القرآن على الصحيح ، وسُمِّيَ مفصَّلا لكثرة الفصل بين سُورِه بالبسملة على الصحيح
(*) عن سعيد بن الجبير  قال : قُلتُ لابن عبَّاس: سورة التَّوْبة، قال: التَّوْبة هي الفَاضِحَة ، ما زَالَت تَنْزِل ، ومنْهُم ومنْهُم، حتَّى ظَنُّوا أنَّها لَن تُبْقِيَ أحَدًا منهمْ إلَّا ذُكِر فيها ، قال: قُلتُ: سورة الأنْفَال ، قال: نَزَلَتْ في بَدْرٍ، قالَ: قُلتُ: سُورَةُ الحَشْرِ، قال : نَزَلَتْ في بَنِي النَّضِير... رواه البخاري 
(*) عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : كانت غَزوةُ بني النَّضير وَهم طائفة منَ اليَهود على رأسِ ستَّةِ أشْهر من وقعة بدر وكانَ منزلُهم ونخلُهم بناحية المدينة فحاصرَهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وعلَى آلِه وسلَّم حتَّى نزلوا على الجَلاءِ وعلى أنَّ لَهم ما أقلَّتِ الإبلُ منَ الأمتعةِ والأموالِ إلَّا الحلقةَ ( يعني السِّلاحَ ) فأنزلَ اللَّهُ فيهم " سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ "... إلى قولِه " أَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا " فقاتلَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وعلَى آله وسلَّم حتَّى صالحَهم على الجَلاءِ فأجلاهم إلى الشَّامِ وكانوا من سِبطٍ لم يصبْهم جلاءٌ فيما خلا وَكانَ اللَّهُ قد كتَبَ عليْهمُ ذلك ، ولولا ذلِكَ لعذَّبَهم في الدُّنيا بالقتلِ والسَّبيِ وأمَّا قولُهُ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ فَكانَ جلاؤُهم ذلِكَ أوَّلَ حشرٍ في الدُّنيا إلى الشَّامِ ... صحيح أسباب النزول للوادعي
(*) عن مالك بن أوس بن الحدثان  قال : قال عُمَر رضي الله عنه : ما مِن أحَدٍ مِنَ المسلمينَ إلَّا له في هذا المالِ نَصيبٌ، إلَّا العبيدُ لهم فيه شيء ، وقرَأ: " مَا أَفَاءَ اللَّهُ " حتَّى بلَغَ " وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ "الحشر ، فقال: هذه استَوعبَتِ المسلمينَ، ولَئِنْ عِشتُ لَيأتيَنَّ الرَّاعيَ بِسَرْوِ حِمْيَرَ نصيبُه مِنها لم يَعرَقْ فيها جَبينُه ... إرواء الغليل للألباني 
(*) عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :  لَعَنَ اللَّهُ الواشِمَات والمُوتَشِمَات، والمُتَنَمِّصَات والمُتَفَلِّجَات، لِلحُسْنِ المُغَيِّرَات خَلْقَ اللَّه فبلَغَ ذلكَ امْرأة مِن بني أسَد يُقال لها أمّ يَعقوب، فجَاءَت فقالَتْ: إنّه بَلَغَني عَنْكَ أنّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وكَيْتَ، فقال: وما لا لي ألْعَنُ مَن لعَنَ رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم، ومَن هو في كتَاب اللَّه، فقالتْ: لقَدْ قَرَأْتُ ما بيْنَ اللَّوْحَيْن، فَما وجَدْتُ فيه ما تقُول، قال: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لقَدْ وجَدْتِيه، أما قَرَأْتِ: "وَما آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهَاكُمْ عنْه فَانْتَهُوا" ؟ قالَتْ: بَلَى، قال: فإنَّه قدْ نَهَى عنْه، قالَتْ: فإنِّي أرَى أهْلَكَ يفعَلُونه، قال: فاذهَبِي فانظُري، فذهَبَتْ فنظَرَتْ، فلَمْ تَرَ مِن حَاجتها شيئًا، فقال: لو كَانَتْ كذلكَ ما جَامَعْتُهَا ... رواه البخاري 
(*) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أنَّ رَجُلًا أتَى النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ، فبَعَث إلى نِسَائِه فقُلْن: ما معنَا إلَّا المَاءُ، فقال رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم:" مَن يَضُمُّ أوْ يُضِيفُ هذا" ، فقال رَجُل مِن الأنْصَار: أنَا ، فَانْطَلَقَ به إلى امْرَأَتِهِ، فَقال: أكْرِمِي ضَيْفَ رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم، فَقالَتْ: ما عِنْدَنَا إلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، فقال: هَيِّئِي طَعَامَكِ، وأَصْبِحِي سِرَاجَكِ، ونَوِّمِي صبيَانَكِ إذَا أرَادُوا عَشَاءًا ، فهَيَّأَتْ طعَامَها، وأصبَحَت سِرَاجها، ونَوَّمَتْ صِبيَانها، ثُمّ قَامَتْ كَأنَّهَا تُصْلِحُ سِرَاجها فأطفَأَته، فجَعَلَا يُرِيَانِه أنَّهُما يأْكُلَان، فبَاتَا طَاوِيَيْن ، فلمَّا أصْبَح غَدَا إلى رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم، فقالَ:" ضَحِكَ اللَّهُ اللَّيْلَةَ، أوْ عَجِبَ، مِن فَعَالِكُما" فأنْزَلَ اللَّهُ: " وَيُؤْثِرُونَ علَى أنْفُسِهِمْ ولو كانَ بهِمْ خَصَاصَةٌ ومَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ "الحشر  ...  رواه البخاري 
(*) عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال :في قولِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ :" مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا ". قالَ: اللِّينةُ النَّخلةُ، وليُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ قالَ: استنزَلوهم من حصونِهِم، قالَ: وأمروا بقطعِ النَّخلِ فحَكَّ في صدروهم ، فقالَ المسلِمونَ: قد قطَعنا بعضًا وترَكْنا بعضًا، فلنسألنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم :هل لَنا فيما قطَعنا من أجرٍ؟ وَهَل علَينا فيما ترَكْنا من وزرٍ؟ ، فأنزلَ اللَّهُ: "مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا "الآيةَ  ... رواه الترمذي وصححه الألباني
(*) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال  :" وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ " هذِهِ لرسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم خاصَّةً قرى عُرَيْنةَ، فدَكَ، وَكَذا وَكَذا "ما أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ " ، وللفقراءِ " الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ " ، " وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ ، وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ ".  ، فاستوعَبَت هذِهِ الآيةُ النَّاسَ فلم يبقَ أحَد منَ المسلمينَ إلَّا لَهُ فيها حقٌّ قالَ أيُّوبُ: أو قالَ حظٌّ إلَّا بَعضَ من تملِكونَ من أرقَّائِكُم ... رواه أبو داود وصححه الألباني
(*) عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :لعنَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم الواشِماتِ، والمستَوشِماتِ، والمتنمِّصاتِ، والمتفلِّجاتِ للحُسنِ، المغيِّراتِ لخلقِ اللَّهِ، فبلغَ ذلِكَ امرأةً من بَني أسدٍ، يقالُ لَها أمُّ يعقوبَ، فجاءت إليهِ فقالَت: بلغَني عنكَ أنَّكَ قُلتَ: كَيتَ وَكَيتَ قالَ:" وما لي لا ألعَنُ من لَعنَ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وَهوَ في كتابِ اللَّهِ ؟ قالت: إنِّي لَأقرأُ ما بينَ لَوحيهِ فما وجدتُهُ، قالَ: إن كُنتِ قرأتِهِ فقد وَجدتِهِ أما قرأتِ:" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا "، قالَت: بلَى، قالَ: فإنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قد نَهَى عنهُ، قالَت: فإنِّي لأظنُّ أَهْلَكَ يَفعلونَ، قالَ: اذهَبي فانظُري، فذَهَبَت فنظَرَت فلَم ترَ من حاجتِها شيئًا، قالت: ما رأيتُ شيئًا ، قالَ عبدُ اللَّهِ: لو كانت كما تقولينَ ما جامَعَتْنا ... رواه ابن ماجه وصححه الألباني
(*) عن أسلم مولى عمر بن الخطاب عن عُمر رضي اللهُ عنه يقول : اجتمِعُوا لِهذا المالِ فانظُروا لِمَنْ ترونَهُ ثُم قال لهمْ إنِّي أمرتُكمْ أنْ تجتمِعوا لِهذا المالِ فتنظُروا لِمَنْ ترونَهُ وإنِّي قدْ قرأتُ آياتٍ من كتابِ اللهِ سمعتُ اللهَ يقولُ : " ما أفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ من أهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ ولِلرَّسُولِ ولِذِي الْقُرْبَى والْيَتَامَى والْمَسَاكِينِ وابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ومَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ ومَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا واتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا من دِيَارِهِمْ وأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا من اللَّهِ ورِضْوَانًا ويَنْصُرُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ"  واللهِ ما هوَ لهؤلاءِ وحدَهمْ   "والَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ والْإِيمَانَ من قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ولَا يَجِدُونَ في صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا ويُؤْثِرُونَ عَلَى أنْفُسِهِمْ " الآيةُ ، واللهِ ما هوَ لهؤلاءِ وحدَهمْ  الآيةُ واللهِ ما من أحدٍ من المسلمينَ إلَّا ولهُ حقٌّ في هذا المالِ أُعطِيَ مِنهُ أوْ مُنِعَ حتى راعٍ بِ‍ عدَنَ  ... إرواء الغليل للألباني
(*) عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : كُنَّا عِند رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في صَدْرِ النَّهار، قالَ: فجَاءَه قَوْم حُفَاة عُرَاة مُجْتَابِي النِّمَار أَو العَبَاء، مُتَقَلِّدِي السُّيُوف، عامّتُهُم مِن مُضَرَ، بَل كُلُّهم مِن مُضَر فَتَمَعَّر وَجْهُ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لِما رَأَى بهِمْ مِنَ الفَاقَة، فدَخَل ثُمَّ خَرَج، فأمَرَ بلَالًا فأذَّنَ وأَقَام، فصَلَّى ثُمَّ خَطَب فقال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الذي خَلَقَكُمْ مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ" إلى آخِرِ الآيَةِ، "إنَّ اللَّهَ كانَ علَيْكُم رَقِيبًا"النساء  ،  والآيَة الَّتي في الحَشْر: " اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ"الحشر ،  تَصَدَّقَ رَجُل مِن دِينَارِه، مِن دِرْهَمِه، مِن ثَوْبِه، مِن صَاعِ بُرِّه، مِن صَاع تَمْرِهِ ، حتَّى قال " ولو بشِقِّ تَمْرَة " ، قال: فجَاء رَجُل مِنَ الأنصار بصُرَّة كادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، بَلْ قدْ عَجَزَتْ، قال: ثُمَّ تَتَابَع النَّاسُ، حتَّى رأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِن طعام وثِيَاب، حتَّى رأَيْتُ وَجْهَ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يتَهَلَّل، كَأنَّهُ مُذْهَبَة، فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم:" مَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَن عَمِلَ بهَا بَعْدَهُ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أُجُورِهِمْ شيءٌ، وَمَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كانَ عليه وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَن عَمِلَ بهَا مِن بَعْدِهِ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أَوْزَارِهِمْ شيءٌ" ... رواه مسلم

** أسباب نزول آيات سورة الحشر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة