السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأربعاء، 24 يوليو 2019

عَمْرو بن العَاص الصحابي الجليل رضي الله عنه


هو عَمْرُو بِن العَاص  ابن وَائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي، السَّهْمي
* وكنيته :أبو عبد الله  رضى الله عنهما ، و كان عمرو قصيرًا ، وكان يخضب بالسواد
* أمُّه النَّابغة بنت خزيمة بن شيبة من عنزة ، وأخوه لأمه عروة بن أثاثة العدوي، وعقبة بن نافع بن عبد قيس الفهري ، وكان عروة ممن هاجر إلى الحبشة 
وسأل رجل عمرو بن العاص عن أمه، فقال: سلمى بنت حرملة، تلقب النابغة من بني عنزة، أصابتها رماح العرب، فبيعت بعكاظ ، فاشتراها الفاكه بن المغيرة، ثم اشتراها منه عبد الله بن جدعان، ثم صارت إلى العاص بن وائل، فوَلَدت له، فأُنجِبت .. أسد الغابة
* وهو أخو  الصحابي هِشام بن العاصِ، وقد كان أسبَقَ إسلامًا من أخيه، ورَأى في سَبيلِ ذلك في مكَّةَ قَديمًا الكثيرَ من الأذى حتى إنَّ أهلَه حَبَسوه حتى لا يَلحَقَ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقد استُشهِدَ هِشام بأجنادينَ سَنَةَ 13
* ذات يوم  ، سمع عَمْرُو بِن العَاص أن قومًا يفاضلون بينه وبين أخيه هشام فقالوا  له :كنا نُفاضل بينك وبين أخيك هشام ، أيكما أفضل ، فقال  لهم:إن لهشام علَيَّ أربعة  : أُمه بنت هشام بن المغيرة وأمي من قد عرفتم، وكان أحبَّ إلى أبيه مني، والوالد أعرفُ بأولاده  ، وأسلم قبلي، واستُشهِد وبقيتُ... العقد الفريد لابن عبد ربه
و عن أبي هريرة عن رسُول اللَّه صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم قال : "ابنا العاص مؤمنانِ : هشامٌ و عَمرو" ... السلسلة الصحيحة
* كانت له زوجتان هما : ريطة بنت منبه و أم كلثوم بنت عقبة بن أبي مُعَيط ، والتي  كانت تحت زيد بن حارثة، ثم تزوَّجهاعبد الرحمن بن عوف، فولدت له حميدًا وإبراهيم، ثمَّ تزوَّجها الزُّبير بن العوَّام، ثمَّ تزوَّجها عَمْرُو بِن العَاص وقِيل ماتت بعد شَهر من الزواج ، وهي أخت الوليد بن عُقبة.
 *وكان أكبر سنًّا من عمر بن الخطاب ، يقول عَمْرُو بِن العَاص : إني لأذكر الليلة التي وُ لد فيها عمر  ، كنت في قريش ذات ليلة ، فإذا نحن بأَمَة للخطَّاب تطلب قبساً، فقيل لها ماتصنعين بها ،فقالت تركت حنتمة تطلق ،فلما أصبحنا قيل:وُلد للخَطَّاب البارحة غلام ..تارخ دمشق لابن عساكر
* كان عَمْرُو بِن العَاص مندوب قريش عند النجاشى حيث فشلت كل مجهوداته للحصول على المهاجرين للحبشة 
 فعن  أبي موسى الأشعري عبدالله بن قيس  قال :أمرنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن ننطلقَ مع جعفرِ بنِ أبي طالبٍ إلى النجاشيِّ فبلغ ذلك قريشًا فبعثوا عمرو بنَ العاصِ وعمارةَ بنَ الوليدِ وجمعًا للنجاشيِّ هديةً ، وقَدِما على النجاشيِّ فأتياهُ بالهديةِ فقبَّلَها وسَجَدَا له ثم قال عمرو بنُ العاصِ: إنَّ ناسًا من أرضنا رغبوا عن دِينِنا ، وهم في أرضِك ، فقال لهم النجاشيُّ : في أرضي ، قالوا : نعم ، فبعث إلينا فقال لنا جعفرٌ :لا يتكلم منكم أحدٌ ، أنا خطيبُكم اليومَ ،فانتهينا إلى النجاشيِّ وهو جالسٌ في مجلسٍ وعمرو بنُ العاصِ عن يمينِه وعمارةُ عن يسارِه ،والقِسِّيسُونَ والرهبانُ جلوسٌ سماطيْنِ ،وقد قال له عمرو وعمارةُ إنهم لا يسجدون لك ،فلما انتهينا بدَرَنا من عندِه من القسيسين والرهبانَ :اسجدوا للملكِ ،فقال جعفرٌ :إنَّا لا نسجدُ إلا للهِ ،قال له النجاشيُّ: وما ذاك ،قال :إنَّ اللهَ بعث إلينا رسولًا ،وهو الرسولُ الذي بشَّرَنا به عيسى عليه السلامُ ، من بعدي اسمُه أحمدُ ، فأمرنا أن نعبدَ اللهَ ولا نُشركَ به شيئًا ،وأمرنا أن نُقيمَ الصلاةَ وأن نُؤتيَ الزكاةَ ،وأمرنا بالمعروفِ ونهانا عن المنكرِ
 فأَعجب النجاشيَّ قولُه ،فلما رأى ذلك عمرو قال: أصلح اللهُ الملكَ إنهم يُخالفونَك في ابنِ مريمَ ،فقال النجاشيُّ :ما يقول صاحبُكم في ابنِ مريمَ ،قال :يقول فيه قولُ اللهِ هو روحُ اللهِ وكلمتُه أخرجَه من العذراءِ البتولِ التي لم يقرَّ بها بشرٌ ،ولم يفترضها ولدٌ ،فتناول النجاشيُّ عودًا من الأرضِ فرفعَه ، فقال:يا معشرَ القسيسين والرهبانَ ما يزيدُ هؤلاءِ على ما تقولون في ابنِ مريمَ ما يزنُ هذه ،مرحبًا بكم وبمن جئتُم من عندِه ،أشهدُ أنَّهُ رسولُ اللهِ وأنَّهُ الذي بشَّرَ به عيسى ،ولولا ما أنا فيه من المُلْكِ لأتيتُه حتى أُقبِّلَ نعليْهِ ، امكثوا في أرضي ما شئتم ،وأمر لنا بطعامٍ وكسوةٍ ، وقال :ردُّوا على هذين هديَّتَهما ... مجمع الزوائد
**مناقبه
كان عَمْرُو بِن العَاص مضرِب  المثل في الذكاء والفطنة والدهاء  والحزم  ، وكان أكثر رجال قريش خبرةً بالحروب، ومن أعيان المهاجرين 
* أسلم عَمْرُو بِن العَاص  رضي الله عنه  سنة سبع، وقيل: سنة ثمان  أي قبل الفتح بسَنَة ، فقد هاجر إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم  مُسلما  مُرافقا لخالد بن الوليد ، وحاجب الكعبة عثمان بن طلحة 
* عن  عمرو بنَ العاصِ قال : لما ألقى اللهُ عزَّ وجلَّ في قلبي الإسلامَ قال أتيتُ النبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لِيُبايعَني فبسط يدَه إليَّ فقلتُ :لا أُبايعُك يا رسولَ اللهِ حتى تغفرَ لي ما تقدَّم من ذنبي ، قال: فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :"يا عمرو أما علمتَ أنَّ الهجرةَ تَجُبُّ ما قبلَها من الذنوبِ يا عمرو أما علمتَ أنَّ الإسلامَ يَجُبُّ ما كان قبلَه من الذنوبِ"... صححه الألباني في إرواء الغليل
* عن عقبة بن عامر  قال :قال رَسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم"أسلمَ الناسُ وآمن عَمرو بنُ العاصِ" ... رواه الترمذي وصححه الألباني 
* عن طلحة بن عبيدالله  قال : قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم :" عمرُو بنُ العاصِ مِن صَالِحِي قريشٍ"... السلسلة الصحيحة
*  أمَّرَه النبي صلى الله عليه وسلم ، على سَرِيّة ذات السلاسل عام 8 هـ  لمحاربة قبائل قضاعة  والتي أرادت غزو  المدينة المنورة ، وكان الجيش فيها ثلاث مئة من سَرَاة المهاجرين والأنصار، ومعهم ثلاثون فرسًا، ولما بلغوا بلاد جذام ، بلغه أن جموع المشركين غفيرة ، فاستمد النبيَّ صلى الله عليه وسلم ، فأمدَّه بجيش من المهاجرين الأولين فيهم: أبو بكر وعُمَر  رضي الله عنهما ، وأمَّر عليهم أبا عبيدة بن الجراح، وقال: "لا تختلفا"؛ فكان عمرو يُصلِّي بهم حتى رَجَعوا منتصرين وقد تفرَّق المشركين وهربوا في البلاد
* عن قيس بن أبي حازم قال : بعث رسول الله  صلى الله عليه وسلم عَمْرو  بن العَاص في غزوة ذات السلاسل ، فأصابهم برد ، فقال لهم عَمْرو : لا يوقدن أحد نارا . فلما قدم شكوه ، قال : يا نبي الله ! كان فيهم قلة ، فخشيت أن يرى العدو قلتهم ، ونهيتهم أن يتبعوا العدو مخافة أن يكون لهم كمين . فأعجب ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ... سير أعلام النبلاء
* عن  عمرو بن العاص أنهُ قال لمَّا بَعَثَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عام ذات السلاسل قال: احتلمتُ في ليلة باردة شديدةِ البردِ ،فأشفقتُ إن اغتسلتُ أن أَهْلَكَ ، فتيمَّمتُ ثم صلَّيتُ بأصحابي صلاةَ الصبحِ ، قال: فلمّا قَدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ذكرتُ ذلكَ لهُ ،فقال :"يا عمرُو صلَّيتَ بأصحابِكَ وأنتَ جُنُبٌ" ،قال قلتُ :نعم يا رسول الله ،إني احتلمتُ في ليلةٍ باردةٍ شديدة البرد ،فأشفقتُ إن اغتسلتُ أن أَهْلَكَ ،وذكرتُ قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ " وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا " فتيمَّمتُ ثم صلَّيتُ ،فضحكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولم يَقُلْ شيئًا ... إرواء الغليل للألباني
* عندما بَعَثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَعمرُو بنُ العاصِ على جيش ذات السلاسل فظنَّ عمرُو أن له منزلة خاصة عند رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ  
حتي يبعثه على جيش به أبو بكر  وعُمر ،فذهب إليه وقعد بين يديه ليسأله عن أحب الناس إليه
عن خالِد الحَذَّاء عن أبِي عُثمان عبدالرحمن النهدي  قال : أَنَّ رسُول اللَّه صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم بَعَثَ عَمْرَو بن العاص على جَيش ذاتِ السّلَاسِل. قال: فأَتَيْتُه فقُلتُ: أيُّ النَّاس أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قال: "عائِشَةُ" ، فَقُلْتُ: مِن الرِّجال؟ فقال: "أَبُوها" ، قُلْتُ: ثُمّ مَن؟ ، قال: "عُمَرُ ". فعَدَّ رِجالًا ، فسَكَتُّ مَخافَة أَنْ يَجْعَلَنِي فِي آخِرِهِمْ ... رواه  البخاري
* بعد فتح مكة  بَعَثَ رسُول اللَّه صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم  :عَمْرَو بن العاص لهدم الصَّنم سواع الذي كانت تعبده هذيل
* كلَّفه رسول الله صلى الله عليه وسلم  للذهاب إلى عُمان لدعوة وَلَديّ الجُلَندَي حاكِمِي عُمان: جَيْفر وعبَّاد  للإسلام ،وقيل هما جَيْفر وعَبْد  ... أسد الغابة وقيل هما جَيْفر و عِياذ.. الكامل لابن الأثير
فنجح عَمْرو بن العَاص في اقناعهما بالإسلام ، فاستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم لجمع صَدَقات عُمان ، فلم يَزَل عليها حتى تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث أتاه كتاب أبي بكر بوفاة رسول الله صلَّي اللهُ عَلَيه وسلَّم
*عقد الخليفة أبو بكر لمحاربة المرتدين : أَحَد عشر لواء وكان من بينهم  لواء لعَمْرو بن العاص إلي  قضاعة ووديعة والحارث.
أمَّره  الخليفة أبو بكر  رضي الله عنه في فتوح الشام فكان أحد أمراء اليرموك
* و لما فرغ الصِّدّيق من أمر جزيرة العرب ، بَسَط يمينه إلى العراق، فبعث إليها خالد بن الوليد ثم أراد أن يبعث إلى الشام كما بعث إلى العراق، فشرع في جمع الأمراء  من الجزيرة العربية فكتب إلي عَمْرو بن العاص يستنفره إلى الشام: " إن كنت قد رددتك على العمل الذي ولَّاكه رسول الله صلَّي اللهُ عَلَيه وسلَّم مرة، وسماه لك أخرى، وقد أحببت أبا عبد الله أن أفرغك لما هو خير لك في حياتك ومعادك منه، إلا أن يكون الذي أنت فيه أحب إليك " ، فكتب إليه عَمْرو بن العَاص: "إني سهم من سهام السلم، وأنت عبد  الله الرامي بها، والجامع لا، فانظر أشدها وأخشاها فارم بها فيها" ... البداية والنهاية لابن كثير
* كان  أحد أمراء الجيوش في معركتي أجنادين واليرموك
فقد عقد الصِّدّيق الألوية للشام، فيقال إن أول لواء عقده لخالد بن سعيد بن العاص ثم عقد لواء يزيد بن أبي سفيان  ومعه سهيل بن عمرو، وجعل له دمشق.
وبعث أبا عبيدة بن الجراح على جند آخر، وخرج معه ماشيا يوصيه، وجعل له نيابة حمص.
وبعث عَمْرو بن العَاص ومعه جند آخر وجعله على فلسطين ، وتقدمت الجيوش الإسلامية فقرر هرقل أن يرسل جيشا لكل قائد على حدة ، فأمرهم الصِّدّيق بالتجمع وأن يكونوا جيشا واحدا ، وأرسل إليهم جيشا آخر على رأسه عكرمة بن أبي جهل ،ثم  وأرسل إليهم خالد بن الوليد من العراق فإذا وصل إليهم فهو الأمير عليهم 
وعندما وصل خالد بن الوليد إليهم ، جعل أبا عبيدة في القلب، وعلى الميمنة عَمْرو بن العاص ومعه شرحبيل بن حسنة، وعلى الميسرة يزيد بن أبي سفيان، وكان الأمر شديدا على المسلمين فهم تقريبا ستة وثلاثون ألفا بينما الروم جيشهم أكثر من مائتي ألف جندي ، فخطب الأمراء في الجيوس الإسلامية فكانت كلمات عَمْرو بن العاص: يا أيها المسلمون غُضُّوا الأبصار، واجثوا على الرُّكب، واشرعوا الرماح، فإذا حملوا عليكم فأمهلوهم حتى إذا ركبوا أطراف الأسنة فثُبوا إليهم وثبة الأسد، فوالذي يرضى الصدق ويثيب عليه ويمقت الكذب ويجزي بالإحسان إحسانا، لقد سمعت أن المسلمين سيفتحونها كَفْرًا كَفْرًا
وقَصْرًا  قَصْرًا، فلا يهولكم جموعهم ولا عددهم، فإنكم لو صدقتموهم الشد تطايروا تطاير أولاد الحجل ، ومرّت الحروب مريرة على الطّرفين إلى أن كتب الله لهم الفتح والنصر في معركة اليرموك 
* أمر  الخليفة عُمَر بن الخَطَّاب الجيوش الإسلامية بالتوجه لفتح دمشق تحت قيادة أبي عبيدة
فسار أبو عبيدة  قاصدا دمشق، وقد جعل خالد بن الوليد في القلب وركب أبو عبيدة وعَمْرو بن العَاص في المجنبتين، وعلى الخيل عياض بن غنم، وعلى الرِّجَالَة شرحبيل بن حسنة وتم حصار دمشق سبعين ليلة بالمجانيق وقيل ستة أشهر ، فتم لهم الصلح مع أهل دمشق 
ثم سار أبو عبيدة وقد جعل على المقدمة خالد بن الوليد ،وأبو عبيدة على الميمنة وعَمْرو بن العَاص على الميسرة، وعلى الخيل ضرار بن الأزور، وعلى الرِّجَالَة عياض بن غنم فوصلوا إلى فحْل وهي بلدةٌ بالغَوْر وقاتلوهم قتالا شديدا إلى أن تم النصر للمسلمين 
* سيَّر أبو عبيدة :  عَمْرو بن العَاص ليحاصر
بيسان مع شرحبيل بن حسنة ، فخرجوا إليه فقتل منهم مقتلة عظيمة، ثم صالحوه على مثل ما صالحت عليه دمشق، وضرب عليهم الجزية والخَرَاج
* كان  عَمْرو بن العَاص أميرا على جيش المسلمين في موقعة أجنادين والتي انتصر فيها المسلمون واستشهد فيها أخوه هشام
فقد قال ابن جرير: كتب عُمر بن الخطاب إلى عَمْرو بن العَاص بالسَّير إلى إيليا، ومناجزة صاحبها ، فاجتاز في طريقه عند الرملة بطائفة من الروم فكانت  وقعة أجنادين ،وذلك أنه سار بجيشه وعلى ميمنته ابنه عبد الله بن عَمْرو، وعلى ميسرته جنادة بن تميم المالكي، ومعه شرحبيل بن حسنة، واستخلف على الأردن أبا الأعور السلمي 
فلما وصل إلى الرملة وجد عندها جمعا من الروم عليهم الارطبون، وكان أدهى الروم ، وقد كان وضع بالرملة جندا عظيما وبايلياء جندا عظيما، فكتب عَمْرو إلى عمر بالخبر.
فلما جاءه كتاب عَمْرو قال: قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب، فانظروا عما تنفرج... البداية والنهاية
وبعث عَمْرو بن العَاص علقمة بن حكيم الفراسي، ومسروق بن بلال العكي على قتال أهل إيليا.
وأبا أيوب المالكي إلى الرملة، وعليها التذارق، فكانوا بإزائهم ليشغلوهم عن عَمْرو بن العَاص وجيشه،
وجعل عَمْرو كلما قدم عليه إمداد من جهة عمر يبعث منهم طائفة إل هؤلاء وطائفة إل هؤلاء.
وأقام عَمْرو على أجنادين لا يقدر من الارطبون على سقطة  ، ولا تشفيه الرُّسُل فوليه بنفسه
فدخل عليه كأنه رسول، فأبلغه ما يريد وسمع كلامه وتأمل حضرته حتى عرف ما أراد، وقال الارطبون في نفسه: والله إن هذا لعَمْرو  أو أنه الذي يأخذ عَمْرو برأيه، وماكنت لاطيب القوم بأمر هو أعظم من قتله.
فدعا حرسيا فسارَّه فأمره بفتكه ، ففطن عَمْرو بن العَاص فقال للارطبون: أيها الأمير إن قد سمعت كلامك وسمعت كلامي، وإني واحد من عشرة بعثنا
عمر ابن الخطاب لنكون مع هذا الوالي لنشهد أموره، وقد أحببت أن آتيك بهم ليسمعوا كلامك ويروا ما
رأيت.
فقال الارطبون: نعم ! فاذهب فأتني بهم، ودعا رجل فسارَّه فقال: اذهب إلى فلان فرُدُّه.
