السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رسالة ترحيب

الأربعاء، 31 يوليو 2019

خالد بن الوليد الصحابي الجليل رضي الله عنه

هوخالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن  كعب بن لؤي بن  غالب بن فهر 
*يلتقي في النسب مع الرسول  في مُرة بن كعب الجد السادس للرسول
*هو سيف الله المسلول ، وفارس الإسلام و قائد المجاهدين ، ولم يهزم في أكثر من مائة معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من الإمبراطورية الرومية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية وحروب القبائل العربية
* كنيته :أبو سليمان  ، وأُمُّه لُبابة بنت الحارث بن حزن الهلالية، أختُ ميمونة أم المؤمنين، وأخت لُبابة الكبرى زوجة العباس رضي الله عنهم. 
* وأبوه هو الوليد بن المغيرة سيد بني مخزوم أحد أغنى أغنياء مكة ، وكان  رأس الكُفر في مكة وقد نزل فيه الكثير من آيات الله تعالي والتي توعَّده فيها بالعذاب
* كان خالد بن الوليد شريفًا في الجاهلية ، وقد تعلم  فنون الفروسية والقتال وعُرف بالشجاعة والإقدام فأصبح من أقوي فرسان العرب واشتهر بحُسن تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين ،  فكان دائمًا في مُقدَّم خيلهم
* وكانت قريش توكِّل إليه في الحروب أمر القبّة وأعِنّه الخيْل في الجاهلية، أما القبّة فكانوا يضربوﻧﻬا ليجمعوا فيها ما يجهزوا به الجيش، وأما الأعنّة فإنه فهي المقدم على خيول قريش في الحرب
* في غزوة بدر لم يشارك خالد بن الوليد ولكن وقع فيها شقيقه الوليد أسيرًا في أيدي المسلمين. وذهب خالد وشقيقه هشام لفداء الوليد
وقد قال ابن عبد البر: الوَلِيد بن الوَلِيد:  أسَرَه عبد الله بن جحش، ويقال: سُلَيط بن قيس المازنيُّ الأنصاريُّ، فقَدِمَ في فدائه أخواه خالدٌ وهشامٌ، فتمنَّع عبد الله بن جحش حتَّى افتكَّاه بأربعة آلاف درهم، فجعل خالد يريد ألَّا يبلغ ذلك، فقال هشامٌ لخالد: إنَّه ليس بابن أمِّك، والله لو أبى فيه إلَّا كذا وكذا؛ لفعلتُ، فلمَّا افتُدِي؛ أَسلَم، فقيل له: هلَّا أسلمت قبل أن تُفتَدى وأنت مع المسلمين، فقال: كرهتُ أن يظنُّوا بي أنِّي جزعت من الإسار، فحبسوه بمكَّة، وكان صلى الله عليه وسلم يدعو له فيمن دعا له مِن مُستضعَفي المؤمنين بمكَّة، ثمَّ أفلت مِن إسارهم، ولحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد عمرة القضيَّة، وقد تُوُفِّيَ في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم... الإستيعاب في معرفة الأصحاب
* في أُحُد قاتل خالد مع المشركين واستغل خطأ رماة المسلمين، عندما تركوا جبل الرُّماة لجمع الغنائم بعد تفوق المسلمين في بداية المعركة فانتهز خالد ذلك الخطأ ليلتف حول جبل الرماة ويهاجم مؤخرة جيش المسلمين،فهزموا المسلمين
* أيضا شارك في غزوة الخندق في جانب المشركين ، و قد تولى هو وعَمْرو بن العاص تأمين مؤخرة الجيش في مائتي فارس، خوفًا من أن يتعقبهم المسلمون
* وفي الحُدَيْبِية عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما من المدينة معتمرا ، كان خالد على خيل قريش 
فعن المِسْوَر بن مخْرمة ومَرْوان قالَا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلَّم زَمَنَ الحُدَيْبِية، حَتَّى كَانُوا بِبَعض الطَّريق، قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلَّم"إِنَّ خالد بن الوليد بِالغَمِيمِ ، فِي خَيْلٍ لِقُرَيْشٍ طَلِيعَةً ، فَخُذُوا ذَاتَ اليَمِينِ". فوَاللَّهِ ما شَعَرَ بِهِم خَالد حتَّى إذا هُمْ بِقَتَرَة الجيش، فانْطَلق يَرْكُض نَذِيرًا لِقُريش .. إلى آخر الحديث ... رواه البخاري
مناقبه
* بعد صلح الحديبية أرسل الوليد إلى أخيه خالد برسالة يدعوه فيها للإسلام ولإدراك ما فاته وأخبره بسؤال النبي صلى الله عليه وسلَّم عنه ، فاستجاب خالد وقرر الذهاب الي يثرب بعد أن عرض الأمر على عثمان بن طلحة العبدري، فوافقه إلى ذلك ، وبينما هم في طريقهم إلى يثرب، التقوا عمرو بن العاص مهاجرًا ليعلن إسلامه، فدخل ثلاثتهم يثرب في أوائل عام 8 هـ معلنين إسلامهم
* شهد غزوة مؤتة كمحارب مسلم وهي أُولَى مشاهده في الإسلام
وقد بدأت المعركة، وواجه المسلمين موقفًا عصيبًا، حيث قتل القادة الثلاثة على التوالي، عندئذ اختار المسلمون خالدًا ليقودهم في المعركة لأنهم يعلمون فروسيته وبطولاته سابقا
فصمد الجيش بقية اليوم، وفي الليل نقل خالد ميمنة جيشه إلى الميسرة، والميسرة إلى الميمنة، وجعل مقدمته موضع الساقة، والساقة موضع المقدمة. ثم أمر طائفة بأن تثير الغبار ويكثرون الجلبة خلف الجيش حتى الصباح. وفي الصباح، فوجئ جيش الروم والغساسنة بتغيّر الوجوه والأعلام عن تلك التي واجهوها بالأمس، إضافة إلى الجلبة ، فظنوا أن مددًا قد جاء للمسلمين 
فقد قال الواقدي: فحدثني العطاف بن خالد قال: لما قُتل ابن رواحة مساء ، بات خالد بن الوليد ، فلما أصبح غدا  وقد جَعل مُقدِّمَته سَاقَته، وسَاقَته مُقدِّمَته، ومَيْمَنته مَيْسَرته ، ومَيْسَرته مَيْمَنته ، قال: فأنكروا ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيئتهم، وقالوا: قد جاءهم مدد، فرُعِبوا وانكشفوا منهزمين، قال: فقتلوا مقتلة لم  يقتلها قوم ... البداية والنهاية لابن كثير
 وقد نجح خالد في أن يحفظ الجيش من إبادة شاملة وعاد بهم للمدينة ، فأثنى عليه الرسول ولقّبه بسيف الله المسلول
* عن حُمَيد بن هِلال:عن أنس بن مالك رضي اللهُ عَنه، قال: قال النَّبِيّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسلَّم"أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَها جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَها عَبْدُ اللَّهِ بنُ رَواحَةَ فَأُصِيبَ "وَإِنَّ عَيْنَيْ رسُول اللَّهِ صلَّى اللهُ عَلَيه وسلَّم لَتَذْرِفانِ" ثُمَّ أَخَذَها خالِدُ بنُ الوَلِيدِ مِنْ غَيْرِ إِمْرَةٍ فَفُتِحَ لَهُ"... رواه البخاري
* عن قيس بن أَبي حازم، قال: سَمِعتُ خالد بن الوَليد يقول: "لقد انْقَطَعَتْ فِي يَدِي يَوْم مُؤتَة تِسعة أَسْياف، فما بقِيَ فِي يَدِي إلّا صَفِيحة يمانِيَة"... رواه البخاري
* عن أبي هريرة، قال: نزلنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم منزلًا فجعل الناسُ يمرُّون فيقول رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ :"من هذا يا أبا هريرة"، فأقول :فلان ،فيقول :"نعمَ عبدُ اللهِ هذا"، فيقول :"من هذا "،فأقول: فلان ،فيقول:" بئسَ عبدُ اللهِ هذا "،حتى مرَّ خالد بن الوليد فقال:" مَن هذا "،قلت :هذا خالد بن الوليد ،قال :"نعمَ عبدُ اللهِ خالدُ بنُ الوليدِ سيفٌ من سيوفِ اللهِ" ... رواه الترمذي وصححه الألباني 
* في فتح مكة كان خالد أحد القادة الذي أمَّرهم رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلّم، حيث توجه رسُول اللَّهِ صلَّى اللهُ عَلَيه وسلَّم في  عشرة آلاف مقاتل إلى مكة، وأَمَر القادة  أن يدخلوا مكة كلٌ من باب. فدخلوها كل من الباب الموكل إليه، ولم يلق أحدهم قتالاً إلا كتيبة خالد، والذي استطاع  خالد أن يظفر بهم
* قال عُرْوة بن الزبير : وأخبرني نافع بن جُبَير بن مُطعم قال: سَمِعتُ العبّاس يقول للزُّبَيْر بن العوّام: يا أبا عبد اللَّه، هاهُنا أَمَرك  رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم   أَن تَرْكُز الرَّايَة؟ قال: وأَمَرَ  رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم   يَوْمئذ خالد بن الولِيد أَن يَدْخُلَ مِنْ أَعْلَى مكَّة مِن كَداءٍ، ودَخَل النّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن كُدا، فَقُتِلَ مِن خَيْل خالد يَوْمئذ رَجُلان: حُبَيْش بن الأشْعَر، وكُرْز بن جابِر الفِهْريّ... رواه البخاري
* أرسل رسُول اللَّهِ صلَّى اللهُ عَلَيه وسلَّم :خالد بن الوليد في سرية من ثلاثين فارسًا لهدم صَنَم العُزَّى ، فهدمها ثم رجع إلى رسُول اللَّهِ صلَّى اللهُ عَلَيه وسلَّم ، فأخبره فسأله رسُول اللَّهِ صلَّى اللهُ عَلَيه وسلَّم  إن كان قد رأى شيئا؟، فرد بالنفي، فطلب منه رسُول اللَّهِ صلَّى اللهُ عَلَيه وسلَّم  أن يعود لأنه لم يهدمها. فرجع خالد وهو متغيظ فجرَّد سيفه، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ناشرة الرأس، فضربها خالد فشقها نصفين ورجع إلى رسُول اللَّهِ صلَّى اللهُ عَلَيه وسلَّم . فأخبره فقال: "نعم تلك العُزَّى، وقد يئست أن تُعبَد ببلادكم أبدا"
*أرسل رسُول اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم  السرايا لدعوة القبائل إلى الإسلام، فأرسل خالد بن الوليد قائدًا على 350 من المهاجرين والأنصار وبني سليم في سرية إلى  بني جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة ، ولم يأمره بقتال ، ولكن وقع بعض القتل فتبرأ منه  رسُول اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم ، فأرسل  رسُول اللَّهِ صلَّى الله عليه وسلَّم  :عَلِيًّا إلى بني جذيمة، لدفع ديّة قتلاهم 
فعن عبد الله بن عمر قال: بَعَثَ النَّبِيّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسلَّم خَالد بن الولِيد إِلَى بَنِي جَذِيمَة، فلَمْ يُحْسِنُوا أن يَقولوا: أسلَمنا، فقَالُوا: صَبَأنا صَبَأنا ، فجَعَل خَالد يَقْتُلُ ويَأسِر، ودَفَع إِلَى كُلّ رَجُل مِنّا أسِيرَهُ، فأَمَر كُلّ رَجُل مِنّا أَن يَقْتل أسِيرَهُ، فقُلتُ: واللَّه لا أَقتُل أَسِيري، ولا يقْتُل رَجُل من أَصحَابي أسِيرَهُ، فذكرْنَا ذلك للنَّبِيّ صلَّى اللهُ عَلَيه وسلَّم، فقال: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ ". مَرَّتيْن... رواه البخاري
* شهد مع رسول الله  صلى الله عليه وسلم  غزوة حُنين، وكان على مُقدَّمة خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في بني سُلَيم يوم حنين، وجُرح يومئذٍ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يطوف بين الرِّحَال ويقول: "مَنْ يَدُلُّنِي عَلَى رَحْلِ خَالِدٍ"، حتَّى وقَف عَلَيْه، فنَفَثَ فِي جُرْحه فبَرِأ.
فعن عبد الرحمن بن أزهر : رأيت رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يوم حُنين يتخلل الناس ، يسأل عن رَحْل خالد ، فدُلّ عليه ، فنظر إلى جُرحه ، وحسبت أنه نَفَثَ فيه ...  صححه شعيب الأرناؤوط في تخريج سير أعلام النبلاء
* أرسل رسول الله صلَّى الله عَلَيه وسلَّم :خالد بن الوليد و المغيرة بن شعبة، لهدم صنم اللات بثقيف فدمَّروه ودمَّروا ماكان تحته من أساسات 
* وشهد خالد بن الوليد أيضًا  غزوة تبوك 
* أرسل رسول الله صلَّى الله عَلَيه وسلَّم :خالد بن الوليد إلى دومة الجندل في  أربعمائة وعشرين فارسا في سنة تسع  هجري
* وأرسل رسول الله صلَّى الله عَلَيه وسلَّم :خالد بن الوليد في سرية إلى أكيدر بن عبد الملك صاحب دُومة الجندل، سنة تسع  هجريا، فأَسَره وقتل أخاه ، ثم أحضر أكيدر بن عبد الملك  لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصالحه على الجزية.
* أرسل رسول الله صلَّى الله عَلَيه وسلَّم :خالد بن الوليد سنة عشرٍ في سرية من أربعمائة مقاتل إلى بني الحارث بن كعب بن مذحِجٍ بنجران، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثًا، فإن استجابوا له يقبل منهم ويقيم فيهم ويعلمهم دينهم، وإن لم يفعلوا يقاتلهم ،وبالفعل أسلموا على يد خالد ، وأقام  فيهم يعلمهم الإسلام، ثم قدِمَ معه رجالٌ منهم، وأسلموا ورجعوا إلى قومهم بنجران .
* أرسل  رسول الله صلَّى الله عَلَيه وسلَّم :خالد بن الوليد لليمن ليدعوهم إلى الإسلام فأقام فيهم شهورا  ، ولم يستجب له أَحَد ،فأرسل  رسول الله صلَّى الله عَلَيه وسلَّم عَلِيًّا و أمَرَ بعودة خالد ، فدعاهم عَلِيّ    فأسلموا جميعا
فعن أبي إسحاق: سمِعتُ البَراء رضي الله عنه قال: بَعَثَنا رسول الله صلَّى الله عَلَيه وسلَّم مع خالد بن الولِيد إلى اليَمن، قال: ثُمّ بَعَث عَلِيًّا بعد ذَلك مَكانه، فقال: "مُرْ أَصْحابَ خالِدٍ، مَنْ شاءَ مِنْهُمْ أَنْ يُعَقِّبَ مَعَكَ فَلْيُعَقِّبْ، وَمَنْ شاءَ فَلْيُقْبِلْ". فَكُنْتُ فِيمَنْ عَقَّبَ مَعَهُ،  قال: فغَنِمْتُ أَواق  ذَوات عَدَد ... رواه البخاري
* عن أَبي سعيد الخُدريّ يقول: بَعَثَ عَلِيُّ بن أَبي طالب  رضي الله عنه إلى رسول اللَّه صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم من اليَمَن بِذُهَيْبَة في أَدِيم مَقْرُوظ ، لم تُحَصَّل من تُرابها. قال: فقسَمها بيْن أَربَعَة نَفَر: بيْن عُيَيْنة بن بَدْر، وأقرع بن حابس، وزيد الخَيْل، والرّابع: إِمَّا عَلقَمَة، وإِمَّا عامِر بن الطُّفيل، فقال رَجُل مِن أَصحابه: كُنَّا نَحن أَحَقّ بهَذا مِن هؤُلاء! قال: فَبَلَغ ذَلِك النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم فقال: "أَلا تَأْمَنُونِي وَأَنا أَمِينُ مَنْ فِي السَّماءِ، يَأْتِينِي خَبَرُ السَّماءِ صَباحًا وَمَساءً؟!". قال: فقام رَجُل غائر العينَيْن، مُشْرف الوَجنَتَيْن، ناشِز الجَبهة، كَثُّ اللّحية، مَحْلُوق الرّأس، مُشَمَّرُ الإِزارِ، فقال: يا رسول اللَّه اتَّق اللَّه. قال: "وَيْلَكَ، أَوَلَسْتُ أَحَقَّ أَهْلِ الأَرْضِ أَنْ يَتَّقِيَ اللَّهَ؟!". قال: ثُمّ وَلَّى الرَّجُل. قال خالد بن الوليد: يا رسول اللَّه، ألَا أَضْرِب عُنُقَه؟ ، قال: "لَا؛ لَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ يُصَلِّي". فقال خالِد: وكَمْ مِن مُصَلّ يقول بِلِسانه ما ليْس فِي قَلبه ، قال رسول اللَّه صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم"إِنِّي لَمْ أُؤْمَرْ أَنْ أَنْقُبَ  قُلُوبَ النَّاسِ وَلَا أَشُقَّ بُطُونَهُمْ". قال: ثُمّ نَظَر إِلَيْه وهو مُقَفٍّ ، فقال : "إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئ  هَذا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ رَطْبًا، لَا يُجاوِزُ حَناجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَما يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ - وَأَظُنُّهُ قال: - لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ"... رواه البخاري
** بعض مواقفه مع رسُول اللَّه صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم
* عن عبد الله ابْنِ عَبَّاسٍ: عن خالد بن الوليد :  أَنَّهُ دخل مع رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم بَيْت مَيْمُونة، فأُتِيَ بِضَبّ مَحْنُوذ، فأَهْوَى إِلَيْه رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بيَدِه، فقال بعض النّسْوة:أَخْبِرُوا رسُول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بِمَا يُريد أن يَأكُل. فقالُوا: هُو الضَّبُّ  يا رسُول الله . فرَفَعَ يَدَه ، فقُلْتُ: أحَرَامٌ هُو يا رسول اللَّه؟ فقال: "لَا؛ وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ". قال خالد: فاجْتَرَرْتُهُ فأكَلْتُه، ورسُول الله صلّى الله عليه وسلَّم يَنْظُر ... رواه البخاري
عن أَبي سَعيد الخُدرِيّ يقول: كان بينَ خالدِ بن الوليدِ وبينَ عبدِ الرَّحمن بن عوفٍ شيءٌ، فَسَبَّه خالدٌ، فقال رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"لا تَسُبُّوا أحدا من أصحابي؛ فإنَّ أحدَكم لو أنفَق مثلَ أُحدٍ ذهباً ما أدركَ مُدَّ أحدِهم ولا نصيفَه"... رواه مسلم
*عن جُبيرِ بنِ نُفيرٍ عن عوفِ بنِ مالكٍ قال: قتَل رجلٌ من حِميَر رجلاً من العدوّ، فأراد سلَبَه، فمنَعَه خالد بن الوليد (وكان والياً عليهم)  فأتى رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عوفُ بنُ مالكٍ فأخبرَه، فقال لخالد: "ما منعَك أن تعطيَه سَلَبه ؟" ،قال: استكثرتُه يا رسول الله ؛ قال: "ادفعْه إليه". فمرَّ خالدٌ بعوفٍ، فجرَّ بردائِه ثم قال: هل أنجَزتُ لك ما ذكَرتُ لك من رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فسَمِعه رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلّم، فاستغضب وقال: "لا تعطِه يا خالدُ، هل أنتمْ تاركوا  لي أمرائِي؟ إنَّما مثلُكم ومثلُهم كمثلِ رجلٍ استُرعِيَ إبلاً وغنماً، فرعاها، ثم تحيَّن سقيَها، فأورَدَها حوضاً، فشرعَت فيه  ، فشربَت صفْوَهُ، وتركَت كدرَهُ، فصفوُه لكُم، وكدرُه عليهِم"... رواه مسلم
* وعن خالد بن الوليد، قال : كان بيني وبينَ عمار بن ياسر كلام، فأغلظتُ لهُ في القول، فانطلق عمارٌ يشكوني إلى رسولِ اللهِ   صلَّى الله عليه وسلَّم  ، فجاء خالدٌ وهو يشكوهُ إلى النبيِّ   صلَّى الله عليه وسلَّم  ، قال : فجعل يغلظُ لهُ ولا يزيدهُ إلا غلظة، والنبيُّ   صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم   ساكتٌ لا يتكلمُ، فبكى عمارٌ وقال : يا رسول الله ! ألا تراهُ ؟ ! فرفع النبيُّ   صلَّى الله عليه وسلَّم   رأسهِ، وقال : "منْ عادى عمارًا عاداهُ اللهُ، ومن أبغضَ عمارًا أبغضهُ اللهُ"، قال : خالدٌ : فخرجتُ ؛ فما كان شيءٌ أحبَّ إليَّ منْ رضى عمارٍ، فلقيتُهُ بما رضيَ فرضيَ ...صححه الألباني في تخريج مشكاة المصابيح
* بعد وفاة رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم   كان له دورا كبيرا في قتال أهل الردة وفتوح الشام والعراق
فقد أمَّر  الخليفة أبو بكر :خالد بن الوليد على جيش كبير بعد أن بدأت القبائل في للقضاء على الرِّدَّة ، فوجهه إلى إخضاع طيئ ،ثم محاربة مدَّعي النبوة: طليحة بن خويلد وقبيلته  بني أسد، ثم التوجه لإخضاع بني تميم 
وقبل أن يتحرك جيش خالد ، وصل عدي بن حاتم الطائي بأموال زكاة طيئ، فانضمَّت طئ لجيش خالد وتوجهوا  الي قبيلة بنى أسد  ، واشتبك معهم في بُزاخة، وهزمهم وفرّ طليحة بإمرأته النوار إلى الشَّام 
ثم  أمر خالد جيشه بعد ذلك بمطاردة فلول المنهزمين الذين التفوا حول أم زمل (سلمى بنت ملك بن حذيفة)  وهي سيدة  كانت تُحرِّض قومها لقتال المسلمين فقاتلهم خالد في معركة كبيرة في ظفر، وهزمهم وقتل أم زمل وبعث بخبرالفتح للصّدِّيق
ثم توجه خالد بعد ذلك بجيشه إلى بني تميم فوجدهم قد هربوا فتتبعوهم وأسروا منهم زعيمهم مالك بن نويرة وجماعة من قومه حيث تم قتلهم ،  فلما علم عمر بن الخطاب ذلك طلب من أبي بكر عزل خالد  ، فقال له أبو بكر  : " لا أَشِيمُ سَيْفًا سَلَّهُ اللَّهُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ " 
*و في معركة اليمامة : كان  أبو بكر قد وجّه الي مسيلمة الكذاب فى اليمامة  لواءً بقيادة عكرمة بن أبي جهل، ثم أتبعه بلواء آخر بقيادة شرحبيل بن حسنة ولكن عكرمة انهزم فى مواجهة جيش مسيلمة  قبل أن يدركه جيش شرحبيل بن حسنة،و حين وصل شرحبيل بجيشه، أدرك صعوبة الموقف، لذا أرسل للخليفة ليُعلمه بما كان حينئذ ، كان خالد قد فرغ من أمر بني تميم، فأمره أبو بكر بالتوجه من البطاح إلى اليمامة، لقتال مسيلمة الكذاب ،ودارت معركة مريرة قاسية على المسلمين حيث انتهت بانتصار المسلمين ومقتل مسيلمة وأعوانه في حديقة الموت التي تحصَّنوا بها ، وقيل أن جيش المسلمين قد فقدوا 1200 شهيدا منهم 360 شهيدا من المهاجرين والأنصار 39 من حفظة القرآن الكريم
* أَمَرَ  الخليفة الصِّدِّيق خالدا بأن يجمع جُنده في اليمامة، وألا يستكره أحدًا منهم، ولا يستعين بمن ارتد عن الإسلام وإن كان عاد إليه ، ويتوجه إلى العراق حيث فيها قطبة بن قتادة بالبصرة،  و المثنى بن حارثة الشيباني بالكوفة.
* كانت أول معارك خالد في العراق أمام جيش فارسي بقيادة "هرمز" صاحب فرج الهند ، وهو أشد فروج فارس ، وظفر بهم خالد بن الوليد وانتصر جيشه فى معركة سُميت ذات السلاسل لكثرة من سُلسِل بها من فرسان فارس ، فنَفله أبو بكر: سَلب هرمز، وكانت قلنسوته بمائة ألف، وكانت مرصعة بالجواهر
وواصل خالد وجيشه الزحف الى أن واجه الفُرس مرة أخري وانتصر عليهم بمعركة  المذار (الثني) وكان سببها:أن كسرى قد بعث بمدد إلى هرمز بعد أن علم بقدوم خالد، فبعث جيشا كبير وعلى رأسه : قارن بن قريانس، ولكنه لم يصل إلى هرمز ، فالتف إليه كل من فرّ  من الفُرس بعد هزيمة ذات السلاسل، واتفقوا على العودة لمواجهة خالد بن الوليد ، فساروا إلى موضع يقال له: المذار ، فاقتتلوا ، وانتصر المسلمون وفرَّت الفُرس ولحقهم المسلمون  فقتلوا منهم يومئذ ثلاثين ألفا وغرق كثير منهم في الأنهار والمياه 
* وتلاها انتصار آخر فى معركة الولجة
فبعد هزيمة الفُرس في المذار ، بعث ملك الفرسُ يومئذ، جيشين أحدهما بقيادة الأمير  الاندر زغر ، وانضم إليه طائفة من بكر بن وائل من نصارى العرب والآخر بقيادة الأمير بهمن جاذويه، فساروا حتى بلغوا مكانا يقال له: الولجة ، فسار إليهم خالد فاقتتلوا قتالا أشد من السابق إلى تم النصر للمسلمين وفرَّ من فرَّ من الفُرس ،( أصاب خالد في وقعة الولجة ابنا لجابر بن بجير وابنا لعبد الأسود من بني بكر بن وائل..الكامل لابن الأثير )
فاجتمعت العشائر من بكر بن وائل للانتقام من خالد فأمدَّ ملك الفرس بجيش آخر ،واجتمعوا في أليس ، وأيضا كانت حربا مريرة وقاسية انتهت بهزيمة الفُرس ، وذكر ابن كثير أن : عدد القتلى بلغ سبعين ألفا
* لما بلغت الأخبار  والأخماس والأسارى إلى أبي بكر الصِّدِّيق فقال : يا معشر قريش إن أسدكم قد عدا على الأسد ، فغلبه على خراذيله ، عجزت النساء أن يلدن مثل خالد بن الوليد ...البداية والنهاية
* ومن فتح الى فتح سواء بحروب أو حِصارات أو صُلْحا ، أصبحت معظم العراق تحت سيطرة المسلمين و مِن بين  مَن عقدوا صلحا :أهل الحيرة
"وكتب لأهل الحيرة كتاب أمان، فكان الذي راوده عليه عمرو بن عبد السيح بن بقيلة ، ووجد خالد معه كيسا، فقال: ما في هذا ؟،(وفتحه خالد فوجد فيه شيئا)، فقال ابن بقيلة: هو سُم ساعة، فقال: ولم استصحبته معك ؟ ،فقال حتى إذا رأيت مكروها في قومي ، أكلته فالموت أحب إليّ من ذلك، فأخذه خالد في يده وقال: إنه لن تموت نفس حتى تأتي على أجلها، ثم قال: بسم الله خير الأسماء، رب الأرض والسماء، الذي ليس يضر مع اسمه داء، الرحمن الرحيم ، قال: وأهوى إليه الأمراء ليمنعوه منه فبادرهم فابتلعه، فلما رأى ذلك ابن بقيلة قال: والله يا معشر العرب لتملكن ما أردت ما دام منكم أحد، ثم التفت إلى أهل الحيرة فقال: لم أر كاليوم أوضح أقبالا من هذا، ثم دعاهم وسألوا خالدا الصُّلح فصالحهم وكتب لهم كتابا بالصُّلح... البداية والنهاية لابن كثير
* ما أن انتهى خالد من وقعة عين التمر  منتصرا ، حتى  استنصره عيَّاض بن غنم قائد المسلمين الذى كان يحارب فى دومة الجندل ، فتوجه خالد إليه بجيشه، فجعل دومة بينه وبين جند عياض، ونجح في افتضاض الحصن في معركة دومة الجندل
وقد انتهز أهل العراق فرصة غياب خالد، فثاروا على الحاميات الإسلامية، ووصل الخبر لخالد في دومة الجندل،فعاد واستطاع اخضاعهم مرة أخرى في معارك المصّيخ  والثني  والزميل
* واصل خالد زحفه في العراق شمالاً حتى بلغ الفراض علي الحدود بين العراق والشام حيث كان لا يفصله عن الروم سوي نهر الفرات فعبروا النهر اليه وهزمهم  فى معركة الفراض
* ومع بداية العام الثالث عشر من الهجرة قرر الخليفة الصِّدِّيق  أن يبدأ غزو الشام مثلما فعل في العراق
فوجّه الخليفة الصِّدِّيق :أربعة جيوش دفعة واحدة إلى الشام، بقيادة أبي عبيدة الجراح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وعمرو بن العاص لمواجهة الرُّوم ،ولكنهم فوجئوا بأضعاف جيوشهم عدة وعتاد ، فأرسل أبو عبيدة إلى أبي بكر يطلب المدد الذي بدوره أرسل إلى خالد بن الوليد يأمره أن  يسير بنصف الجند إلى الشام ليلحق جيوش المسلمين ، فتوجه  خالد بن الوليد بجيشه إليهم من ناحية تدمر فصالح أهل تدمر وأركه، ووصل إلى قناة بصرى ، فصالحه صاحبها وسلمها إليه ، فكانت أول مدينة فُتحت من الشام ، ثم التقت الجيوش مجتمعة مع الرُّوم فى معركة اجنادين التى انتهت بهزيمة الروم وفرارهم 
* بلغ خالد أن الروم قد حشدوا جيشًا آخر يشرف على 240 ألف جندي في اليرموك، فتوجهت جيوش المسلمين إليهم ، ليجدوا الأعداد الهائلة في تعداد جيش الروم ،فاتفق  أمراء الصِّديق على أن يجتمعوا جيشا واحدا ويتناوبوا الإمارة ،وبدأوا بخالد بن الوليد أميرا عليهم
* وذكر الوليد بن مسلم أن ماهان طلب خالدا ليبرز إليه فيما بين الصفين فيجتمعا في مصلحة لهم فقال ماهان: إنا قد علمنا أن ما أخرجكم من بلادكم الجهد والجوع، فهلموا إليَّ أن أعطي كل رجل منكم عشرة دنانير وكسوة وطعاما وترجعون إلى بلادكم، فإذا كان من العام المقبل بعثنا لكم بمثلها.
فقال خالد: إنه لم يخرجنا من بلادنا ما ذكرت، غير أنا قوم نشرب الدماء، وأنه بلغنا أنه لا دَمّ أطيب من دم الروم. فجئنا لذلك ... البداية والنهاية لابن كثير
* وخرج جرجه أحد الأمراء الكبار من الصف واستدعى خالد بن الوليد فجاء إليه حتى اختلفت أعناق فرسيهما، فقال جرجه: يا خالد أخبرني فاصدقني ولا تكذبني، فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني فإن الكريم لا يخادع المسترسل بالله، هل أنزل الله على نبيكم سيفا من السماء فأعطاكه فلا تسله على أَحَد  إلا هزمتهم ؟ قال: لا ! قال: فبم سُميت سيف الله ؟ قال: إن الله بعث فينا نبيه فدعانا فنفرنا منه ونأينا عنه جميعا، ثم إن بعضنا صدّقه وتابعه، وبعضنا كذبه وباعده، فكنت فيمن كذبه وباعده، ثم إن الله أخذ بقلوبنا ونواصينا فهدانا به وبايعناه ، فقال لي: أنت سيف من سيوف الله سلَّه الله على المشركين ، ودعا لي بالنصر، فسميت سيف الله بذلك فأنا من أشد المسلمين على المشركين.
فقال جرجه: يا خالد إلى ما تدعون ؟ قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله والإقرار بما جاء به من عند الله عز وجل ، قال: فمن لم يجيكم ؟ ، قال: فالجزية ، ونمنعهم ،قال: فإن لم يعطها قال: نؤذنه بالحرب ثم نقاتله ، قال: فما منزلة من يجيكم ويدخل في هذا الأمر اليوم ؟ قال : منزلتنا واحدة فيما افترض الله علينا، شريفنا
ووضيعنا وأولنا وآخرنا ، قال جرجه: فلمن دخل فيكم اليوم من الأجر مثل ما لكم من الأجر والذخر ؟ قال: نعم وأفضل .
قال: وكيف يساويكم وقد سبقتموه ؟ ، فقال خالد: إنا قبلنا هذا الأمر عنوة  وبايعنا نبينا وهو حي بين أظهرنا تأتيه أخبار السماء ويخبرنا بالكتاب ويرينا الآيات، وحق لمن رأى ما رأينا، وسمع ما سمعنا أن يسلم ويبايع، وإنكم أنتم لم تروا ما رأينا، ولم تسمعوا ما سمعنا من العجائب والحجج، فمن دخل في هذا الأمر مِنكم بحقيقة ونِيَّة كان أفضل منا ؟ ، فقال جرجه: بالله لقد صدقتني ولم تخادعني ؟ قال: تالله لقد صدقتك  وإن الله وليّ ما سألت عنه.
فعند ذلك قلب جرجه الترس ومال مع خالد وقال: علمني الإسلام، فمال به خالد إلى فسطاطه فسَنّ عليه قربة من ماء ثم صلى به ركعتين.
وزحف خالد بالمسلمين حتى تصافحوا بالسيوف فضرب فيهم خالد وجرجه من لدن ارتفاع النهار إلى جنوح الشمس للغروب ... البداية والنهاية
وصلّى المسلمون صلاة الظهر وصلاة العصر إيماء، وأخَّر الناس صلاتي العشاءين حتى استقر الفتح،وأصيب جرجه رحمه الله ولم يُصلِّ لله إلا تلك الركعتين مع خالد ، وانتصر المسلمون فى اليرموك بعد معركة طاحنة ليبدأ سقوط الرُّوم فى الشام 
وفي أثناء ذلك : أقبل رسول يحمل خبر وفاة أبي بكر وتولِّى عُمر بن الخطاب الخلافة، ومعه كتاب إلى أبي عبيدة يولّيه إمارة الجيش ويعزل خالد من امارة الجيش إلا أن خالد ظل تحت قيادة أبي عبيدة، كأحد قادته ولم يقصر فى واجبه ، فتوجه خالد  وأبو عبيدة الي دمشق وفتحوها ، وتوالت الفتوحات إلى أن سيطرت جيوش المسلمين علي بلاد الشام  فوصلت القدس ثم انطاكية و أرمينية والاناضول والرها وقنسرين وغيرهم
* لما وُلِّيَ عمر بن الخطاب  الخلافة عزل خالد بن الوليد ووَلَّى أبو عبيدة أمين الأمة على أن لا يخرج عن رأي أبي سليمان .. البداية والنهاية لابن كثير
* عن عدي بن سهيل قال: كتب عُمَر إلى الأمصار " إنّي لم أعزل خالدًا عن سَخْطة ولا خيانة، ولكن الناس فُتِنوا به، فخِفت أن يوكِّلوا إليه ويُبتلوا به. فأحببت أن يعلموا أن الله هو الصانع، وألا يكونوا بعَرض فتنة "
**وفاته
* لما حضرته الوفاة حبَّس فرسه وسلاحه في سبيل الله ... أسد الغابة
* قال خالد بن الوليد عند وفاته : " لَقَدْ شهدتُ  مِئَةَ زَحْفٍ أَوْ زهاءهَا، ومَا فِي بَدَنِي مَوْضِع شِبْر إلّا وفِيه ضَرْبة، أَو طَعْنة، أَوْ رَمْية، وهَا أنَا أَمُوْت عَلَى فِرَاشي كما يموت العير، فلَا نَامَتْ أَعْيُنُ الجُبَنَاءِ، وَمَا مِنْ عَمَلٍ أَرْجَى عِنْدَي مِنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَا مُتَترِّسٌ بِهَا مِنَ النَّارِ "... أسد الغابة لابن الأثير
* توفي خالد بن الوليد بحمص، وقيل: بالمدينة  سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر، وأوصى إلى عمرو رضي الله عنه ... أسد الغابة
وقيل: بل توفي بحمص ودفن في قرية على ميل من حمص سنة إحدى وعشرين أو اثنتين وعشرين في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأوصى إلى عمر ابن الخطاب ... الإستيعاب في معرفة الأصحاب
* اجتمع نساء بني المغيرة للبكاء على خالد بعد وفاته ،ولما بلغ عمر رضي الله عنه ، قال عمر رضي الله عنه: "مَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يَبْكِيْنَ أَبَا سُلَيْمَانَ مَا َلْم يَكُنْ نَقْعٌ، أَوْ لَقْلَقَةٌ"
قيل النقع: رفع الصوت ، وقيل: أراد شق الجيوب. واللقلقة: الجلبة، كأنه حكاية الأصوات إذا كثرت واللقلق اللسان ..أسد الغابة
وقيل النَّقْعُ: التُّراب على الرَّأس، واللَّقْلَقَةُ: الصّوْت.
قيل: لم تبق امرأة من بني المغيرة إلا وضعت لمتها على قبر خالد، يعني حلقت رأسها ... أسد الغابة لابن الأثير
* وذكر ابن حزم أنه :كثر وِلْد خالد بن الوليد  وكانوا يقيمون بالشام فأصابهم طاعون فانقرضوا جميعهم، ولم يبقَ منهم أحد، وورثهم أيوب بن سَلَمَة  بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا للاهتمام والمتابعة

اذهب لأعلى الصفحة