السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الخميس، 7 فبراير 2019

جرير بن عبد الله الصحابي الجليل رضى الله عنه

هوجرير بن عبد الله ابن جابر بن مالك بن نصر بن ثعلبة بن حشم بن عوف 
وأيضا اشتهر بإسم ،جرير بن عبد الله البجلي
* الأمير النبيل الجميل أبو عمرو  من أعيان الصحابة 
من أواخر الصحابة الذين أسلموا قبل وفاة النبي بفترة وجيزة
* كان مضرب المثل للجمال خَلْقًا وخُلُقًا  وكانوا يشبهونه بجمال سيدنا يوسف
مناقبه
ذهب لمبايعة النبي صلى الله عيه وسلم في أواخر عهد النبوّة حيث بايعه على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة
فعن جَرير بن عبد اللَّه، قال: بايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى إِقامِ الصَّلاةِ، وإِيتاءِ الزَّكاةِ، والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ ... رواه  البخاري
* ذكره النبي صلى الله عليه وسلم بأن على وجهه مسحة مَلَك 
عن جريرِ بنِ عبدِ الله قال: لمَّا دنوتُ من مدينةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنختُ راحلتي وحللتُ عَيْبَتِي فلبستُ حُلَّتِي فدخلتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يخطبُ فسلَّمتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فرماني الناسُ بالحَدَقِ فقلتُ لجليسٍ يا عبدَ اللهِ هل ذَكَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من أمري شيئًا قال نعم ذَكَرَكَ بأحسنِ الذِّكْرِ بينَما هو يخطبُ إذ عَرَضَ له في خطبتِه فقال :"إنه سيدخلُ عليكم من هذا البابِ رجلٌ من خيرِ ذي يمنٍ على وجهِه مسحةُ مَلَكٍ" فحمدتُ اللهَ على ما أبلانِي ... السلسلة الصحيحة 
*  كان هناك في الجاهليّة صنم أو بناء يُقال له: ذو الخَلَصَة، حيث كانت القبائل دوس وخثعم وبجيلة يتعبدون عنده ، فبعثه الرسول صلى الله عليه وسلم على رأس فرسان من بجيلة لهدمها
فعن جَرير بن عبد اللَّه، قال: قال لي رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم"أَلَا تُرِيحُنِي مِنْ ذِي الخَلَصَةِ". وكان بَيْتًا فيه  خَثْعَم، يُسَمّى كَعْبَة اليَمَانِيَة ، فانْطَلَقت في خَمسِين ومِئة مِن أحْمَس، وكانوا أصحاب خيل، فَأَخْبَرْت النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم أَنِّي لا أَثْبُت على الخيل، فضَرَبَ في صَدري حتَّى رأيتُ أَثَرَ أَصَابِعه في صدري فقال: "اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، وَاجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا". فانْطَلَق إليها فَكَسَرَها وحَرَّقَها، فَأرسل إلى النّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُبَشِّرُه، فقال رسول جرير: يا رسول اللَّه ، والَّذي بَعَثَك بالحَقّ، ما جِئتُك حتَّى ترَكْتُها كأنَّها جَمَل أَجْرَب. فبَارَك على خَيْل أحْمَسَ ورِجَالِها خَمْس مرَّات... رواه البخاري
* رغم قِصَر مدته مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه شهد معه  عدة مواقف منها
عن جَرير بن عبد اللَّه، قال: كُنّا مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فنَظَر إلى القمر ليلة البَدْر، فقال: "إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا لَا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا" قال: ثُمّ قرأ: "وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها" سورة طه ... رواه البخاري
*عن جَرير بن عبد اللَّه، قال: ما حَجَبَنِي رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم مُنْذ أسْلَمتُ، ولا رَآنِي إلَّا ضَحِك... رواه البخاري
* كان جَرير بن عبد اللَّه يُرضي العاملين على صدقاته أسوة بما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم
عن جريرِ بنِ عبدِ الله قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلمَ: جاء ناسٌ من الأعرابِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فقالوا : إنَّ ناسًا من المُصدِّقينَ يأتوننا فيَظلموننا . قال فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ : " أَرْضُوا مُصدِّقيكم " . قال جريرٌ : ما صدر عنى مُصدِّقٌ ، منذُ سمعتُ هذا من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلا وهو عني راضٍ ... رواه مسلم
المُصدِّقينَ :هم العَامِلُون علَى الصَّدَقَات) 
* عن  جرير بن عبدالله  قال : كنتُ باليمَنِ فلَقيتُ رجلَينِ من أهلِ اليمَنِ : ذا كُلاعٍ وذا عمرٍو ، فجعَلتُ أُحَدِّثُهم عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فقال لي ذو عمرٍو : لئن كان الذي تَذكُرُ من أمرِ صاحبِك ، لقد مرَّ على أجلِه منذُ ثلاثٍ ، وأقبَلا معي حتى إذا كنا في بعضِ الطريقِ ، رُفِع لنا ركبٌ من قِبَلِ المدينةِ فسأَلْناهم ، فقالوا : قُبِض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، واستُخلِف أبو بكرٍ ، والناسُ صالحونَ . فقالا : أخبِرْ صاحبَك أنا قد جئنا ولعلنا سنعودُ إن شاء اللهُ ، ورجَعا إلى اليمَنِ ، فأخبَرتُ أبا بكرٍ بحديثِهم ، قال : أفلا جئتَ بهم ، فلما كان بعدُ قال لي ذو عمرٍو : يا جَريرُ إن بك عليَّ كرامةً ، وإني مُخبِرُك خبَرًا : إنكم ، مَعشرَ العربِ ، لن تَزالوا بخيرٍ ما كنتُم إذا هلَك أميرٌ تأمَّرتُم في آخَرَ ، فإذا كانتْ بالسيفِ كانوا ملوكًا ، يَغضَبون غضبَ الملوكِ ، ويَرضَون رِضا الملوكِ ... رواه البخاري 
* كان يخدم صحابة النبي صلى الله عليه وسلم حتى وإن كانوا أصغر منه سِنًّا
عن أنس بن مالِك  رضي الله عنه قال: صَحِبتُ جَرير بن عبد اللَّه، فَكَان يَخْدُمُنِي _وهو أكبر من أنس_ قال جَرير: إنّي رأيتُ الأَنصار يصنَعون شَيئا، لا أَجِدُ أحدا منهم إِلَّا أَكرَمتُه... رواه  البخاري
* لقَّبَه عمر بن الخطاب بيوسف  هذه الأمة وكان  يقول له :يرحمك الله ، نِعم السّيد كنت في الجاهلية ، ونِعم السّيد كنت في الإسلام ... الطبقات لابن سعد
* أرسل عمر بن الخطاب جيش من المسلمين إلى أرض العراق ، وهم سبعة آلاف رجل وكتب عمر إلى أبي عبيدة أن يرسل من كان بالعراق ممن قدم مع خالد إلى العراق ، فجهز عشرة آلاف ، عليهم هاشم بن عتبة ، وأرسل عمر بن الخطاب : جرير بن عبد الله البجلي في أربعة آلاف إلى العراق فقدم الكوفة ثم خرج منها فواقع هرقران المدار فقتله وانهزم جيشه ، وغرق أكثرهم في دجلة فلما وصل الناس إلى العراق وجدوا الفرس مضطربين في ملكهم 
* له دور مشهود هو قومه في يوم القادسية
فقد قاتلت بجيلة بقيادة جرير تحت لواء سعد بن أبي وقاص في معركة القادسية ضد الفُرس ، وكان تعداد بجيلة يومئذ يُقدر بألفيّ مقاتل  وكان بسعد عرق النسا ودماميل ، فاستخلف خالد بن عرفطة  على الناس ، فاختلف الجيش عليه  فقال جرير : " أما إني بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن أسمع وأطيع لمن ولاه الله الأمر وإن كان عبدا حبشيا "  فما وافق على الفتنة ، وعمل جاهدا على إطفاء نارها .
وجعل سعد على ميمنة الناس جريرا  حيث كان قائدا بارزا من قادة سعد في القادسية .
وكان لجرير وبجيلة قومه أثر عظيم في انتصار المسلمين على الفرس في هذه المعركة الحاسمة ، ففي الأول من أيام القادسية ( يوم أرماث ) . وجه الفرس ثلاثة عشر فيلا ، وفي رواية أخرى ستة عشر فيلا إلى مواقع بجيلة ، ففرقت بين الكتائب وفرّت الخيل مذعورة ولكن المُشاة ( المحاربون بدون فَرَس ) من بجيلة ثبتوا في مواضعهم وأرسل لهم سعد بن أبي وقاص  بني أسد الذين هاجموا الفيلة واستطاعوا  بعد جهد  وعناء شديد أن يجعلوا الفيلة والقوات الفارسية تتقهقر  .
فكان ثبات بجيلة  العنيد ، أتاح للمسلمين تدارك الموقف الخطير  عند هجوم فيلة الفرس على قواتهم 
وفي ليلة اليوم الرابع من أيام القادسية ( ليلة الهرير ) حملت بجيلة بقيادة جريرعلى القوات الفارسية مع من حمل عليها من القبائل العربية ، غير منتظرة أمر سعد بالحملة ، فعذرها سعد قائلا : " اللهم اغفرها لهم وانصرهم " فقضوا في تلك الليلة على عدد ضخم من الفُرس
* حضر وفاة المُغِيرة بن شُعبة وألقى خطبة يوم موته
عن زِياد بن عِلَاقة، قال: سَمِعت جَرير بن عبد اللَّه  يوم مات المُغِيرة بن شُعبة، قام فحَمِد اللَّه وأَثنى علَيْه، وقال: "عَلَيْكُمْ بِاتِّقاءِ اللَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، والوَقارِ، والسَّكِينَةِ، حتَّى يأتِيَكُمْ أَمِيرٌ، فإِنَّما يأتِيكُمُ الآنَ. ثُمَّ قالَ: اسْتَعْفُوا  لأَمِيرِكُمْ؛ فإِنَّهُ كان يُحِبُّ العَفْوَ. ثُمَّ قالَ: أَمَّا بَعْدُ فإِنِّي أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: أُبايِعُكَ عَلَى الإِسْلامِ، فَشَرَطَ عَلَيَّ: "والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ". فَبايَعْتُهُ عَلَى هذا، وَرَبِّ هذا المَسْجِدِ إِنِّي لَناصِحٌ لَكُمْ. ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَنَزَلَ... رواه البخاري
*سكن جرير الكوفة ، ثم سكن قرقيسياء
*كان رسولا من عَلِيّ إلى معاوية فعن عمران بن عبد العزيز الزهري قال : بلغني أن جريرا قال: 
بعثني عَلِيّ إلى معاوية يأمره بالمبايعة ، فخرجت لا أرى أحدا سبقني إليه ; فإذا هو يخطب ، والناس يبكون حول قميص عثمان ، وهو معلق في رمح .
*  وعندما اظهرت الفتنة واشتدت اعتزلها ورفض ان ينضم لأي من الفريقين
فقد روى شعيب الأرناؤوط  وكذلك الامام الذهبي :عن جريرِ بنِ عبدِ الله قال:بَعَثَ إليَّ عليٌّ رضِيَ اللهُ عنه ابنَ عبَّاسٍ والأشعثَ بنَ قَيسٍ، فأتَياني وأنا بقَرْقِيسيَةَ، فقالا: إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ يُقرِئُكَ السَّلامَ، ويُخبِرُكَ أنَّه نِعمَ ما أراكَ اللهُ من مُفارَقَتِكَ، فأْتني أُنزِلْكَ مَنزِلةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم التي أنزَلَكَها، فقال لهما جَريرٌ: إنَّ نبيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَني إلى اليَمَنِ؛ لِأُقاتِلَهم وأدعُوَهم، فإذا قالوا: لا إلهَ إلَّا اللهُ، حَرُمَتْ عليَّ دماؤُهم وأموالُهم، فلا أُقاتِلُ رَجُلًا يقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ أبدًا، فرَجَعْنا على ذلك
وفاته
توفي جرير سنة إحدى وخمسين وقيل  سنة أربع وخمسين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة