السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الاثنين، 20 نوفمبر 2017

هود عليه السلام

اكتشاف مدينة قوم عاد عام 1998
 هود بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح عليه السلام 
ويقال هو:   هود ابن عبد الله ابن رباح الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح
وقومه كانوا عربا يسكنون الأحقاف 
قال تعالى 
 "كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ(*)إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ(*)تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ(*)فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ(*)وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ"القمر
زمانهم
بعد أن ابتلعت الأرض مياه الطوفان الذي أغرق كل من كفر بنوحٍ  عليه السلام، بدأ كل  من آمن معه ونجاهم الله عز وجل بعمارة الأرض
 فكان كل من على الأرض في ذلك الوقت من المؤمنين. لم يكن بينهم كافر واحد. وبعد سنوات وسنوات. مات الآباء والأبناء وجاء أبناء الأبناء. ونسى الناس وصية نوح، وعادت عبادة الأصنام. وانحرف الناس عن عبادة الله وحده
والاحقاف هي جبال الرمل ،وكانت باليمن بين  عمان   وحضرموت (وهي منطقة تُعرف اليوم باسم الربع الخالي في أرض الجزيرة العربية) 
وكانت أرضاً مطلة على البحر يقال لها: الشحر، واسم واديهم   مغيث
وعن مسمي إرم
قال ابن كثير: من زعم أن (إرم) مدينة، فإنما أخذ ذلك من الإسرائيليات، وليس لذلك أصل أصيل. ولهذا قال:" الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ" الفجر، 
أي: لم يخلق مثل هذه القبيلة في قوتهم وشدتهم وجبروتهم، ولو كان المراد بذلك مدينة، لقال: التي لم يُبنَ مثلها في البلاد 
قوم هود 
1 امتلأت أرضُ قوم عاد بالنخيلِ والعِنَبِ والحُقولِ، وتَوسَّعَت بَساتينُهم
وبرعوا في البناء فبنوا مدينة عظيمة ذات قصور شاهقة لها أعمدة ضخمة لا نظير لها في تلك البلاد، كما قال تعالى:"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ(*)إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ(*)الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ" وهم عاد الأولى، وأما عاد الثانية فمتأخرة
كانوا يبنون القصور المترفة والصروح الشاهقة كما قال تعالى"أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ(*)وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ"
 2 كانوا أشد أهل زمانهم في الخلقة والشدة والبطش
 3 هم أول من عبد الأصنام بعد الطوفان ,حيث تَصَوّروا أنّ كلَّ هذا الخيرَ هو من بَركاتِ أصنامهم
 4 بعث الله فيهم أخاهم هوداً عليه السلام فدعاهم إلى الله فلما أمرهم بعبادة الله، ورغبهم في طاعته واستغفاره  ونصحهم وأكد لهم انه  لايريد اجرا على هدايتهم انما اجره على الله ولهذا قال:"يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"هود
5 كانوا يردوا عليه بأن هذا الأمر الذي تدعونا إليه سفه بالنسبة إلى ما نحن عليه ويقولون: ما جئتنا بخارق يشهد لك بصدق ما جئت به ... وما نحن بالذين نترك عبادة أصنامنا  وما نظن إلا أنك مجنون فيما تزعمه  إنما أصابك هذا أن بعض آلهتنا غضبت عليك فأصابك في عقلك
6 استبعدوا المعاد وأنكروا قيام الأجساد بعد ان تصبح  ترابا ًوتحدوه بأنه إن كان  صادقاً فليأت بما وعدهم من العذاب والنكال واكدوا له انهم فى كل الاحوال هم لن يؤمنوا به ولن يتبعوه
 تفصيل الهلاك:
لما أبوا إلا الكفر بالله عز وجل أمسك عنهم المطر ثلاث سنين حتى جهدهم ذلك حيث تَحوَّلت أرضُهم الخضراءُ إلى صحراء وضَرَبت المجاعةُ أرضَ الأحقافِ
وقد كان الناس إذا جهدهم أمر في ذلك الزمان فطلبوا من الله الفرج منه إنما يطلبونه بحرمه حيث يذهبون الى مكة
وذكر الإمام محمد بن إسحاق بن يسار
كان العماليق مقيمون بمكة وهم من سلالة عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح ، وكان سيدهم إذ ذاك رجلا يقال له معاوية بن بكر وكانت امه من عاد
وعندما انقطع المطر عن قوم هود  طويلاً بعثت عاد وفدا قريبا من سبعين رجلا ليستقوا لهم عند الحرم، فمروا بمعاوية بن بكربظاهر مكة  فنزلوا عليه فأقاموا عنده شهرا يشربون الخمر تغنيهم جاريتان لمعاوية الى ان تنبه القوم لما جاءوا له، فنهضوا إلى الحرم ودعوا لقومهم فدعا  داعيهم، فأنشأ الله سحابات ثلاثا:بيضاء،وحمراء،وسوداء .. ثم ناداه مناد من السماء: اختر لنفسك ولقومك من هذا السحاب .
فقال : اخترت السحابة السوداء فإنها أكثر السحاب ماء . 
فناداه مناد : اخترت رمادا رمددا لا تبقى من عاد أحدا لا والدا تترك ولا ولدا ، إلا جعلته همدا ، إلا بني اللوذية المهدا (( وهو بطن من عاد كانوا مقيمين بمكة فلم يصبهم ما أصاب قومهم . قال : ومن بقي من أنسابهم  وأعقابهم هم عاد الآخرة )) 
قال : وروا ، وقالوا : هذا عارض ممطرنا 
يقول تعالى :"فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ"  
 وكان أول من أبصر ما فيها وعرف أنها ريح فيما يذكرون ... امرأة من عاد يقال لها:"مهد" ، فلما تبينت ما فيها صاحت ، ثم صعقت ، فلما أفاقت 
قالوا : ما رأيت يا مهد ؟ 
قالت : رأيت ريحاً فيها كشهب النار ، أمامها رجال يقودونها 
*وفي صحيح الترمذي :عن رجل من ربيعة قال :قَدِمْتُ المدينةَ فدخلتُ علَى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فذَكَرتُ عندَهُ وافِدَ عادٍ 
فقلتُ: أعوذُ باللَّهِ أن أَكونَ مثلَ وافدِ عادٍ
فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ"وما وافدُ عادٍ؟"
قالَ: فقلتُ: على الخبيرِ سقطتَ، إنَّ عادًا لمَّا أُقْحِطَت بعثَت قيلًا فنزلَ على بَكْرِ بنِ معاويةَ بن وائل فسقاهُ الخمرَ وغنَّتهُ الجرادتانِ، ثمَّ خرجَ يريدُ جبالَ مَهْرةَ فقالَ:اللَّهمَّ إنِّي لم آتِكَ لمريضٍ فأداويَهُ ولا لأسيرٍ فأفاديَهُ فاسقِ عبدَكَ ما كنتَ مُسْقيَهُ، واسقِ معَهُ بَكْرَ بنَ معاويةَ، يشكرُ لَهُ الخمرَ الَّتي سقاهُ
فرُفِعَ لَهُ سحاباتٌ، فقيلَ لَهُ: اختر إحداهنَّ، فاختارَ السَّوداءَ منهنَّ، فقيلَ لَهُ: خُذها رمادًا رَمددًا، لا تذرُ من عادٍ أحدًا
وذُكِرَ أنَّهُ لم يُرسَلْ عليهم منَ الرِّيحِ إلَّا قدرُ هذِهِ الحلقةِ - يعني حلقةَ الخاتمِ - ثمَّ قرأَ:" وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ(*)مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ"سورة الذاريات
صححه الألباني
*بَدأت الرِّياحُ المُدمّرةٌ هُبوبَها ، وظَلَّت تَعصِفُ بِعُنفٍ مدّةَ سبعِ ليالٍ وثَمانيةِ أيام, لم تَهدأ ولم تَتوقّفْ إلاّ بعدَ أن طَمَرت الوادي الخَصيبَ بالرّمالِ، وانَدَثَرت المدينةُ العجيبةُ
يقول تعالى: "وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ(*)سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ "
والحسوم : الدائمة) . فلم تدع من عاد أحداً إلا هلك 
*أما  هود عليه السلام فقد  اعتزلهم في حظيرة هو ومن معه من المؤمنين فلم يصبهم من تلك الريح إلا نسيم العليل الذي تلين به الجلود
يقال إن قبره باليمن وقيل إنه بالشام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة