السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأربعاء، 10 يونيو 2015

بعض الفتن التى ارادها اليهود للنبي صلى الله عليه و سلم

قضية الرجم
قال ابن إسحاق : أن أحبار يهود اجتمعوا في بيت المدراس ، وقد زنى رجل منهم بعد إحصانه بامرأة من يهود قد أحصنت ، فقالوا : ابعثوا بهذا الرجل وهذه المرأة إلى محمد ، فسلوه كيف الحكم فيهما ، وولوه الحكم عليهما ، فإن عمل فيهما بعملكم من التجبية - (والتجبية : الجلد بحبل من ليف مطلي بقار ، ثم تسود وجوههما ، ثم يحملان على حمارين ، وتجعل وجوههما من قبل أدبار الحمارين )- فاتبعوه ، فإنما هو ملك ، وصدقوه ، وإن هو حكم فيهما بالرجم فإنه نبي ، فاحذروه على ما في أيديكم أن يسلبكموه . 
فأتوه ، 

فقالوا : يا محمد ، هذا رجل قد زنى بعد إحصانه بامرأة قد أحصنت ، فاحكم فيهما ، فقد وليناك الحكم فيهما
 فمشى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى أحبارهم في بيت المدراس
 فقال : يا معشر يهود أخرجوا إلي علماءكم ، فأخرج له عبد الله بن صوريا  وأبو ياسر بن أخطب ، ووهب بن يهوذا ، فقالوا : هؤلاء علماؤنا
 فسألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى حصل أمرهم ، إلى أن قالوا لعبد الله بن صوريا : هذا أعلم من بقي بالتوراة . 
 فخلا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان غلاما شابا من أحدثهم سنا ، فألظ به رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة ،
وعن نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر ، قال : لما حكّموا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما ، دعاهم بالتوراة ، وجلس حَبر منهم يتلوها ، وقد وضع يده على آية الرجم ،
 فضرب عبد الله بن سلام يد الحبر ، ثم قال : هذه يا نبي الله آية الرجم يأبى أن يتلوها عليك ؛
فقال : "يا ابن صوريا ، أنشدك الله وأذكرك بأيامه عند بني إسرائيل ، هل تعلم أن الله حكم فيمن زنى بعد إحصانه بالرجم في التوراة ؟ "
قال : اللهم نعم ، أما والله يا أبا القاسم إنهم ليعرفون أنك لنبي مرسل ولكنهم يحسدونك
 فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ويحكم يا معشر يهود ما دعاكم إلى ترك حكم الله وهو بأيديكم ؟" 
 فقالوا : أما والله إنه قد كان فينا يعمل به ، حتى زنى رجل منا بعد إحصانه ، من بيوت الملوك وأهل الشرف ، فمنعه الملك من الرجم ، ثم زنى رجل بعده ، فأراد أن يرجمه ، فقالوا : لا والله ، حتى ترجم فلانا ، فلما قالوا له ذلك اجتمعوا فأصلحوا أمرهم على التجبية ، وأماتوا ذكر الرجم والعمل به .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فأنا أول من أحيا أمر الله وكتابه وعمل به" ، ثم أمر بهما فرجما عند باب مسجده قال عبد الله بن عمر :فكنت فيمن رجمهما  ثم كفر بعد ذلك ابن صوريا ، وجحد نبوة رسول الله 
صلى الله عليه وسلم .
فأنزل الله قوله تعالي "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ۚ وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ  "
الشرط ليؤمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم لهم ضد خصومهم
قال ابن إسحاق : ذهب ابن صلوبا ، وعبد الله بن صوريا ، وشأس بن قيس إلى محمد ، فأتوه ، فقالوا له : يا محمد ، إنك قد عرفت أنا أحبار يهود وأشرافهم وسادتهم ، وأنا إن اتبعناك اتبعتك يهود ، ولم يخالفونا ، وأن بيننا وبين بعض قومنا خصومة ، أفنحاكمهم إليك فتقضي لنا عليهم ، ونؤمن بك ونصدقك ، فأبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم . فأنزل الله فيهم : " وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ *أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة