السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الخميس، 29 يوليو 2021

لا تحزن إنَ اللَّهَ مَعَنا

لما كان النبي
صلى الله عليه وسلم عند هجرته يعلم أن الطريق الذي ستتجه إليه الأنظار هو طريق المدينة الرئيسي المتجه شمالا، فقد سلك الطريق الذي يضاده وهو الطريق الواقع جنوب مكة والمتجه نحو اليمن، حتى بلغ إلى جبل يعرف بجبل ثُور، وقام كل من عبد الله بن أبي بكر وعامر بن فهيرة وأسماء بنت أبي بكر بدوره 
وانطلق المشركون في آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه، يرصدون الطرق، ويفتشون في جبال مكة، حتى وصلوا غار ثُور، وأنصت الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى أقدام المشركين وكلامهم .. فعن أنس رضي الله عنه عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قلتُ للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا!، فقال صلى الله عليه وسلم:" يا أبا بكر!  ما ظنك باثنين الله ثالثهما "رواه البخاري

قال الشيخ ابن عثيمين في شرحه لكتاب رياض الصالحين ".. فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى قدميه لأبصَرَنا، لأننا في الغار تحته، فقال: "ما ظنُّكَ باثْنَينِ اللهُ ثالثُهُما"، وفي كتاب الله أنه قال: "لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا" .. فيكون قال الأمرين كلاهما،أي قال:" ما ظنُّكَ باثْنَيْنِ اللهُ ثالثُهُما " ، وقال: " لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا "

فقوله:"ما ظنُّكَ باثْنَينِ اللهُ ثالثُهُما"  يعني: هل أحد يقدر عليهما بأذية أو غير ذلك؟ والجواب: لا أحد يقدر، لأنه لا مانع لما أعطى الله، ولا معطي لما منع، ولا مذل لمن أعزَّ، ولا معز لمن أذل:" قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " 

* وفي هذه القصة: دليل على كمال تَوَكُّل النبي صلى الله عليه وسلم على ربه ، وأنه معتمد عليه، ومفوض إليه أمره

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة