السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأربعاء، 2 ديسمبر 2020

عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل رضي الله عنه

هوعبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار
وكان يُعرف أيضا بأمه ، فيقال له : ابن أم عبد 
* وهو  أول من جهربالقرآن بمكة بعد رسول الله  صلى الله عليه وسلم 
*هو الإمام الحبر ، فقيه الأمة   
كان من السابقين الأولين ، ومن النجباء العالمين ، وهاجر الهجرتين ، شهد بدرا وأحد ، وكان يوم اليرموك على النفل ، ومناقبه غزيرة ،و روى علما كثيرا 
**اسلامه
قال ابن مسعود: كنت أرعى غنم عقبة بن أبي معيط فمر بي رسول الله وأبو بكر فقال: "يا غلام هل من لبن؟" 
قلت: "نعم ولكن مؤتمن".
 قال: "فهل من شاة لم ينز عليها الفحل؟" (أي لا تدر لبنا) فأتيته بشاة فمسح درعها فنزل لبن فحلب في إناء فشرب وسقاه أبو بكر قال للضرع: "أقلص" (أي إنضم وأمسك عن إنزال اللبن) فقلص قال ابن مسعود: ثم أتيته بعد هذا ثم اتفقا فقلت: يا رسول الله علمني من هذا القول 
 فمسح رأسي وقال: "يرحمك الله إنك غلام معلم" ... رواه ابن حبان في صحيحه
**قربه من رسول الله  صلى الله عليه وسلم ومكانته
*عن عبدالله بن مسعود ، قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم   : "إِذْنُكَ عليَّ أن ترفعَ الحجابَ وأن تسمعَ سوادي حتَّى أنهاكَ"رواه ابن ماجه وصححه الألباني
وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال : كان ابن مسعود صاحب سواد رسول الله ( يعني سِرُّه ) ووساده ( يعني فراشه )  وسواكه ، ونعليْه ، وطهوره . وهذا يكون في السفر . 
*وعن القاسم بن عبد الرحمن قال : كان عبد الله يُلبِس رسول الله  صلى الله عليه وسلم  نعليه ، ثم يمشي أمامه بالعصا ، حتى إذا أتى مجلسه ، نزع نعليه ، فأدخلهما في ذراعه ، وأعطاه العصا ، وكان يدخل الحجرة أمامه بالعصا
* عن أبي موسى الأشعري عبدالله بن قيس قال : قدِمتُ أنا وأخي مِن اليمَنِ، فمكُثْنا حينًا،ما نُرَى إلا أنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ مَسْعودٍ رجلٌ مِن أهلِ بيتِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ، لِما نَرَى مِن دُخولِهِ ودُخولِ أُمِّهِ على النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ... رواه  البخاري 
* عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر قال:أتَينا حذيفةَ فقلنا : حدِّثنا من أقربُ النَّاسِ من رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم هديًا ودَلاًّ فنأخذَ عنْهُ ونسمعَ منْهُ ، قالَ : كانَ أقربَ النَّاسِ هديًا ودلاًّ وسمتًا برسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم ابنُ مسعودٍ حتَّى يتوارى منَّا في بيتِهِ ولقد علمَ المحفوظونَ من أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلمَ أنَّ ابنَ أمِّ عبدٍ هوَ من أقربِهم إلى اللَّهِ زُلفى ..رواه  الترمذي وصححه  الألباني
**مناقبه
* عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأنا معه وأبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ على عبدِ الله بنِ مسعودٍ وهو يقرأُ فقام فسمع قراءتَه ثم ركع عبدُ اللهِ وسجد قال فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :"سلْ تُعطَهْ . سَلْ تُعْطَهْ " صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
* عن الأسود بن يزيد قال :أُقيمتُ الصلاةُ في المسجدِ فجِئْنا نمشي مع عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ فلما ركع الناسُ ركع عبدُ اللهِ وركعْنا معه ونحن نمشي فمرَّ رجلٌ بين يدَيه فقال : السلامُ عليك يا أبا عبدِ الرَّحمنِ فقال عبدُ اللهِ وهو راكعٌ : صدق اللهُ ورسولُه فلما انصرف سأله بعضُ القومِ لمَ قلتَ حين سلَّم عليك الرجلُ صدقَ اللهُ ورسولُه ؟ قال : إني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول : "إنَّ من أشراطِ الساعةِ إذا كانت التَّحيَّةُ على المعرفةِ"صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
*عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : أمَر النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ابنَ مسعودٍ فصعَد على شجرةٍ أمَرَه أنْ يأتيَه منها بشيءٍ فنظَر أصحابُه إلى ساقِ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ حين صعَد الشجرةَ فضحِكوا مِنْ حُموشَةِ ساقيه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : "ما تَضحكون لَرِجْلُ عبدِ الله أثقل في الميزانِ يوم القيامة مِنْ أُحُد" رواه أحمد وروي مثله الطبراني
* عن عبد الله ، قال : قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  :رضيتُ لأُمَّتِي ما رَضِيَ لها ابنُ أمِّ عبدٍ "صححه الألباني في السلسلة الصحيحة 
*كان النبي   صلى الله عليه وسلم  يحب أن يسمع منه القرآن 
عن عبدالله بن مسعود ، قال : قال لي رسول الله  صلى الله عليه وسلم  :  "اقْرَأْ عَلَيَّ" . 
قلتُ : يا رسولَ اللهِ ، أقرَأُ عليكَ وعليكَ أُنزِلَ ؟ 
قال : "نعم" . فقرأتُ سورةَ النساءِ ، حتى أتيتُ إلى هذه الآية : "فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدً" . قال : "حسبُكَ الآن ". فالتفتُ إليهِ فإذا عيناه تذْرِفان ..... رواه البخاري
* وكان عبدالله بن مسعود مُتَبَحِّرًا في علوم القرآن الكريم مجتهدًا في الوصول الى اقصى درجات المعرفة بها
فعن مسروق ، عن عبدالله بن مسعود قال : وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ أُنْزِلَتْ وَلَا أُنْزِلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَ أُنْزِلَتْ وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنِّي بِكِتَابِ اللَّهِ تُبَلِّغُهُ الْإِبِلُ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ ... رواه البخاري 
*  سأل رجلٌ أبا موسى الأشعريِّ عن ميراث امرأةٍ تركت ابنتَها وابنةَ ابنِها وأختَها فقال : النصفُ للابنةِ وللأختِ النصفُ ثم طلب من السائل أن يأتي الى عبد الله ابن مسعودٍ ليرى فتواه 
فأتوا ابنَ مسعودٍ فأخبروه بقولِ أبي موسى فقال : لقد ضللت إذنْ وما أنا من المهتدينَ لأقضِيَنَّ فيها بقضاءِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ فقال: للابنةِ النصفُ ولابنةِ الابنِ السدسُ تكملةَ الثلثينِ وما بقيَ فللأختِ فأتوا أبا موسى فأخبروه بقولِ ابنِ مسعودٍ فقال أبو موسى : لا تسألوني عن شيءٍ ما دام هذا الحبرُ بينَ أظهرِكم. 
فعن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال . . . لَأَقضِينَّ فيها بقضاءِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أو قال قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ للابنةِ النِّصفُ ولابنةِ الابنِ السُّدُسُ وما بقِي فللأختِ فأتَوا أبا موسى فأخبروه بقولِ ابنِ مسعودٍ فقال أبو موسى لا تسألُوني عن شيءٍ ما دام هذا الحَبرُ بين أَظهُرِكم ... صححه الألباني في إرواء الغليل
*ويقول الشعبي : ما دخل الكوفة أحد من الصحابة أنفع علما ولا أفقه صاحبا من عبد الله 
* كان ابن مسعود أحد الذين ثبتوا بجوار النبي يوم أُحُد  كما قال ابن عباس ما بقي مع رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يوم أُحُد إلا أربعة ، أحدهم ابن مسعود 
**فى عهد الخلفاء الراشدين
 * ندبه عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الكوفة  
فعن الشعبي عامر بن شراحيل قال:أنَّ مُهاجِرَ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ كان بحِمْصٍ فحَدَرَهُ عمرُ إلى الكوفةِ وكتبَ إليهم :إني واللهِ الذي لا إلهَ إلا هو آثرتُكُم بهِ على نفسي فخُذُوا منهُ ... صححه  الألباني في إرواء الغليل
* ذكر ابن كثير في البداية والنهاية جاء رجلٌ إلى عمرَ بنِ الخطابِ فقال إني جئتُك من عند رجلٍ يُملي المصاحفَ عن ظهرِ قلبٍ ففزِع عمرُ وغضبَ وقال ويحك انظرْ ما تقول قال: ما جئتُك إلا بالحقِّ قال من هو قال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ 
قال: ما أعلمُ أحدًا أحقَّ بذلك منه وسأُحدِّثُك عن ذلك إنا سَهَرْنا ليلةً في بيتٍ عند أبي بكرٍ في بعضِ ما يكون من حاجةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثم خرجنا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يمشي بيني وبين أبي بكرٍ فلما انتهينا إلى المسجدِ إذا رجلٌ يقرأ فقام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يستمعُ إليه فقلتُ يا رسولَ اللهِ أَعْتَمْتَ فغمزَني بيدِه يعني اسكُتْ قال فقرأ وركع وسجد وجلس يدعو ويستغفرُ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَلْ تُعطَهْ ثم قال:" من سرَّه أن يقرأَ القرآنَ رطبًا كما أُنزل فلْيقرأْ قراءةَ ابنِ أمِّ عبدٍ" فعلمتُ أنا وصاحبي أنه عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ فلما أصبحتُ غدوتُ إليه لأُبشِّرَه فقال سبقك بها أبو بكرٍ وما سابقتُه إلى خيرٍ قطُّ إلا سبَقَني إليه
* وعن زيد بن وهب الجهني قال : كنتُ جالسًا عند عمرَ إذ جاءه رجلٌ نحيفٌ فجعل ينظرُ إليه ويتهلَّلُ وجهُه ثم قال كُنَيفٌ مُلِئَ علمًا كُنَيفٌ مُلئَ علمًا يعنى عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ ... صححه  الألباني في إرواء الغليل
*في عهد عثمان 
 شَقّ على ابن مسعود ، لكون عثمان ما قدَّمه على كتابة المصحف ، وقدَّم في ذلك زيد بن ثابت ، وكذلك كان ابن مسعود بعيدا  عنه بالكوفة ، ولأن زيدا كان يكتب الوحي لرسول الله  صلى الله عليه وسلم  فهو إمام في الرسم ، وابن مسعود فإمام في الأداء ، ثم إن زيدا هو الذي ندبه الصدِّيق  قبل وفاته لكتابة المصحف وجمع القرآن 
وقد أمر عثمان بتغيير المصاحف للنسخ الجديدة 
* وقد تعجب ابن مسعود من أن الناس تابعوا قراءتهم للقرآن على قراءة زيد  وتركوا قراءئه
عن عبدالله بن مسعود قال:أخذتُ من فِي رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سبعينَ سورةً ولا يُنازعُني فيها أَحَدٌ ... صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
فوقف ابن مسعود خطيبٍا بين الناس مستنكرًا  أن يقرأ على قراءة زيد
 فعن شقيق بن سلمة قال:خطبنا ابنُ مسعودٍ فقال : كيف تأمُروني أن أقرأَ على قراءةِ زيدِ بنِ ثابتٍ بعدما قرأتُ من في رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بضعًا وسبعين سورةً ، وإنَّ زيدًا مع الغلمانِ له ذُؤابتانِ ؟ !... صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
* فأرسل عثمان  إلى ابن مسعود للعودة الى المدينة
فاجتمع إلي ابن مسعود  الناس ، فقالوا : أقم فلا تخرج ، ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه . فقال : إن له علي طاعة ، وإنها ستكون أمور وفتن لا أحب أن أكون أول من فتحها . فرد الناس وخرج إليه 
**وفاته
 *مرض عبد الله ، فعاده عثمان ، وأمر له بعطاء ولكن ابن مسعود  رفض ولم يطلب الا رحمة ربه( وكان عثمان  قد حرمه عطاءه سنتين)
*وعن  عامر بن عبد الله بن الزبير قال : أوصى ابن مسعود وكتب : إن وصيتي إلى الله وإلى الزبير بن العوام ، وإلى ابنه عبد الله بن الزبير ،  وإنهما في حِلٍّ وبِلٍّ مما قضيا في تركتي ، وإنه لا تزوج امرأة من نسائي إلا بإذنهما وقد  أوصى إلى الزبير أن يصلي عليه
ومات ابن مسعود بالمدينة ، ودُفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين  وقد كان عمره بضعا وستين سنة
 *وعن قيس قال : دخل الزبير على عثمان  رضي الله عنه  بعد وفاة عبد الله ، فقال : أعطني عطاء عبد الله ، فعيال عبد الله أحق به من بيت المال . فأعطاه خمسة عشر ألفا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة