السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الخميس، 30 نوفمبر 2017

حفر زمزم على يَدَيْ عبد المطلب ، وفضل مائها

تجديد حفر زمزم على يَدَيْ عبد المطلب بن هاشمقال محمد بن إسحاق : ثم إن عبد المطلب بينما هو نائم في الحجر ، إذ أتي فأمر بحفر زمزم وكان أول ما ابتدئ به عبد المطلب من حفرها ، كما حدثني يزيد بن أبي حبيب المصري عن مرثد بن عبد الله اليزني عن عبد الله بن زرير الغافقي أنه سمع علي بن أبي طالب يحدث حديث زمزم حين أُمِرَ  عبد المطلب بحفرها قال:قال عبد المطلب: إني لنائم في الْحِجْرِ إذ أتاني آت فقال لي: احفر طِيبَةَ
قال: قلت : وما طِيبَة ؟ قال : ثم ذهب عني فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فجاءني فقال : احفر بَرَّةَ 
قال : قلت : وما بَرَّة ؟ قال : ثم ذهب عني فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فجاءني فقال : احفر الْمَضْنُونَةَ 
قال : قلت : وما الْمَضْنُونَة ؟ قال : ثم ذهب عني فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه فجاءني قال : احفر زَمْزَمَ 
قال : قلت : وما زَمْزَم ؟ قال : لا تَنْزِفُ أَبَدًا وَلَا تُذِمُّ  ، تسقي الحجيج الأعظم ... وهي بين الْفَرْثِ وَالدَّمِ ، عند نُقْرَةِ الْغُرَابِ الْأَعْصَمِ ، عند قرية النمل 
قال : فلما بَيَّنَ لي شأنها ، ودل على موضِعها ، وعرف أنه قد صدق ، غدا بمعوله ، ومعه ابنه الحارث بن عبد المطلب - وليس له يومئذ ولد غيره - فحفر فلما بدا لعبد المطلب الطَّيُّ كَبَّرَ... 
فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته فقاموا إليه فقالوا : يا عبد المطلب إنها بئر أبينا إسماعيل ، وإن لنا فيها حقا فأشركنا معك فيها 
قال : ما أنا بفاعل ، إن هذا الأمر قد خُصِصْتُ  به دونكم ، وأُعْطِيتُهُ  من بينكم 
قالوا له : فأنصفنا فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها
قال : فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه
قالوا : كاهنة بني سعد بن هذيم ... قال : نعم .
وكانت بأشراف الشام فركب عبد المطلب ، ومعه نفر من بني أمية ، وركب من كل قبيلة من قريش نفر فخرجوا والأرض إذ ذاك مَفَاوِزُ  حتى إذا كانوا ببعضِها نَفَدَ ماءُ عبد المطلب وأصحابه فعطشوا حتى استيقنوا بالهلكة فَاسْتَسْقَوْا من معهم فَأَبَوْا عليهم ، وقالوا : إنا بِمَفَازَةٍ ، وإنا نخشى على أنفسنا مثل ما أصابكم .
فقال عبد المطلب : إني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه بما بكم الآن من القوة فكلما مات رجل دفعه أصحابه في حفرته ثم وَارَوْهُ  حتى يكون آخرهم  رجلا واحدا .. فَضَيْعَةُ رجل واحد أيسر من ضَيْعَةِ رَكْبَ جميعاً .
فقالوا : نِعْمَ ما أمرت به 
فحفر كل رجل لنفسه حفرة ، ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشى ، ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه : إن إِلْقَاءَنَا بأيدينا هكذا للموت لَعَجْزٌ فعسى أن يرزقنا الله ماء ببعض البلاد .
فارتحلوا حتى إذا بعث عبد المطلب راحلته انفجرت من تحت خفها يْنُ مَاءٍ عَذْبٍ فَكَبَّرَ عبد المطلب وكَبَّرَ أصحابه ، ثم نزل فشرب وشرب أصحابه ، واستقوا حتى ملئوا أسقيتهم ، ثم دعا قبائل قريش، وهم ينظرون إليهم في جميع هذه الأحوال فقال: هَلُمُّوا إلى الماء فقد سقانا الله فجاءوا فشربوا واستقوا كلهم ، ثم قالوا لعبد المطلب : قَدْ وَاللَّهِ قُضِيَ لَكَ عَلَيْنَا والله ما نخاصمك في زمزم أبدا ، إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة لهو الذي سقاك زمزم فارجع إلى سقايتك راشدا فرجع ورجعوا معه ، ولم يصلوا إلى الكاهنة ، وخلوا بينه وبين زمزم . 
وتم بمشيئة الله حفر بئر زمزم  حيث وجد فيه غزالتين من ذهب اللتين كانت جُرْهُمٌ قد دفنتهما ، ووجد فيه أسيافا قلعية وأدراعا وتفجرت ماء زمزم من جديد فأصبحت سقاية الحجيج من  زمزم مسئولية عبد المطلب
ورغم وجود عدد من الآبار للمياه في مكة إلا أن  الناس كلهم انصرفوا إلي مياه زمزم  لمكانها من المسجد الحرام، ولفضلها على ما سواها من المياه ، ولأنها بئر إسماعيل بن إبراهيم، وافتخرت بها بنو عبد مناف على قريش كلها ، وعلى سائر العرب
وظلت  السقاية إلى عبد المطلب أيام حياته ، ثم صارت إلى ابنه أبي طالب مدة ، ثم اتفق أنه أملق في بعض السنين فاستدان من أخيه العباس عشرة آلاف إلى الموسم الآخر ، وصرفها أبو طالب في الحجيج في عامه فيما يتعلق بالسقاية فلما كان العام المقبل لم يكن مع أبي طالب شيء فقال لأخيه العباس : أسلفني أربعة عشر ألفا أيضا إلى العام المقبل أعطيك جميع مالك . فقال له العباس : بشرط إن لم تعطني تترك السقاية لي أكفكها . فقال : نعم 
فلما جاء العام الآخر لم يكن مع أبي طالب ما يعطي العباس فترك له السقاية فصارت إليه ، ثم من بعده صارت إلى عبد الله ولده ، ثم إلى علي بن عبد الله بن عباس  ....  البداية والنهاية لابن كثير
*أحاديث عن فضل زمزم
*قد ثبت في صحيح مسلم في حديث إسلام أبي ذر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في زمزم :" إِنَّهَا لَطَعَامُ طُعْمٍ ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ"
* في حديث  جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ماءُ زمزمَ لما شُرِبَ له" صححه الألباني في صحيح الجامع وصحيح ابن ماجه و صحيح الترغيب
*عن عبدالله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"خَيرُ ماءٍ على وجْهِ الأرضِ ماءُ زَمْزَمَ ، فِيه طعامٌ من الطُّعْمِ ، و شِفاءٌ من السُّقْمِ ، و شَرُّ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ بِوَادِي بَرَهُوتَ بِقُبَّةٍ بِحَضْرَمَوْتَ كَرِجْلِ الجَرادِ من الهَوامِّ ، تُصبِحُ تَتَدَفَّقُ و تُمسِي لا بِلالَ لَهَا"... صحيح الجامع
* وروى الترمذي في حديث مالك بن صعصعة الأنصاري:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"بينما أَنا عندَ البيتِ بينَ النَّائمِ واليَقظانِ، إذ سَمِعْتُ قائلًا يقولُ: أحَدٌ بينَ الثَّلاثةِ، فأتيتُ بطستٍ من ذَهَبٍ فيها ماءُ زمزمَ، فشرحَ صدري إلى كذا وَكَذا " قالَ قتادةُ: قُلتُ لأنَسٍ: ما يَعني؟ قالَ: إلى أسفَلِ بَطني، قال " فاستُخْرِجَ قَلبي، فغسلَ قَلبي بماءِ زَمزمَ، ثمَّ أُعيدَ مَكانَهُ، ثمَّ حُشِيَ إيمانًا وحِكْمةً" ... رواه الترمذي وصححه الألباني 
----------------------------------------------------
سُميت زمزم :لكثرة مائها وقيل: لضم هاجر رضي الله عنها لمائها حين انفجرت وزمها إياه
سُميت بَرَّة:لكثرة منافعها وسعة مائها
سُميت الْمَضْنُونَةَ:أي التي يضن بها لنفاستها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة