من الغار الى المدينة
مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار ثلاث ليال حتى انقطع عنهم الطلب، ثم خرجا من الغار ليلة غرة ربيع الأول من السنة الرابعة عشر من النبوة، وانطلق معهما عبد الله بن أريقط (الدليل) وعامر بن فهيرة يخدمهما ويعينهما فكانوا ثلاثة والدليل
أما قريشا فقد جعلت مئة ناقة لمن رده عليهم مما جعل سراقة حريصا علي الامساك بهم
أما قريشا فقد جعلت مئة ناقة لمن رده عليهم مما جعل سراقة حريصا علي الامساك بهم
قصة سراقة
عن عبد الرحمن بن مالك عن أبيه ، عن عمه سراقة بن مالك، قال :لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة مهاجرا إلى المدينة ، جعلت قريش فيه
فبينا أنا جالس في نادي قومي إذ أقبل رجل منا ، حتى وقف علينا ، فقال : والله لقد رأيت ركبه ثلاثة مروا علي آنفا ، إني لأراهم محمدا وأصحابه
فأومأت إليه بعيني : أن اسكت
ثم قلت : إنما هم بنو فلان ، يبتغون ضالة لهم
قال : لعله ، ثم سكت
ثم مكثت قليلا ، ثم قمت فدخلت بيتي ، ثم أمرت بفرسي ، فقيد لي إلى بطن الوادي ، وأمرت بسلاحي ، فأخرج لي من دبر حجرتي ، ثم أخذت قداحي التي أستقسم بها ، ثم انطلقت ، فلبست لأمتي ، ثم أخرجت قداحي ، فاستقسمت بها ، فخرج السهم الذي أكره لا يضره . قال : وكنت أرجو أن أرده على قريش ، فآخذ المئة الناقة . قال : فركبت على أثره ، فبينما فرسي يشتد بي عثر بي ، فسقطت عنه
فقلت : ما هذا ؟ ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها ، فخرج السهم الذي أكره لا يضره فأبيت إلا أن أتبعه فركبت في أثره ، فبينا فرسي يشتد بي ، عثر بي ، فسقطت عنه فقلت : ما هذا ؟ ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره لا يضره ، قال : فأبيت إلا أن أتبعه ، فركبت في أثره . فلما بدا لي القوم ورأيتهم ، عثر بي فرسي ، فذهبت يداه في الأرض ، وسقطت عنه ، ثم انتزع يديه من الأرض ، وتبعهما دخان كالاعصار فعرفت حين رأيت ذلك أنه قد منع مني ، وأنه ظاهر فناديت القوم :
فقلت : أنا سراقة بن جعشم : انظروني أكلمكم ، فوالله لا أريبكم ، ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر : قل له : وما تبتغي منا ؟
فقال ذلك أبو بكر
قلت : تكتب لي كتابا يكون آية بيني وبينك
قال : اكتب له يا أبا بكر
فكتب لي كتابا في عظم ، أو في رقعة ، أو في خزفة ، ثم ألقاه إلي ، فأخذته ، فجعلته في كنانتي ، ثم رجعت ، فسكت فلم أذكر شيئا مما كان
خيمة أم معبد
وفي طريقهم إلى المدينة نزل الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه بخيمة أم معبد،فسألاها عن الطعامٍ ونحوه، فاعتذرت بعدم وجود شيء سوى شاة هزيلة لا تدرّ اللبن، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الشاة فمسح ضرعها بيده ودعا الله أن يبارك فيها، ثم حلب في إناء وشرب منه الجميع
النزول فى قباء
نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على كلثوم بن هدم ، أخي بني عمرو بن عوف حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من منزل كلثوم بن هدم جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة وذلك أنه كان عزبا لا أهل له ونزل أبو بكر الصديق رضي الله عنه على خبيب بن إساف ، أحد بني الحارث الخزرج بالسنح
أما علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزل معه على كلثوم بن هدم
فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء ، في بني عمرو بن عوف ، عدة أيام أسس فيها مسجد قباء
ثم أخرجه الله من بين أظهرهم يوم الجمعة فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة في بني سالم بن عوف ، فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي ، وادي رانوناء ، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة
وصول النبي صلي الله عليه وسلم الي المدينة
ووصل النبي صلي الله عليه وسلم الي المدينة فى وسط استقبال كبير
يقول الصحابي البراء بن عازب " ما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم "
وقد ورد في كتب السيرة أن تطلع زعماء الأنصارإلى استضافة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكلما مر بأحدهم دعاه للنزول عنده ، فكان يقول لهم : دعوا الناقة فإنها مأمورة فبركت على باب أبي أيوب ، وكان داره طابقين
قال أبو أيوب الأنصاري : " لما نزل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي نزل في السّفل وأنا و أم أيوب في العلو
فقلت له : يا نبي الله - بأبي أنت وأمي - إني لأكره وأعظم أن أكون فوقك ، وتكون تحتي ، فاظهر أنت في العلو ، وننزل نحن فنكون في السفل .
فقال : يا أبا أيوب : إن أرفق بنا وبمن يغشانا أن نكون في سفل البيت
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حيث أدركته الصلاة ، ثم أمر ببناء المسجد في أرض كان فيها نخل لغلامين يتيمين من بني النجار .
وقد اشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقام المسلمون بتسويتها وقطع نخيلها وصفوا الحجارة في قبلة المسجد وبدأوا يعملون في بنائه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يرتجزون :
اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة
فانصر الأنصار والمهاجرة
اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة
فانصر الأنصار والمهاجرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا للاهتمام والمتابعة