وقام عَمْرو  فذهب إلى جيشه ثم تحقق الارطبون أنه عَمْرو بن العَاص، فقال: خدعني الرجل، هذا والله
 أدهى العرب 
واقتتلوا بأجنادين قتالا عظيما، كقتال اليرموك، حتى كثرت القتلى بينهم وظل الأمر بينهم كذلك إلى أن فرَّ الارطبون إلى  مصر، فكان بها حتى فتحها عَمْرو بن العَاص وهرب الارطبون منها
*ولَّى  الخليفة عُمَر بن الخَطَّاب رضي الله  عنه :عَمْرو بن العاص  على   فلسطين  
* أُعجَب عَمْرو بن العاص بلقب أمير المؤمنين ووجده  يليق بالخليفة عُمَر بن الخَطَّاب فأصبح اللقب ملازما للخلفاء المسلمين
فعن  الشفاء بنت عبدالله  :كَتَبَ عُمَر بن الخَطَّاب إلى عامِلِ العِراقَيْن: أنِ ابعَثْ إليَّ برَجُلين جَلْدين نبيليْنِ أسألْهُما عن العراق وأهلِه ، فبَعَث إليهِ صاحب العراق بلبِيد بن ربيعة وعَديِّ بن حاتم، فقَدِمَا المدينة، فأناخا راحِلَتَيهِما بفناء المسجد، ثمّ دَخَلَا المسجد، فوَجَدَا عَمْرو بن العاص، فقالَا لهُ: يا عَمرُو، استأذِن لنا عَلَى أميرِ المُؤْمِنين عُمر، فوَثَب عَمْرو فدَخَل على عُمر، فقال: السَّلام عليكَ يا أمير المُؤْمِنين، فقال له عُمر: ما بَدَا لك في هذا الاسم يا ابن العاص؟ ، لَتَخرُجَنّ ممّا قُلْتَ، قال: نَعَم، قَدِمَ لَبِيدُ بنُ ربيعةَ وعَدِيّ بن حاتم، فقالَا لي: استأْذِن لنا على أمير المُؤمنين، فقُلْتُ: أنتمُا والله أَصَبْتُما اسمَهُ، وإنَّهُ الأمير ونحنُ المؤمنون، فجَرَى الكِتابُ مِن ذلكَ اليَوم ... صحيح الأدب المفرد للألباني
* أَمَّرَهُ الخليفة عُمَر بن الخَطَّاب على جيش فتح مصر، ففتحها ( قال الواقديُّ: افتتح عمرو مصر سنة عشرين) ، ولم يزل واليًا عليها حتى توفي عُمَر بن الخَطَّاب رضي الله عنه .
كان عُمَر بن الخَطَّاب يشهد لعَمْرو بن العَاص  بالفصاحة والبلاغة  
فعن محمد بن سلام الجُمحي : كان عُمر إذا رأى الرجل يتَلَجْلَج في كلامه ، قال : خالق هذا وخالق عَمْرِو بن العَاص واحد ! ... جواهر العلم للدينوري 
* عندما كان واليا على مصر  ، أرسل          إليه  الخليفة عُمَر بن الخَطَّاب  : أن ياغوثاه ،فاستجاب له على الفور ، فأرسل قافلة من مصر تحمل الزاد 
 وقد ورد في البداية والنهاية لابن كثير: إن عمرَ عسَّ المدينةَ ذاتَ ليلةٍ عامَ الرمادةِ فلم يجدْ أحدًا يضحكُ ولا يتحدثُ الناسُ في منازلِهم على العادةِ ولم يرَ سائلًا يسألُ فسألَ عن سببِ ذلك فقيلَ له يا أميرَ المؤمنين إن السؤَّالَ سألوا فلم يعطوْا فقطعوا السؤالَ والناسُ  في همٍّ وضيقٍ فهم لا يتحدثون ولا يضحكون فكتبَ عمرُ إلى أبي موسى بالبصرةِ أن يا غوثاه لأمةِ محمدٍ وكتبَ إلى عَمْرو بنِ العاصِ بمصرَ أن يا غوثاه لأمةِ محمدٍ فبعثَ إليه كلُ واحدٍ منهما بقافلةٍ عظيمةٍ تحملُ البُرَّ وسائرَ الأطعماتِ ووصلتْ ميرةُ عمروٍ في البحرِ إلى جدةَ ومن جدةَ إلى مكةَ
* أَمَّرَ الخليفة عُثمان بن عفَّان : عَمْرَو بن العاص على مصر مدة أربع سنين، ثم عَزَله  ، وأمَّر عليها عبد الله بن أبي سرح  ، فأقام عَمْرَو بنَ العاص بفلسطين؛ وكان يأتي المدينة بين الحين والآخر
* لما قُتِل عُثمان سار عَمْرَو بنَ العاص إلى معاوية وعاضده، وشهد معه صِفِّين، وكان أحد الحَكَميْن في قصة التحكيم  ، ثم سيَّره معاوية إلى مصر  فبقي واليًا عليها إلَى أن تُوفي  بها
** مما نَقَله عَمْرو بن العَاص عن رسُول اللَّه صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم:
عَن قَيْس بن أبِي حَازِم: أَنَّ عَمْرَو بن العَاص قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم جَهَارًا غَيْرَ سِرٍّ يَقُولُ: "إِنَّ آلَ أَبِي  لَيْسُوا بِأَوْلِيَائِي، إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللَّهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ"، زاد عَنبَسَة بن عبد الوَاحِد، عن بَيَان، عن قَيْس، عن عَمْرِو بن العَاص قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم"وَلَكِنْ  لَهُمْ رَحِمٌ أَبُلُّهَا بِبَلَالِهَا  ". يَعْنِي أَصِلُهَا بِصِلَتِهَا ... رواه البخاري
* عن عبد الله بن أبي الهُذيل قال : كنَّا نجالِسُ عمرَو بنَ العاصِ نذاكِرُهُ الفقْهَ فقال رجُلٌ من بَكْرٍ لَتَنتَهِيَنَّ قريشٌ أوْ لَيَجْعَلَنَّ اللهُ هذا الأمْرَ في جمهورٍ مِنْ جماهِيرِ العرَبِ فقال عمرُو بنُ العاصِ : كذَبْتَ سمعْتُ رسولَ اللهِ يقولُ : "الخلافَةُ فِي قريشٍ إلى قيامِ الساعَةِ "...  صححه الألباني في تخريج كتاب السنة
* عن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ  قال :أنهُ دخلَ على أبيهِ عمرِو بنِ العاصِ فوجدهُ يأكلُ ، قال :فدعاني ،قال : فقلتُ لهُ :إني صائمٌ ،فقال هذهِ الأيامُ التي نهانا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن صيامِهنَّ وأَمَرَنَا بفطرِهنَّ ... إرواء الغليل للألباني
* عن أبي هريرة، عن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ" إذا حَكَم الحَاكِم فاجْتَهد فأصَابَ فلَهُ أجْرَان ، وإذا حَكَم فأخْطَأ فلَهُ أجْر وَاحِد " ... رواه الترمذي وصححه الألباني
**وفاته
* مات عَمْرُو بِن العَاص ليلة عيد الفطر سنة ثلاثٍ وأربعين، عن سبعين سنة وصلَّى عليه ابنه عبد الله ، ودُفِن بالمُقطَّم
* روى يزيد بن أبي حبيب أن عبد الرحمن بن شماسة حدثه قال: لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى فقال ابنه عبد الله: لم تبكي، أجزعًا من الموت؟ قال: لا والله، ولكن لما بعد الموت. فقال له: كنت على خير. وجعل يذكر صُحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفتوحه الشام ومصر، فقال عمرو: تركت أفضل من ذلك، شهادة أن لاإله إلا الله، إني كنت على أطباق ثلاث، كنت أول شيء كافرًا فكنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلو مت حينئذ وجبت لي لنار، فلما بايعت رسول الله كنت اشد الناس حياء منه، فلو مت لقال الناس:هنيئاً لعمرو، أسلم، وكان على خير، ومات فترجى له الجنة. ثم تلبست بالسلطان وأشياء، فلا أدري أعليّ أم لي، فإذا مت فلا تبكين عليّ باكية، ولا تتبعني نائحة ولا نار، وشدوا عليّ إزاري، فإني مخاصم وسنوا علي التراب، فإن جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر، ولا تجعلن في قبري خشبة ولا حجرًا، وإذا واريتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعه، استأنس بكم، وأنظر ماذا أوامر رُسُل ربي... أسد الغابة
* ولما حضرته الوفاة قال: اللهم إنك أمرتني فلم أئتمر، وزجرتني فلم أنزجر ، ووضع يده على موضع الغل وقال: اللهم لا قوي فانتصر، ولا بريء فأعتذر، ولا مستكبر بل مستغفر، لا إله إلا أنت " فلم يزل يرددها حتى مات... أسد الغابة
* وفي رواية أخرى 
عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال : جزَع عمرُو بنُ العاصِ عندَ الموتِ جزَعًا شديدًا ،فلمَّا رأى ذلك ابنُه عبدُ اللهِ ،قال: يا أبا عبدِ اللهِ ما هذا الجزَعُ وقد كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُدْنيك ويستعمِلُك ،قال أَيْ بُنَيَّ ،كان ذلك وسأُخْبِرُك عن ذلك ،أمَا واللهِ ما أدري أحُبًّا كان ذلك أم تألُّفًا يتألَّفُني ،ولكِنْ أشهَدُ على رجلين أنَّه فارَق الدُّنيا وهو يُحِبُّهما :ابنِ سُمَيَّةَ وابنِ أمِّ عبدٍ ،فلمَّا حزَبَه الأمرُ جعَل [ يدَه موضِعَ ] الغِلالِ مِن ذَقْنِه وقال اللَّهمَّ أمَرْتَنا فتَرَكْنا ونهيْتَنا فركِبْنا ولا يسَعُنا إلَّا مغفرتُك وكانت تلك هِجِّيراه حتَّى مات ... مجمع الزوائد
وفي رواية أخرى
* وكان عَمْرَو بن العَاص قد أوصى ابنه عبد الله قبل وفاته بطريقة غُسله ودفنه

فعن عبد الله بن عمرو ،أنَّ أباهُ أوصاهُ: إذا مِتُّ، فاغسِلْني غَسلةً بالماءِ، ثم جَفِّفْني في ثَوب، ثم اغسِلْني الثانيةَ بماءٍ قَراح، ثم جَفِّفْني، ثم اغسِلْني الثالثة بماءٍ فيه كافورٌ، ثم جَفِّفْني، وألبِسْني الثِّياب، وزُرَّ علَيّ، فإنِّي مُخاصَم، ثم إذا أنتَ حَمَلتَني على السَّريرِ، فامْشِ بي مَشيًا بيْنَ المِشيَتَيْنِ، وكُن خَلفَ الجِنازةِ؛ فإنَّ مُقَدَّمَها لِلمَلائِكةِ، وخَلفَها لبَني آدَمَ، فإذا أنتَ وَضَعتَني في القَبرِ، فسُنَّ علَيَّ التُّرابَ سَنًّا. ثم قال: اللَّهمَّ إنَّكَ أمَرتَنا فأضَعْنا، ونَهَيتَنا فرَكِبْنا، فلا بَريءٌ فأعتَذِرَ، ولا عَزيزٌ فأنتَصِرَ، ولكن لا إلهَ إلَّا أنتَ. وما زال يَقولُها حتى ماتَ ... سير أعلام النبلاء
* واختُلِفَ في تاريخ وفاته
فقال الذُّهليُّ: حدَّثنا يحيى ابن بُكير قال: مات ليلة الفطر سنة ثلاث وأربعين، سِنُّه سبعون سنة.
وقال خليفة خياط و أبو عيسى: مات عمرو بمصر سنة ثلاث وأربعين.
وقال الهيثم بن عَدِيٍّ: توفِّي سنة إحدى وخمسين.
وقال ابن نمير: مات سنة اثنتَيْن وأربعين.
قال ضمرة قال: مات عمرو بن العاص سنة إحدى أو اثنتين وستين في ولاية يزيد بن معاوية
** من أقواله
* عن موسى بن علِيّ  عن أبيه عن عمروِ بنِ العاصِ قال "عجبتُ من الرجلِ يفرُّ من القدرِ وهو مواقعُه ! ويرى القذاةَ في عينِ أخيه ويدعُ الجذعَ في عينِه ! ويخرجُ الضغنَ من نفسِ أخيه ويدعُ الضغنَ في نفسِه ! وما وضعت سِرِّي عند أَحَدٍ فلُمْتُه على إفشائِه ، وكيف ألومُه وقد ضقتُ به ذرعًا ؟... صحيح الأدب المفرد للألباني
* عن عمروِ بنِ العاصِ قال :"إذا كثر الأخلَّاءُ كثرُ الغرماءُ ". قلت لموسى : وما الغُرَماءُ ؟ قال : الحقوقُ ... صحيح الأدب المفرد للألباني

* عن  قيس بن أبي حازم  قال :كان عمرُو بنُ العاصِ يسيرُ مع نفرٍ من أصحابِه فمرَّ على بغلٍ ميِّتٍ قد انتفخ فقال: واللهِ لأن يأكُلَ أحدُكم من هذا حتَّى يملأَ بطنَه خيرٌ من أن يأكُلَ لحمَ مسلمٍ ... صحيح الأدب المفرد للألباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة